هل الطلاق فشل؟ أسباب وعلامات فشل الحياة الزوجية ومفسداتها والعلاج

في بعض الأحيان لا تسير الحياة الزوجية بالطريقة التي يتوقعها الجميع، فمن الممكن أن يتوصل الطرفان بسبب مجموعة من الأسباب لقرار الطلاق، وقد تكون هذه تراكمات سبَّبتها ذنوب الخطوبة وأصبحت من أهمِّ أسباب فشل الزواج، وسنتحدَّث في هذا المقال عن هذا الموضوع الذي من الممكن أن يمر به أي زوجين ويسبب فشل الحياة الزوجية.



أسباب فشل الحياة الزوجية:

تعدُّ الأسباب الرئيسة للطلاق متنوعة عبر السنين وتختلف من بلد لآخر، وغالباً ما تتأثَّر بالمعتقدات والممارسات الثقافية، وتختلف تلك المعتقدات من دولة لأخرى، وقد تشمل أسباب فشل الحياة الزوجية ما يأتي:

1. الأعباء المالية أو الديون التي لم تتم مناقشتها:

قد تنشأ خلافات في الزواج عند مناقشة الشؤون المالية، وخصوصاً إذا لم يكن أحد الطرفين صادقاً بوضعه المالي، والاختبار الحقيقي لحبهم يكون ناتجاً عن كيفية تعامل الأزواج مع هذه القضايا، وقد لا يكون من السهل أيضاً مشاركة الصعوبات المالية مع أحد أفراد الأسرة.

مع ذلك، يجب على المرء عدم الانتظار لإجراء مناقشة جدية مع زوجته أو زوجه بشأن المشكلات المالية، والتي قد تسبب مشاعر الاستياء إذا لم يتم التعامل معها بصدق.

2. صعوبة التعبير والتواصل بين الزوجين:

لا يجيد الجميع التواصل أو مشاركة المشاعر، لكنَّ الزواج من دون تواصل هو زواج محكوم عليه بالفشل، ويجب على كلا الشريكين مناقشة كل جانب من جوانب الحياة الزوجية معاً، حتى لو كانت هذه المحادثات صعبة أو غير هامة.

في كثير من الأحيان، إذا كان للأزواج مشكلات في التواصل قبل عقد قرانهم، فإنَّ ذنوب الخطوبة من أهم أسباب فشل الزواج، ولهذا السبب يجب أن يتم بينهما تواصل مفتوح ومستمر لتفادي هذه المشكلة.

من الهام أن يتعامل الأزواج مع هذه المشكلات مباشرة من خلال التواصل والتعبير، لأنَّ الزواج يتطلب مستوى معيناً من التواصل الجيد، فقد تؤدي هذه المشكلة إلى فشل الحياة الزوجية والطلاق.

شاهد بالفيديو: 8 تصرفات خاطئة تهدد الحياة الزوجية

3. إدارة الأسرة:

يواجه معظم الأزواج صعوبات عند مناقشة إدارة الأسرة وتربية الأطفال، وهذا قد يُضعف زواجهم، وتكون بعض هذه المشكلات العائلية ناتجة عن قضايا مثل الفواتير أو أساليب التربية المتباينة بين الأبوين، فيتعارض الزوج الذي يؤمن بالأدوار التقليدية مع الزوجة التي تسعى إلى تحقيق المساواة.

يواجه بعض الأزواج صعوبة في التوافق بشأن المهام اليومية التي يتعين على أطفالهم المشاركة فيها، وتحديد جداول زمنية للنوم، وقد يشعر الأزواج الذين لا يشتركون في رعاية أطفالهم بعدم التوافق، وهذا يؤدي في النهاية إلى فشل الحياة الزوجية.

كما يعد التعامل مع الأقارب أو أطفال الزوج أو الزوجة أيضاً عاملاً قد يؤدي إلى التوتر في الحياة الزوجية؛ لذا من الضروري مناقشة كيفية التعامل مع العائلة الكبيرة وتربية أطفال الشريك، فقد تصبح هذه المشكلات كبيرة لدرجة أن تكون سبب فشل الحياة الزوجية؛ لذا يجب التعامل مع أنماط التربية المختلفة مبكراً أو قبل إنجاب الأطفال بوصفه إجراء للوقاية من المشكلات المستقبلية.

