ماذا يعني مصطلح الجمعة السوداء؟
في الولايات المتحدة، يكون يوم عيد الشكر هو رابع خميس من شهر نوفمبر، اليوم التالي ليوم عيد الشكر هو يوم "الجمعة السوداء"، وهو أكثر أيام التسوق شعبية في العام، حيث يحتفظ العديد من تجار التجزئة بأكبر خصومات ويحصلون على أفضل مبيعات لهذا العام في ذلك اليوم المحدد.
عيد الشكر هو إجازة وطنية في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا لشكر النعم والشكر على حصاد العام الذي أشرف على نهايته. في الولايات المتحدة يوم الشكر هو الخميس الرابع من شهر نوفمبر، أما في كندا فهو الاثنين الثاني من شهر أكتوبر.
بدءا من عامي 2013 و2014، بدأ عدد متزايد من تجار التجزئة في إعادة وقت البدء بصفقات يوم الجمعة السوداء، إذ كانت تبدأ في ساعات الصباح الباكر من صباح الجمعة، حيث قاموا بإرجاع توقيت البدء في طرح صفقاتهم إلى مساء يوم عيد الشكر كطريقة لإطالة يوم التسوق الأكثر شهرة في السنة. ذهب بعض تجار التجزئة إلى أبعد من ذلك، حيث بدؤوا مبيعات يوم الجمعة السوداء في وقت مبكر من يوم الاثنين قبل عيد الشكر.
تاريخ الجمعة السوداء وأصل التسمية:
استخدام مصطلح يوم الجمعة السوداء للإشارة إلى اليوم التالي لعيد الشكر، بدأ في ولاية فيلادلفيا الأمريكية في خمسينيات القرن الماضي. في ذلك الوقت، استخدم ضباط الشرطة في المدينة المصطلح داخلياً في إشارة إلى حشود كبيرة من المشاة والسيارات التي كانت تكتظّ في أماكن التسوق في فيلادلفيا سنوياً في ذلك اليوم.
أسفرت حشود الناس والسيارات هذه عن حوادث في السير وحالات عنف، وكثيراً ما كان ذلك يتطلب أن يكون كل ضابط موجوداً في الخدمة للحفاظ على النظام وإدارة الفوضى.
أول استخدام معلن لمصطلح الجمعة السوداء كان في إعلان نشر عام 1966 بواسطة تاجر طوابع نادرة اسمه "إيرل أبفيلباوم" في فيلادلفيا. ومع ذلك، فقد ظل المصطلح إقليمياً في معظمه حتى أوائل عام 2000، مع زيادة استخدامه في الثمانينات في مناطق أخرى.
في البداية، قاوم تجار التجزئة اسم "الجمعة السوداء" لأن الأيام السوداء من الأسبوع كانت تستخدم تاريخياً لوصف الأحداث السلبية. بعض الأمثلة على هذه الأحداث السلبية تشمل:
- الإثنين الأسود، 19 أكتوبر، 1987: أكبر انخفاض ليوم واحد في تاريخ سوق الأسهم، عندما انخفض مؤشر داو جونز 22 في المئة.
- الخميس الأسود، 24 أكتوبر 1929: انهيار سوق الأسهم الذي بدأ في أمريكا ومن ثمّ بقية دول العالم، والذي يعتبر تاريخيا بداية "الكساد الكبير"، وتعتبر أشهر الأزمات الاقتصادية في القرن العشرين.
- الجمعة السوداء، 24 سبتمبر، 1869: كان هذا اليوم الجمعة السوداء الأصلي هو انهيار سوق الذهب الأمريكي. في ذلك الوقت، كان الذهب أحد أسواق التجارة الرئيسية، حيث كان المستثمرون من جميع مستويات الدخل، ومعظمهم قد أفلس نتيجة لذلك.
في محاولة للابتعاد عن الارتباط السلبي بالأيام السوداء من الأسبوع، ابتكر تجار التجزئة قصة جديدة ليوم الجمعة السوداء. ففي مجال المحاسبة، تم تسجيل خسائر العمل بالحبر الأحمر والأرباح أو المكاسب بالحبر الأسود.
سيجد العديد من بائعي التجزئة أنفسهم "في منطقة الحبر الأحمر" في الخريف ولكن لا يلبثون أن يعودوا "إلى منطقة الحبر الأسود" في موسم التسوق خلال العطلات. لإنشاء علاقة أكثر إيجابية مع يوم الجمعة السوداء، استخدم تجار التجزئة هذا المثال كمعنى وتفسير وراء سبب تسمية "الجمعة السوداء" بهذا الاسم.
في النهاية، هذا المعنى الإيجابي ليوم الجمعة السوداء ثابت ومعروف لدى المتسوقين أكثر من أصل المصطلح السلبي في الخمسينيات.
التسوّق عبر الإنترنت وصفقات الجمعة السوداء:
غالبا ما تتركز صفقات الجمعة السوداء الأكثر شيوعاً على "الإلكترونيات الاستهلاكية"، مثل التلفزيونات وأجهزة الكمبيوتر، والأجهزة اللوحية، وأنظمة الألعاب. وفي حين أن بعض المتسوقين مستعدون للانتظار في طوابير لساعات للحصول على صفقة كبيرة رابحة، فإن العديد من المتسوقين يفضلون تجنب الحشود والتسوق عبر الإنترنت بدلاً من ذلك.
