إنّ نمط الحياة الاستهلاكي الذي يسيطر على إنسان القرن الواحد والعشرين ومن قبله إنسان القرن العشرين والمترافق مع التقدم الصناعي والتكنولوجي والوفرة في إنتاج السلع والخدمات ووسائل الراحة والترفيه هو الذي أدى إلى زيادة شراهة الإنسان ورغبته الجامحة في الاستهلاك ومن بينها استهلاك الطعام واستهلاك وسائل الراحة والمواصلات حتى دون حاجة ضرورية وهذا الذي أدّى بدوره إلى بروز ظاهرة السمنة بحيث يمكننا القول إنّ السمنة ظاهرة اجتماعية ونفسية أكثر من كونها مرضاً عضوياً.
لقد أصبح الإنسان يشعر بالمتعة عن طريق الاستهلاك والامتلاك أكثر فأكثر: امتلاك الطعام وامتلاك الأثاث وامتلاك السيارة وامتلاك السمعة والمكانة الاجتماعية.
أصبحت الرغبة في الامتلاك هي أساس حياتنا واحتلت النشاطات العقلية والروحية مكاناً ثانوياً منها حتى هذه الأخيرة أيضاً مزجت بطابع الاستهلاك حيث أصبح من المعتاد أن نتناول المكسرات والحلويات أثناء مشاهدة البرامج التلفزيونية وقراءة كتاب بل وحتى ممارسة الرياضة.
إنّ التغلّب على هذه الظاهرة يكون من خلال ترسيخ قناعة دائمة لدى المجتمع وخاصة الأطفال أنّ السعادة الحقيقية لا يتم الحصول عليها عن طريق الاستهلاك والتملّك، ولكن من خلال النشاطات الجماعية والعقلية والتأملية المثمرة مثل العمل الجماعي التشاركي والقراءة والتأمل في ربوع الطبيعة ومساعدة الضعفاء والمحتاجين بالإضافة إلى النشاطات الروحية.
اقرأ أيضاً: السمنة الزائدة وتداعياتها الخطيرة على صحة الكبار والصغار
إنّ النظر إلى السُمنة على أنها مشكلة ناتجة عن الإفراط في تناول الطعام ومن ثم يمكن معالجتها من خلال تقليل كميات الطعام وزيادة الحركة سيؤدي إلى شعور الإنسان بالحرمان وربما يفشل في الحمية وهذا المُشاهَد في كثير من الأحيان، ولكن التعامل مع هذه الظاهرة من خلال وجهة النظر الأخرى هو الكفيل بشعور الإنسان بسعادة حقيقية ودافع قوي حتى يستطيع التخلص منها.
أضف تعليقاً