من هو الطفل الشقي؟
هو طفلٌ كثير الحركة يُسبّب الخراب ولا يحترم من حوله، ولا يستطيع الجلوس لفتراتٍ طويلة؛ فتجده يتسلّق الأثاث ويرمي بالأشياء من حوله. عادةً ما تُسَبِّب هذه الشخصيّة ضغطاً عصبياً على الآباء، مما يجعلهم سريعي الغضب؛ وخاصةً إذا كانوا في السوق أو المنتزه أو في زيارةٍ للأهل والأصدقاء.
هناك عدّة سمات وصفات للطفل الشقي، وهي:
- كثير الحركة لا يهدأ أبداً.
- يلعب بعدوانيّةٍ وعنف.
- ثرثارٌ ويقاطع الآخرين دوماً.
- يستولي على ألعاب بقيّة الأطفال.
- لا يكترث لمشاعر أقرانه.
- ملولٌ دائم الحركة (حتى في أوقات تناول طعامه).
- مشتت الانتباه لا يستطيع التركيز في أيّ موضوعٍ لمدّةٍ طويلة.
- كثير الشكوى.
- غالباً ما يُسيء التصرف مع أصدقائه.
ولكن هل تعلمون أنَّ الطفل الشقي يختلف عن بقيّة الأطفال الآخرين نتيجة الطاقة الزائدة التي يمتلكها؟ فهو يمتلك فضولاً كبيراً من أجل اكتشاف العالم من حوله. كما يوجد ارتباطٌ قويٌّ بين ارتفاع معدّل الذكاء، وبين شقاوة الأطفال؛ فالطفل الشقي لديه عالمٌ مختلف من الخبرات والتجارب التي تُميِّزه عن غيره من الأطفال.
كيف يجب التعامل مع الطِّفلِ الشقي؟
يتطلب هؤلاء الأطفال معاملةً خاصة؛ حيث يجب فهمهم وفهم عالمهم. لذا يجب أن يؤمن الأهل بقدرات طفلهم الشقي. نعم، فقط عليكم أن تؤمنوا بقدراته وتَمَيُّزُه عن أقرانه؛ فابنكم اليوم، سيكون مبدعاً في الغد. ولكي يكون مبدعاً، إليكم بعضُّ الطرائق البسيطة للتعامل معه:
1. الهدوء في التعامل معه:
يجب عليك ضبط أعصابك، والتحكم في ردَّة فعلك وألا تجاريه في صراخه؛ فذلك سيساعدك على التعامل بطريقةٍ جيدةٍ مع الموقف، وستشعر ولأوّل مرّةٍ بأنَّك تستطيعُ فهم ما يُحاول إخبارك إيَّاه. وتَذَكّر ألَّا تستخدم العقاب البدني أو اللفظي؛ كيلا تغرس فيه الخوف فيفقد ثقته في نفسه، ويُنَمِّيَ فيها العناد والحقد.
يقول د. وولف: "قد لا يكون غضبك في حدّ ذاته هو المشكلة، ولكنَّ المشكلة الأهم هي كيفية تعاملك مع غضبك هذا؛ فأن تُقسم بألّا تغضب أبداً، قد يكون أمراً مستحيلاً، وسيجعلك تشعر باستياءٍ كبير. إضافة إلى أنَّ الأطفال سيشعرون بانزعاجك، حتى وإن حاولت أن تُخفي هذا الأمر عنهم. كلّ ما عليك فعله، هو أن تحدّ من غضبك".
2. التحلّي بالمسؤولية:
ما أروع أن تجلس على ركبتيك لتكون بمستوى جسم طفلك، وتتحدث معه بهدوء وتناقشه بأسباب منعه من القيام بالأعمال الخاطئة التي قام بها، وتشعره بحبك وعطفك! لذا حاول التَّحدُّثَ إليه وإخباره عن سبب غضبك، وعن العواقب الحقيقية التي تنجم عن أيّ فعلٍ خاطئٍ يقوم به، واجعله يشعرُ بمسؤولية تجاه خطأه حال حدوثِ ذلك.
