وقد لا تظهر القوة التي نمارسها بصورة غير مقصودة كثيراً للوهلة الأولى، ولكن تلك اللحظات التي توجِّه فيها معتقداتنا أفعالنا وأفكارنا، لها تأثير عميق في حياتنا وحياة أيِّ شخص آخر تربطنا به علاقة لا يمكن نسيانها، سواءً كانت صريحة أم لا.
لنفترض على سبيل المثال، أنَّ اليوم هو يوم للانتخابات في بلدك.
ماذا سيحدث إذا كان المرشح الذي لا نريد انتخابه هو الشخص المنتخب؟
ترتبط قدرتنا على اتخاذ الإجراء المناسب، بطريقة اختيارنا لفهم العالم ودورنا فيه، فنحن نمتلك إمكانية السيطرة على طريقة التفاعل مع محفزاتنا العاطفية ومع محفزات الآخرين؛ حيث يمكننا التدرب على قول أو فعل الأمر الذي يدفعنا نحو التفكير في إنسانيتنا المشتركة، كما يمكننا التوقف مؤقتاً عندما يتطلب الأمر الصراخ أو التوقف، ويمكننا أن نكون لطيفين مع الأشخاص من حولنا، ونتشارك معهم الأحلام والتطلعات من أجل الشعور بالسعادة الدائمة والرغبة في أن نكون آمنين ومحبوبين وبحالة صحية جيدة.
وحتى لو كانت هذه الأمور هي الوحيدة المشتركة بيننا نحن البشر، فهي جيدة وتكفي في الواقع، وكل أمر آخر نقوم به هو تعبير عن شخصيتنا وقدرتنا على رؤية الأمور المخفيِّة التي تربطنا ببعضنا بعضاً، سواءً اعترفنا بذلك أم لم نعترف، فعندما يحدث أمر ما مع أحدنا فهو يؤثر في الآخرين، وعندما يكون رد فعلنا حينما ننجذب نحو أمر ما، هو التفكير في كرامة الإنسان واحترامه، فهذا هو الأمر الذي يحدد مستوى حوارنا والنتائج التي سنحصل عليها مهما كانت الاختلافات لدينا، فالأمر يتعلق بما نختار التركيز عليه.
مهما كانت نتيجة الانتخابات، إذا التزمنا ممارسة اللطف الإنساني والكرامة مع بعضنا بعضاً، فإنَّ حقيقة أنَّه من الصعب أن نتفق على أمور أخرى لا أهمية لها.
على الرغم من أنَّ الانتخابات ستحدد بلا شك السياق الذي سنجد أنفسنا فيه بحاجة إلى العمل خلال الأشهر والسنوات القادمة، فهذا ما نفعله في كل لحظة فيما يتعلق بقدرتنا الذاتية على التصرف، وإمكانية التأثير بصورة إيجابية، وهذا الأمر يسمح لنا بتحديد من نحن وكيف ستُخلَّد ذكرانا.
أضف تعليقاً