يحدث ذلك ضمن جوٍّ من الإثارة، فقد يبدو عمل المعلم روتينياً؛ لأنَّه يسير وفق جدول محدد مسبقاً، إلا أنَّ المعلم لا يشعر بالملل خلال يومه؛ لأنَّه يقابل نماذج مختلفة، فلا يوجد طالبان متشابهان، وعليه التعامل بالشكل الذي يحقق الفائدة ويجذب الجميع، وهذا التحدي مشوق، كما أنَّه فرصة للتطور والتعلم المستمر.
من ميزات التعليم أيضاً بناء علاقات قوية مع الطلاب والزملاء كثيراً ما تستمر طيلة الحياة، فإن حصلت على الشهادات الأكاديمية التي تخولك للعمل بصفة مدرس، ووجدت في نفسك الرغبة لخوض هذه التجربة، عليك الآن إعداد السيرة الذاتية الخاصة بك، فهي الوسيلة لعرض مهاراتك وخبراتك الوظيفية ومؤهلاتك العلمية، كما أنَّها ملخص لإنجازاتك في الحياة.
لأنَّ السيرة الذاتية تعطي الانطباع الأول عنك والذي قد يصبح الانطباع الأخير إن لم تحسن الصياغة وتراعي كافة الشروط، فالقارئ غالباً لن يخصص وقتاً طويلاً لقراءة السيرة الذاتية؛ لذلك يساعدك مقالنا الحالي على إعداد سيرة معلم ذاتية خالية من الأخطاء تمكِّنك من العمل في مختلف المؤسسات التعليمية التي ترغب بالتقدم لها.
كيفية كتابة السيرة الذاتية لمعلم:
تمر كتابة السيرة الذاتية لمعلم بعدد النقاط الهامة التي يجب الانتباه لها عند كتابة سيرة ذاتية لتبدو بأفضل حلة، وفيما يأتي سنبين أهم المعلومات والخطوات التي يجب مراعاتها عند البدء بتصميم سيرة ذاتية للمعلم.
الشكل العام:
لا تعتقد أنَّ الشكل العام غير هام كما يظن بعض الأشخاص، فالمسؤول عن القراءة سيلفت انتباهه أولاً شكل السيرة الذاتية العام، وأهم النصائح لجعل المظهر جذاباً ما يأتي:
- عند تقديم سيرة ذاتية مكتوبة، فيجب أن تختار صفحة بصيغة A4، فالشخص المخصص للقراءة قد لا يخصص أكثر من 5 دقائق لقراءة سيرتك الذاتية.
- يجب أن تترك فراغاً بين أقسام الفقرات الموجودة في السيرة الذاتية؛ لتبدو السيرة الذاتية واضحة وسهلة القراءة.
- كتابة العناوين يجب أن تتم بالخط العريض؛ ليتم تمييز عناوين الفقرات عن غيرها، وعند كتابة النقاط الهامة مثل مناصب سابقة تم استلامها أو الشهادات الأكاديمية الحائز عليها، يُفضَّل أن تُكتَب بلون أغمق أو بخط أعرض، أو يمكن وضع سطر تحت الأجزاء الأهم.
- يجب أن تقسم فضاء الورقة بشكل ذكي، فلا تكتب جميع الأقسام بشكل أفقي ودون وجود هوامش، فمثلاً يمكن كتابة بعض المعلومات على الجوانب بشكل مرتب، مثل معلومات الاتصال الخاصة بك.
- من الضروري عدم استخدام ألوان متعددة عند كتابة السيرة الذاتية، فكثرة الألوان المستخدَمة تجعل السيرة الذاتية تبدو بمظهر غير لائق بمعلم.
- يمكن استخدام قالب جاهز للسيرة الذاتية، ويُفضَّل أن يفعل ذلك الكثيرون، فلا يضطر أحد لتنسيق الخطوط، إضافة إلى أنَّ الهيكل العام منظم بحيث يسلط الضوء على النقاط الهامة في السيرة الذاتية، وكل ما سبق يساعد على توفير الوقت، فمهمتك هي إدراج التفاصيل الشخصية فقط، ولكن عليك اختيار قالب يسهل تعديل أقسامه بناءً على معلوماتك الخاصة، ويُفضَّل تجنب التصميمات المعقدة.
