صلاة عيد الفطر:
عيد الفطر هو أحد عيدي المسلمين، ويحتفل به المسلمون في جميع أنحاء العالم بنهاية شهر رمضان المبارك. ويعد عيد الفطر فرصة لتجديد الإيمان وصلة الأرحام والتواصل مع المجتمع.
ما هو وقت صلاة عيد الفطر؟
يبدأ وقت صلاة العيد إذا ارتفعت الشمس بعد طلوعها قدر رمح، وينتهي وقتها بزوال الشمس عن كبد السماء، ويسن تأخير صلاة عيد الفطر ليتسع الوقت لإخراج زكاة الفطر، لما روى الشافعي مرسلاً: (أنَّ النبي صلَّى الله عليه وسلَّم كتب إلى عمرو بن حزم: أن عَجِّل الأضحى، وأخِّر الفطر، وذَكِّر الناس).
من يُسَن له الخروج إلى صلاة العيد؟
أمر النبي صلَّى الله عليه وسلَّم بها جميع المسلمين حتى النساء، قال رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام: (وليخرجن تفلات، ويعتزلن الرجال، ويعتزل الحُيَّض المُصلَّى)، كما قالت أم عطية رضي الله عنها: (كنا نؤمر أن نخرج يوم العيد، حتى تخرج البكر من خدرها، وحتى تخرج الحيض، فيكُنَّ خلف الناس، فيُكبرنَّ بتكبيرهم، ويدعون بدعائهم، يرجون بركة ذلك اليوم وطهرته).
الأذان والإقامة في صلاة العيد:
لا يُشرع لصلاة العيد أذانٌ ولا إقامة، روى مسلم عن جابر رضي الله عنه: (صليتُ مع النبي -صلى الله عليه وسلم- العيدينِ غيرَ مرةٍ ولا مرتين بغير أذان ولا إقامة).
التنفُّل لصلاة العيد:
ليس لصلاة العيد سنةٌ بعدية أو قبلية خاصة بها، قال ابن عباس رضي الله عنهما: (خرج النبي صلَّى الله عليه وسلَّم يوم عيد، فصلَّى ركعتين لم يصلِّ قبلهما ولا بعدهما).
إذا صادف عيد الفطر يوم الجمعة:
في حال صادف يوم العيد يوم الجمعة، فإنَّ من صلَّى صلاة العيد يمكنه ألا يحضر صلاة الجمعة، إلا الإمام، فإنَّ صلاة الجمعة لا تسقط عنه، إلا في حال لم يجتمع له من يصلي بهم، قال ابن عباس رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال: (اجتمع عيدان في يومكم هذا، فمن شاء أجزأه من الجمعة، وإنَّا مجمعون إن شاء الله).
هل يجوز تأخير زكاة الفطر عن صلاة العيد؟
لا يجوز تأخير زكاة الفطر عن صلاة العيد، بل يجب إخراجها قبل صلاة العيد، وإلا وجب التوبة والاستغفار، وإخراجها مع الزكاة السنوية.
وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بإخراج زكاة الفطر قبل صلاة العيد، فقال: "أغنوهم عن الطواف في هذا اليوم" (رواه البخاري).
كيفية أداء صلاة عيد الفطر:
- صلاة العيد ركعتان.
- يُكبَّر في الركعة الأولى بعد تكبيرة الإحرام، والاستفتاح، وقبل التعوذ والقراءة سبع تكبيرات، ومن الجدير بالذكر هنا أنَّ تكبيرة الإحرام ركنٌ لا بد منه، وباقي التكبيرات سنة، وبعد الانتهاء من التكبيرة السابعة، يتعوذ للقراءة، ثم يبدأ بالقراءة.
- في الركعة الثانية وبعد تكبيرة القيام يُكبَّر خمس تكبيرات، فعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده: (أنَّ النبي صلَّى الله عليه وسلَّم كبَّر في عيد اثنتي عشر تكبيرة، سبعاً في الأولى، وخمساً في الآخرة)، وعن عائشة رضي الله عنها: (أنَّ رسول الله كان يُكبِّر في الفطر والأضحى في الأولى سبع تكبيرات، وفي الثانية خمساً).
