وقد صنّف الإمام أبو حامد الغزالي في كتابه إحياء علوم الدين الصوم إلى ثلاثة درجات هي:
1. صوم العموم:
فهو كف البطن والفرج عن قضاء الشهوة (الأكل والشرب والجماع).
2. صوم الخصوص:
كما يقول الإمام أبو حامد الغزالي صوم الصالحين وهو كف السمع والبصر واللسان واليد والرجل وسائر الجوارح عن الآثام، ويتحقّق بستة أمور هي "غض البصر".
1- صوم اللسان:
وهو حفظ اللسان عن الهذيان والكذب والغيبة والنميمة والفحش والجفاء والخصومة والمراء وشغله بذكر الله وتلاوة القرآن عملا بقول رسول الله صلى الله عليه و سلم "إنما الصوم جنة فإذا كان أحدكم صائما فلا يرفث و لا يجهل و إن إمرؤ قاتله أو شاتمه فليقل إنى صائم ..إنى صائم".
2- صوم السمع:
بكف السمع عن الإصغاء إلى كل مكروه لأنّ كل ما حرم قوله حرم الإصغاء إليه ولذلك سوى الله بين التسمع وبين أكل السحت فقال تعالى "سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ" المائدة - الآية 42، وقال تعالى "لَوْلَا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ عَن قَوْلِهِمُ الْإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ" المائدة - الآية 63.
3- كف بقية الجوارح عن الآثام:
من اليد والرجل وكف البطن عن الشبهات وقت الإفطار فلا معنى للصوم بالكف عن الطعام الحلال ثم الإفطار على الحرام.
4- عدم الإستكثار من الطعام الحلال عند الفطر:
إذ لا يوجد وعاء أبغض إلى الله من بطن مليء من حلال إذ كيف تكسر الشهوة ويقهر الشيطان إذا تدارك الصائم عند فطره ما فاته فى نهاره وربما زاد عليه فلا يتحقّق الشعور بالخواء ولا تكسر الشهوة وإنما تزداد لذة النفس "بزيادة الطعام وأنواعه عن المعتاد" مع أنّ روح الصوم وسره هي تضيف القوى وإخضاع النفس حتى لا يستطيع الشيطان إعادة المرء إلى الشرور.
ومن الآداب ألّا يكثر الصائم من النوم بالنهار حتى يحس بالجوع والعطش ويستشعر ضعف قوته، حتى يصفو القلب ويستديم هذا الضعف بتتابع ليالي الصوم حتى تخف على الصائم مشقة تهجده وأوراده فعسى الشيطان ألّا يحوم على قلبه فيستطيع المرء النظر إلى ملكوت السماء.
فمن جعل بين قلبه وصدره مخلاه "أي معدة مملوءة بالطعام كالمخلاة" فهو عن الله محجوب من أخلى معدته فلا يكفيه ذلك لرفع الحجاب ما لم يخل همته من غير الله.
3. صوم خصوص الخصوص:
ويفسر الإمام أبو حامد الغزالي النوع الثالث من الصوم بقوله: أمّا صوم خصوص الخصوص فهو صوم القلب عن الهمم الدنية والأفكار الدنيوية وكفّه عمّا سوى الله عز وجل بالكلية فهو انصراف عن غير الله سبحانه وتعالى وتلبس بمعنى قوله عز وجل "قلِ اللَّهُ ۖ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ" الأنعام - الآية 91.
المصدر: مكتوب
أضف تعليقاً