مثلاً تتيح للفرد إمكانية إجراء المعاملات بطريقة أكثر سهولة وخصوصية من الشكل التقليدي وبتكلفة منخفضة، كما أنَّها تحمي الأموال من التضخم النقدي ولا تأخذ في الحسبان الحدود الوطنية، ومن ثم يمكن لأي شخص إرسال الأموال لشخص آخر بصرف النظر عن موقعه الجغرافي، وهذا الأمر يحتاج إلى معاملات ودفع الرسوم بالطريقة التقليدية، وقد يكون إرسال الأموال بين الدول مستحيلاً في حال وجود توتر بين دولتين، لكن باستخدام العملات الرقمية يصبح الأمر سهلاً وبسيطاً.
إضافة إلى ما سبق فالعملة الرقمية آمنة وموثوقة بسبب عدم إمكانية تزييفها، وهذا ما جعل الكثير من الناس تندفع للاستثمار بهذه الطريقة، لكن في البداية يقع المستثمر في حيرة من أمره بشأن كيفية الشراء والتداول، لذلك مقالنا الحالي سيوضح تلك النقاط الهامة.
العملات الرقمية:
هي عملات إلكترونية مشفَّرة ومتاحة على شكل رقمي، لكن على أرض الواقع هي عملات غير ملموسة بسبب عدم وجود مادي لها فلا يمكن امتلاكها باليد كالعملات المادية المعروفة لدى الجميع، والتعامل مع العملات الرقمية يكون تعاملاً إلكترونياً فقط، ولشراء وبيع العملات الرقمية تتوفر العديد من المنصات المتخصصة بذلك.
كيفية شراء العملات الرقمية:
عند السماع عن عملية شراء العملات الرقمية تبدو وكأنَّها عملية معقدة أو مربكة كثيراً، ولكنَّ الأمر ليس بتلك الصعوبة فهي عملية يحتاج إتمامها إلى القيام بمجموعة خطوات كما يأتي:
1. اختيار بورصة التداول أو الوسيط:
الوسيط أو بورصة التداول يتيحان إمكانية شراء العملات الرقمية، لكن يوجد فروق بينهما:
بورصة تداول العملات الرقمية:
هي المنصة التي يجتمع بها المشترون والبائعون؛ إذ يتم عقد الصفقات بين الطرفين، وعلى الرغم من أنَّ البورصة لها رسوم منخفضة نسبياً، إلا أنَّ امتلاكها لواجهات معقدة وأنواع تداول متعددة ومخططات الأداء فيها متقدمة فتبدو مخيفة نوعاً ما للمستثمرين الجدد، ومن أشهر بورصات تداول العملات الرقمية نذكر (Gemini)،(Coinbase)،(Binance)، وتعدُّ منصات تقدم خيارات شراء سهلة للمستثمرين، ولكنَّها قد تربك المبتدئين.
لكن إن كنت تبحث عن الراحة عند الشراء من المنصة فأنت تحتاج إلى تكلفة عالية؛ وذلك لأنَّ المنصات التي تعد صديقة للمبتدئين تتطلب رسوماً أكبر بكثير من الرسوم التي تحتاجها لشراء نفس العملات الرقمية عبر منصات أخرى، وتخضع البورصات إلى تنظيم شديد، وهذا يوفر الحماية الكافية للمشتري والبائع على الرغم من اختلاف التفاصيل باختلاف البلد.
وسيط العملات الرقمية:
يتقاضى الوسطاء رسوماً أعلى من الرسوم التي تفرضها بورصات تداول العملات الرقمية، إلا أنَّهم يخلِّصون المستثمر من التعقيدات المتعلقة بعملية الشراء، فتصبح العملية مريحة بشكل لا يمكن إنكاره، وإن ادعى بعض الوسطاء بأنَّه مجاني فهنا يجب أن تكون حذراً من التعامل معه فهو حتماً يجني المال من خلال بيع معلومات حول ما تقوم به أنت والمستثمرون والمتداولون الآخرون من عمليات شراء وبيع إلى الصناديق الكبيرة أو شركات الوساطة.
2. إنشاء حساب:
تهدف عملية إنشاء الحساب إلى إثبات الهوية للتحقق من الفرد، ومن ثم منع عمليات الاحتيال قدر الإمكان، وبمجرد اتخاذ القرار بالتعامل مع وسيط أو بورصة لتداول العملات الرقمية سيصبح بالإمكان التسجيل من أجل فتح الحساب بالاعتماد على النظام الأساسي والمبلغ الذي تخطط لشرائه.
