فوائد إنشاء مخطط للخطاب:
ربما تتساءل عمَّا إن كان عليك أن تتكبد عناء إنشاء مخطط للخطاب، أم يمكنك الاكتفاء بمجرد حفظ الأفكار الرئيسة ذهنياً، لكن يُنصح بأن يُنشئ جميع المتحدثين مخططات لخطاباتهم، والتي تُعد طريقة هامة جداً لتنظيم الأفكار الرئيسة وجميع العناصر المختلفة للخطاب بطريقة تثير انتباه الجمهور، فيتفق خبراء فن الخطابة على أنَّ المخطط هو أسهل طريقة لإنشاء مسودة نهائية لخطاب منظَّم ينال إعجاب الجمهور.
نستعرض فيما يأتي بعض فوائد إنشاء مخطط للخطاب قبل العمل عليه:
1. التركيز:
يساعد إنشاء المخطط على التركيز على فكرة الأطروحة والأفكار الرئيسة في الخطاب؛ فكل رسم توضيحي أو مثال أو معلومة تستخدمها في الخطاب يجب أن تكون متعلقة بالرسالة الأساسية التي تود إيصالها، لذلك يضمن إنشاء المخطط أن تكون جميع النقاط التي تتطرق إليها مرتبطة بالفكرة الرئيسة.
2. تنظيم الخطاب:
يجب أن يكون الخطاب منظَّماً كي يتمكن الحضور من متابعة أفكارك؛ إذ عليك أن تعرض أفكارك بترتيب منطقي يسهل تتبعه، فالمخطط إذاً هو بمنزلة بنية أو أساس لخطابك، فتتضح أمامك جميع الأفكار الرئيسة كي تتمكن من إعادة ترتيبها ترتيباً منطقياً ليسهل على الحضور الإصغاء إليك.
3. الانتقال بين الأفكار بسلاسة:
يساعدك مخطط الخطاب على الانتقال بسلاسة بين أفكاره المختلفة؛ فحينما تعرف الأفكار التي تسبق وتلي فكرة معينة، سيسهل عليك ذكر عبارات منطقية تناسب سياق الحديث لتنتقل من فكرة إلى أخرى، وستربط بذلك بين محاور الخطاب بسلاسة، بدلاً من أن تبدو الأفكار ركيكة.
4. توفير الوقت:
يُعد المخطط أداة تنظيمية توفر عليك الوقت والجهد؛ فحينما تستخدم المخطط لكتابة المسودة النهائية للخطاب، لن تحتار في أمرك عند البدء، وسيسهل عليك إنهاء الخطاب بأكمله لأنَّ الأفكار الرئيسة والفرعية واضحة بالفعل، وتبقى مهمتك الوحيدة هي تسجيل التفاصيل.
الطول المناسب لمخطط الخطاب:
يعتمد طول مخطط الخطاب على طول الخطاب بحد ذاته، سواء أكنت ستقدم محاضرة سريعة مدتها دقيقتين أم عرضاً تقديمياً طويلاً لمدة ثلاثين دقيقة، ويعتمد طول المخطط أيضاً على مقدار المعلومات التي ترغب بإضافتها إليه، فبعض المتحدثين يكتفون بذكر الأفكار الرئيسة على شكل تعداد نقطي، ويفضِّل آخرون استخدام جمل كاملة لتقديم فكرة شاملة عن موضوع الخطاب، كما يعتمد طول المخطط على نوع المخطط الذي تستخدمه.
شاهد بالفديو: 8 طرق هامة لتعلّم فن مخاطبة الجمهور
أنواع المخططات:
توجد عدة أنواع من المخططات، وكل نوع منها مخصص لمرحلة مختلفة من عملية كتابة الخطاب، فإليك بعض الأنواع:
1. المخطط الهيكلي:
يُعد المخطط الهيكلي أساس الخطاب، وتحتاج لإنشائه إلى ما يأتي:
- موضوع الخطاب.
- فكرة عن "الجملة الجذابة" التي ستفتتح بها الخطاب.
- فكرة الأطروحة.
- 3-5 أفكار رئيسة (يجب أن تقدم في كل منها حجة أساسية تدعمها بمراجع مناسبة).
- الخاتمة.
يجب أن تتضمن كل فكرة من الأفكار الرئيسة أفكاراً فرعية أيضاً، فيفيد المخطط الهيكلي في تغيير الأفكار ونقلها بسهولة؛ فإذا كنت تعتقد أنَّ ترتيب الأفكار الرئيسة غير منطقي، أو يجب إلغاء فكرة معينة، فتستطيع إجراء التغييرات المطلوبة، ولن تضطر إلى حذف أي جزء عملت عليه بجهد في الخطاب لأنَّك لم تعمل عليه بعد.
بعد تجهيز المخطط الهيكلي هذا، يمكنك الانتقال إلى النوع التالي من المخططات، والذي ستضيف إليه مزيداً من التفاصيل.
2. المخطط التفصيلي:
يتكون هذا المخطط من جمل كاملة، دون وجود تعدادات نقطية أو اختصارات؛ فعليك أن تبحث عمَّا يجب إضافته، وتكتب المعلومات على شكل جمل كاملة.
يساعدك المخطط التفصيلي على التأكد من:
- إضافة جميع المعلومات التي يحتاج الجمهور إلى معرفتها.
- تنظيم المادة تنظيماً متقَناً.
- عدم تجاوز الفترة الزمنية المحددة لك لإنهاء الخطاب.
لذا، لا تلغِ هذه الخطوة الهامة عند التخطيط للخطاب.
3. مخطط الحديث:
آخر نوع تحتاجه من المخططات هو مخطط الحديث، والذي يتضمن تفاصيل أقل من المخطط التفصيلي؛ فيتضمن الأجزاء الرئيسة من الخطاب، مثل المقدمة، والأفكار الرئيسة والخاتمة، لكنَّك تستطيع إضافة بعض التفاصيل عن كل منها أيضاً، مثل: اقتباس يجب تذكره بحرفيته أو مجرد بضع كلمات لتتذكر قصة تود مشاركتها.
هذا هو المخطط الذي يجب استخدامه عند إلقاء الخطاب، وقد ترى أنَّ استخدام المخطط التفصيلي أفضل، لكن إذا استخدمته فستكتفي بمجرد قراءة الخطاب فحسب، وهذا ليس هو المطلوب، سيبدو خطابك أكثر سلاسة إذا استخدمت مخطط الحديث.
في الختام:
لقد تحدَّثنا في الجزء الأول من مقالنا هذه عن فوائد إنشاء مخطط للخطاب والطول المناسب له، وأبرز أنواعه، وسنكمل الحديث في الجزء الثاني والأخير منه عن خطوات لإنشاء مخطط الخطاب، إلى جانب نصائح إضافية لكتابة الخطاب.
أضف تعليقاً