ما هو هامش الربح؟ وما هي أهميته؟
هامش الربح هو أحد المصطلحات الهامة في عالم الشركات، كونه يشير إلى صافي الربح بعد طرح جميع النفقات السنوية، كما أنَّه يعبِّر عن الإيرادات السنوية للشركات والتي تحتفظ بها كصافي الربح للعام، وفي الحقيقة إنَّ فهم هامش الربح هو أمر هام جداً؛ لأنَّه في عالم الشركات تعدُّ زيادة هوامش الربح من خلال التحكُّم في التكاليف من الأهداف الاقتصادية الأولية لجميع العاملين في الشركة؛ لذلك فإنَّ تحديد هامش الربح تحديداً صحيحاً يساعد الشركة على رسم خطة عمل سنوية ناجحة واتخاذ قرارات سليمة بشأن الإيرادات، إضافة إلى خفض التكاليف وزيادة الاستثمار.
يشير هامش الربح المرتفع إلى قوة الشركة كونها تحقِّق إيرادات أكثر من غيرها، فهي تمتلك قوة اقتصادية لأية نفقات غير متوقَّعة ومفاجِئة، أمَّا هامش الربح المنخفض فهو أحد دلائل ضعف الشركة أمام منافسيها من الشركات الأخرى، فهي تعاني من زيادة في النفقات، وبالمقابل انخفاض قوي في الإيرادات.
الجدير بالذكر أنَّ هامش الربح يساعد الشركات على تحديد الأسعار التي تناسبها، ومن ثم تحقيق الأرباح المرغوبة، بناءً على تكاليف الإنتاج والهامش المدروس، كما يوجِّه الشركة للتركيز على المنتجات الأكثر ربحاً، بدلاً من التركيز على التنوع غير المجدي.
أنواع هامش الربح
تتعدد أنواع هوامش الربح في عالم الشركات، وتُعدُّ زيادة هوامش الربح من خلال التحكم في التكاليف أهم الأهداف المشتركة بين جميع الأنواع، وفيما يأتي بعض من أنواع هوامش الربح:
1. هامش الربح الإجمالي
يقيس هامش الربح الإجمالي ربح الشركة بعد طرح كلفة البضاعة المباعة من الإيرادات، ويُشير إلى درجة فاعلية الإدارة في تنظيم تكلفة الإنتاج إضافة إلى التسعير، وعليه تتحكَّم الشركة في تكاليف البضائع المباعة، ومن ثمَّ تزيد من إيراداتها من كلِّ صنف مباع، وهذا ما يعود بالفائدة بصورة كبيرة على الشركات المعتمدة البيع بالتجزئة أو التصنيع، وعن طريق تحليل هامش الربح الإجمالي يستطيع رجال الأعمال تقييم أرباح المنتج، ووضع خطط مناسبة وسليمة للتسعير والتفاوض مع الموردين من مختلف البلدان.
2. هامش الربح التشغيلي
يُعنى هامش الربح التشغيلي بالتركيز على الأرباح المحقَّقة من العمليات الأساسية للشركة، قبل حساب النفقات المختلفة المترتِّبة كالضرائب، ويعطي نظرة بعيدة الأمد عن مدى جودة الشركة في إدارة التكاليف الخاصة بالتشغيل متجنِّبة بذلك خطر المنافسين، أو الوقوع بفخ الخسارة، وعن طريق تحليل الكفاءة التشغيلية، يستطيع المحاسبون والمسؤولون من روَّاد الأعمال أن يحدِّدوا كمية التكاليف التي من الممكن أن توفَّر أو بمعنىً آخر تُدَّخر، كما يمكِّنهم من تقييم تأثير التغييرات في النفقات والمبيعات، كما يُمكن تقييم أداء الشركة أمام منافسيها من الصناعة نفسها في الشركات الأخرى.
3. هامش صافي الربح
يتمثَّل هامش صافي الربح بالربحية الصافية النهائية للشركة، بعد قص جميع النفقات المترتِّبة على الإنتاج والضرائب وغير ذلك، ويمثِّل صافي الربح مدى قدرة الشركة على النهوض بمبيعاتها بحيث يتحقَّق صافي ربح عالٍ يستطيع سدَّ جميع النفقات والتكاليف والنهوض بإنتاج الشركة نهوضاً كبيراً وتلبية احتياجات السوق وتحقيق المنافسة المطلوبة.
