في الواقع، منذ الطَّفرة الصناعية الأولى، ارتبطت البشرية ارتباطاً وثيقاً بتطوُّر التكنولوجيا وخاصَّةً الذكاء الاصطناعي الذي استَحْوَذ على الأضواء، لقد ساهم الذكاء الاصطناعي في تحسين حياتنا تحسيناً لم يسبق له مثيل، فَمِن تسريع عمليات الإنتاج وتحسين الرعاية الصحية، إلى تحقيق الكفاءة وتوفير التكاليف وتحسين دِقَّة القرارات وتقليل الخطأ البشري وتعزيز الأمن والسلامة، بات الذكاء الاصطناعي جزءاً لا يتجزأ من حياتنا في العصر الحالي.
مع ذلك، يُطرَح السؤال "ما هي بدائل الذكاء الاصطناعي التي يمكن أن تساهمَ في تحقيق أفضل النتائج بجهد أقل؟"، نُقدِّم في هذا المقال لكم مجموعةً متنوِّعةً من تلك البدائل المُبتَكَرة، ونناقش كيف يمكن لها أن تلبِّي احتياجات الإنسان.
بدائل الذكاء الاصطناعي لبرنامج Powerpoint:
برنامج العروض التقديمية power point هو برنامج تقديم تطوَّر بواسطة شركة مايكروسوفت، يُتيح للمُستخدِمين إنشاء عروض تقديمية مُتعدِّدةِ الصفحات تحتوي على نصوص وصور ورسوم بيانية ورسوم مُتحرِّكة وغيرها من العناصر الوسائطية، يُستخدَم البرنامج على نطاقٍ متنوع في الأعمال والتعليم وغيرها من المجالات؛ لتوضيح المفاهيم وتوجيه الجمهور من خلال العروض التقديمية، لَكِنْ اليوم وبفضل الذكاء الاصطناعي ظهرت بدائلٌ عديدةٌ توفِّر الوقتَ والجهد وتعطي نتائجَ أفضلَ وأكثرَ إبداعاً، ومنها:
1. Tome:
هو أداة تحريرٍ لإنشاء عروض تقديمية تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي لتيسير عملية إنشاء العروض بطريقة فعالة، ويتميَّز برنامج Tome بمجموعة من الميِّزات التي تساعد المستخدمين على إنشاء عروضٍ مذهلةٍ بسهولة وسرعة، فيُوَفِّر برنامج Tome مجموعةً متنوعةً من القوالب المُتقدِّمة والمُصمَّمة بعنايةٍ للعروض التقديمية في مُختلَف المجالات والموضوعات، فتتيح هذه القوالب للمستخدمين سهولة البدء في إنشاء العروض دون الحاجة إلى التصميم من الصفر.
2. canva:
هو أداة تصميمٍ جرافيكي من خلال الإنترنت تهدف إلى تيسير عملية إنشاء التصاميم للمستخدِمين بمختلَف المستويات، بدءاً من المبتدئِين إلى المُحترفِين، ويتميَّز Canva بواجهة مُستخدِمٍ يسيرةٍ وسهلةِ الاستخدام مع مجموعة كبيرة من الأدوات والقوالب المُصمَّمة تصميماً جذَّاباً ومتنوِّعاً.
يوفِّرُ Canva مجموعةً متنوعةً من القوالِب الجاهزة لمختلَف الأغراض مثل العروض التقديمية والشِّعارات والمنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي وبطاقات المعايدة والمُلصَقَات والمنشورات ومزيد من الخيارات، يمكن للمُستخدِم أيضاً اختيار القالَب الذي يرغب به.
يحتوي Canva على مكتبةٍ ضخمةٍ من العناصر التصميمية مثل الصور والرموز والشكل والخطوط التي يمكن استخدامها لتخصيص التصاميم تخصيصاً فريداً وجذَّاباً، كما يُتيح مجموعةً متنوعةً من أدوات التحرير التي تُتيح إجراء التعديلات، مثل تغيير الألوان وتعديل النصوص وتعديل حجم وترتيب العناصر وإضافة تأثيرات وتقنيات التحرير المُتقدِّمة الأخرى.
3. Prezi:
هو أداة تقديمٍ تفاعلية تُمكِّن المُستخدمِين من إنشاء عروضٍ تقديميةٍ مُبتكَرةٍ وجذَّابةٍ وبطريقة فريدة من نوعها، فيَسمَح Prezi للمستخدمِين بتكوين عروضٍ بصريةٍ ثلاثية الأبعاد بدلاً من الانتقال التقليدي من شريحة إلى شريحة، كما يوفر ما يُعرف بـ "العرض البانورامي"، فيُمكِن للمُستخدمِين التجوُّل في العرض باستخدام التكبير والتصغير والتحريك للتركيز على العناصر الهامَّةِ، ويُمكِن أيضاً للمستخدمين إضافة عناصر مُتعدِّدة مثل الصور والنصوص ومقاطع الفيديو والرسوم التوضيحية إلى العروض لجعلها أكثر إثارةً وتفاعُليةً.
