كيف تعزّز علاقتك مع أصدقائك القدامى؟
1. بادر إلى التواصل معهم:
ربما يكون هذا هو السبب الأكثر شيوعاً وراء انفصال الأصدقاء بعضُهم عن بعض. إذ يبدأ الأمر بأشياء تافهة مثل نسيان الردّ على رسالةٍ ما، أو عدم الرّد على مكالمةٍ واردة؛ ويتطوّر إلى أن يجد المرء نفسه لا يتحدّث مع صديقه لأسابيع، ومن ثم لأشهر فسنوات.
لكن لم يحدُث ذلك؟
تقول عالمة النفس السريرية الدكتورة "ليزا فايرستون": "إنَّ الألفة هو العدوّ في هذه الحالة؛ فالألفة والراحة التي نشعر بها مع شخصٍ آخر يمكن أن تجعلنا في بعض الأحيان نتجاوز الحدود معه، أو ننسى أن نُعرِبَ عن امتناننا تجاهه. كما قد يجعلنا الروتين معرضين أكثر لأن ننظر إلى صداقتنا مع أحد الأشخاص كأمرٍ من المُسلَّمات".
2. حاول تذكُّر الأشياء الصغيرة التي عشتموها سويةً:
سيُقدِّرُك الناس أكثر إن تذكرت التفاصيل الصغيرة عنهم؛ إذ يُظهر ذلك أنَّك تهتمُّ لأمرهم وأنَّك تكترث إلى كلّ تفاصيل علاقتك معهم مهما كانت بسيطة.
لذا لا تشعر بالاستياء لمجرَّد أنَّهم قد أخلفوا بموعدٍ يجمعهم بك، أو لمجرد أنَّهم خذلوك في إحدى المرات. وتذكر بدلاً من ذلك جميع الأوقات التي هبُّوا فيها إلى مدِّ يد العون إليك عندما كنت بأمسِّ الحاجة إلى ذلك.
3. كن صادقاً معهم:
الصدق هو أساس الصداقة القوية، إذ تصبح علاقاتك مسمومةً عندما تكون غير ذلك.
تقول الدكتورة "ليزا": "يساعد إجراء حوارٍ صادقٍ على تفادي التحدث بلهجة سخريةٍ وغضبٍ في لحظات الاستفزاز. كما تتشكّل الصداقات طويلة الأمد بسبب صدق شخصين في التعامل مع بعضهما بعضاً. والصديق الذي يكون صريحاً معك دوماً، يدفعك إلى أن تعيش حياةً صادقةً أنت أيضاً.
4. تعامل مع خلافاتك معهم تعاملاً سليماً:
يرتبط هذا الأمر بالنضج لإدراك أنَّه لا يمكنك التحكّم في كلّ شيء، وأنَّه يجب عليك تَقَبُّلَ الأشخاص كما هم عليه حقيقةً، لا كما تريدهم أن يكونوا؛ فبغضِّ النظر عن كمِّ القواسم المشتركة بينك وبين أصدقائك، فهم كانوا ومازالوا وسيظلَّون أشخاصاً مختلفين. وفي كلِّ الأحوال، يجب أن تصادق أناساً يكونون على نقيضك تماماً؛ فمن شأن هذا أن يُثري تجربتك ويغير منظورك تجاه الحياة.
5. تعاطَف معهم دوماً:
تقول الدكتورة "ليزا": "عندما يتعلَّق الأمر بعلاقاتنا مع الآخرين، يكون من الضروري أن نهتمّ بالقيام بما هو صحيح، بدلاً من أن نكون على صواب".
إنَّه لمن السَّهلِ الحُكم على أصدقائنا بسبب تصرفاتهم وقراراتهم؛ بيد أنَّهم ليسوا بحاجةٍ إلى أحكامنا؛ فإن كنا نُحِبُّ أصدقاءنا بحقّ، فعلينا أن نمنحهم تعاطفنا لا أحكامنا. وإن كانوا أصدقاءَ مُخلصين، فسيردون لنا الجميل أضعافاً مضاعفة.
كيف تتخلّص من أصدقائك السَّامين؟
لقد تحدثنا إلى غاية الآن عن الفوائد المذهلة لأصدقاء العمر، لكن يظلُّ من المهم التحدّث عن الوجه الآخر منها: الصداقات السامة.
وفي هذا الصدد، ننصحك بألَّا تبقي على صداقاتك لمجرّد الإبقاء عليها؛ إذ قد نحافظ في بعض الأحيان على علاقات مع أشخاص لسببٍ وحيدٍ فقط؛ وهو أنَّنا نعرفهم منذ مدّةٍ طويلة، حتى وإن كانوا أصدقاء سيئين أو غير مناسبين؛ فنجد أنفسنا ونحن نوجد لهم الأعذار بسبب تاريخنا الطويل معهم، ونستخدمها لتبرير سلوكاتهم السامّة معنا.
لذا لا تقبل أيَّ صداقات لا تُضيف أيّ قيمةٍ إيجابيّةٍ إلى حياتك، حتى وإن كانت تجمعك بأشخاصٍ تعرفهم منذ مدّةٍ طويلة. واعلم أنَّه لا ضيرَ في التخلّي عن صديقٍ قديمٍ عندما يتحوّل إلى مصدرٍ دائمٍ للحزن أو القلق أو الاكتئاب؛ إذ يجب أن تهتمّ لنفسك أولاً، وتفضِّلها على أيّ شيءٍ آخر. يسري هذا الأمر على اختيار راحة بالك على حساب شخصٍ لا يكترث بها.
أضف تعليقاً