تعد الملاريا من الأسباب الرئيسة للوفاة في العديد من البلدان النامية، وتشير التقديرات إلى أنَّ أكثر من 200 مليون شخص يصابون بهذا المرض كل عام، وسوف نتحدَّث في هذا المقال عن علاج الملاريا.
هل يمكن الشفاء من الملاريا؟
نعم، يمكن الشفاء من الملاريا، وذلك مع خلال تلقي علاج الملاريا المناسب في الوقت المناسب، فتختفي الأعراض الرئيسة للملاريا خلال أسبوعين تقريباً، وذلك بعد الالتزام بأدوية الملاريا.
لكن، قد تستمر بعض الأعراض الخفيفة، مثل التعب، لعدة أسابيع أو أشهر؛ لذا من الضروري علاج الملاريا بالأعشاب، وقد تختلف مدة التخلص من الملاريا بشكل كامل من شخص لآخر، وذلك لأسباب متنوعة تشمل:
1. نوع طفيلي الملاريا:
بعض أنواع الطفيليات أكثر مقاومة للعلاجات من غيرها.
2. شدة الأعراض:
تحتاج الحالات الأكثر خطورة إلى وقت أطول للشفاء، ولكن يمكن التعافي من المرض باستخدام أدوية الملاريا.
3. منطقة التقاط العدوى:
قد تختلف سلالات الطفيليات حسب المنطقة، وهذا يؤثر في طريقة العلاج وسرعة الشفاء.
4. نوع العلاج المستخدم:
تختلف فاعلية الأدوية المضادة للملاريا حسب نوع الطفيلي.
5. سرعة التشخيص:
كلما تم تشخيص وعلاج الملاريا مبكراً، زادت سرعة الشفاء.
علاج الملاريا:
تأتي أهمية علاج الملاريا من عدة أوجه منها إنقاذُ الأرواحِ، حيث تُقلِّلُ الأدويةُ من خطرِ الوفاةِ بشكلٍ كبيرٍ، إضافة إلى منع المُضاعفاتِ، وتُساعدُ أدوية الملاريا على منعِ حدوثِ مُضاعفاتٍ خطيرةٍ مثل فقرِ الدمِ والفشلِ الكلوي والتهابِ الدماغِ، وأخيراً التقليل من انتشارِ المرضِ، ويُساعدُ علاجُ الملاريا على منعِ انتقالِ العدوىِ من شخصٍ لآخر، ومن طرائق علاج الملاريا:
علاج الملاريا بالأدوية:
يعتمد علاج الملاريا على عدة عوامل منها، نوع طفيل الملاريا المسبب للعدوى، شدة أعراض الملاريا، عمر المريض وحالته الصحية، تاريخ مقاومة الأدوية في المنطقة، ويقسم علاج الملاريا لنوعين: أدوية الملاريا، وعلاج الملاريا بالأعشاب.
1. أهم أدوية الملاريا:
فُسفات الكلوروكين:
يعد فوسفات الكلوروكين دواءً فعَّالاً في علاج الملاريا، خاصةً في المناطق التي ما تزال المتصورات (المسبب للملاريا) حساسة له، تعتمد الجرعة على وزن الشخص ونوع عدوى الملاريا، كما يجب استشارة الطبيب لتحديد الجرعة المناسبة، لذا يعد من أهم المواد المستخدمة في أدوية الملاريا.
العلاجات المركبة القائمة على مادة أرتيميسينين:
نوع من أدوية الملاريا التي تجمع بين مادة أرتيميسينين أو أحد مشتقاتها (مثل أرتسونات، أرتميثر) مع مضاد للملاريا آخر من عائلة مختلفة، تُظهر العلاجات المركبة القائمة على مادة أرتيميسينين فاعلية عالية في علاج الملاريا الحادة، خاصةً في المناطق التي تنتشر فيها مقاومة الأدوية.
دوكسي سيكلين:
دوكسيسيكلين هو مضاد حيوي واسع الطيف ينتمي إلى عائلة التتراسيكلين، ويُستخدَم بوصفه علاجاً ضمن أدوية الملاريا.
