هل الطعام المجمَّد صحي؟

قد تعتقد أنَّ الطعام المخزن في الثلاجة منذ أيام هو طعامٌ رديء الطعم والجودة، بيدَ أنَّ الطعام المثلج خيارٌ احتياطي للكثيرين، في حال عدم توفر طعامٍ طازجٍ مطبوخ أو محل خضار متاح. لطالما اعتقد الناس أنَّ الطعام المجمد ليس بجودة الطعام الطازج، وهذا ما توصلت إليه بعض الأبحاث التي كانت نتائجها مفاجئة.



في بعض الحالات، يكون الطعام المجمد صحياً أكثر من الطازج، وهذه حقيقة! يفضل الناس الفواكه والخضروات التي قُطِفت للتو، إلا أنَّ المنتجات المجمدة مغذية أيضاً، وأكثر من الطازجة في بعض الأحيان، فإمَّا أن تحصل على الخضار والفواكه الطازجة من حديقتك الخاصة، وإمَّا أن تبتاعها في الغالب من سوق المزارعين، والتي يتم حصادها قبل أن تنضج تماماً، ثم تُعبَّأ وتُنقَل وتُخزَّن في متجر الخضراوات.

والحقيقة هي أنَّ المنتجات العضوية عادةً ما تفقد معظم القيمة الغذائية، مثل الفيتامينات والمعادن، في الأيام الثلاثة الأولى بعد قطفها، وعلى النقيض من ذلك، تُقطَف وتُعبَّأ المنتجات المجمدة عندما تكون ناضجة تماماً، وتُجَمَّد في غضون ساعاتٍ من حصادها.

كما وجدت دراسةٌ أُجرِيَت في العام 2013، تبحث في القيمة الغذائية للمنتجات الطازجة والمجمدة، تشابه كليهما في القيمة الغذائية في اليوم الذي تم شراؤهما فيه، ومع ذلك، بعد خمسة أيام، لوحظ الفرق؛ إذ احتوى الطعام المجمد على مستوياتٍ أعلى من فيتامين (أ)، وفيتامين (ج)، وحمض الفوليك، مقارنة بالمنتجات الطازجة المحفوظة في البراد.

فيما يلي بعض الميزات الأخرى التي قد لا تعرفها عن الطعام المجمد:

1. يمكنك إعادة تجميد الطعام المجمد الذي تمت إذابته:

هذا صحيح إلى حدٍّ ما، في حال تمت إذابة الطعام بشكلٍ صحيح في الثلاجة، وليس بتركه على الطاولة؛ إذ إنَّ الطعام الذي يُذاب بسرعة عبر تركه خارجاً، يُنتج بكتيريا تسبب المرض؛ لهذا فهي فكرة سيئة، ولكن من الهام معرفة إمكانية إعادة تجميد الطعام المذاب بشكلٍ صحيح في البراد، عبر إعادته إلى الثلاجة. بالطبع ستغير عملية إعادة التجميد الطعم أو الملمس، ولكنَّ الطعام سيبقى آمناً للأكل.

وبما أنَّنا نتحدث عن البكتيريا، فعليك أن تعلم أنَّ التجميد لا يقتلها؛ إذ في حين أنَّ درجة الحرارة المثالية لنمو البكتيريا تتراوح بين 40 و140 درجة فهرنهايت (4.4 - 60 درجة مئوية)، فإنَّ تجميد البكتيريا يوقف نموها، فإذا وُجِدت بكتيريا في طعامك مسبقاً، فستبقى حتى بعد وضعها في الثلاجة، وعند إذابتها.

2. لا تنتهي صلاحية الطعام المجمد:

قد تكتشف حزمةً من البازلاء المجمدة أو الذرة مدفونةً في عمق الثلاجة منذ زمنٍ بعيد، وإن تم تخزينها بشكلٍ صحيح، فيمكن تناولها. يرجع لك الأمر إن أردت تناولها أم لا، غير أنَّها بالتأكيد لن تسبب المرض، فيمكن أن تتغير الجودة أو الطعم؛ ولكنَّ الفكرة هي إمكانية تخزين الأطعمة وصلاحيتها للأكل لشهورٍ عدة، وحتى بعد سنة من وضعها في الثلاجة.

كيف تجمد الأطعمة بشكل صحيح؟ تتضمن بعض الإرشادات السهلة التأكد من درجة برودة الثلاجة بحيث تكون 0 درجة فهرنهايت (-17.7778 درجة مئوية) أو أبرد؛ وهذا يتيح للأطعمة أن تبرد قبل أن تتجمد، كما يجب الحرص على تغليف الطعام ليكون محكم الإغلاق قدر الإمكان، حتى نجنِّبه الاحتراق بالجليد.

إقرأ أيضاً: قائمة الأطعمة الأكثر ضرراً على الصحة

3. توفر الأطعمة المجمدة المال:

تُقطَف الفواكه والخضروات المجمدة في موسمها، التي تقل تكلفتها مقارنةً بشراء المنتجات العضوية خارج الموسم، بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يساعد تجميد الطعام على الحد من هدر الطعام؛ فبدلاً من رمي بقايا الطعام المتروكة منذ بضعة أيام، يمكنك تخزينها في الثلاجة لوقتٍ آخر، ويمكنك تجميد أجزاء صغيرة مقطَّعة أو عناصر كاملة.

تحذير: في حين تحتفظ المنتجات المجمدة بقيمتها الغذائية فترةً أطول من الطازجة، لكن يمكن أن تكون بعض الخضروات المجمدة المعبأة، والعديد من الوجبات المجمدة، عالية الصوديوم.

ولهذا سارع مصنعو المواد الغذائية لتنفيذ مطالب المستهلكين الذين يريدون وجبات مجمدة منخفضة الصوديوم والسعرات الحرارية، والحبوب الكاملة والوجبات النباتية؛ لذلك يجب عليك قراءة قائمة التعليمات/ التصنيفات قبل شراء الطعام الطازج أو المجمد، أو تجميد الطعام البيتي.

يمكن الاعتماد على منتجات الحدائق التي تُزرَع بجهودٍ جماعية خلال فصل الصيف، ومع ذلك، عندما تفيض كمية الطعام عن الحاجة، فلا تتردد في وضع كميات الطعام الفائض في الثلاجة للاستمتاع بها في وقتٍ لاحق، وإذا جُمِّدَت بشكلٍ صحيح، فستكون هذه الأطعمة مغذية جداً في الشتاء ومشابهة بطعمها لأيام تجميدها الأولى في الصيف.

المصدر




مقالات مرتبطة