4. قلة ممارسة الجنس والحميمية:

تعد الحياة الجنسية الصحية جزءاً أساسياً للحياة الزوجية، ويعد التعرف إلى لغة الحب الخاصة بشريكك في وقت مبكر من العلاقة أمراً هاماً، ويجب على الأزواج التواصل بانفتاح بشأن حياتهم الجنسية ومحاولة إيجاد أرضية مشتركة عن الأشياء التي يرغبون في تجربتها فيما يتعلق بالجنس، إضافة إلى الأشياء التي لا يوافقون عليها، فقد تختلف التفضيلات في الجنس من شخص لآخر.

إذا استخدم الشريك الجنس بوصفه سلاحاً أو امتنع عن ممارسة الجنس، فقد يؤدي ذلك إلى فشل الحياة الزوجية، وقد يشكل الاختلاف في الرغبة الجنسية تحدياً في الحياة الزوجية، كما هو الحال مع الأمراض أو التغيرات الجسدية التي تجعل ممارسة الجنس صعبة أو مستحيلة.

5. عدم تقبُّل الأصدقاء للشريك:

يساعد تقديم الشريك للأصدقاء وقضاء الوقت معهم كزوجين الجميعَ على التعرف إلى بعضهم بعضاً بشكل أفضل، ففي بعض الأحيان، قد يكون بعض الأصدقاء سلبيين إذا لم يحترموا حدود الزوجين وحاولوا إدخال أنفسهم بموضوعات تخص الزوجين، ويعد الحفاظ على صداقة جيدة وبناء أرضية مشتركة بين أصدقاء الزوجين طريقة جيدة لتجنب فشل الحياة الزوجية.

6. القمار والمخدرات والإدمان على الكحول:

قد تؤدي لعب القمار وتعاطي المخدرات والكحول إلى مشكلات عديدة، وتكون سبب فشل الحياة الزوجية، والتي تجعل حياة الزوج المدمن الأسرية شبه مستحيلة، فتؤدي مثل هذه الأمور إلى مشكلات مالية خطيرة وعادات إنفاق سيئة تنعكس سلباً على الحياة الزوجية.

كما قد تتسبب في الشجار المستمر بين الأزواج إذا كان أحد الأشخاص يحاول مساعدة شريكه في التخلص من إدمانه، وقد يتسبب بأذية جسدية للزوج، ويمكن للزوج المدمن على المخدرات أو القمار أن يشكل ضغطاً شديداً على حياة الزواج التي قد تتسبب بالطلاق.

7. الإساءة بين الزوجين:

تعد الإساءة غير مقبولة بين الزوجين، إضافة للاعتداء الجسدي واللفظي والجنسي، فجميعها أسباب قد تسبب فشل الحياة الزوجية؛ لذا لا ينبغي للشريك أن يقلل من قدر زوجته أو يسيء إليها، ولا ينبغي للزوج البقاء مع شريكه المسيء لمجرد أنَّهما متزوجان.

يكون ترك هذه الأنواع من المواقف أكثر صعوبة عندما يتعلق الأمر بالأطفال، ومع ذلك، فإنَّ المخاطر تكون أكبر عندما تحاول الاستمرار بهذا النوع من العلاقات.

إقرأ أيضاً: كيف تبني علاقة زوجية ناجحة؟

علامات فشل الحياة الزوجية:

قبل التفكير في الزواج، يجب على الأزواج توقع حياتهم الزوجية في المستقبل، وما إذا كان شريكهم الحالي يتمتع بالصفات التي يبحثون عنها، وفي هذه الفقرة سنذكر علامات فشل الحياة الزوجية، وهي:

  1. عدم الالتزام.
  2. الجدل المستمر أو الصراع.
  3. الخيانة.
  4. كثرة الشكوك بشأن الشريك أو الزواج.
  5. عدم المساواة بين الشركاء.
  6. الاستعداد غير الكافي للزواج.
  7. العنف المنزلي.
  8. المشكلات المالية.
  9. نقص الدعم العائلي.
  10. الاختلافات الدينية.

