هل تحتاج إلى رسالة تسويقية قوية؟

لا شيء أكثر أهمية لنجاح الشركة من رسالتها التسويقية؛ فسواءً كنت تبيع نظام كمبيوتر بملايين الدولارات أم مجرد فكرة لبدء عملك، فرسالتك التسويقية تفتح لك الأبواب المغلقة، وتضع التوقعات، وتمثل كل تفاعل مستقبلي.



تعاني معظم الشركات في إيجاد رسالتها التسويقية، وتكمن المشكلة هنا في المنظور؛ فعندما تعمل داخل شركة أو تكون لديك فكرة جيدة، فإنَّك تتبنى تلقائياً مجموعة من الافتراضات حول ما يعرفه "الجميع"، وتصبح قريباً جداً من المنتج بحيث يمكنك رؤيته من نطاق منظورك فقط.

بمجرد دخولك في صناعة ما، فإنَّك تستوعب المعتقدات التي يشاركها معظم الأشخاص في مجال عملك بسرعة، كأن:

  1. تحتاج كل شركة إلى منتجك.
  2. يفهم كل مشترٍ محتمل منتجك.
  3. يتفوق منتجك بوضوح على كل شيء آخر متاح.

بالتمعن في هذا المنظور، ستكون رسالتك التسويقية على النحو الآتي: "لدينا منتج عالي الجودة لأنَّه يحتوي على مميزات (أ ب ج)"؛ مثل هذه الرسائل تكون غامضة للغاية بالنسبة إلى العملاء. ولكي يزداد الطين بلة، قد تكون الرسالة مطابقة تقريباً لكل رسالة تسويقية أخرى من منافسيك؛ فتنجح الرسالة هنا في أن تكون مملة ومربكة.

إقرأ أيضاً: خمس عناصر رئيسية لنجاح أي خطة تسويق الكتروني

لكن لحسن الحظ، من السهل كتابة رسالة تسويقية قوية إذا طرحت هذا السؤال البسيط عندما تدلي ببيان حول منتجك أو خدمتك أو شركتك:

"ما الذي يميز منتجي عن غيره؟"

على سبيل المثال: افترض أنَّك أنشأت تطبيقاً لنظارات بتقنية الواقع المعزَّز (AR) التي تتعرف تلقائياً على أجزاء المحرك وتوضح كيفية عمله. إذا كنت شخصاً متحمساً للغاية للأدوات الجديدة وتسعى إلى تحقيق مصالح تكنولوجية معينة، فسترى على الفور سبب فائدة ذلك؛ وتكون رسالتك التسويقية هنا هي: "مرحباً، انظر إلى هذا التطبيق الرائع".

حسناً، قد تكون هذه الرسالة مبتذلة، ولكن يمكنك تحسينها بقول شيء من هذا القبيل: "توضح نظارات الواقع المعزز هذه لفنيي الخدمة كيفية إصلاح المحركات". ومع ذلك، قد ينظر كبير مهندسي الخدمة للشركة المصنعة للمعدات الثقيلة مرة واحدة إلى المنتج ويقول: "لدينا أدلة الخدمة خاصتنا على أجهزتنا الإلكترونية، فبماذا ستفيدنا هذه الوسيلة الغريبة؟".

ويأتي هنا السؤال السحري؛ لذا قبل التحدث إلى كبير مهندسي الخدمة، اصقل رسالتك على النحو التالي:

توضح نظارات تقنية الواقع الافتراضي (AR) هذه لفنيي الخدمة كيفية إصلاح المحركات.

  • ما المميز في ذلك؟ سيتمكن فنيو الخدمة من عدم استخدام أيديهم في أثناء قيامهم بالخدمة، ويضمنون الحصول على المعلومات الأكثر دقة.
  • ما المميز في ذلك؟ سيسهل ذلك تدريب فنيي الخدمة الجدد، ويقلل متوسط ​​أوقات الخدمة بما يقدَّر بنحو 25%.
  • ما المميز في ذلك؟ ستنخفض تكاليف التوظيف خاصتك، ويمكنك خدمة العملاء بسرعة أكبر.

الآن، وبعد أن وصلت إلى جوهر عظمة منتجك، فإنَّك تقدِّم لكبير مهندسي الخدمة رسالة تسويقية منطقية مفادها: "تُسهِّل النظارات هذه تدريب فنيي الخدمة، كما أنَّها تقلل من متوسط وقت الخدمة لأنَّ الفنيين يمكنهم رؤية كيفية صيانة المحرك مع عدم استخدام أيديهم في أثناء قيامهم بالخدمة".

شاهد بالفيديو: الفرق بين بياني الرسالة والرؤيا

على عكس الرسالة الأصلية التكنولوجية الثقيلة، تلخص هذه الرسالة التسويقية بدقة ما هو هام للعميل، وتشرح كيف يؤثر منتجك في أعماله بالإيجاب؛ وقد يصقل هذا السؤال "ما المميز في ذلك؟" رسالة تسويقية لكل شيء وأي شيء قد ترغب في إنشائه أو بيعه.

لنأخذ سطراً من السيرة الذاتية على سبيل المثال: "بصفتي مسوقاً مساعداً، كنت مسؤولاً عن تخطيط الأحداث التجارية"، وإليك العملية:

 بصفتي مسوقاً مساعداً، كنت مسؤولاً عن تخطيط الأحداث التجارية.

  •  ما المميز في ذلك؟ يؤكد التخطيط لحدث ما أنَّه سيؤتي ثماره دون وجود عوائق.
  •  ما المميز في ذلك؟ لقد استهدفنا نحو 10 عملاء جدد في كلٍّ من المعارض التجارية التي خططت لها.
  •  ما المميز في ذلك؟ لقد نجح مندوبو المبيعات في تنفيذ المبيعات وإغلاق نصف تلك الصفقات.
  •  ما المميز في ذلك؟ لقد حققنا مبيعات بقيمة 5 ملايين دولار، ولم نكن لنستطيع تحقيقها بطريقة أخرى.
إقرأ أيضاً: تعرَّف على أهم المعلومات عن التسويق

ها أنت ذا تمكنت من تغيير هذا السطر في سيرتك الذاتية ليصبح نصها كما يأتي: "بصفتي مسوقاً مساعداً، خططت لـ 10 أحداث حققت مبيعات بقيمة 5 ملايين دولار".

تحسن كبير، أليس كذلك؟

يعمل هذا السؤال حقاً مع أي شيء، ودائماً ما ينجح في صقل رسالتك التسويقية.

 

المصدر




مقالات مرتبطة