يقدِّم هذا المقال طرائق علاجية مبتكرة وعملية تحسن حياة طفلك دون تعقيد.
الأعشاب الطبيعية لتهدئة فرط الحركة وتحسين التركيز
تُعد علاجات طبيعية لفرط الحركة خياراً متزايد الاهتمام بين أولياء الأمور الذين يدعمون أطفالهم ممن يعانون من فرط النشاط وصعوبة التركيز، بعيداً عن الاعتماد الكامل على الأدوية.
إذ تؤدي عدد من الأعشاب الطبيعية دوراً محتملاً في تحسين حالة الطفل، مثل الجنكة، والجينسنغ، ومولين، وجذر فاليريان، وبلسم الليمون، واللوبيليا، ونبتة سانت جون، إضافةً إلى الشوفان، والبابونج، والنعناع البري.
ويؤكد كتاب «وصفة طبية للشفاء الغذائي» على أهمية هذه الأعشاب بوصفها علاجات مساعدة لتحسين التركيز، رغم الحاجة الماسَّة إلى دراسات علمية معمقة لتقييم مدى فعاليتها بدقة أكبر.
1. الجنكة بيلوبا وتأثيرها في الانتباه
تعد الجنكة بيلوبا من أبرز علاجات طبيعية لفرط الحركة التي تحظى باهتمام متزايد في دعم التركيز وتعزيز وظائف الدماغ، لا سيما لدى الأطفال المصابين بفرط الحركة ونقص الانتباه؛ إذ تحتوي هذه العشبة على مركَّبات طبيعية تزيد تدفق الدم إلى الدماغ، مما يعزز القدرة على التركيز والذاكرة، ويقلل من حالات التشتت الذهني.
حيث تحسن الجنكة بيلوبا التواصل بين خلايا المخ وتقلل الالتهابات العصبية، مما ينعكس إيجاباً على سلوك الطفل وأدائه الذهني، ويجعلها خياراً واعداً ضمن العلاجات الطبيعية التي تدعم الصحة الذهنية للأطفال.

2. البراهمي (Bacopa Monnieri) ودورها في تعزيز الذاكرة
تندرج علاجات طبيعية لفرط الحركة ضمن نهج متكامل يدعم الأطفال الذين يعانون من صعوبات التركيز وفرط النشاط بعيداً عن الأدوية التقليدية، ويُعد (Bacopa) – أو بروكوبيا – مثالاً حياً على هذه الحلول العشبية؛ إذ نشأت هذه النبتة في الهند واستخدمت تاريخياً لعلاج مرض الزهايمر والقلق والصرع، ما يرفع احتمالية دورها في تحسين تركيز الأطفال وقدرتهم على الانتباه.
ومع ذلك، لا تزال الحاجة قائمة إلى دراسات علمية معمقة لتحديد مدى فعاليتها الفعلية في هذا المجال؛ إذ لا يمكن الاكتفاء باستنتاجات أولية دون تأكيدات بحثية دقيقة، ويؤكد خبراء الطب البديل أنَّ الاعتماد على الأعشاب وحدها، رغم استخداماتها الطويلة في حالات اضطراب نقص الانتباه، قد لا يضمن النتائج المرجوة.
كما يحذِّرون من مخاطر المكونات الطبية القوية التي قد تتسبب في آثار جانبية غير مرغوب فيها إذا لم تُستخدم تحت إشراف متخصص مؤهل.

3. زهرة الآلام (Passiflora) لتهدئة الأعصاب
تُعرف زهرة الآلام (Passiflora) بخصائصها الطبيعية الفريدة في تهدئة الأعصاب وتخفيف التوتر، مما يجعلها من أهم علاجات طبيعية لفرط الحركة التي تُستخدم لدعم الأطفال الذين يعانون من فرط النشاط وصعوبة التحكم في الانفعالات؛ إذ تهدِّئ هذه النبتة الجهاز العصبي، وتخفف القلق والتوتر دون تأثيرات جانبية قوية، مما يعزز الشعور بالاسترخاء والهدوء النفسي.
ولكن لا تزال الدراسات الحديثة تسعى لتوضيح مدى فعاليتها وسلامتها عند الأطفال، مع التأكيد على أهمية استخدامها تحت إشراف مختص لضمان الجرعة المناسبة وتجنُّب أية تداخلات مع أدوية أخرى أو حالات صحية مخصصة.

