سعت الكتابات النظرية الإدارية والدراسات الميدانية إلى تحليل القيادة الإدارية وتحديد أبعادها وسماتها، فهذه العملية أهم وأصعب عملية تواجه الإدارة المعاصرة، فوجود قائد إداري قوي ومميز ضروري للنهوض بأي مشروع وتنسيق جهوده ودفعه باتجاه تحقيق أهدافه المرسومة ويضاف إلى ذلك التعامل مع العنصر البشري الذي كان وما زال من أصعب الأعمال الإدارية والقيادية على الإطلاق بِعَدِّ الإنسان هو رأس المال الحقيقي في أيَّة منظمة.
برزت أهمية وجود قيادة إدارية تتسم بالقوة والحكمة ولها خصائصها ومواصفاتها التي تميزها عن غيرها من الوظائف، هذه المواصفات والخصائص التي تسهم في نقل المنظمة نحو حالة من النجاح والتميز والتقدم وتضيف إليها القيمة التنافسية، فالقيادة الإدارية الناجحة تساعد المنظمة على تحقيق سر وجودها المتمثل في تحقيق أهدافها والمحافظة على بقائها وضمان نموها واستمراريتها.
القيادة الإدارية:
يختلف مفهوم القيادة عن القيادة الإدارية؛ إذ إنَّ الأولى مستمدة من السمات الشخصية للفرد وما يستطيع أن يطور ما لديه من مهارات، بينما الأخرى مستمدة في الحقيقة من السلطة الرسمية الممنوحة للفرد بالدرجة الأولى ثم على ما يتوفر لديه من سمات وصفات شخصية، ويضاف إلى ما سبق أنَّ القيادة الإدارية تستهدف التأثير في الأفراد في منظمة أو مؤسسة ما محددة المعالم والنشاطات، وبناءً على ما سبق سوف نتناول أهم الآراء الإدارية المتعلقة بمفهوم القيادة والتعريف بها:
- القيادة الإدارية: قيام القائد بتوجيه وتنسيق ورقابة أعمال الآخرين.
- القيادة الإدارية: هي النشاط الذي يمارسه القائد الإداري مستخدماً السلطة الرسمية الممنوحة له في اتخاذ القرارات وتوجيه الأوامر.
- القيادة الإدارية: الوسيلة التي يمتلكها المدير ويستطيع من خلالها رفع الروح المعنوية للعاملين وحثهم على التعاون وتقديم الاحترام والولاء للمنظمة التي يعملون بها.
- القيادة الإدارية: فن استمالة الأفراد لتحقيق أهداف الجماعة.
- القيادة الإدارية: تعني القدرة على التأثير في اتجاهات التابعين وقيمهم وتحسين العلاقات فيما بينهم.
- القيادة الإدارية: هي السيطرة على المنظمة وما تقوم به من نشاطات من خلال أفرادها.
- القيادة الإدارية: هي مجموعة من الأعمال والسلوكات التي يمارسها فرد معين يسمى القائد، وهذه السلوكات هي محصلة التفاعل بين ما يملك القائد من صفات وبين ما يملك أتباعه من خصائص، إضافة إلى الخصائص المنظمة وثقافتها وتهدف إلى حث الأفراد ودفعهم إلى العمل باتجاه تحقيق الأهداف المنوطة بعمل الجماعة بفاعلية وكفاءة عالية مع توفر درجة من الرضى الوظيفي لدى الأفراد العاملين.
- القيادة الإدارية: تعبر في صميمها عن المخزون الثقافي للفرد من قيم ومعتقدات وأخلاق ومعارف وخبرات ومهارات وسواها.
- القيادة الإدارية: تعبر عن القدرة على التوجيه والاتصال والتنسيق واتخاذ القرار وممارسة الرقابة من أجل تحقيق هدف محدد موضوع بشكل مسبق.
- القيادة الإدارية: تتطلب وجود عملية تفاعلية بين القائد والعاملين وموقف، فهي لا تحدث في الفراغ.
الفرق بين القيادة والإدارة:
على الرغم من وجود تقاطع كبير بين معنى كل من القيادة والإدارة، إلا أنَّ لكل منهما معنى خاصاً بها:
- تعمل الإدارة على وضع الخطط والجداول الزمنية وتخصيص الموارد البشرية والمادية لتحقيق الأهداف، بينما تقوم القيادة على وضع استراتيجية مستقبلية للتغيير بهدف الوصول إلى الرؤية المطلوبة.
