استمر التطور عبر السنين واستمر الإنسان في التفكير بالوسائل التي تساعده على جعل حياته أسهل حتى ظهرت الروبوتات، وبدأت تدخل مجالات متعددة وأحدثت تغيرات جذرية فيها مثل مجال الطب؛ إذ أدى الروبوت دوراً هاماً فيه، فساهم في تقليل مدة العلاج وإنجاز العمليات بدقة أكبر وزاد الاعتماد عليه، وقد بلغت نسبة نجاح العمليات السريرية إلى 99% بالاعتماد على الروبوتات.
أيضاً أدت الروبوتات دوراً بارزاً في مجال الفضاء، فهي قادرة على العيش فترة أطول والتأقلم مع درجات الحرارة والإشعاع العالية؛ ومن ثَمَّ يمكنها استكشاف الفضاء دون التعرض للخطر.
في المجال العسكري ساعدت الروبوتات على دراسة المكان في المناطق المعادية وتحليله وإرسال المعلومات بالتحكم عن بعد، فمثلاً الجيش البريطاني يجرب الروبوتات في توفير الطعام والوقود للفريق في مناطق الصراعات، ودبي أيضاً أعلنت عن روبوت يمكنه الإبلاغ عن الجرائم، وما زال التطور مستمراً لتتمكن الروبوتات الذكية من القيام بخدمات لوجستية كثيرة سيتحدث عنها هذا المقال لتوضيح تأثير الروبوتات الذكية فيها.
الخدمات اللوجستية:
هي عبارة عن نشاطات وعمليات متعددة تشمل التخطيط والتنفيذ وإدارة تدفق الموارد من مواد ومعلومات وخدمات من مكانها الأصلي إلى نقطة الوجهة؛ إذ تهدف الخدمات اللوجستية إلى تحقيق الاستخدام الأمثل للموارد المتاحة وتحسين خدمة العملاء وكفاءة عمليات توصيل الطلبات.
تستخدم الخدمات اللوجستية في مجال النقل لتنظيم حركة البضائع ومجال التجزئة لتخزين المنتجات وتوزيعها إلى العملاء ومجال الصيدلة لضمان توفر الأدوية المناسبة والمستلزمات الطبية المختلفة، وأيضاً مجال صناعة الإلكترونيات والنفط والغاز، وكذلك صناعة الأغذية لتخزين المواد الغذائية المختلفة وتوزيعها، وغير ذلك من الصناعات التي تحتاج إلى إدارة تدفق المواد والبضائع والخدمات.
تطور الروبوتات الذكية في مجال الخدمات اللوجستية وتوصيل الطلبات:
بعد التعرف إلى مفهوم الخدمات اللوجستية، من الضروري التحدث عن دور الروبوتات الذكية فيه؛ وذلك لتوضيح تأثير التكنولوجيا الحديثة في تطور هذا المجال؛ فتؤدي الروبوتات دوراً هاماً في تحسين كفاءة وجودة العمليات اللوجستية وتحسين تجربة العملاء، فتطور الروبوتات الذكية أدى دوراً هاماً فيما يأتي:
1. النقل والتوزيع:
ساهم تطور الروبوتات الذكية في تحسين النقل والتوزيع في مجال الخدمات اللوجستية من خلال ما يأتي:
- النقل الذاتي: يمكن استخدام الروبوتات الذكية المجهزة بتقنية الذكاء الاصطناعي والملاحة الذاتية في عملية تحميل البضائع والمنتجات وتفريغها وتحريكها ضمن المستودعات تحريكاً دقيقاً يحافظ على سلامتها.
- الروبوتات الجوية: التي تكون بشكل طائرة دون طيار ويُتحكم بها عن بعد لتوصيل الطلبات من بضائع ومنتجات بسرعة وأمان أيضاً، فتوفر الوقت والجهد والتكاليف.
- الروبوتات البرية: التي تستخدم أيضاً لتوصيل الطلبات بين المدن والقرى ومختلف جهات الطلب بسرعة وأمان.
- تحسين الأمان: تساهم الروبوتات الذكية في تحسين الأمان والحفاظ على سلامة المنتجات عند توصيل الطلبات من خلال الكاميرات التي ترصد البضائع وتراقبها للتأكد من سلامتها.