4. هامش إبيتدا
هو هامش قائم على قياس النفقات التشغيلية فقط دون حساب نفقات عدم التشغيل، مثل الضرائب والديون، وغالباً ما يستخدم لحساب نفقات الشركات الصغيرة ذات المردود المادي العادي، ويستطيع من خلاله روَّاد الأعمال تقييم قدرة الشركة على وفاء ديونها وإدارة مدَّخراتها.
كيفية حساب هامش الربح
المعادلة العامة لحساب هامش الربح هي:
هامش الربح= 1- (التكاليف/ صافي المبيعات).
أمَّا لحساب هامش الربح لكل نوع فنتبع ما يأتي:
- هامش الربح الإجمالي= (الإيرادات- تكلفة البضائع المباعة)/ الإيرادات×100.
- هامش الربح التشغيلي= (أرباح التشغيل/ إيرادات التشغيل×100).
- هامش صافي الربح= صافي الربح/ الإيرادات×100.
- أمَّا هامش إبيتدا= الأرباح قبل الفوائد والضرائب والديون/ الإيرادات×100.
شاهد بالفيديو: 10 طرق لتحقيق الربح المادي عبر الإنترنت
استراتيجيات زيادة هامش الربح
إنَّ زيادة هواش الربح من خلال التحكم في التكاليف يعدُّ ركيزة أساسية للنهوض الاقتصادي الفعَّال في أرباح الشركات، فهو أحد المؤشِّرات الهامة على الصحة المالية للشركة، وفيما يأتي سنناقش بعض الاستراتيجيات الخاصة بزيادة هامش الربح لدى الشركات:
1. رفع الأسعار
سياسة مباشرة وفعَّالة لزيادة هامش الربح، لكنَّها تمتلك خلفية خطيرة لمستقبل الشركة في حال أدت إلى انخفاض المبيعات عموماً، وهنا يتطلب الأمر دراسة العرض والطلب في السوق، إضافة إلى حال الشركات المنافسة في الإنتاج نفسه، كما يجب تقديم تبرير لارتفاع سعر المنتج، فمثلاً ارتفاع أسعار المواد الخام الأساسية أو العمالة.
2. خفض التكاليف
في عالم الشركات تعدُّ زيادة هوامش الربح من خلال التحكم في التكاليف أهم استراتيجية، ونستطيع تحقيق ذلك من خلال إعادة مناقشة العقود مع الموردين، وإيجاد طرائق فعَّالة أكثر في العمل، وتقليل النفقات إلى أقل حدٍّ ممكن، فمثلاً تخفيف هدر الطعام في المطاعم من خلال تطبيق سياسة التحكم في الأجزاء وإدارة المخزون.
3. زيادة حجم المبيعات
يمكن من خلالها زيادة هامش الربح، ولتحقيق ذلك يجب توسيع دائرة العملاء من خلال إنتاج سلع جديدة أو تطوير سلع قديمة أو تكثيف الجهود بالتسويق، فمثلاً إذا كانت الشركة تتعلَّق بالملابس يمكن أن تقدِّم أنماطاً وأحجاماً جديدة من الملابس تجذب من خلالها العملاء جذباً أوسع وتلبِّي حاجات أغلب الأذواق.
4. تحسين الإنتاجية
عملية هامة نستطيع من خلالها خفض التكاليف، ومن ثمَّ زيادة هوامش الربح، ونستطيع تحقيق ذلك من خلال تطبيق ممارسات التصنيع البعيدة عن الهدر، أو الاستفادة من التكنولوجيا، فمثلاً تستطيع جميع الشركات استخدام الأتمتة لتحسين كفاءة الإنتاج.
5. التركيز على الخدمات أو المنتجات ذات الهامش المرتفع
وذلك عن طريق دراسة بيانات المبيعات، وتحديد المنتجات ذات أعلى هامش ربح، فمثلاً يمكن لشركة برمجية التركيز على بيع المنتجات الأكثر ربحاً والسعي لتطويرها لزيادة الرغبة فيها.
