أولًا: تعريف الرزق وأنواعهِ
الرزق هو كل ما يُقدم النفع والفائدة للإنسان، من أموال، زرع، تجارة، وكل الأشياء المادية والمعنويّة، وقد حدّد الله سبحانه وتعالى لكل إنسان رزقه من لحظة تواجدهِ في هذهِ الدنيا، وللرزق أنواع عديدة منها:
- رزق الإيمان، إذ أنّ الإنسان الذي يؤمن برب العالمين، يُعتبر من أصحاب الرزق العظيم، وذلك لأنّه سيفوز حتمًا بالجنة في الآخرة، وبالسعادة في الدّنيا.
- رزق العلم والحكمة، وذلك لأنّ العلم والحكمة هو ميراث الأنبياء والرسل، والصالحين.
- رزق الصحة والعافية، وهي من أثمن الأرزاق، وذلك لأنّ سلامة الإنسان البدنيّة هي كنز كبير من كنوز الدنيا، ونعمة لا يستطيع الإنسان أن يعيش بدونها.
- رزق المال، وهو الرزق الذي يستطيع الإنسان أن يؤمّن بواسطتهِ كل حوائجهِ، وحوائج أسرتهِ، وأهلهِ.
- رزق الذريّة الصالحة، وهي من الأرزاق المهمة التي تجعل الإنسان ينعم بالراحة النفسيّة في حياتهِ.
- رزق محبة الناس، إذ أنّ الإنسان المحبوب هو شخصٌ محظوظ لأنّ الله تعالى قد ألقى لهُ القبول في الأرض بين عبادهِ.
ثانيًا: أسباب ضيق الرزق والبركة
- كثرة الذنوب التي يرتكبها الإنسان في حياتهِ اليوميّة، وإعراضهِ عن ذكر الله وعن القيام بالعبادات المفروضة عليه.
- التعدّي على حقوق الآخرين، وأكل أموالهم، وغشهم.
- الحسد والبغض، وعدم تمني الخير للآخرين.
- عقوق الوالدين، وعدم تقديم الطاعة لهم، وعدم صلة الرحم وزيارة الأقارب والسؤال عن أحوالهم.
- قيام الإنسان ببعض السلوكيات الخاطئة وبشكلٍ خاص الكبائر، كالزنا، مثلًا، والرِبا.
- طلب الرزق بالمعاصي، أي اتّباع الإنسان للطرق غير المشروعة لطلب الرزق وكسب العيش كالتجارة بالمحرمات، السرقة، غش الناس وخداعهم، ونقص المكيال والميزان.
- عدم تأدّب الإنسان في طلب رزقه من الله سبحانه وتعالى.
- عدم إخراج الزكاة، والتصدق على الفقراء والمحتاجين.
- قلّة الاستغفار، والدعاء إلى الله سبحانه وتعالى، والتوكّل عليهِ.
ثالثًا: نصائح لجلب الرزق والبركة
1- العمل والاقتصاد في صرف المال:
يجب على الإنسان أن يعمل بشكلٍ مستمر، وأن يبحث دائمًا عن العمل الذي يؤمّن حاجاته وحاجات عائلتهِ، بعيدًا عن الشعور بالملل أو الاستسلام، كما وعليهِ أن يُحافظ على مالهِ وأن يبتعد عن التبذير وشراء الأشياء غير الضروريّة.
2- الإدّخار:
من الضروري أن يتبّع الإنسان طريقة الادخار، هذهِ الطريقة التي تساعده على تجميع أموالهِ عبر الشهور والسنين، لاستغلالها وقت الحاجة، أو لاستثمارها في بعض الأعمال والمشاريع المستقبليّة التي تضمن لهُ حياة مستقرة وآمنة.
اقرأ أيضاً: 6 نصائح من أصحاب الأموال تعلّمك الادخار
3- التوجه بالدّعاء إلى الله تعالى:
على الإنسان أن يتوجّه بشكلٍ دائم بالدعاء إلى الله سبحانه وتعالى، لكي يوسّع له رزقه، ويبثّ البركة فيهِ، وأن يستغفر له دائمًا عن كل الذنوب والمعاصي التي سبق وارتكبتها في الماضي، وذلك لأنّ الله غفورٌ رحيم لجميع عبادهِ.