- تقليل التكاليف: تساهم الروبوتات الذكية في التقليل من الأخطاء البشرية التي يوقع فيها عند توصيل الطلبات عادةً، وهذا يقلِّل تكاليف عملية النقل والتوزيع تقليلاً كبيراً جداً.
2. العمليات اللوجستية الداخلية:
تساهم الروبوتات الذكية في تحسينها؛ إذ تؤدي دوراً على الشكل الآتي:
- العمليات الداخلية: هي العمليات التي تتم في المستودعات من تحميل وتفريغ بشكل يوفر الجهد والوقت.
- الروبوتات المتحركة: التي تقوم بنقل المنتجات والبضائع من مكان إلى آخر ضمن المركز مثلاً من مكان التصنيع إلى مكان التخزين.
- الروبوتات التي تكتشف الأخطاء: التي تجنب الشركة المصنعة التعرض إلى مشكلات مع العملاء من خلال كشف الأخطاء في التصنيع ليتم إصلاح المشكلة بالشكل الأمثل.
- الروبوتات القادرة على الفرز: التي تقوم بفرز المنتجات ضمن الشركة ليتم تخزين كل نوع من البضائع في المكان المناسب فتحافظ على التنظيم بدقة.
- الروبوتات القادرة على النقل الرأسي: هي الروبوتات التي تُستخدَم لنقل المنتجات والبضائع بين الطوابق، وهذا يقلل من التكاليف والوقت.
3. العمليات اللوجستية الخارجية:
تؤدي الروبوتات الذكية دوراً هاماً فيها، وهذا يساهم في نيل رضى العملاء عن توصيل الطلبات فتحسن تجربتهم مع الشركة المصنعة؛ إذ تعمل على الشكل الآتي:
- اللوجستية الدولية: يُستفاد من الروبوتات الذكية لنقل المنتجات والتعامل مع المخزون في العمليات اللوجستية الدولية.
- الروبوتات البرية الذاتية القيادة: التي تقوم بتوصيل الطلبات ونقل المنتجات على الطرق السريعة والمسارات الخاصة لتوفير الوقت والتكاليف.
- الروبوتات الجوية: أيضاً تقوم بتوصيل الطلبات ولكن جوَّاً من منطقة إلى أخرى أو بين الدول.
- العمليات الخارجية: يمكن للروبوتات الذكية القيام بكافة الأعمال في الهواء الطلق، كإمكانية تحميل البضائع والمواد وتفريغها في المطارات أو في الموانئ، وهذا يجعل عملية شحن البضائع وتسليمها أسهل بكثير.
4. التخزين:
يساعد دخول الروبوتات الذكية إلى عملية التخزين على تحسين كفاءة العملية لتحسين تجربة العملاء، فتفيد بالشكل الآتي:
- الروبوتات القادرة على المسح الضوئي: التي تعمل على تحديد موقع المواد والمنتجات والبضائع في المستودعات ومراكز التخزين بدقة عالية.
- الروبوتات القادرة على التعرف إلى المنتجات: يمكنها إعطاء معلومات كافية عن المنتج للتأكد من جودة التخزين.
- الروبوتات القادرة على التخزين التلقائي: هذه الروبوتات قادرة على اتخاذ القرار بتخزين المنتجات بتحديد مكان التخزين المناسب لتوفير الوقت في أثناء العمل.
- الروبوتات القادرة على الفرز: لقد ذكرناها آنفاً، إذ تفيد في فرز المنتجات لتحديد مكان كل منها بدقة فيما بعد، فتوفر الوقت والجهد في التنظيم والترتيب ضمن المستودع.
5. تحسين تجربة العملاء:
كل ما ذكرناه آنفاً من خدمات وأعمال تنفذها الروبوتات الذكية في مجال الخدمات اللوجستية وتوصيل الطلبات يساعد على تحسين تجربة العملاء من خلال ما يأتي:
- توفير الوقت: تساعد الروبوتات الذكية على توصيل الطلبات في أسرع وقت، فتقلل انتظار العملاء لعملية الشحن والتسليم.
- الدقة في التسليم: الروبوتات الذكية تساعد على منع الوقوع في أخطاء التسليم البشرية التي تكبد الشركات بعض الخسائر المالية وتغضب العملاء.
- تحسين عملية التواصل مع العملاء: من خلال توفير إمكانية التواصل مع العملاء في جميع الأوقات والإجابة عن الاستفسارات المختلفة وتقديم إجابات واقعية وواضحة وكافية للعميل ليتخذ قراره في التعامل مع الشركة باستمرار.
