من هو لاري إليسون (Larry Ellison)؟
لورنس جوزيف إليسون: رجل أعمالٍ أمريكي، والمؤسِّس والمدير التنفيذي لشركة أوراكل، إحدى الشركات العملاقة في صناعة البرمجيَّات. وقد أُدرِج اسمه ضمن قائمة المليارديرات لعام 2013 كخامس أثرى شخصٍ في العالم. وُلِدَ لاري في 17 أغسطس / آب عام 1944 في نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكيّة.
نشأة لاري إليسون:
لم يتمكَّن لاري من رؤية والده الذي كان يجهل بأنَّه سيصبح أباً، وكان كثير السفر والانشغال كونه ضابطاً طياراً في القوات الجويَّة الأمريكيَّة. وقبل أن يُكمِل لاري عامه الأول، وتحديداً في عُمر (التسعة أشهر) أُصِيب بالتهابٍ رئوي، فأرسلته أمُه إلى قريبةٍ لها في جنوب شيكاغو، حيث تبنَّته هي وزوجها. ولم يُقابل لاري والدته بعد ذلك إلى أن بلغ الـ 48 عاماً.
نشأ لاري بعيداً عن والديه الحقيقيين في كنف والديه بالتبنِّي في ظلِّ ظروفٍ صعبةٍ ومُتعبة، حيث كان يُوصَم بالفشل من قِبَل والده بالتبنِّي، كما فُصِل من جامعة الينوي بعد تغيُّبه عن حضور اختبارات السنة الثانية بسبب وفاة أمِّه بالتبني، ثمَّ عاد والتحق فيما بعد بجامعة شيكاغو ولكنَّه فُصِلَ منها أيضاً بعد فصلٍ دراسيٍ واحدٍ فقط.
وفي تصريحٍ له لمعهد سميثسونيان قال: "لقد تربيت في الجانب الجنوبي من شيكاغو". وقد وصفته مجلة Look بأنَّه أقدم وأسوأ حيٍّ يهوديٍّ للسود في الولايات المتَّحدة. لكنَّ ذلك لم يمنع لاري من تحقيق النجاح، فلم يتوقف عند هذه العقبات، بل تابع طريقه بالرغم من كلِّ ما مرَّ به من صعوبات، فكان إصراره وثقته بقدراته هما ما أوصلاه إلى اكتشاف شغفه بعالم البرمجيَّات، والاعتماد على نفسه في تعلُّمها، والشروع في العمل بعد ذلك، حيث حصل على وظيفة مُبرمجٍ في شركة "أمبيكس"، فكانت هذه البداية ليُصبح ما هو عليه الآن.
يقول لاري في تصريحٍ له: "لم أحضر قط درساً في علوم الكمبيوتر في حياتي. لقد اخترت كتاباً وبدأت البرمجة، ثمَّ حصلت على وظيفة عمل كمبرمج، كما كنت أبحث كثيراً في علم النفس".
بداية الحياة العملية للاري إليسون ونجاحاته:
قرَّر لاري في عام 1977 أن يدخُل في مجال ريادة الأعمال، بغضِّ النظر عن المخاطر والعقبات؛ حيث أسَّس بالشراكة مع اثنين من زملائه شركةً صغيرةً لتطوير البرمجيًّات باسم "سوفت وير ديفلوبمنت لابس" (Software Development Labs).
لاحقاً، تلقَّى لاري وشريكاه عقداً لمدَّة سنتين لبناء نظامٍ باسم "أوراكل"، لإدارة قاعدة بياناتٍ لوكالة الاستخبارات المركزيَّة "سي آي إيه". وقد أنهى لاري وشريكاه العقد بَعدَ مرور سنةٍ من العمل في المشروع، وقرَّروا تطوير المشروع نفسه لصالحهم، وسرعان ما أطلقوا شركتهم الثانية "أوراكل"؛ المتخصِّصة في إدارة قواعد البيانات، وعيَّنوا فيها عدداً محدوداً من الموظَّفين.
إطلاق شركة أوراكل:
كانت شركة "أوراكل" تضُم أقلَّ من 10 موظَّفين، وأقلَّ من مليون دولار إيراداتٍ سنويَّاً. وفي عام 1981 تقدَّمت شركة آي بي إم "IBM" الشهيرة، والتي تختص في تصنيع وتطوير الحواسيب والبرمجيَّات، بعرضٍ باستخدام نظام "أوراكل" لإدارة قواعد البيانات لديها. وقد أدَّى ذلك إلى تضاعُف أرباح شركة "أوراكل" ونموِّها بشكلٍ مُذهل على مدار 7 سنواتٍ متتالية؛ لتصل قيمة الشركة إلى مليار دولارٍ بعد أن كانت مليون دولارٍ فقط.