4- التوكّل على الله تعالى:
على الإنسان المسلم المؤمن أن يتوكّل على رب العالمين في كل الأعمال التي يقوم بها، وأن يؤمن بأنّ الله تعالى هو الرزّاق، وهو الذي يُساعد على فتح أبواب الرزق لكل إنسان مجتهد في عملهِ ومخلص له.
اقرأ أيضاً: 7 نصائح لتقوِّي صلتك بالله سبحانه وتعالى
5- الصدقة والزكاة:
لكي يبث الله سبحانه وتعالى البركة في رزق الإنسان المسلم المؤمن، عليهِ ألّا ينسى أو يتجاهل موضوع الصدقة والزكاة، وذلك لأنّ الله يُبارك في أموال الإنسان المتصدق، ونقصد بالصدقة والزكاة، تقديم المساعدة المادية والمعنوية لكل الفقراء والمحتاجين سواء كانوا من العائلة أو الغرباء.
6- أداء العبادات اليوميّة:
إنّ أداء المؤمن للعبادات اليوميّة يُساهم في بثّ البركة والرزق في حياة الإنسان المسلم، كأداء الصلوات الخمسة، الصيام، قراءة القرآن، والتوجه بالدعاء الصالح والاستغفار اليومي لرب العالمين.
7- تجنّب الذنوب والمعاصي:
يجب على الإنسان المسلم أن يتجنّب كل أشكال الذنوب والمعاصي لينال مغفرة الله، والرزق الوفير، كأن يبتعد عن الكفر، السرقة، أكل مال الأيتام، الزنا، شرب الكحول، النظر إلى المحرمات، الكذب، وكافة الذنوب صغيرة كانت أو كبيرة.
8- شكر الله تعالى:
من الضروري أن يشكر الإنسان المؤمن رب العالمين على كل النعم التي منحهُ إياها مهما كانت بسيطةً، وذلك لأنّ الله تعالى يزيد الرزق والبركة في حياة كل إنسان شكور لرب العالمين.
اقرأ أيضاً: أدعية تقال لفك الكرب
رابعًأ: أدعية تساعد على جلب الرزق والبركة
- اللّهم إنّي أحمدك حمدًا كثيرًا وأشكرك شكرًا كثيرًا يليق بجلال وجهك وعظيم سلطانك.
- اللّهم إن كان رزقي في السّماء فأنزله، وإن كان في الأرض فأخرجه، وإن كان بعيدًا فقرّبه وإن كان قريبًا فيسّره، وإن كان قليلًا فكثّره، وإن كان كثيرًا فبارك لي فيه.
- الحمد لله الذي لا ينسى من ذكره، الحمد لله الذي لا يخيب من رجاه، الحمد لله الذي من توكّل عليه كفاه، الحمد لله الذي من وثق به لم يكله إلى غيره، الحمد لله الذي هو ثقتنا حين تسوء ظنوننا بأعمالنا، الحمد لله الذي هو رجاؤنا حين ينقطع الحيل والحبل منا.
- اللّهم ربّ السموات السّبع، ورب الأرض ورب العرش العظيم، ربنا وربّ كل شيءٍ فالق الحَبّ والنّوى ومنزّل التّوراة والإنجيل والفرقان، أعوذ بك من شرّ كل شيء أنت آخذ بناصيته، اللهمّ أنت الأول فليس قبلك شيء وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظّاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء، اقض عنا الدَّين واغننا من الفقر.
- اللهمّ صن وجهي باليسار، ولا تبذل جاهي بالإقتار فأسترزق طالبِي رزقك، وأستعطف شرار خلقك، وأبتلى بحمد من أعطاني، وأُفتَن بذمّ من منعني، وأنت من وراء ذلك كلّه وليّ الإعطاء والمنع، إنّك على كلّ شيءٍ قدير.
- اللهم ارزقني رزقًا واسعًا حلالًا طيبًا من غير كدٍّ، واستجب دعائي من غير رد، وأعوذ بك من الفضيحتين: الفقر والدّين، اللهم يا رازق السائلين، يا راحم المساكين، ويا ذا القوة المتين، ويا خير الناصرين، يا ولي المؤمنين، يا غيّاث المستغيثين، إياك نعبد وإيّاك نستعين.