يُستخدم لعلاج العديد من الالتهابات البكتيرية والطفيلية، ومن ذلك الملاريا، يعمل دوكسيسيكلين عن طريق تثبيط نمو البروتينات في المتصورات (المسبب للملاريا)، يُؤدِّي ذلك إلى موت المتصورات ومنع تكاثرها.
كوينين:
كوينين هو مركب شبه قلوي أبيض بلوري ذو خصائص عديدة منها: خافض للحرارة، علاج للملاريا، مسكن، مضاد للالتهاب، وذو طعم مر، تم استخدامه بوصفه دواء من أدوية الملاريا منذ القرن السابع عشر.
علاج الملاريا بالأعشاب:
بعد أن تحدَّثنا عن أهمية وطرائق إعطاء أدوية الملاريا، سوف نتحدث عن كيفية علاج الملاريا بالأعشاب، وتشمل أهمية علاج الملاريا بالأعشابِ:
1. التكلفة المنخفضة:
الأعشاب رخيصة نسبياً مقارنةً بالأدويةِ المُصنَّعة.
2. التوافر:
الأعشاب مُتاحة بسهولةٍ في العديدِ من البلدانِ.
3. الآثار الجانبية القليلة:
الأعشاب لها آثار جانبية قليلة نسبياً مقارنةً بالأدويةِ المُصنَّعة.
يُمكنُ استخدامُ الأعشابِ لعلاجِ الملاريا، لكنْ يجبُ استشارةُ الطبيبِ قبلَ استخدامِ أيٍّ منها، ومنها:
الشيح:
نبات الشيح هو نبات عطري ينتمي إلى عائلة الأقحوان، وهو أحد النباتات المستخدمة في علاج الملاريا بالأعشاب، يُستخدم منذ القدم لعلاج العديد من الأمراض، ومن ذلك الملاريا، تعتمد الجرعة على نوع نبات الشيح وتركيز الأرتيميسينين فيه، فيجب استشارة الطبيب لتحديد الجرعة المناسبة.
الريحان:
الريحان هو الحل المناسب لعلاج الملاريا بالأعشاب، وأُجريَت عدة دراسات على الريحان منها:
الدراسات المختبرية:
أظهرت بعض الدراسات المختبرية أنَّ الريحان، وخاصةً زيت الريحان، يمكن أن يقتل طفيليات الملاريا في المختبر.
الدراسات الحيوانية:
أظهرَت بعض الدراسات على الحيوانات أنَّ الريحان يمكن أن يقلل من أعراض الملاريا ويحسن من معدلات البقاء على قيد الحياة.
الدراسات السريرية:
أُجري عدد قليل من الدراسات السريرية على البشر لتقييم فاعلية الريحان في علاج الملاريا، وأظهرت بعض الدراسات نتائج واعدة.
الأفسنتين:
يُستخدَم نبات الأفسنتين تقليدياً لعلاج الملاريا بالأعشاب في بعض البلدان، وتشير بعض الدراسات إلى أنَّه قد يكون له خصائص مضادة للملاريا، فيحتوي نبات الأفسنتين على مادة الأرتيميسينين، وهي مادة فعالة مضادة للملاريا.
الكينا:
استخدم السكان الأصليون لأمريكا الجنوبية لحاء شجرة الكينا لعلاج الملاريا لعدة قرون، فتعمل مادة الكينين على قتل طفيليات الملاريا في الدم، وتفعل ذلك عن طريق تعطيل عملية التمثيل الغذائي للطفيليات، فهذا يمنع الطفيليات من التكاثر ويؤدي إلى موتها؛ لذا يعد شجر الكينا مفيداً لعلاج الملاريا بالأعشاب.
في الختام:
الملاريا مرض مدمر يؤثر في الملايين من الناس في جميع أنحاء العالم، ومن خلال نهج شامل يشمل الوقاية والتشخيص والعلاج، يمكننا أن نعمل على تخفيف عبء هذا المرض الفتاك والقضاء عليه في نهاية المطاف إلى الأبد.
من الضروري أن نواصل إعطاء الأولوية للجهود الرامية إلى علاج الملاريا ومكافحته والقضاء عليه، من أجل إنقاذ الأرواح وتحسين صحة ورفاهية المجتمعات في جميع أنحاء العالم.
أضف تعليقاً