هل تشعر بأنَّك لم تنجز شيئاً في حياتك؟ اعلم أنَّ كلُّ ما تقوم به مهم

في بعض الأحيان تجلس في مكان ما، ربما في المقهى أو في المكتب أو أمام التلفاز، وفجأة تساورك الشكوك، وتقول في نفسك: ما هو سبب تقصيري في الحياة؟



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب "داريوس فوروكس" (Darius Foroux)، ويُخبرنا فيه عن تجربته بالاهتمام بعمله وتقدير كلِّ ما يقوم به.

ربما كنت تعتقد أنَّك يجب أن يكون لديك أطفال الآن، أو عمل من شأنه أن يجني لك كثيراً من المال، أو أنَّك شخص له مكانته وتأثيره في العالم، ولديه منزل فخم، ويعيش حياة مستقرة، لكن لم يحدث أيُّ شيء من هذا.

في تلك اللحظات، من السهل أن ينتابك الخوف والذعر، خاصةً إذا نظرت إلى الآخرين حولك، وقارنت حياتك بحياتهم؛ لكن لماذا نحن مهووسون بالتوقيت؟

  • "هذا الرجل كان مليونيراً في سن الثلاثين".
  • "أصبح منتجها الأكثر مبيعاً وهو في سن 26".
  • "أصبح رئيساً تنفيذياً في سن الأربعين".

ماذا في ذلك؟ هم ليسوا أنت، ولكن مع ذلك تشعر ببعض الغيرة، "لماذا لست أنا من حقق كل ذلك؟".

لكل شخص طريقه الخاص في هذه الحياة:

أنا أعلم أنَّ هذا يبدو مبتذلاً، ولكن المبتذل أيضاً هو أن تكون شخصاً غير سعيد، لأنَّ هذا ما يحدث عندما تحاول السيطرة على مستقبلك؛ ففي كلِّ مرة تشعر بأنَّ حياتك لا تسير كما يحلو لك، فأنت لا تؤمن بقضاء الله وقدره.

إقرأ أيضاً: كيف تحصل على السعادة في حياتك؟

ارحم نفسك وحاول أن تدرك أنَّ كل ما تقوم به هو عملٌ هام:

تأتي معظم تعاستنا من الاعتقاد بأنَّ لا أحد يهتم، فمن السهل أن تشعر بعدم أهميتك في عالم مزدحم، فتستيقظ وتذهب إلى العمل وتعود وتشاهد التلفاز حتى تنام؛ لكنَّك تنسى أنَّ مهمتك الفعلية هي أن تجعل نفسك شخصاً مفيداً، لكن ما هو البديل؟ هل تستسلم، وتقول إنَّ العالم فاسد؟ بالطبع لا؛ إنَّما عليك أن تؤمن بأنَّ عملك هام، لأنَّه كذلك بالفعل، فالأمر يتعلق بما يدور في عقلك وتفكيرك، وقد عبَّر ويليام جيمس (William James)، أحد قادة الحركة الفلسفية البراغماتية، عن ذلك بأفضل طريقة: "تصرَّف وكأنَّ كلَّ ما تفعله هام، فسيكون هاماً فعلاً".

نحن جميعاً نؤمن أنَّ عليك القيام بأشياء كبيرة لكي يصبح عملك ذا أهمية؛ لكنَّك لست مضطراً لحل مشكلة المجاعة لكي تصبح مساهماً فعالاً في العالم، وكذلك لا تحتاج إلى أن تصبح شخصاً عظيماً لتكون هاماً.

ربما تريد أن تفعل أشياء كبيرة وهامة؛ وذلك رائع، لكن لكلِّ شيء أوانه، فأحياناً يستغرق الأمر بعض الوقت للوصول إلى حيث نريد أن نكون، لكن هذا لا يعني أنَّ الرحلة غير مُجدية، ولأنَّنا جميعاً مهووسون بالنتائج، نعتقد أنَّ الحياة تُقاس بالنجاح في كلِّ محطة من محطات الحياة؛ لكنَّ الحياة لا تتعلق فقط بتحقيق النتائج، لهذا السبب نحاول شق طريقنا إلى عيش حياة منتجة وهامة.

كما يعتقد بعض الناس أنَّ الإنتاجية تتركز على تكديس المزيد من المهام في كل يوم؛ لكنَّها على النقيض من ذلك، فهي تتمحور على محاولة إيجاد طريقة للاستمتاع بعملك وحياتك؛ لكن في كثير من الأحيان، ليس هذا هو الحال، فنحن نكره عملنا ونكره أيامنا، ونحاول تبرير ذلك بوضع هدف نبيل أمام أعيننا، وأنَّ كلَّ شيء سيكون على ما يرام في النهاية، طالما أنَّنا نحقق هذا الهدف؛ تلك الدرجة أو الوظيفة أو الترقية أو الدخل أو الإيرادات أو منتج أكثر مبيعاً أو نجاح كبير، لكن ماذا لو لم يحدث ذلك؟ فهل فشلنا؟

شاهد بالفديو: 9 عادات سيئة تدمّر نجاح الإنسان وتحد من قدرته على الإنجاز

أنت لا تحتاج إلى أهدافٍ أكبر أو تحفيزٍ أكبر:

عليك أن تدرك أنَّ كل ما تفعله الآن هام، عليك أن تتصرف بهذه الطريقة، وتحتاج إلى التوقف عن الاستماع إلى الأشخاص الذين هم في مرحلة مختلفة من الحياة، فماذا لو كان هذا الشخص يقود سيارة فاخرة؟ وماذا لو اشترى هذا الشخص منزلاً جديداً؟

لا تجعل نفسك بائساً من خلال استعجال الإنجازات، وأن تنهك نفسك بالعمل، وتوقَّف عن لوم نفسك لأنَّك لست في المكان الذي تريد أن تكون فيه، أنت جيد بما يكفي ويوجد من يهتم بما تقوم به.

إقرأ أيضاً: وازن بين حاجاتك كي تستطيع الإنجاز

في الختام:

لا تُردِّد أنَّ لا أحد يهتم لأمرك، فهذا هو أكثر منظور مغرور يمكنك أن تقدمه عن نفسك؛ فالأشخاص الذين يعتقدون أنَّ لا أحد يهتم بهم يهتمون كثيراً بأنفسهم؛ لذا افتح عينيك وانظر إلى العالم حولك؛ فالناس تهتم، ويجب أن تهتم أنت أيضاً.

لا يتعلق الأمر سوى بالثقة بنفسك، فليس على الحياة أن تكون منطقية؛ بل يجب أن تهمك فقط، وإذا كنت تتصرف وكأنَّ حياتك هامة ومُجدية، فهي كذلك.




مقالات مرتبطة