يجب على المسلم في شهر رمضان أن يتعلّم الذكر والدعاء والاستغفار، وأن يعمل بما تيسّر له من الأذكار والأدعية، فالأذكار يضاعف أجرها في هذا الشهر، ويكون الأمل في قبولها أقرب، ويجب على المسلم أن يستطحبها في بقية السنة ليكون من ذاكرين الله تعالى، وممّن يدعون الله تعالى ويرجون ثوابه ورضوانه ورحمته.

تاريخ آخر تحديث:22-07-2020 | الكاتب: فهد الغاني |
فإنّ ذكر الله بعد الصلوات مشروع، وكذلك عند النوم، و أذكار الصباح والمساء، وكذلك في سائر الأوقات. وأفضل الذكر التهليل والتسبيح، والتحميد، والاستغفار، والحوقلة، وما أشبه ذلك، ويندب مع ذلك أن يُؤتي بها وقد فَهِمَ معناها حتى يكون لها تأثير، فيتعلّم المسلم معاني هذه الكلمات التي هي من الباقيات الصالحات، وقد ورد في الحديث تفسير قول الله تعالى: {وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلً} [الكهف: 46]، وقال السلف الباقيات الصالحات هي الصلوات الخمس، وقالوا هي سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.
وقال صلّى الله عليه وسلّم: "أَحَبُّ الكَلامِ إلى اللهِ أرْبَعٌ: سُبْحانَ اللهِ، والْحَمْدُ لِلَّهِ، ولا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، واللَّهُ أكْبَرُ" أي أفضل الكلام الذي يؤتى به ذكراً.
فلتتعلم أخي المسلم معنى التهليل، ومعنى الاستغفار، ومعنى الحوقلة، ومعنى التسبيح، والتكبير، والحمد لله، وما أشبه ذلك، تعلّم معناها حتى إذا أتيت بها، أتيت بها وأنت موقن بمضمونها، طالب لمستفادها.
وشهر رمضان موسم من مواسم الأعمال، ولا شك أنّ المواسم مظنة إجابة الدعاء، فإذا دعوت الله تعالى بالمغفرة، وبالرحمة، وبسؤال الجنة، والنجاة من النار، وبالعصمة من الخطأ، وبتكفير الذنوب، وبرفع الدرجات، وما أشبه ذلك ودعوت دعاءً عاماً بنصر الإسلام، وتمكين المسلمين، وإذلال الشرك والمشركين، وما أشبه ذلك، رُجي بذلك أن تستجاب هذه الدعوة من مسلم مخلص، ناصح في قوله وعمله.
وقد أمر النبي بالدعاء وبسؤال الجنة، وبالنجاة من النار، وذلك لأنّها هي المآل.
أمّا الاستغفار فيقول الله تعالى: {كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} [الذاريات: 17، 18].
إنّهم عمّروا لياليهم بالصلاة، وشعروا بأنّهم مقصِّرون فختموها بالاستغفار، كأنّهم يقضون ليلهم كلّه في ذنوب، فهذا حال المتقين، إنّهم يستغفرون الله لتقصيرهم.
فيستغفر أحدهم من الأعمال الصالحة، حيث إنّها لابدّ فيها من خلل، ولذلك يندب ختم الأعمال كلّها بالاستغفار، بل بالأخص في مثل هذه الليالي.
فهذا ونحوه دليل على أنّك متى وفقت لعمل فغاية أمنيتك العفو، وتختم عملك بالاستغفار، إذا قمت الليل كاملاً، فاستغفر بالأسحار، كما مدح الله المؤمنين بقوله: {وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}، فإذا وُفِّقت لقيام مثل هذه الليالي، فاطلب العفو، أي اطلب من ربك أن يعفو عنك، فإنّه تعالى عفوّ يحب العفو.
والعفُوُّ من أسماء الله تعالى ومن صفاته، وهو الصفح والتجاوز عن الخطايا وعن المخطئين.
تنويه: يمنع نقل هذا المقال كما هو أو استخدامه في أي مكان آخر تحت طائلة المساءلة القانونية، ويمكن استخدام فقرات أو أجزاء منه بعد الحصول على موافقة رسمية من إدارة النجاح نت.
المقالات المرتبطة بــ:الذكر والدعاء والاستغفار في رمضان
- أفضل ثلاث ساعات للدعاء في رمضان
- أفضل الأعمال لصيام وقيام رمضان إيماناً واحتساباً
- 6 عبادات التزم بها في شهر رمضان المبارك