- يا كريم، اللهم يا ذا الرحمة الواسعة، يا مُطلعًا على السرائر والضمائر والهواجس والخواطر، لا يعزب عنك شيء، أسألك فيضة من فيضان فضلك، وقبضة من نور سلطانك، وأنسًا وفرجًا من بحر كرمك، أنت بيدك الأمر كلّه ومقاليد كل شيء، فهب لنا ما تقرّ به أعيننا، وتُغنينا عن سؤال غيرك، فإنّك واسع الكرم، كثير الجود، حسن الشيم، في بابك واقفون، ولجودك الواسع المعروف منتظرون، يا كريم يا رحيم.
- اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بك من الفقرِ والقِلَّةِ والذِّلَّةِ، وأعوذُ بك من أن أظلِمَ أو أن أُظلَمَ.
- اللهم اكفني بحلالك عن حرامك، وأغنني بفضلك عمن سواك، اللهمّ صن وجهي باليسار، ولا تبذل جاهي بالإقتار فأسترزق طالبِي رزقك، وأستعطف شرار خلقك، وأبتلى بحمد من أعطاني، وأُفتَن بذمّ من منعني، وأنت من وراء ذلك كلّه وليّ الإعطاء والمنع، إنّك على كلّ شيءٍ قدير.
- اللهم أنت الرجاء ومنك العطاء واليك الدعاء أسألك يا جواد يا غني يا كريم أن تحفظني، اللهم في الجنه أسكني وعن النار أبعدني ومن رزقك الحلال أرزقني ومن العافية زدني وبمغفرتك وبرحمتك أشملني يا سامع الدعاء يا واسع العطاء.
- اللهم ارزقني رحمتك، وأكتب لنا النصيب الذي يعينني على طاعتك، وارزقني المال والبنون الصالحين، واحسن خاتمتنا يارب.
- اللهم ارزقني رزقًا لم أتوقعه وخيرًا لم أفكر به، واستجابة لدعاء أكرره دائمًا ربي وفقني، سخر لي بشرني وأعف عني وارحمني وهب لي ما أريد.
- اللهم إني وكلتك أمري فأنت خير وكيل ودبر أمري فإني لا أحسن التدبير، اللهم افتح لي أبواب رزقك و ارزقني من حيث لا احتسب.
- يارب أنت تعلم ما في نفسي، اللهم ارزقني راحة البال، وبركة في المال، وسعادة لا محال، يارب رزقك كرمك وقوتك ورحمتك وغفرانك ولطفك الذي يلازمني.
- اللهم مالك الملك، تؤتي الملك من تشاء، وتنزع الملك ممن تشاء، وتعز من تشاء، وتذل من تشاء، بيدك الخير، إنّك على كل شيء قدير، رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما، تعطيهما من تشاء، وتمنع منهما من تشاء، ارحمني رحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك.
خامسًا: آيات قرآنية تساعد على جلب الرزق
قال الله تعالى: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ).
قال اللهُ تعالى: (وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ).
قال اللهُ تعالى: (فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا).
قال اللهُ تعالى: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا).
قال اللهُ تعالى: (قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ).
قال اللهُ تعالى: (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى).
قال اللهُ تعالى: (أَوَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ).
قال اللهُ تعالى: (قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ).
قال اللهُ تعالى: (قالَ عيسَى ابنُ مَريم ربّنَا أنْزِل علَينَا مائِدة مِنَ السَّماء تَكونُ لَنَا عيدًا لأوّلِنا وآخرنا وآيةً مِنكَ وارزِقْنَا وأنْتَ خَيرُ الرّازقِينْ).
كما رأيت عزيزي فإنّ الله سبحانهُ وتعالى هو الرزّاق الكريم الغفور، وهو الذي يساعد على بث البركة والرزق الوفير في حياة كل إنسان شكور، ومخلص في عملهِ وعبادتهِ وحياتهِ.
المصادر:
أضف تعليقاً