فهل فكَّرت عزيزي القارئ كيف تنظر من الجانب الآخر؟ لنعُد قليلاً إلى الخلف، إلى مرحلة ما قبل تفشِّي المرض، حيث كان الكثير من الناس يشتكون من أنَّ حياتهم رتيبةٌ ومملة، وأنَّهم لم يكونوا يمتلكون الكثير من الوقت؛ أمَّا الآن، ومع كوفيد-19، ماذا حدث؟ لقد امتلكنا ما يكفي من وقتٍ لإعادة برمجة حياتنا، والآن نستطيع أن نعيد النظر فيها، وأن نأخذ قسطاً من الراحة ونعيد حساباتنا لننطلق من جديد، ويجب أن تكون الانطلاقة هذه المرة قويةً ومحسوبة، لكن لماذا محسوبة؟
لأنَّك بتَّ تملك متسعاً من الوقت لرسم خطةٍ استراتيجيةٍ لحياتك بكلِّ جديةٍ وهدوء، فليس هناك ما يشغلك الآن، ولن يضغط عليك أحدٌ للإنتاج بأسرع ما يمكن؛ لذا هذه فرصتك لتنظر إلى الأمور برمَّتها من الجانب الذي لم تكن تنظر منه في السابق؛ إذ فيما مضى كانت نظرتك للأشياء والأحداث محدودة، أما الآن فبإمكانك النظر نظرةً أكثر شموليةً إلى الوضع الذي أنت فيه.
فكن إيجابيَّاً ومميَّزاً، وابدأ من نفسك، ثمَّ انطلق وكن مؤثِّراً في الآخرين؛ يجب أن تكون مؤمناً بأنَّ ما يحدث لنا فيه الخير كلُّه، عندها ستجد أنَّ ما حدث لك هو "استراحة محاربٍ" كما يُقال، لتنطلق بعدئذٍ وأنت مفعمٌ بالإيجابية.
هذا ما نحتاجه الآن ونريده أكثر من أيِّ وقتٍ مضى، وسنتكلَّم في المرة المقبلة عن ذكائك العاطفي في زمن الكوفيد-19.
أضف تعليقاً