لفتح حساب لتداول العملات الرقمية تحتاج إلى عنوان بريد إلكتروني وكلمة مرور ثم ستتلقى رسالة عبر البريد الإلكتروني ليتم التأكد من كونك صاحب العنوان المذكور، ومن ثم سيطلب منك بعض المعلومات الشخصية التي تثبت هويتك وتثبت عنوانك أيضاً مثل تحميل صورة عن بطاقة الهوية التي تحملها، وبعض المنصات تطلب رقم الهاتف المحمول وكشف حساب مصرفي أو رخصة القيادة أو نسخة رقمية من جواز السفر، وبعد الانتهاء من تقديم المعلومات المطلوبة يصبح الحساب الذي يمكِّنك من تداول العملات الرقمية جاهزاً للاستخدام.
3. إيداع الأموال في الحساب الخاص:
من الضرورة إضافة المال إلى الحساب الذي تم إنشاؤه، ويتم ذلك من خلال ربط حسابك المصرفي أو بتفويض التحويل البنكي، كما يمكن إضافة المال بواسطة بطاقة الائتمان أو الخصم؛ إذ يسمح الوسيط أو البورصة بذلك، لكن تعد إضافة المال إلى الحساب بواسطة بطاقة الائتمان أمراً مكلفاً نوعاً ما، كما أنَّها قد تكون أمراً خطيراً؛ وذلك لأنَّ شركات بطاقة الائتمان تعالج شراء العملة الرقمية بوصفها سلفاً نقدية، وبذلك تضطر إلى دفع 5% من مبلغ المعاملة عند دفع السلفة، إضافة إلى الرسوم التي تفرضها عليك البورصة أو الوسيط الخاص بك والتي تُقدَّر أيضاً بنسبة 5%، ومن ثم تكون قد خسرت 10% في هذه الحالة.
4. اختيار العملة الرقمية التي تريدها:
بمجرد وجود المال في الحساب الخاص بك يصبح بإمكانك البدء بعملية شراء العملة الرقمية من خلال تقديم طلب شراء؛ وهو إدخال رمز المؤشر الخاص بالعملة الرقمية التي اخترتها وعدد العملات التي تريد، كما يتيح لك معظم الوسطاء والبورصات أيضاً إمكانية شراء حصص من العملات الرقمية؛ أي يمكن شراء قطعة من العملات عالية السعر التي تحتاج لعملية شرائها إلى الآلاف من الدولارات.
إليك أقوى العملات الرقمية وذلك بالاعتماد على قيمتها التسويقية، إضافة إلى الرموز الخاصة بها:
- Bitcoin) BTC).
- Ethereum) ETH).
- Tether) USDT).
- Binance Coin) BNB).
- Cardana) ADA).
- Dogecion) DOGE).
- XRP) XRP).
- USD Coin) USDC).
- Polkadot) DOT).
- Uniswap) UNI).
5. تحديد طريقة تخزين العملة الرقمية:
من الضروري تحديد طريقة تخزين العملة الرقمية بعد عملية الشراء؛ وذلك لأنَّها مُعرَّضة للسرقة أو للقرصنة فهي غير متمتعة بالحماية كما الحساب المصرفي أو غيرها من الاستثمارات، وقد تفقد هذا الاستثمار إذا نسيت الرمز المخصص للوصول إلى الحساب أو فقدته بطريقة ما، وفي حال كنت قد اشتريت العملة الرقمية من خلال وسيط فقد لا يكون أمامك خيار في كيفية تخزينها بخلاف البورصة التي تتيح لك العديد من الخيارات لتخزين عملتك الرقمية.
كيفية تخزين العملات الرقمية:
كما ذكرنا آنفاً عملية التخزين هامة جداً كي لا تضيع أموالك سدى وتخسر استثمارك، وللتخزين العديد من الخيارات يمكنك اختيار ما يناسبك منها وهي:
1. التخزين في محفظة الحراسة:
هو الخيار الافتراضي بتخزين العملة الرقمية، ويستخدمه الكثير من المستثمرين، وتوجد عدة ميزات لهذه الطريقة بالتخزين:
- يعد الجهد المبذول في عملية تداول العملة الورقية بهذه الطريقة من التخزين قليلاً؛ وذلك لأنَّ عملية الوصول إلى عملتك الخاصة في الحساب سهلة.