مضمون السيرة الذاتية:
قبل أن نتحدَّث عن أقسام السيرة الذاتية بالتفصيل، يجب أن تتذكر أنَّ سيرتك الذاتية هي فرصتك لتظهر ما تمتلك من مميزات ومواهب وقدرة على الإقناع، لذلك انتبه إلى ما يأتي:
- يجب أن يدل اسم السيرة الذاتية على مجال عملك أو تخصصك الدراسي والمرحلة المدرسية التي تقوم بتدريسها، فلا يجد القارئ صعوبة في اكتشاف تخصصك.
- يُفضَّل كتابة المعلومات المتشابهة على شكل قائمة تسهل عملية القراءة، مثل المواهب أو الخبرات العملية.
- يُفضَّل عدم ذكر المعلومات غير المتعلقة بالتعليم، كأن تذكر مثلاً أنَّك حصلت على كأس المدرسة في كرة القدم عندما كنت في المرحلة الثانوية، فكل ما حصلت عليه قبل البكالوريوس غير هام بالنسبة إلى أصحاب العمل.
- عدم المبالغة بالاهتمام في قسم معين من أقسام سيرتك الذاتية أكثر من غيره فجميعها هامة، ولأنَّك لا تعرف طبيعة وبيئة أصحاب العمل؛ فلا يمكنك توقع القسم الأهم بالنسبة إليهم.
- يجب ألا تنسى مراجعة السيرة الذاتية عدة مرات قبل تقديمها؛ للتأكد من خلوِّها من الأخطاء اللغوية أو غيرها من الأخطاء التي تعطي فكرة بأنَّك قليل التركيز.
شاهد بالفيديو: 34 مهارة ضمّنها سيرتك الذاتية لتحظى بوظيفة أحلامك
أقسام السيرة الذاتية:
توجد أقسام رئيسة يجب تتوفر في مختلف السير الذاتية للمعلمين بصرف النظر عن التخصص العلمي والمادة التدريسية والمرحلة التي تدرسها، وهي كما يأتي:
1. المقدمة:
هي المكان الذي يجب أن تُظهِر فيه الإبداع والطاقة الإيجابية التي تميزك عن الآخرين، والتي يستنبط منها القارئ حبك لهذا العمل وشغفك، فيجد فيك المعلم الجدير بالثقة خلال بضعة ثوان فقط.
أفضل ما يمكن أن تحتويه المقدمة هو كتابة الهدف الوظيفي لك بصفتك معلماً، والذي يجذب صاحب المؤسسة التعليمية لتوظيفك، فمثلاً تكتب أنَّك تطمح لتنمية مهارات الطلاب بأساليب احترافية وحديثة، وتهدف لرفع مستوى التعليم وتعزيز مهاراتك الشخصية لتصل إلى الرضى الذاتي ورضى المؤسسة التعليمية.
2. المؤهلات الدراسية:
هي الجزء الهام الذي يجب كتابته بدقة وعناية، فهو المطلب الأساسي لتوظيفك بصفتك معلماً؛ لذلك يجب كتابة ما يتعلق بالشهادات الأكاديمية الحاصل عليها بحيث تذكر كافة الدرجات سواء درجة البكالوريوس أم الدرجات الأعلى، ومن ثم ذكر اسم الجامعة التي تخرجتَ منها إضافة إلى تحديد سنة التخرج والمعدل بدقة، ويُفضَّل ذكر الشهادات الجامعية الأعلى أولاً، فمثلاً إن كنت حاملاً لشهادة الماجستير والبكالوريوس ابدأ أولاً بالتحدث عن شهادة الماجستير.
3. الدورات التدريبية:
أيضاً تعد من المطالب الأساسية لكثير من المؤسسات الدراسية؛ لذلك يجب ذكر كافة الدورات التدريبية المتعلقة بعملك بصفتك معلماً، ويُفضَّل ترتيبها كقائمة كما ذكرنا آنفاً على شكل مجموعة نقاط مرتبة، مثلاً دورة مهارات حل المشكلات، ودورة التواصل الفعال مع مختلف الفئات العمرية، ودورة التخطيط الاستراتيجي، ودورة تدريب المدربين، وفي البيئات التي تتعدد فيها الثقافات يجب أن تذكر اللغات التي تجيدها ودرجة إتقانك لها.