وفي عام 1986 أعلنت شركة أوراكل عن الاكتتاب العام الأولي، إلَّا أنَّ وجود بعض المشاكل المصرفيَّة أدَّى إلى انهيار مُعظم القيمة السوقيَّة للشركة، ما جعل الشركة على حافَّة الانهيار والإفلاس. كما قد عانت الشركة منذ عام 1990 وعلى مدار ثلاث سنوات من التراجُع وانخفاض مُعدَّل الأرباح؛ لوجود العديد من المنافسين الشرسين في المجال ذاته. وقد تمكَّن لاري على الرغم من ذلك من إعادة الشركة إلى المكان الذي تستحقه، ووضع خططاً واستراتيجيَّاتٍ للاستحواذ على العديد من الشركات التي تعمل في مجال البرمجيَّات، وضمان استمرار الشركة ووصولها إلى العالميَّة. فاستحوذ في عام 2005 على شركة "بيبول سوفت" (PeopleSoft) بمقابل 3.10 مليار دولار، كما استحوذ في عام 2010 على شركة "صن مايكروسيستمز" (Sun Microsystems) بصفقةٍ بلغت قيمتها 4.7 مليار دولار، وفي أكتوبر من العام 2012 استحوذ على شركة "رايت ناو تكنولوجيز" (RightNow Technologies) للبرمجيَّات مقابل 5 مليارات دولار.
وقد ارتفعت القيمة السوقيَّة لشركة أوراكل إلى نحو 185 مليار دولار؛ لتصبح من الشركات الرائدة عالميَّاً، بموظَّفين يفوق عددهم الـ 40 ألفاً.
وبحلول عام 2015، أعلنت الشركة عن دخلٍ صافٍ بما يقارب 10 مليارات دولار. وفي بداية عام 2019 أصدرت الشركة أحدث إصداراتها Oracle Database 19c.
الحياة الشخصية لمؤسس أوراكل:
تزوَّج لاري إليسون أربع مرَّات، وانتهت جميعها بالطلاق. فقد تزوَّج أوَّل مرةٍ من "أدا كوين" (Adda Quinn)، واستمر زواجهما من عام 1967 إلى عام 1974؛ ثمَّ تزوَّج "نانسي ويلر" (Nancy Wheeler Jenkins)، والتي كانت الزوجة الثانية، واستمر زواجه منها من عام 1977 إلى عام 1978؛ وتزوّج بعدها للمرَّة الثالثة من "باربرا بوث" (Barbara Boothe)، واستمرّ زواجهما من عام 1983 إلى عام 1986؛ وكان زواجه الأخير عن قصة رومنسية من "ميلاني كرافت" (Melanie Craft)، واستمر زواجهما الأخير هذا من عام 2003 إلى عام 2010.
وقد أنجب من زوجته الثالثة "باربرا بوث" ولدين هما: "ديفيد وميغان"، واللذان يعملان في قطَّاع هوليوود كمنتجين تنفيذيين لعددٍ من الأفلام الشهيرة.
إنجازات لاري إليسون:
- صُنِّف لاري كأغنى رجلٍ في العالم في عام 2000، وفي عام 2010 صُنٍّف في المركز السادس في قائمة أغنى أغنياء العالم، وفي عام 2011 ارتقى إلى المركز الخامس، ومن ثمّ في عام 2012 تراجع لاري إلى المرتبة الثامنة عالميَّاً كأغنى رجلٍ في العالم، والمرتبة الثالثة على مستوى الولايات المتَّحدة فقط بعد بيل غيتس ووارن بافيت.
- صُنِّف لاري إليسون في عام 2019 كرابع أغنى شخصٍ في الولايات المتَّحدة الأمريكيَّة، وسادس أغنى أغنياء العالم وفقاً لمجلة فوربس، وذلك بثروة قدرها 69.1 مليار دولار.
- حَصَلَ لاري في عام 2010 على لقب أفضل مديرٍ تنفيذي، إذ استطاع رفع أرباح الشركة إلى 1.84 مليار دولارٍ وفقاً لجريدة وول ستريت.