بدائل الذكاء الاصطناعي للترجمة:
أصبحت الترجمة باستخدام الذكاء الاصطناعي إحدى الابتكارات الرائدة التي غيَّرت طريقة تفاعلنا مع اللغات المختلفة حول العالم، ويعتمد تطبيق الترجمة بواسطة الذكاء الاصطناعي على مجموعة متنوِّعة من التقنيات والنماذج الرياضية المُعقَّدة لفهم النصوص وترجمتها بدِقَّةٍ وسرعةٍ فائقةٍ، وأبرز التطبيقات:
1. Microsoft Translator:
من التطبيقات المتاحة للاستخدام دون الحاجة للاتصال بالإنترنت، يوفِّر ترجمةً فوريَّةً للنصوص، والنصوص الصوتية بين مجموعة كبيرة من اللغات، وهذا يسمح للمستخدِمِين بالتواصل بيُسرٍ عبر الحدود اللغوية، ويدعم هذا التطبيق ما يزيد على 70 لغة، وهذا يجعله مناسِباً لمجموعة كبيرة ومتنوعة من المستخدِمِين حول العالم.
يتكامَل هذا التطبيق مع تطبيقات Microsoft Office مثل Word وPowerPoint، وهذا يُتيح لهم ترجمة النصوص والعروض التقديمية بيُسرٍ، إضافة إلى إمكانيَّة ترجمة النصوص المكتوبة على الصور.
2. DeepL Translator:
هو خدمةُ ترجمةٍ آليَّةٍ مجانيَّة مُتقدِّمة تطوَّرت بواسطة شركة DeepL GmbH، وهي شركةٌ ألمانيَّةٌ متخصِّصةٌ في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي وتعلُّم الآلة، ويُعدُّ DeepL Translator واحداً من أفضل برامج الترجمة التلقائية المتوفرة حالياً، فيُقدِّم ترجمات بجودة عالية ودقة مُتفوِّقة.
3. ChatGPt:
تطبيق مُطوَّرٌ من قبل OpenAI، يُقدِّم خدمةَ ترجمةٍ متطوِّرةٍ جداً، فيعتمد على خوارزميات التعلُّم العميق ويُقدِّم ترجمةً سريعةً جداً لمجموعةٍ كبيرةٍ من اللُّغات ونصوص كبيرة بسرعةٍ ودِقَّةٍ.
4. Linguee:
تطبيق Linguee هو أداة مفيدة جداً للترجمةِ وفَهمِ النصوص بين لغاتٍ مختلفةٍ، ويتيح التطبيق إمكانية البحث عن كلمات وعبارات في قواميسَ ثنائيةِ اللغةِ، وهذا يوفِّر للمستخدمين ترجماتٍ دقيقةً ومعانيَ مُتعدِّدة للمفردات، إضافة إلى ذلك، يعرِض Linguee أمثلةً عن استخداماتِ الكلماتِ في سياقاتٍ مختلفةٍ، وهذا يساعد على فَهم الاستخدام الصحيح للمفردات في الجمل، فيُعدُّ Linguee أداةً قيِّمةً للطلاب والمترجمِين والمحترفِين الذين يحتاجون إلى مواردَ لغويةٍ شاملةٍ ومفيدةٍ.
5. Baidu Translate:
هو تطبيق ترجمة مُتعدِّد اللغات يُقدِّمه مُحرِّكُ البحثِ الصينيِّ الشهير Baidu، ويتميَّز التطبيقُ بقدرته على ترجمة النصوص والصوت والصور بين مجموعةٍ متنوعة من اللغات، ومن ذلك اللغة الصينية، ويوفِّر التطبيق أيضاً ميِّزاتٍ مفيدةٍ مثل ترجمة النصوص في الوقت الحقيقي والترجمة دون اتصال بالإنترنت وتحويل الصوت إلى نص، ويُعَدُّ Baidu Translate خياراً جيداً للأشخاص الذين يحتاجون إلى ترجماتٍ دقيقةٍ وسريعةٍ بين اللغات، خاصةً فيما يتعلَّق باللغة الصينية والثقافة الصينية.
6. Babylon:
تطبيق مُتعدِّد الوظائف يوفِّر خدماتِ ترجمةٍ وقاموس وتعليمِ لغاتٍ، يتميَّزُ هذا التطبيق بيُسرِ الاستخدام والواجهة اليَسيرةِ، وهذا يجعله مفيداً للمستخدمِين من جميع الفئات العمرية والمستويات اللغوية، هو تطبيقٌ من أكثر التطبيقات المُستخدَمة في العالَم، يضم ما يزيد على 1700 قاموس ويدعم مجموعةً كبيرةً من اللغات قرابة 77 لغة، يتميَّز بتقديمه الترجمة الدقيقة.
7. Amazon Translate:
هو خدمةُ ترجمةٍ آليَّةٍ تقدِّمها شركة أمازون، وتعتمد على تقنيات التعلُّم الآليِّ والذكاء الاصطناعي لتوفير ترجمةٍ سريعةٍ ودقيقةٍ بين مجموعةٍ متنوعةٍ من اللُّغات، ويهدف هذا التطبيق إلى تمكين الشركات والأفراد من التواصل بفاعليَّةٍ مع الجمهور العالَمي بصرف النظرِ عن اللغة التي يتحدَّثونها.
