هل مزايا عروض العمل الجديدة والغريبة ذات فائدة؟

على الرَّغم من كل الدعاية الحماسية المعتادة حول عروض العمل غير التقليدية التي يتباهى بها بعض أرباب العمل المبتكرين، تبقى العناصر التقليدية في حزمة المكافآت الإجمالية أكثر جاذبية للباحثين عن عمل، ويبدو أنَّ كل فكرة أُعلِن عنها على أنَّها الأفضل هي في الواقع إعادة تسمية للأفكار نفسها.



كلما كانت المزايا أكثر غرابة، زاد الانجذاب لها:

ربما أصبح الناس بسهولة أكثر ثقة اليوم، وعلى الأرجح يتعرَّضون للإزعاج باستمرار مع العديد من المطالب لجذب انتباههم، لدرجة أنَّهم يستجيبون الآن فقط لما يتمُّ تقديمه على أنَّه مختلف تماماً. وفي سوق الأفكار، تجذب المفاهيم الغريبة انتباهاً أكثر من المفاهيم العادية؛ إذ أصدر موقع التوظيف "غلاس دور" (Glassdoor) أخباراً عن دراسة تؤكِّد أنَّ المزايا والامتيازات الجذابة هامة جداً للباحثين عن عمل.

وبالطبع، بمجرد أن يتمَّ تعيينهم، تُعَدُّ هذه المزايا والامتيازات كأمر مسلَّم به، فالحاجة بمجرد إشباعها لا تعد حافزاً إلى أن تختفي، وطالما ظلَّت العوامل الأساسية كافية، يقوم الموظفون بتحويل تركيزهم إلى عناصر المكافأة الإجمالية التقليدية الأخرى التي تربط الموظفين برب العمل؛ مثل المهنة، والثقافة، والقيادة، وما إلى ذلك، فلا يوجد شيء جديد أو مختلف تماماً عن ذلك.

إقرأ أيضاً: 7 نصائح مهمة للحصول على عمل جديد ومناسب لك

لا يحظى الراتب بأي اهتمام:

بالكاد يتمُّ ذكر الرواتب، مع أنَّنا ندرك أنَّه الأساس الذي ترتكز عليه جميع العناصر الأخرى، ومن دون دخل أساسي مضمونٍ كافٍ، تفقد تلك المزايا التي تجذب الاهتمام أهميتها، وعندما يوفِّر مكان العمل الحد الأدنى من القدرة على الاحتفاظ بالموظفين، يغادر الموظف غير السعيد من أجل "المزيد من المال مع فرصة وظيفية أفضل" ويكرِّر الدورة في مكان آخر.

تلفُت العناصر الأساسية القليل من الاهتمام؛ لأنَّ المفاهيم غير التقليدية تسرق الاهتمام، ولكن هناك بعض الاستثناءات "المذهلة والفريدة والمفاجئة"، فربما يكون الانجذاب إلى أي شيء مختلف هو رفض التبعية: رد فعل ضد حقيقة أنَّ أولئك الذين يتَّبعون الأساليب القديمة والأكثر شيوعاً لن يكونوا قادة المستقبل أبداً؛ لأنَّهم عالقون في الماضي، ولكن للإنصاف، فبعض الأفكار القديمة رائعة، ولكن نادراً ما يتمُّ الترويج لها بالحماسة المُطبَّقة على المفاهيم قليلة المصداقية التي رفضَها المستخدمون السابقون. فالمبالغة ليست ضرورية للأفكار ذات الجوهر الحقيقي.

شاهد بالفيديو: كيف تجعل عملك ممتعاً من جديد؟

أهمية التحقُّق من الأشياء:

كثيراً ما يستخدم مُروِّجو الإعلانات مصطلحات مبالغ فيها لوصف المبادئ الأساسية اليسيرة التي يجب على جميع المحترفين ذوي الأُسس المتينة معرفتها.

يستجيب المبتدئون بحماسة لأشياء سخيفة وغير هامة، ويلتفتون إلى الحقائق البديهية بسبب جهلهم، ولكن يبقى الدرس الأساسي: امتنع عن الحماسة غير المبرَّرة عندما يتم الإعلان عن أحدث الحيل بضجة كبرى، وتحقَّق من صحتها؛ إذ لا يستحق النهج القديم المعاد اكتشافه، أو إعادة تسمية المنتج مع حملة تسويقية قوية، اهتمامك.

ومع ذلك، فإنَّ مندوبي المبيعات واثقون من أنَّ هناك عدداً لا حصر له من الأشخاص الذين سيختارون منتجاً أو خدمة تحمل علامة "مذهلة، ومبتكرة، وجديدة، ولافتة للنظر". كما ستستمر العروض الترويجية المضلِّلة حتى نتوقف عن الاستجابة لها.

المصدر




مقالات مرتبطة