الرغبة وحدها لا تجلب لنا السعادة، لكن عندما ندرك حاجتنا الفعلية إلى ما سبق ذكره، سنحصل على نتيجة مذهلة، على سبيل المثال، إنَّنا لا نتخذ خطوة فعلية وحقيقية تجاه أي أمر ما لم يكن مسألة حياة أو موت، ولكنَّ هذا خطأ فادح؛ وذلك لأنَّ تخلِّيك عن أحلامك ورغباتك وسعيك وراء إرضاء الآخرين سيؤدي إلى الموت البطيء.
يفرض المجتمع عليك نمط حياة محدد؛ أن تجد عملاً وتسعى إلى الحصول على ترقية، وتمضي حياتك بأكملها في ذات العمل حتى لو لم تكن تحبه من الأساس، وهذا ما يدَّعون بأنَّه حس بالمسؤولية والاعتناء بالعائلة وإعالتها، ولكنَّ هذا غير صحيح، فإنَّ عملك في وظيفة لا تحبها طوال حياتك لن يعود عليك بالفائدة؛ بل سيجعلك تعيساً.
لا يوجد ما يبرر أن تفقد الأمل في إيجاد مزيد من الشغف والمعنى والإثارة في حياتك، وبإمكانك دائماً إيجاد فرصة عمل في المجال الذي تحبُّه، فإنَّنا نمتلك مزيداً من الفرص والأدوات في وقتنا الحالي، أكثر من أي وقت مضى، فلا تؤجل عمل اليوم إلى الغد؛ وذلك لأنَّ المماطلة لن تقودك إلى أيَّة نتيجة، والحياة لا تمنح فرصة ثانية؛ لذلك عليك أن تسعى إلى الحصول على الحياة التي تريدها.
إن كنت من مؤيدي النظرية التي تقول إنَّ الحياة عبارة عن عمل فقط سواء أحببت عملك أم لا، فعليك أن تدرك بأنَّ ذلك غير صحيح، وبالأخص على الأمد الطويل؛ فمعظم الأشخاص يستنزفون حياتهم في أعمال لا يحبونها ولا تمثِّل أي معنى بالنسبة إليهم.
يعتقد معظمنا أنَّنا عندما نكبر في السن سنكون سعيدين بالحياة التي عشناها، ولن يكون لدينا الكثير من الأمور التي نندم عليها، وذلك غير صحيح، فالحقيقة المُرَّة تقول خلاف ذلك.
بإمكاننا تفادي الأمر عبر اتباع الخطوتين الآتيتين:
1. التوقف عن الشعور بالخوف:
إنَّ السبب الرئيس لقضاء حياة مليئة بالندم هو الشعور بالخوف، كما أنَّه الشيء الوحيد الذي يقف بينك وبين الحياة التي تريدها، وللخوف أوجه عدة: الخوف من الانتقاد، والفشل، والمجهول، والتغيير، والموت، وتجربة جميع جوانب الحياة، والفقر والوحدة، وغيرها كثير من الأمور، وأيضاً توجد بعض المخاوف التي تعرقلك وأنت من يسمح لها بذلك، لكن كي تتقدم في الحياة، عليك مواجهة تلك المخاوف.
شاهد بالفيديو: 6 نصائح بسيطة تساعدك على التخلص من مخاوفك
2. الإيمان:
كي تُحدِث أي تغيير في حياتك عليك أن تؤمن أولاً بأنَّك تملك القدرة على القيام بذلك، وبالطبع إنَّ الإيمان وحده من دون اتِّخاذ خطوة فعلية نحو التغيير، ليس له أي جدوى؛ إذ إنَّ الدماغ عضو قوي جداً، وتُبَرمَج عقولنا منذ الصغر على نمط حياة محدد، وهذا يجعل معظمنا غير قادرين على الخروج عن النمطية وقضاء حياتهم بالطريقة التي يرغبون بها.
في الختام:
يمكنك قضاء حياتك بالطريقة التي تريدها وإيجاد وظيفة بالمجال الذي تحبه، والاستيقاظ كل يوم بمشاعر إيجابية وطاقة كبيرة وبوجود هدف معيَّن تسعى إلى تحقيقه؛ إذ إنَّ الشيء الوحيد الذي يقف بين القيام بهذا وبينك هو أنت، فقم بتحديد مخاوفك وما يوقفك عن عيش الحياة التي ترغب بها، واسعَ إلى تخطِّيها جميعاً.
أضف تعليقاً