المكملات الغذائية المفيدة للأطفال المصابين بفرط الحركة
برزت أهمية المكملات الغذائية إلى جانب ممارسة الرياضة والنشاطات الحركية المنتظمة في تخفيف الأعراض وتحسين سلوك الأطفال الذين يعانون من فرط الحركة، ومن هنا تبرز ضرورة التعرف على المكملات التي أثبتت الدراسات دورها الفعال في هذا المجال بوصفها علاجات طبيعية لفرط الحركة.
1. أوميغا-3 وتأثيرها في الأطفال المصابين بفرط الحركة
تُعد أحماض أوميغا-3 الدهنية من أبرز المكملات التي ركزت عليها الدراسات الحديثة، خصيصاً للأطفال فوق ست سنوات الذين يعانون من أعراض شديدة.
ورغم عدم وضوح السبب الدقيق وراء تحسن السلوك لدى الأطفال الذين تحتوي أجسامهم على نسب جيدة من أوميغا-3، إلَّا أنَّ الباحثين يرجحون أنَّ هذه الأحماض الدهنية، تحسن جودة انتقال الناقلات العصبية في الدماغ، وهو أحد العوامل الرئيسة في اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.
وإضافة إلى ذلك، تحسن أوميغا-3 المزاج وتقلل التوتر، ويُنصح دائماً بالتشاور مع طبيب التغذية لتحديد إذا كان من الأفضل تناول أوميغا-3 من خلال المكملات الغذائية أو من خلال الأغذية الغنية بها، مثل الأسماك الدهنية كالسمك السلمون والمكسرات.
2. الزنك والمغنيسيوم وتأثيرهما في السلوك
تؤدي الفيتامينات والمعادن، مثل الزنك، وفيتامين ب6، والمغنيسيوم دوراً أساسياً في دعم صحة الدماغ وتعزيز التركيز عند الأطفال، لا سيما المصابين بفرط الحركة وتشتت الانتباه.
إذ تشير الدراسات إلى أنَّ نقص هذه العناصر الحيوية، قد يفاقم صعوبة التركيز ويزيد حدة الأعراض السلوكية المرتبطة بالاضطراب، فمثلاً ينظم الزنك نشاط الناقلات العصبية، بينما يؤدي فيتامين ب6 دوراً في إنتاج المواد الكيميائية التي تؤثر في المزاج والانتباه، كما يُعد المغنيسيوم هاماً في تهدئة الجهاز العصبي وتقليل التوتر.
3. الميلاتونين لتحسين جودة النوم
يُعد النوم الجيد من أبرز علاجات طبيعية لفرط الحركة، فيساعد على التحكم بأعراض فرط الحركة ونقص الانتباه؛ إذ يحسن الميلاتونين، الهرمون الطبيعي المسؤول عن تنظيم النوم جودة نوم الأطفال المصابين بهذه الحالة، مما ينعكس إيجاباً على سلوكهم وقدرتهم على التركيز خلال النهار، ومع ذلك، يُستخدَم تحت إشراف طبي لضمان الجرعة المناسبة وتجنب أية تأثيرات جانبية.

الأنظمة الغذائية المناسبة للأطفال المصابين بفرط الحركة
تُعد علاجات طبيعية لفرط الحركة من أهم الخيارات التي يمكن الاعتماد عليها لدعم الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه. ويأتي النظام الغذائي في مقدمة هذه الخيارات؛ إذ تخفف بعض الأطعمة من أعراض الاضطراب، مثل الأطعمة الغنية بالبروتين، والتي تحسن التركيز وتحافظ على نشاط ثابت.
كذلك يبرز فيتامين ب والكالسيوم والمعادن المختلفة بوصفها عناصر ضرورية لتعزيز وظائف الدماغ والجهاز العصبي، إلى جانب السكريات المعقدة التي تمد الجسم بطاقة مستمرة دون تسبب تقلبات مفاجئة في مستويات السكر، كما تظل الأحماض الدهنية أوميغا-3 من الركائز الأساسية التي تثبت فاعليتها في تحسين سلوك الأطفال المصابين.
تتفق وجهات النظر الحديثة على ضرورة تبنِّي نهجاُ متوازناً في تغذية جميع الأطفال، خصيصاً المصابين بفرط الحركة، فيجب التركيز على نظام غني بالفواكه، والخضروات، والحبوب الكاملة، والدهون الصحية غير المشبعة، ومصادر البروتين الجيدة، مع الابتعاد عن الدهون المشبعة والمتحولة التي تؤثر سلباً في الصحة العصبية. كما يُنصح بتجنب الكربوهيدرات سريعة الهضم والأطعمة السريعة التي قد تزيد من حدة الأعراض.
التمرينات الرياضية ودورها في تقليل أعراض فرط الحركة
تُعد ممارسة التمرينات الرياضية من أبرز علاجات طبيعية لفرط الحركة؛ إذ تقلل الأعراض المرتبطة باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه. ومن خلال تحفيز الجسم على إفراز نواقل عصبية هامة، مثل الدوبامين والسيروتونين، تحسن التمرينات التركيز وتعزز الاستقرار العاطفي لدى الطفل.
فممارسة النشاطات الحركية المنتظمة، مثل الجري، والسباحة، ورياضات المقاومة، تفرِّغ الطاقة الزائدة التي قد تزيد فرط النشاط، كما تقلل مستويات القلق والتوتر، مما ينعكس إيجاباً على السلوك العام.
تعزز التمرينات جودة النوم، وهو عامل هام جداً في إدارة الأعراض؛ إذ يساعد النوم الجيد على استعادة توازن الجهاز العصبي وتحسين قدرة الطفل على الانتباه خلال النهار، كما تبني الرياضة الثقة بالنفس والانضباط الذاتي، وهما عنصران أساسيان لتطوير مهارات الطفل الاجتماعية والسلوكية.
في الختام
نجد أنَّ اختيار علاجات طبيعية لفرط الحركة، تفتح أمامك أبواباً جديدة لفهم أفضل ودعم فعال للأطفال، وبالتركيز على التغذية، والأعشاب، والتمرينات، يمكننا أن نرسم طريقاً مختلفاً بعيداً عن الحلول التقليدية. اكتشِفْ مزيداً من خلال مقالاتنا المتنوعة، وامنح طفلك فرصة أفضل للتركيز والحياة المتوازنة.
أضف تعليقاً