ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدون كريس جيلبو (Chris Guillebeau)، ويُحدِّثنا فيه عن أهمية الرعاية الذاتية.
أهمية الرعاية الذاتية المدروسة:
كثيراً ما نعتني بأنفسنا دون تخطيط مسبق، على سبيل المثال، ما لم نكن في حالة اكتئاب شديد، فمعظمنا لا ينسى الاستحمام وإن كانت لدينا عادات نوم سيئة أو عادات غذائية معينة، إلا أنَّنا رغم ذلك لا ننسى النوم وتناول الطعام.
نظراً لأنَّ هذه الأنماط متأصلة فينا إلى حد ما؛ فمن الممكن أن نفوِّت القيام بكثير من الأشياء الأخرى؛ ولهذا السبب يجب أن تصبح الرعاية الذاتية مدروسة؛ أي ببساطة أنت بحاجة إلى وضع خطة لرعاية نفسك.
شاهد بالفيديو: 5 خطوات لممارسة الرعاية الذاتية
ما مررنا به خلال الجائحة:
خلال السنة الأولى من جائحة كوفيد19 (Covid-19) عانى معظم الناس؛ إذ واجه كلُّ الأشخاص الذين أعرفهم وقتاً عصيباً، ولم تعد بعض الطرائق التي كنا من خلالها نعتني بأنفسنا متاحة لنا.
كان من الصعب رؤية أصدقائنا ومن الصعب السفر أيضاً، وقد اقتصر العلاج على الجلسات الافتراضية التي لم تناسبني على الإطلاق، وكذلك لم يكن بإمكاننا حتى الذهاب إلى المطاعم في الأشهر القليلة الأولى.
أنا شخصياً مررت بتقلبات عديدة في حياتي؛ ففي البداية ظننت أنَّني أستطيع الاستفادة من وقت الحجر الصحي، وقد نجح الأمر ثم فشل، وبعد ذلك نجح مرة أخرى، لكن سرعان ما فشل مجدداً وهكذا دواليك. (الآن عندما أفكر في الأمر أرى أنَّه كان عاماً عادياً بالنسبة إلي من بعض النواحي).
لكن بعد ذلك كما وجد معظم الناس كانت بعض الجوانب في تلك الجائحة إيجابية؛ إذ أرغمتنا الجائحة على إعادة حساباتنا والتفكير بحياتنا بطريقة مختلفة، وبالنسبة إلي وجدت هوايات أخرى لأول مرة منذ سنوات عديدة، وبدأت ألعب ألعاب الفيديو مرة أخرى، وتعلمت كثيراً عن التأليف الموسيقي الإلكتروني، وزرعت بعض النباتات وما يزال معظمها أو على الأقل عدد كبير منها على قيد الحياة بعد كلِّ هذا الوقت.
سؤال بسيط تبدأ فيه:
الجزء الأساسي من الرعاية الذاتية الحديثة هو فهم ما تحتاجه ويمكنك القيام بذلك، الآن اسأل نفسك فقط هذا السؤال البسيط: ما الذي سيشعرك بتحسن؟
نظراً لأنَّك تستطيع أن تكون أفضل ممَّا أنت عليه دائماً؛ فلا داعي للاستياء من هذا السؤال، ومع ذلك من المحتمل ألا تفكر في الرعاية الذاتية إلا عندما لا تشعر بالرضى لسبب أو لآخر.
عندما يحدث ذلك تكون أحياناً أفضل إجابة عن ذلك السؤال هي:
- الذهاب في نزهة مشياً على الأقدام.
- تنظيم التقويم أو قائمة المهام الخاصة بك وإزالة العناصر غير الضرورية.
- القيام بشيء ممتع (مهما كانت "المتعة" بالنسبة إليك).
- إنشاء قائمة امتنان قصيرة.
لكن في أحيان أخرى يكون الجواب هو التفكير في أحد آخر:
- ما هو الشيء البسيط الذي يمكنك فعله لمساعدة شخص آخر؟ من المثير للدهشة أنَّه غالباً ما يساهم هذا الأمر في شعورك بالتحسن.
- من الذي قد يحتاج إلى شيء يمكنك توفيره له؟
- من الشخص الذي ترغب في التواصل معه وتفقد أحواله؟
أحياناً يكون الجواب هو أن تتصالح مع نفسك:
- الاعتراف أنَّ هذه الأشياء تحدث وأنَّه أمر طبيعي وأنَّ لا شيء يدوم إلى الأبد.
تستحق هذه النقطة الأخيرة التكرار: لا شيء يدوم إلى الأبد، وكلُّ شيء مؤقت وبالتأكيد سوف يمر.
في الختام:
لقد ساعدني تذكر هذه الحقيقة على التعامل مع عدة فترات سيئة مررت بها طوال السنوات الخمس الماضية من حياتي، ولست متأكداً من أنَّني آمنت بهذا الكلام في فترة من تلك الفترات، ولكن ربما هذا ما جعل بعضاً من هذه الأشياء صعباً للغاية؛ أي حقيقة أنَّني لم أفهم أنَّ كلَّ ما شعرت به كان مؤقتاً.
لكن الآن أصبحت أفهم ذلك على الرَّغم من أنَّ الحياة تتغير باستمرار، إلا أنَّني أحاول إعطاء الأولوية للرعاية الذاتية، وأحاول أن أسأل نفسي ما الذي أحتاجه وكيف يمكنني أن أكون أفضل ممَّا أنا عليه الآن.
أضف تعليقاً