- لا يوجد قلق من فقدان العملة الرقمية الخاصة بك، فما دمت تستطيع الوصول إلى حسابك ستصل إلى عملاتك الرقمية أيضاً، لكن في هذه الطريقة من التخزين يوجد طرف ثالث يتحكم في حسابك، ومن ثم أنت مجبر على تطبيق الإجراءات الأمنية التي يفرضها على الحساب.
2. التخزين في المحفظة الباردة:
هذه المحفظة غير متصلة بالإنترنت، وتعتمد على طرائق عدة في التخزين منها إنشاء محفظة ورقية مجانية لك أو من خلال محافظ الأجهزة؛ وهو عبارة عن أجهزة صغيرة يتم وصلها في جهاز الحاسوب الخاص بك وإنشاء عنوان لتلقي العملة الرقمية إلى المحفظة وتخزين العملة فيها؛ إذ تتصل بالإنترنت عند استلام العملة الرقمية أو عند إرسالها وتحافظ على عملتك الرقمية في غياب الاتصال الإنترنت.
تحتوي كل محفظة أجهزة على نوع من العملات الرقمية أو أكثر من نوع، فبعضها يمكنه تخزين أكثر من 1000 وبعضها أقل، وتحتوي كل محفظة أجهزة على عبارة استرداد تتيح لك استعادة العملة الرقمية إذا تم فقدان الجهاز نفسه فلن تخسر استثمارك؛ إذ تعد هذه العبارة مفتاحاً لك، ولكنَّ العيب في هذه الطريقة هو البطء في العمل؛ إذ تعد أبطأ مما لو أنَّك تركت كل شيء على الإنترنت.
3. التخزين في المحفظة الساخنة:
سُمِّيَت ساخنة لأنَّ عملية تخزين العملات الرقمية تتم بواسطة الإنترنت، وغالباً تكون هذه الطريقة في التخزين مجانية، كما تتيح لك إمكانية استقبال العملة الرقمية أو إرسالها بشكل سهل وسريع أيضاً، إضافة إلى وجود عبارة استرداد تسمح لك باستخدامها في حال فقدت الوصول إلى المحفظة، لكن نظراً لاعتماد هذه الطريقة على الإنترنت تصبح عرضة للاختراق على الرغم من أنَّ احتمال الاختراق بسيط ولكنَّه موجود.
4. التخزين في محفظة مادية:
التي تعرف أيضاً باسم المحفظة الورقية، ويمكن أن تندرج تحت طريقة التخزين البارد؛ إذ يتم الحصول على نسخ ورقية من المفاتيح الخاصة والعامة للمحفظة، وهي عبارة عن مجموعة من الأحرف عادة وقابلة للفحص ويتم الاعتماد عليها عند استقبال وإرسال العملة الورقية، وبذلك تتمتع بنسبة عالية من الأمان، ولكنَّ عيب هذه الطريقة في التخزين هو أنَّها تعد من الطرائق صعبة الاستخدام وأكثر تعقيداً من الطرائق السابقة جميعها.
في الختام:
العملات الرقمية هي عملات إلكترونية لا وجود مادي لها يمكن امتلاكها وتداولها بوصفها نوعاً من الاستثمار، لكن تحتاج إلى القيام بأمور عدة لتتمكن من تداول العملة الرقمية، ففي البداية عليك اختيار بورصة أو وسيط، ومن ثم عليك إنشاء حساب خاص بك بوجود بريد إلكتروني واختيار كلمة مرور خاصة، إضافة إلى معلومات شخصية تثبت هويتك، ومن ثم عليك اختيار العملة الرقمية التي تريدها.
قبل الشراء يجب عليك إضافة المال إلى الحساب من خلال ربط حسابك المصرفي أو غيرها من الطرائق، ومن ثم يمكن الشراء وتحديد طريقة تخزين العملة الرقمية لحمايتها من السرقة، وطرائق التخزين متعددة منها التخزين في محفظة الحراسة أو التخزين في المحفظة الباردة غير المتصلة بالإنترنت بخلاف المحفظة الساخنة التي تعتمد على الإنترنت، كما يمكن التخزين بواسطة المحفظة المادية ولكنَّها تعد الطريقة الأكثر تعقيداً بين طرائق التخزين.
أضف تعليقاً