- تقوم الإدارة بوضع الطريقة لتنفيذ خطتها عن طريق تحديد الهيكل التنظيمي وتعيين الأفراد المناسبين وتفويض السلطات المناسبة لكل فرد منهم ووضع نظم المراقبة المناسبة، أما القيادة تعمل على تفعيل الاتصالات الشفهية بالشكل الذي يساعد على تعزيز التعاون وتنمية العمل الجماعي.
- تقوم الإدارة بمتابعة العمل المنفذ ومقارنة ما تم تنفيذه مع الخطط الموضوعة وتحديد أوجه الانحرافات والعمل على تصحيحها، بينما تقوم القيادة بمساعدة الأفراد وتشجيعهم على التكيف مع التغيير والتغلب على ما يمكن أن يجدونه في أثناء ذلك من عقبات.
- تعمل الإدارة على تحقيق الأهداف المتوقعة للأطراف المساهمة في المنظمة من مساهمين وعملاء وعاملين أيضاً، بينما تقوم القيادة بإحداث التغيير وربما ينتج عنها أساليب أو منتجات جديدة.
شاهد بالفيديو: 15 نصيحة في الإدارة و القيادة الحكيمة
مصادر قوة القيادي:
1. سلطة المنصب:
الصادرة عن قوة المنصب الإداري الذي يشغله؛ أي مكانته في التنظيم التي تؤهله لإصدار الأوامر في حدود السلطة الممنوحة له بموجب هذا المنصب، كما يفرض على مرؤوسيه الالتزام بما يصدره من أوامر، فالقوة مرتبطة بالمركز الذي يشغله القائد.
2. خبرة القائد:
هي قوة المعرفة التي يمتلكها القائد نتيجة خبرته الطويلة في مجال العمل، هذه المعرفة التي تمكنه من التعامل مع المواقف المختلفة وتمنحه القوة وتزداد قوة تأثيره في سلوكات الآخرين واتجاهاتهم.
3. قوة المكافأة:
عادة ما يتم منح القائد سلطة منح المكافآت والعقوبات بحق المرؤوسين، وفي الحقيقة كلما ازدادت قدرة القائد على منح المكافآت للعاملين لديه استطاع كسب احترامهم وولائهم وأثر فيهم.
4. قوة الإكراه:
تبني قوة الإكراه في قدرة القائد على إجبار العاملين على إطاعة أوامره ومحاسبتهم عند تقصيرهم من خلال امتلاك صلاحية فرض العقوبات بحقهم.
5. الإعجاب بشخصية القائد:
وتعتمد على إعجاب العاملين بشخصية القائد وتأثرهم بها ومحاولة محاكاتها في جميع التفاصيل، وقد يعمل القائد الذكي على استغلال هذه الكاريزما التي يمتلكها في إنشاء اتجاهات إيجابية لدى العاملين تسهم في تحقيق أهداف المنظمة.
6. مشاركة العاملين في اتخاذ القرار:
من أفضل الطرائق التي يمكن للقائد استخدامها للتأثير في عامليه هي منحهم فرصة المشاركة في اتخاذ القرار؛ إذ إنَّ مشاركتهم في عملية اتخاذ القرار تحفزهم وتثير في نفوسهم الحماسة نحو تحقيق أهداف المنظمة.
7. قوة الإقناع:
وتعني قوة التأثير في العاملين واستمالتهم وإقناعهم بتنفيذ السلوكات المطلوبة بِعَدِّها أفضل الطرائق لإشباع حاجاتهم الأساسية.
8. تنمية وتغيير معتقدات العاملين وقيمهم:
يعمل القائد على تنمية القيم والمعتقدات الراسخة لدى العاملين إذا كانت تخدم الأهداف الموضوعة من قِبل المنظمة والمراد تحقيقها، كما يعمل على غرس قيم جديدة عن طريق الإرشاد والتوجيه وبشكل مكثف وبالطريقة التي تخدم المنظمة.
9. تكييف بيئة العمل:
يمكن للقائد أن يؤثر في العاملين وسلوكهم ومشاعرهم من خلال إحداث التغيرات في بيئة العمل وتطويعها؛ إذ يمكنه إنشاء جماعات أو فرق عمل أو إتاحة الفرصة للتفاعل والتنافس فيما بينهم.