التقنيات التي تستخدم لتحسين أداء الروبوتات في مجال الخدمات اللوجستية وتوصيل الطلبات:
ما زال العمل مستمراً على تطوير الروبوتات الذكية لتحسين الأداء ومن ثم تحسين كفاءة العمل وتجربة العملاء بالاعتماد على التقنيات الآتية:
- التعلم الآلي: يساهم التعلم الآلي في تحسين قدرة الروبوتات على التعرف إلى المواد والبضائع والمنتجات وتصنيفها وفرزها وتخزينها أيضاً، كما يساهم في تحليل البيانات اللوجستية وتحسين التنبؤات والتوقعات المستقبلية.
- الذكاء الاصطناع: ييؤدي الدور الأساسي والهام في العديد من القدرات والإمكانات التي يتمتع بها الروبوت الذكي، مثل القدرات الحسابية والتحليلية والقدرة على تحليل الموقف واتخاذ القرار الأنسب وبسرعة.
- الأتمتة: التي تُستخدَم بهدف تقليل الأخطاء البشرية وتحسين تدفق العمل؛ وذلك لتحسين الخدمات اللوجستية المختلفة.
- تقنيات الاستشعار: التي يُعتمَد عليها ليكتشف الروبوت مكان وجود المواد والبضائع، ويحدد موقع كل منها في المخازن، كما يساهم في تحسين عملية التحميل والتفريغ والتسليم.
- تقنيات الروبوتات الذكية: هي التقنيات التي تساهم في زيادة تفاعل الروبوت مع البيئة الموجود فيها، فيتصرف وفقاً للظروف التي يمر بها.
التحديات التي تواجه الروبوتات الذكية في مجال الخدمات اللوجستية وتوصيل الطلبات
هذا المجال يفرض عديداً من التحديات أمام استخدام الروبوتات الذكية لتحسينه وزيادة كفاءة العمل، أهمها ما يأتي:
- التعقيدات التقنية: تُطوَّر الروبوتات لتواجه تحديات بيئة العمل، فمثلاً ذراع الروبوت قد تكون غير قادرة على التحرك بحرية في جميع الاتجاهات.
- التعامل مع المواد المختلفة: تختلف أنواع وأشكال وأحجام وأوزان المواد التي يفترض على الروبوت التعامل معها بدقة وبحذر، وهذه الاختلافات قد تتسبب ببعض المشكلات.
- التكلفة العالية: استخدام الروبوتات في العمليات والخدمات اللوجستية مكلف جداً، وهذا ما يجعل معظم الشركات تبتعد عن التعامل مع الروبوتات الذكية.
- الصيانة: الروبوت كغيره من الآلات معرض للكسر أو غيره من الأعطال التي تتطلب وجود فريق مختص بالصيانة وقدرة على تبديل القطع التالفة للتمكن من تشغيله مجدداً.
- التكيف مع الظروف الصعبة: كالقدرة على العمل في الأماكن الضيقة أو العمل في الهواء الطلق عندما يكون الجو عاصفاً مثلاً.
في الختام:
يزداد انتشار الروبوتات مع مرور الوقت ويستمر العمل على تطويرها لتساهم في تحسين مختلف مجالات حياتنا وتسهِّل القيام بمختلف الأعمال، فهي تقلل تكاليف ووقت وجهد إنجاز الأعمال، وتؤدي الروبوتات في مجال الخدمات اللوجستية وتوصيل الطلبات دوراً بارزاً في النقل والتوزيع الجوي والبري وتحسِّن الأمان في أثناء النقل، وفي العمليات اللوجستية الداخلية بالاعتماد على الروبوتات المتحركة لنقل المنتجات والروبوتات القادرة على الفرز وكشف الأخطاء والنقل الرأسي.
أيضاً في مجال الخدمات اللوجستية الخارجية كالعمل في الهواء الطلق والنقل الدولي، وفي مجال التخزين يمكن الاعتماد على الروبوتات القادرة على المسح الضوئي والقادرة على التخزين التلقائي وعلى التعرف إلى المنتجات، وكل ما سبق يساهم في تحسين تجربة العملاء؛ وذلك لأنَّه يوفر وقت الشحن والتسليم، ويحسِّن التواصل مع العملاء فيمنع الوقوع في الأخطاء البشرية التي كانت تسيء للعملاء سابقاً.
أضف تعليقاً