3. تقديم المديح إليه:
يمنحه المديحُ الفخرَ والاعتزاز والثقة بالنفس، لذا أَسمِعهُ دوماً عباراتٍ مثل: شاطر، جيد، أنا فخور بك. ولا مانع أيضاً أن تصفّق له وتُقَبِّلَه كلما قام بأمرٍ جيد؛ فالهدف من المديح هو تشجيعه على القيام بأعمالٍ جيدة.
4. تعويده أن يعتمد على نفسه:
يجب عليك أن تُدرِكَ مدى قدرة طفلك على الاعتماد على نفسه. لذا ساعده في أن يهتم بأشيائه الخاصة، وأن يعتمد على نفسه. فمثلاً: تعاون مع طفلك على ترتيب ألعابه وإعادتها إلى مكانها المخصص.
5. التنفيس عن طاقاته:
أنت لا تدرك مدى قدرات الطفل الكبيرة والمتميزة في هذا العمر، إذ يحتاج طفلك الشقي إلى إطلاق العنان لطاقاته. لذا تأمّله وراقبه جيداً كي تعلم ما هي ميوله؛ وميزها وتعرّف عليها أكثر.
6. اجعله يستريح:
تذكر أنَّ طفلكَ الشقيّ كثير الحركة لا يستطيع الجلوس لفتراتٍ طويلة، فهو ذو شخصيّةٍ مَلُولَة. لذا جرّب منحه فترات راحةٍ خلال حَلِّ واجباته المدرسية، ودعه يتحرّك ثم يعود لاستكمال عمله.
7. تقديم المكافآت إليه:
كم هو جميلٌ أن تُكَافِئَ ابنك كلّما تصرّف تصرّفاً جيداً، أو كلما أحسست بأنَّه قادر على تغيير نفسه!
8. إظهار الاهتمام به:
يحاول الطفل في السنوات الأولى من عمره جذب انتباه أهله، ويأتي بحركاتٍ غريبة ومختلفة لجذب اهتمامهم؛ لذا تجده يصدر صوتاً عالياً. هنا يجدر الاهتمام بالطفل والتعامل معه بلطف وهدوء، وإشعاره بالحب والحنان، حتى يشعر بالأمان وبأنَّه مرغوب فيه، وستقلّ حينئذٍ الأفعال التي ينزعج منها الأهل.
9. القدوة:
كن قدوةً له، وقم بالعادات التي ترغب في أن يكتسبها منك. فمثلاً: رتِّب أغراضك بنفسك أمامه؛ كي يقتدي بكَ ويُقَلِّدَ تصرفاتك.
تذكروا أيُّها الآباء أنَّ شخصيّات الأطفال تختلف من طفلٍ لآخر؛ سواءً في نفس البيت أم بين العائلات المختلفة؛ فلكلّ طفلٍ سماتٌ شخصيّةٌ لا يجب مقارنتها مع غيره من الأطفال. ولكلّ شخصيّةٍ طرائقها الخاصة في التعامل معها.
إنَّ الاستمرارية والثبات بتطبيق القواعد والأهداف، هو الشعار الدائم الذي يجب أن يتبعه أولياء الأمور مع أبنائهم. كما يجب عليك أن تتحلّى بقدرٍ من السيطرة والتحكم؛ لأنَّ التربية الجيدة هي أكثرُ بكثير من مجرد منع طفلك من كسر ألعابه ورميها على الأرض، فرسالتك الأساسيّة في هذه الحياة، هي نقل قِيَمِك وأفكارك إليه.
المصادر:
- تربية الأبناء مشكلات وحلول د. شمس الدين فرحات الفقى.
- كيف تجعل طفلك إيجابياً د. محمد علي محمد، د. سامية ندا شهوان.
أضف تعليقاً