مفسدات الحياة الزوجية:

إنَّ مفسدات الحياة الزوجية كثيرة وكل منها متاح للحل إن قام الزوجان بالانتباه إليه قبل فوات الأوان، والآن لنتعرف إليها معاً واحدة تلو الأخرى:

1. حياة العمل المزدحمة:

من السهل أن تأخذ وظيفتك على محمل الجد، ولكن من الصعب أن تجد طريقك للخروج من المتاهة التي ينتهي بها الأمر؛ لذلك، فإنَّ العمل الزائد على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع قد يُحدِث مشكلات كبيرة في زواجك، ومن الضروري أن يؤخذ الأمر بجدية لضمان عدم فشل الحياة الزوجية.

2. المال:

يصبح المال قضية حساسة لكلا الشريكين، فلا يتعلق الأمر بمن يكسب المال، بل بكيفية إنفاقه، ومن الضروري التحدث بين الزوجين بشأن كل ما يخص أموالهما ومصاريفهما لتجنب سوء الفهم والمشاجرات.

3. قلة التواصل:

ربما يكون أحد الأسباب الأكثر شيوعاً لفشل الزواج هو قلة التواصل بين الشريكين، وينتج هذا السبب عن بعد الزوجين عن بعضهما وتجنب النقاش لإثارة المشكلات، فمعظم المتزوجين يعتقدون أنَّ الصمت يحل هذه المشكلات، لكن في الحقيقة قد يكون أول علامة من علامات فشل الحياة الزوجية.

4. انعدام رابط الصداقة بين الزوجين:

من المتوقع أن تكون الزوجة شريكة وصديقة مخلصة للزوج طوال حياتهما الزوجية، وإنَّ الإيمان والثقة المتبادلة بينهما قد ترفع مستوى الحياة الزوجية إلى مستوى جديد تماماً من خلال معاملة بعضهما بعضاً كأصدقاء.

إقرأ أيضاً: أسس الزواج الناجح في الإسلام

هل الطلاق فشل؟

إنَّ السعي إلى إنهاء زواج فاشل بطريقة مثلى يتضمن الاعتراف المشترك بعدم نجاح العلاقة الزوجية، وعلى الرغم من ذلك، قد يتم التعامل مع الطلاق بنجاح إذا تم اتباع بعض الإجراءات الملائمة، ويطلق عليها اسم الطلاق الناجح.

يعد الطلاق في بعض الحالات الخطوة الصحيحة التي تمكن الأفراد من بدء حياة جديدة وصحية منفصلة عن بعضهما بعضاً؛ لذلك، يعد الطلاق نتيجة لعدم توافق الزوجين وليس بالضرورة فشل الفرد.

علاج الفشل في الحياة الزوجية:

تتوفر عدة حلول لعلاج فشل الحياة الزوجية، وسنذكر لك بعضها، فحاول أن تضعها في الحسبان لربما تساعدك في مشكلتك ولا تتطور الأمور بينكما إلى مرحلة الطلاق:

1. تدخل طرف ثالث حكيم:

عندما يشعر الزوجان بتزايد المشاعر السلبية في حياتهما الزوجية، فمن الضروري أن يجلسا لمناقشة أسباب هذه المشاعر دون إلقاء اللوم على بعضهما بعضاً، فقد تكون هذه المحادثة مراجعة ذاتية للعلاقة الزوجية بهدف إعادتها إلى المسار الصحيح، ودون الحاجة إلى تدخل أطراف خارجية، وفي حالة إصرار أو عناد أحد الطرفين أو كلاهما، قد يكون من الضروري دخول طرف ثالث.

يمكن لهذا الطرف أن يكون فرداً من إحدى الأسرتين أو مستشار زواج أو عائلة، فيصبح دخول الطرف الثالث ضرورياً عندما تتفاقم المشكلة بشكل يستدعي جهوداً خارجية لاستعادة التناغم في الحياة الزوجية.

2. تعلُّم مهارة حل النزاعات بسلام:

لا تخلو الحياة عموماً من أوجه الخلاف، وإن فشل الزوجان في تجاوز الخلافات فقد تتحول مع الوقت إلى صراعات، ولهذا يحتاجان إلى تعلُّم مهارات أساسية تتمحور حول كيفية حل الصراع حين ينشأ حتى لا يهدد حياتهم الزوجية واستقرارها، وهذه المهارات تؤخذ من خلال قراءات ودورات متخصصة ومبسطة.

في الختام:

لقد تحدثنا عن أهم أسباب فشل الزواج، ونتمنى أن يجيب المقال عن جميع استفساراتكم.




مقالات مرتبطة