واستجابة لذلك، يقدم تجار التجزئة الآن للمتسوقين عبر الإنترنت العديد من صفقات الجمعة السوداء التي تبدأ في نفس الوقت الذي يتم فيه بيع المبيعات داخل المتجر على أرض الواقع. بالإضافة إلى ذلك، قد تُقَدِّم المتاجر التي تعرض "صفقات محدودة" لمنتهزي الفرص الواقفين على أبواب متاجرها صفقة مختلفة مخصصة لمنتهزي الفرص المتسوقين على مواقعها الالكترونية عبر الإنترنت.
إنّ الرغبة في تجنّب الوقوف في طوابير الحشود الطويلة مهدت الطريق لما يسمى "اثنين الانترنت" (Cyber Monday). يعتبر Cyber Monday هو يوم الاثنين الذي يلي عيد الشكر وبالتالي هو يوم الاثنين الذي يلي الجمعة السوداء مباشرةً أيضاً وهو مخصص للمتسوقين عبر الإنترنت، مع عروض خاصة متاحة كل ساعة في بعض مواقع التسوق. بدأ استخدام هذا المصطلح لأول مرة في 28 نوفمبر 2005 من قبل موقع Shop.org.
أحدث إضافة إلى أيام صفقات التسوق في موسم العطلات هو "الإثنين الأخضر" (Green Monday). يعتبر "الإثنين الأخضر" هو الإثنين الثاني من شهر ديسمبر/كانون الأول، ويهدف إلى جذب المتسوقين في كل من المتاجر وعبر الإنترنت الذين لا يزال لديهم هدايا في قائمتهم للشراء.
للدول العربية نصيب أيضا من الجمعة البيضاء:
وكان للدول العربية أيضا نصيب من هذا المصطلح، إذ بدأت مواقع الانترنت العربية بالتناغم مع هذا المصطلح وطرح خصومات كبيرة في نفس يوم الجمعة السوداء، ولكن لخصوصية يوم الجمعة عند المسلمين إذ يعتبرونه يوماً له قدسيته، فقد تّم تسميته بالجمعة البيضاء (White Friday) بدلاً من الجمعة السوداء (Black Friday)، وكان أول إطلاق لمصطلح الجمعة البيضاء في عام 2014 في الشرق الأوسط والإمارات العربية المتحدة.
بدلا من نشر مواقع التسوق العربية لإعلانات باللون الأسود، قامت بعمل إعلاناتها باللون الأبيض مع إطلاق بعض المتاجر كأمازون الشرق الأوسط لهاشتاغ #جمعتنا_بيضا أو هاشتاغ WhiteFriday#.
هل يجب علينا البقاء يقظين قبل الشراء في هذا اليوم؟
في الواقع تقوم العديد من المواقع بعمل خصومات كبيرة في هذا اليوم وذلك لأن نسبة كبيرة من المتسوقين تقوم بادخار أموالها خلال العام لهذا اليوم، ظنّاً منهم أنهم سيحصلون على صفقات بتخفيضات خيالية في هذا اليوم، وبالتالي فمن السهل خداع المتسوقين بإعلانات رنانة الهدف منها إيهامهم أن التخفيضات كبيرة.
يمكن للمتسوق الذكي الذي يراقب الأسعار على مدار العام أن يكتشف أن التحفيضات ليست بالكبيرة، فعلى سبيل المثال إذا أردت شراء ساعة بـ 100 دولار وقمت بمشاهدة إعلان في أحد مواقع التسوق الإلكتروني المعروفة يعرض هذه الساعة مع خصم 40% أي يعرضها بسعر 60 دولار، فللوهلة الأولى ستقول في نفسك أنها صفقة رابحة.
إلا أن المراقب للأسعار على مدار العام سيكتشف أن نفس الساعة متوفرة خلال فترات مختلفة من السنة بتخفيضات تصل إلى 25% أو 30% أحيانا أي بسعر 70 دولار، وهذا يقودنا إلى أن التخفيض الذي تم في يوم "الجمعة السوداء" كان بقيمة 10% فقط. وفي جميع الأحوال لا يمكن أن يتجاوز سعر المبيع لأي منتج "سعر المبيع بالتجزئة المقترح من قبل الشركة المصنّعة" (MSRP).
كما تقوم بعض المتاجر برفع أسعارها قبل قدوم فترة العطلات والجمعة السوداء، ومن ثم إعادة السعر إلى السعر الأصلي وبالتالي إيهام المتسوق أن السعر تم تخفيضه.
في جميع الأحوال، ومهما كان السبب وراء تسمية يوم الجمعة هذا، تبقى الجمعة السوداء أو البيضاء اليوم الأكثر مبيعا الذي ينتظره كل من متاجر البيع بالتجزئة ومواقع التسوق الالكتروني والمتسوقين على حدا في كل بقاع العالم.
أضف تعليقاً