كيف تصبح قائداً ناجحاً؟
- اعمل على القيام بالأمور الصحيحة بصرف النظر عن الإجراءات الموجودة أو المفروضة عليك أو حاول تطويع تلك الإجراءات والقوانين بما يخدم الأهداف التي تسعى إلى تحقيقها.
- اتخذ زمام المبادرة دوماً وكن أنت السباق في طرح أفكارك.
- ابتكر استراتيجيات جديدة تناسب أهدافك وتتماشى مع متطلبات العصر الحالي.
- ركز في جوانب العمل بين العاملين والتفاعلات التي تنشأ بينهم وكذلك الجماعات التي تتشكل وأبقها تحت نظرك دائماً.
- استخدم الكاريزما الخاصة بشخصيتك لتجذب انتباه عامليك واستغل ما تملك من عوامل جذب للتأثير في سلوكات واتجاهات العاملين لديك وحثهم لتحقيق الأهداف التي تحددها لهم.
- فكر في ماضي المنظمة التي تعمل لديها وكيف كانت وماذا استطاعت أن تحقق منذ نشأتها وادرس حاضرها وكيف تنفذ نشاطاتها لتحقيق الأهداف التي تضعها، إضافة إلى ضرورة التفكير بالمستقبل وصياغة ما يناسبه من استراتيجيات وابتكار الأساليب الجديدة التي تدفع بالمنظمة ليس فقط لتحقيق أهدافها؛ بل أيضاً لتتميز عن غيرها.
- لا تخف من التغيير، واعمل على إصلاح ما يمكن إصلاحه في المنظمة وفي طريقة عمل العاملين.
- ركز على ضمان وجود الروح المعنوية العالية ضمن فريق العمل.
- أظهر الامتنان والود للعاملين النشيطين الذين يؤدون أعمالهم على أكمل وجه.
- امنح المكافآت لمن يستحقها فقط.
- لا تخف من تفويض بعض من سلطاتك بحيث تستطيع إشعار العاملين بثقتك بهم وفي نفس الوقت تضمن سير أعمال المنظمة واتجاهها نحو تحقيق أهدافها.
شاهد بالفيديو: 8 صفات يتفرّد بها القائد المتميّز
المهارات الأساسية التي يجب أن يتحلى القيادي الناجح بها:
يجب أن يتحلى القيادي الناجح بمجموعة من المهارات وهي:
المهارات الذاتية:
مثل القدرات العقلية المميزة والذكاء العاطفي والاجتماعي بما فيها القدرة على ضبط النفس في أثناء الانفعالات المختلفة.
المهارات الفنية:
أي المهارات المرتبطة بالمعرفة الخاصة بفرع خاص من العلوم.
المهارات الإنسانية:
ومنها القدرة على تنسيق جهود الموظفين وحثهم على العمل ضمن فريق عمل واحد يسوده مناخ من التعاون، وفهم نفسه والآخرين، وفهم ضرورة التغيير.
المهارات الإدراكية:
ويُقصد بها قدرة القائد الناجح على رؤية التنظيم الذي يعمل به وما يربط بينهما من روابط، إضافة إلى قدرته على تصور العلاقات التي تجمع الموظفين مع بعضهم والعلاقات التي تجمعهم مع الشركة أيضاً.
في الختام:
لقد أصبح لموضوع القيادة الإدارية أهمية كبيرة في وقتنا الحاضر؛ إذ تطورت أساليبها بتطور المجتمعات، فإنَّ أساس كل تطور وكل نمو أو تقدُّم يرتبط في أساسه بأسلوب القيادة المتبع ومدى فهم القائد لتفكير الجماعة ومشاعرها وقدرته على التأثير بها ودفع أفرادها باتجاه التعاون وتنسيق الجهود لتحقيق الأهداف الأساسية، فالقيادة الإدارية تجمع بين السلطة الرسمية والقدرة على التأثير في الآخرين واستمالتهم لتحقيق ما تصبو إليه، فالقيادة هي القوى التي تلهم الأفراد وتوحد جهودهم وتسير بهم نحو التغيير الإيجابي المنتج.
المصادر +
- بطرس حلاق، القيادة الإدارية ، الجامعة الافتراضية السورية.
- حسن علي حمد الساعدي، المهارات القيادية وعلاقتها بالاداء الوظيفي، جامعة بنغازي2012.
أضف تعليقاً