- تستخدم شركة "فورد" لصناعة السيارات برمجيَّات "أوراكل" لتحليل بيانات مبيعات السيارات وشؤون الموظَّفين؛ كما تستخدمها ماكينات الصرف الآلي "إيه تي إم"، وبرامج حجز تذاكر الطيران، ومواقع التسوُّق عبر الإنترنت.
- أسَّسَ لاري مؤسَّسةَ إليسون الطبيَّة، وهي واحدةٌ من أكبر المؤسَّسات لتأييد الأبحاث حول الشيخوخة. وفي عام 2013 تحوَّلت المؤسَّسة إلى مؤسَّسة "لورانس إليسون"؛ والتي تعمل على تقديم دعمٍ واسعٍ للتعليم والصحَّة والتنمية العالميَّة والحفاظ على الحياة البريَّة.
- عمل لاري -بالإضافة إلى إدارة أعماله ومشاريعه الخاصَّة- كمديرٍ في شركة آبل لأجهزة الكمبيوتر في الفترة بين عامي 1997 و2002، حيث كان صديقاً لستيف جوبز، والذي عيَّنه للعمل في الشركة.
- امتلك لاري حتَّى عام 2010 عاشر أكبر يختٍ في العالم، وقد أطلق عليه اسم "الشمس الراسخة"، وبلغت مساحته 453 قدم؛ بتكلفةٍ تتجاوز الـ 200 مليون دولارٍ أمريكي.
- يمتلك لاري عدداً من الطائرات الخاصَّة، وطائرتين مقاتلتين SIAI Marchetti S.211 وMig-29.
- يُعدُّ لاري إليسون من أكبر المتبرعين، حيث تبرَّع للعديد من المؤسَّسات الخيريَّة لسنواتٍ عديدة، كما أنَّه أحد الموقِّعين على "تعهُّد العطاء"، وهو حركةٌ لتشجيع أغنى أغنياء الولايات المتَّحدة على الالتزام بالتبرُّع بمعظم ثرواتهم لجمعيَّاتٍ ومؤسَّساتٍ خيريَّة.
حقائق عن لاري إليسون:
- يقول لاري: "منذ سنواتٍ عديدة، وَضَعتُ كلَّ أصولي تقريباً بثقةٍ بقصد التبرُّع بما لا يقلّ عن 95٪ من ثروتي لأسبابٍ خيريَّة. لقد قدَّمت بالفعل مئات الملايين من الدولارات للأبحاث الطبيَّة والتعليم، وسأقدِّم المليارات أكثر بمرور الوقت. حتَّى الآن، فعلت ذلك بهدوء؛ لأنَّني طالما اعتقدت أنَّ العطاء الخيري هو أمرٌ شخصي".
- اشترى لاري إليسون 98 بالمئة من جزيرة "لاناي" -وهي سادس أكبر جزيرةٍ في ولاية هاواي- من الملياردير ديفيد هاوارد مردوك، بسعرٍ تراوح بين 500 مليون إلى 600 مليون دولار.
- كتاب لاري إليسون المُفضَّل هو "سيرة حياة نابليون بونابرت" للكاتب فينسينت كرونين (Napoleon Bonaparte: An Intimate Biography). ووفقاً لإليسون: «فإنَّه من المثير جدَّاً القراءة عن رجلٍ من أصولٍ متواضعةٍ حقَّق الكثير، وما هو مثيرٌ أكثر هو معرفة كيف يُشوِّه التاريخ الحقائق».
أشهر أقوال لاري إليسون:
- عندما تبتكر، كُن مستعدَّاً لأن تُخبر الناس بأنَّك مجنون.
- عليك أن تؤمن بأنَّ ما تفعله يهدف إلى الحصول على ما تريد.
- إذا كنت تفعل كلَّ ما يفعله روَّاد الأعمال، فأنت تسير صوب الخسارة.
- لأن أكون الأوَّل، أهمُّ لي من كسب المال.
- الحياة رحلةٌ لاكتشاف الحدود.
- الطريقة الوحيدة للتقدُّم: أن تكون مختلفاً.
- لدي الكثير من المال، وأيّاً كان هذا المال، فإنَّه مُجرَّد وسيلةٍ لحفظ مكانتي.
- الإنجازات العظيمة هي التي تُحرِّك كلَّ شيء.
- يجب الحفاظ على الإنجازات بالسعي إلى تحقيق النجاح، وليس بالخوف من الفشل.
أضف تعليقاً