4. الخبرات العملية:
أيضاً لها دور هام في إقناع القارئ بأهميتك بصفتك معلماً، فتحصل على الوظيفة دون تردد من أصحاب العمل؛ لذلك يجب أن تعكس الخبرات المتعلقة بعملك بصفتك معلماً من خلال ذكر المؤسسات التعليمية التي عملت بها سابقاً والمراحل العمرية، ويمكن ذكر عدد الطلاب، فمثلاً تكتب أنَّك درَّست 100 طالباً في الصف الخامس، وقمت بتخفيض نسبة الغياب 70%، وإن أشرفت على عدة مدرسين أيضاً يجب أن تذكر ذلك، ويُفضَّل ذكر المناصب أو المؤسسات التي عملت بها مسبقاً بالترتيب لتقدم لمحة عن تقدُّمك.
5. المهارات الشخصية:
تميز المهارات الشخصية المعلمين عن بعضهم بعضاً، ويُفضَّل ذكرها بالتفصيل، مثل الشخصية القوية والقدرة على العمل تحت الضغط وضمن فريق العمل، والقدرة على التعامل مع المراهقين وحل المشكلات التي تحدث بين الطلاب، والاطلاع على المناهج الحديثة وأساليب التعليم المتطورة وكيفية تطبيقها، والقدرة على إدارة الوقت وتحقيق الانضباط بين الطلاب والقدرة على التكيف مع المتغيرات، ودمج وجهات النظر المختلفة تبعاً لتعدد الثقافات، والتواصل المنتظم مع أولياء الأمور وتلبية احتياجات الطلاب الفردية.
6. المهارات التقنية:
نظراً لتطور الأساليب المتبعة في التعليم؛ فمن الضروري توفر مهارات تقنية تمكِّن المعلم من استخدام الحاسوب والبرامج الأساسية، مثل الوورد والإكسل.
7. الاهتمامات:
بالرغم من أنَّ قسم الاهتمامات لا يعدُّ ذا أهمية عالية، إلا أنَّ بعضها قد يساعد على إقناع المسؤول عن التوظيف بأنَّك شخص مناسب للوظيفة؛ لذلك اكتب اهتماماتك ومواهبك باختصار، وحاول التركيز على الاهتمامات ذات الصلة بعملك بصفتك معلماً، مثل القراءة والرياضة وتعلم اللغات الجديدة والكتابة والرسم والخطابة، وفي حال وجود مواهب لا تتعلق بعملك لا يُفضَّل ذكرها.
8. العنوان:
يختلف المكان المخصص للعنوان بحسب وجهة نظر كل شخص، ولكن يُفضَّل أن تخصص للعنوان مكاناً في الجزء العلوي من السيرة الذاتية، لتكون نقطة مرجعية سهل الوصول إليها، وتتضمن الاسم الكامل ثم رقم الهاتف المحمول والثابت إن وجد ومن ثم عنوان البريد الإلكتروني ثم عنوان السكن بالتفصيل.
في الختام:
بعد حصولك على الشهادة التي تؤهلك لتعمل معلماً أو عندما تريد تغيير المؤسسة التعليمية، عليك كتابة سيرة ذاتية تعرِّف الجهة التي تتقدم للعمل فيها بكل ما تملكه من شهادات أكاديمية حصلت عليها، فهي المطلب الأساسي للمؤسسة التعليمية، ولتجذب السيرة الذاتية الخاصة بك القارئ، عليك تنظيمها لتبدو بأفضل شكل.
من الضروري مراجعتها جيداً للتأكد من خلوِّها من الأخطاء التي تقلل من قيمتها إن وجدت، أما الأقسام الرئيسة في السيرة الذاتية إلى جانب الشهادات الأكاديمية، فهي الخبرات العملية والمهارات الشخصية التي تميز المعلمين عن بعضهم بعضاً، والمهارات التقنية التي توضح مواكبتك للتطورات، إضافة إلى الاهتمامات والمواهب التي تتعلَّق بمجال عملك بصفتك معلماً فقط، أما قسم العنوان فيُفضَّل أن يكون في الجزء العلوي من السيرة الذاتية؛ ليسهل إيجاده عند العودة إليه.
أضف تعليقاً