6. تنفيذ استراتيجية التسعير
من خلال تقديم خصومات على الشراء بالجملة، أو التسعير الديناميكي، فمثلاً يمكن لفندق مشهور تقديم حسومات للحجوزات المتكررة أو المديدة، وترغيب الزوَّار من خلال تقديم عروض متنوِّعة في مواسم الصيف والسياحة.
7. تحسين الاحتفاظ بالعملاء
يساعد ذلك على تقليل التكاليف، من خلال الولاء لهم وتقديم عروض متنوِّعة، فمثلاً يستطيع مركز تجميل أن يقدِّم عروضات متنوِّعة للعملاء عند الزيارات المتكررة.
تقنيات خفض التكلفة
إنَّ تقنيات خفض التكلفة هامة جداً لجميع الشركات لتبقى قادرة على المنافسة ورابحة، وعن طريقها تستطيع الشركات زيادة هوامش الربح عن طريق التحكُّم بالتكاليف الإجمالية لأي مشروع أو استثمار، وفيما يأتي سنقدِّم لكم بعضاً من هذه التقنيات:
1. القيام بعمليات التصنيع مع منع الهدر منعاً كاملاً
هذا الأمر الذي يؤدي إلى خفض التكاليف.
2. محاولة الاستعانة بمصادر خارجية بما يخص الوظائف غير الأساسية
ويتحقَّق ذلك من خلال إدخال التكنولوجيا والبرمجة في عالم التصنيع، الأمر الذي يوفر الأيدي العاملة ويزيد الكفاءة ويحسِّن الإنتاج تحسيناً كبيراً.
3. التفاوض مع الموردين
لتخفيض تكاليف المواد الخام الأساسية، وتحديد مدة أطول للدفع تستطيع من خلالها الشركة إيفاء ديونها واستثمار الأموال في مجالات أساسية أخرى.
4. استخدام التقنيات الموفرة للطاقة
كإضاءة الليدات واستخدام الطاقات البديلة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
5. تنفيذ سياسات العمل عن بعد
من خلال إدخال الإنترنت في مجال العمل والسعي لتطوير مجالات العمل كافة عن طريق الاستفادة من تجارب الشركات الأجنبية الأخرى والسير بخطاها للوصول إلى هامش ربح عالٍ.
أهمية الرسملة الفعالة
تتيح الرسملة الفعالة لأي عمل النهوض بقوة كبيرة، فهي الركيزة الأساسية للإنتاج السليم، والتأسيس المستقر الذي ينهض بالشركة إلى مستوى الشركات الكبرى، وفيما يأتي أهمية الرسملة الفعالة في زيادة هوامش الربح:
1. تقلل تكلفة رأس المال
من خلال عمليات التوسع المختلفة التي تحتاج إلى موارد وخطط عملية مدروسة، فتُجمع الأموال من المصادر الأقل تكلفة.
2. يعطي للشركة ميزة تنافسية فعالة وجديرة في عالم الأسواق
من خلال إمكانية التحكم بالتسعير وجذب عملاء أكثر.
3. تحسين الاستقرار المالي للشركة
وذلك لتوفر مدَّخرات تستطيع من خلالها مواجهة الطوارئ والعودة للأسواق بقوة وفاعلية.
4. إمكانية اتخاذ قرارات استراتيجية
تتيح الرسملة الفعالة للشركة اتخاذ قرارات حاسمة بشأن الشراكات المالية وعمليات الدمج والاستحواذ.
في الختام
بعدما تعرَّفنا إلى هوامش الربح وأهميتها في عالم الشركات والاقتصاد، وفهمنا أهم المحاور عن هذا الموضوع، وأدركنا أهمية هامش الربح في المحافظة على تنافس الشركات، يجب التنويه أنَّه على كلِّ شركة الانتباه إلى المتغيِّرات التي تحدث في السوق والتماشي معها، كما ينبغي عليها التحليل المستمر للعمليات وتحسينها، وذلك لضمان النجاح المستمر مستقبلاً.
أضف تعليقاً