بدائل الذكاء الاصطناعي للتَّدقيق اللُّغويُّ:
عمليات التدقيق اللغوي أحدُ المجالات التي استفادت استفادةً كبيرةً من التقنيات الحديثة في الذكاء الاصطناعي، فبرزت بعض البدائل للذَّكاء الاصطناعي في مجال التَّدقيق اللُّغويِّ، والتي توفِّر نتائجَ دقيقةً وفعَّالةً مع الحفاظ على مرونة وتكلفة أقل منها.
1. Grammarly:
أداة قوية للتَّحرير اللُّغوي تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين جودة الكتابة والتحرير، فيحلِّل Grammarly النصوص ويقدِّم توصياتٍ عن القواعد اللُّغويةِ والهجاء والنَّحو وما يزيد عن ذلك، وهذا يساعد على تحسين دقَّة وجودة الكتابة.
2. ProWritingAid:
أداةٌ شاملةٌ لتحريرِ النصوص تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، ويقدِّم التطبيقُ تحليلاً شاملاً للنصوص مع توفير توصيات عن الهجاء والنحو والتنظيم وغيرها، وهذا يساعد على تحسين جودة الكتابة تحسيناً شاملاً.
3. Hemingway Editor:
أداة مفيدة لتحسين الكتابة وتبسيط النصوص، فيُحلِّل التطبيقُ النصَّ ويُوفِّرُ توصيات لتبسيط العبارات المعقَّدة وتحسين القواميسَ والتعبيرات، وهذا يجعل النص أكثر وضوحاً وفهماً.
برامج الذكاء الاصطناعي لتوليد الصور:
توليد الصور باستخدام الذكاء الاصطناعي واحدٌ من أكثر الابتكارات إثارةً وتطوراً، فإنَّ برامجَ الذكاء الاصطناعي لتوليد الصور تُمثِّل فصلاً جديداً في عالَم الرسوم البيانيَّةِ والتصميمِ، فتمكَّنت من إنشاء صورٍ واقعيَّةٍ ومُتقدِّمةٍ إنشاءً لم يكن ممكناً في السابق، وأشهر هذه التطبيقات:
1. Runw:
يُنشئ صوراً ومقاطعَ فيديو استناداً إلى النصوص أو الصور أو مقاطع الفيديو الأخرى التي تقدِّمها إضافة إلى ذلك، يُمكِنك تدريب الذكاء الاصطناعي على إنتاج الوسائط التي تريدها، وهذا يمنحك مزيداً من المرونة والتحكُّم في الإبداع الخاصِّ بك، فما عليك سوى إدخال النص الذي ترغب في استخدامه أو تقديم الصور ومقاطع الفيديو التي ترغب في تحسينها، ثم حدِّد الدِقَّةَ واختَرْ الخياراتَ المفضَّلة لديك وشاهد كيف تأخذ فِكَرك الشكل وتنبض بالحياة، فالعملية بسيطة ويسيرة الاستخدام، وهذا يجعلها مثاليةً لكلٍّ من المبتدئين والمُحترِفين على حدٍّ سواء.
2. Bing image creator:
إذا كنت ترغب في تكوين صورةٍ من نوعٍ معيَّن، يمكنك تقديم هذا الوصف وسيُنشئ الذكاء الاصطناعي 4 خيارات للصور بناءً على هذا الوَصفِ، إضافة إلى ذلك يمكنك استخدام Microsoft Designer لتخصيص الصور أو تعديلها لتحقيق المظهر المطلوب، كما يمكنك جمع مجموعة من الصور من الإنترنت واستخدامها بوصفها مصدراً لإنشاء صورةٍ جديدةٍ تماماً استناداً إلى النصِّ الذي قدَّمته، سيساعدك الذكاء الاصطناعي على تركيب وتحرير الصور لتحقيق التصميم الذي ترغب فيه.
في الختام:
تمثِّل بدائل الذكاء الاصطناعي نقلةً نوعيَّةً في مجال التكنولوجيا والعمل، على الرَّغم من أنَّ التطورات السابقة في مجال الذكاء الاصطناعي قد كانت مثيرةً ومفيدةً، فإنَّ البدائل الجديدة تأتي بمزايا إضافية مُذهلةٍ، فهي تمنحنا الفرصة للقيام بأعمال أفضلٍ بجهدٍ أقل، وهذا يعني توفير الوقت والجهد والموارد، وتعزيز الإنتاجية عموماً.
تُمثِّل بدائل الذكاء الاصطناعي أيضاً تطوراً هائلاً في مجال الذكاء الاصطناعي، إذ تجمع بين التقنيات الجديدة مثل التعلم الآلي والتعلُّم العميق والشبكات العصبيَّةِ الاصطناعية لتحقيق أداءٍ أفضلَ ونتائجَ ممتازةٍ، إضافة إلى ذلك، فإنَّ هذه البدائل تعزِّز القدرات التحليلية والتنبُّؤية، وتيسِّر اتِّخاذَ القرارات الاستراتيجية وتحسين عمليات الأعمال.
أضف تعليقاً