- يُسَّنُ رفع اليدين في كل تكبيرة من التكبيرات الزوائد.
- يُسَّنُ القول بين كل تكبيرتين: (الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحان الله بُكرةً وأصيلاً، وصلَّى الله على محمدٍ الأمي وسلَّم تسليماً كثيراً)، قال عقبة بن عامر: (سألت ابن مسعود عما يقوله بعد تكبيرات العيد، قال: يحمد الله، ويثني عليه، ويصلي على النبي).
- يجهر الإمام بالقراءة في صلاة العيد، قال ابن عمر رضي الله عنه: (كان النبي صلَّى الله عليه وسلَّم يجهر بالقراءة في العيدين والاستسقاء).
- يُقرأ في الركعة الأولى بعد قراءة سورة الفاتحة سورة الأعلى، ويقرأ في الركعة الثانية بعد سورة الفاتحة سورة الغاشية، عن النعمان بن بشير أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم كان يقرأ في العيدين بـ (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى)، و(هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ).
- يجوز قراءة سورة ق في الركعة الأولى بعد قراءة سورة الفاتحة، وفي الركعة الثانية قراءة سورة القمر، عن عبيد الله بن عبد الله أنَّ عمر بن الخطاب سأل أبا واقد الليثي: ما كان يقرأ به رسول الله في الأضحى والفطر؟ فقال: كان يقرأ فيهما بـ (ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ)، و(اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ).
صفة التكبير في عيد الفطر:
إنَّ التكبير في عيد الفطر مؤكد؛ وذلك لأنَّ الله عز وجل أمر به في كتابه العزيز بقوله: (وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)، ويُسَّن التكبير المطلق الذي لا وقت له، ويُجهر به في السوق، والمساجد، وفي كل موضع يجوز ذكر الله فيه، إلا الأنثى فلا تجهر به، وصفة التكبير قول: (اللهُ أكْبَرُ، اللهُ أكْبَرُ، لاَ إلهَ إلاَّ اللهُ، والله أكْبَرُ الله أكبر ولِلَّهِ الحَمْدُ).
قال الشافعي: كان حسناً إن زاد فقال: (الله أكبرُ كبيراً، والحمدُ للَّه كثيراًَ، وسُبْحانَ اللهِ بُكرةً وأصيلاً، لا إلهَ إلا اللهُ، ولا نعبدُ إلا إيَّاه، مخلصين له الدِّينَ ولو كره الكافرون، لا إله إلا اللهُ وحدَهُ، صدَقَ وعده، ونصرَ عبدَه، وهزم الأحزابَ وحده، لا إله إلا الله واللهُ أكبرُ).
من سنن عيد الفطر:
1. الاستعداد لصلاة العيد بالاغتسال ولبس جميل الثياب:
يُستحب الغسل لصلاة العيد والتجمُّل على أحسن هيئة.
2. تقديم الأكل قبل الخروج إلى صلاة عيد الفطر، وأن يأكل تمراتٍ وتراً:
قال أنس بن مالك رضي الله عنه: (كان النبي لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمراتٍ، ويأكلهن وتراً).
3 الخروج إلى صلاة العيد مشياً:
يُستحب أن يخرج الرجل إلى صلاة العيد ماشياً، إلا من كان له عذر.
4. الخروج إلى صلاة العيد من طريق، والعودة من طريقٍ آخر:
لحديث جابر قال: (كان النبي صلَّى الله عليه وسلَّم إذا كان يوم عيد خالف الطريق).
عيد الفطر هو مناسبة دينية عظيمة، يستحب فيها الفرح والسرور، وممارسة شعائر الإسلام، وإحياء سنة النبي صلى الله عليه وسلم.
أضف تعليقاً