نوبات الغضب عند الأطفال: أسبابها، وأعراضها، وكيفية التعامل معها

يرى بعض علماء النفس أنَّ الغضب إحساس أوَّلي وطبيعي يشعر به الإنسان عند تعرُّضه لأي خطر أو توتر، أو عدم تلبية الاحتياجات البشرية الأساسية، أو نتيجة شعور بالتعب؛ ولكن ماذا عن الغضب عند الأطفال؟ وما هي أعراضه وأسبابه؟ وكيف يمكننا التعامل مع الطفل خلال نوبة الغضب؟ ومتى تصبح نوبات الغضب خطيرة عند الأطفال؟ كل ذلك سنقدِّمه إليكم أعزاءنا الآباء في هذا المقال، تابعوا معنا في السطور القليلة الآتية.



نوبات الغضب عند الأطفال:

تُعرَّف نوبات الغضب عند الأطفال على أنَّها نوبات مفاجئة تُعبِّر عن إحباط يُعاني منه الطفل بسبب تعرُّضه لصعوبات آنية، مثل: إكمال مهمة مُعيَّنة يريد أن ينجزها، أو استنتاج شيء مُعيَّن، ونوبات الغضب تُعَد أسلوباً تعبيرياً يتَّبعه بعض الأطفال لعدم قدرتهم على التعبير عن مشاعرهم أو احتياجاتهم بطريقة جيِّدة ومقبولة، ويمكن أن تكون هذه النوبات على شكل أفعال أو صراخ حاد أو أقوال أو أن تكون جميعها مجتمعة، وتكون نوبات الغضب هذه شائعة بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم مابين السنة إلى أربع سنوات، ومع مرور الوقت تخفُّ حدة هذه النوبات، حيث يصبح الطفل أكثر قدرة على التعبير عمَّا يريد، وغالباً ما تُعَد هذه النوبات جزءاً طبيعياً من تطور الطفل وبناءه شخصيته المستقلة.

ومن الجدير بالذكر هنا أنَّ نوبة الغضب الواحدة يمكن أن تستمر فترة تتراوح ما بين (2 إلى 15) دقيقة فقط، ولكن في حال تجاوز هذه المدة عندها يجب استشارة الطبيب، لأنَّها يمكن أن تدلَّ على وجود مشكلة لدى الطفل.

شاهد بالفيديو: أعراض التنمر المدرسي وعلاجه

أعراض نوبات الغضب عند الأطفال:

تظهر عديد من الأعراض عند إصابة الطفل بنوبة غضب؛ من أبرز هذه الأعراض نذكر الآتي:

  1. تشنُّج جسم الطفل.
  2. شكوى الطفل وتململه المستمر.
  3. حبس الطفل أنفاسه.
  4. الركل بالقدمين.
  5. صراخ الطفل.
  6. استلقاء الطفل على الأرض أو إيقاع نفسه عمداً.
  7. قيام الطفل بضرب شخصٍ ما أو قرصه.
  8. تقويس الظهر.
  9. بكاء الطفل.
  10. بدء الطفل بتكسير بعض الأشياء الموجودة في محيطه.
إقرأ أيضاً: 38 طريقة تجعل تربية الأطفال سهلة

أسباب نوبات الغضب عند الأطفال:

تُحفِّز عديد من الأسباب حدوث نوبات غضب عند الأطفال؛ ومن أهمها نذكر لكم:

  1. منح الأهل حرية كاملة للطفل في تصرفاته، أو العكس تماماً؛ مثل فرض القيود على تصرفات وحركات الطفل.
  2. أخذ شيء يحبه الطفل، أو قيام الأهل بحرمانه ممَّا يحبه.
  3. شعور الطفل بالإحباط لعدم قدرته على التعبير عن رغباته واحتياجاته بوضوح؛ كونه لا يمتلك مخزوناً كافياً من الكلمات، وخاصة في السنوات الأولى من عمره.
  4. رغبة الطفل في التصرف بحرية، أو حاجته إلى التعبير عن استقلاليته الذاتية.
  5. فرض قيود وتعليمات من قبل الأبوين وإلزام الطفل التقيد بها؛ وعندها قد يرغب الطفل في جذب الانتباه لاختبار مدى جدِّية هذه القيود.
  6. شعور الطفل بأنَّه فاقد لزمام السيطرة.
  7. عجز الطفل عن استيعاب أو فهم الأمر الذي يطلب إليه القيام به.
  8. نقل الطفل من مكان لآخر؛ مثل: الفترة التي يتم فيها اصطحاب الطفل من الحضانة إلى المنزل.
  9. شعور الطفل بالجوع أو العطش، أو فرط النشاط أو الملل أو التعب، أو التوتر والانزعاج.
  10. التعدِّي على شيء من ممتلكاته، أو تحقير الطفل والاستهزاء به، أو نقد الطفل وإغاظته خاصة أمام الأشخاص الذين يحبهم.
  11. قِلَّة الاهتمام والتعبير عن الحب من قبل الأبوين لطفلهم؛ الأمر الذي يسبب غضب الطفل كوسيلة للتعبير.
  12. شعور الطفل بالظلم من قبل الأبوين أو الإخوة، والقسوة الشديدة على الطفل.
  13. شعور الطفل بالفشل سواء في المدرسة أم المنزل.
  14. تكليف الطفل بأعمال تفوق طاقته وقدرته، ولومه عند التقصير.
  15. إلزام الطفل بمعايير سلوكية لا تتفق مع عمره.
  16. الدلال الزائد للطفل، وإعطاءه باستمرار كل ما يريد؛ فيعتاد الطفل على أنَّ رغباته مستجابة دائماً، وإن لم تحدث الاستجابة غَضِبَ.
  17. تقليد الطفل أبويه أو معلميه في غضبهم.

كيف يمكن للآباء أن يتعاملوا مع نوبات غضب أطفالهم؟

يمكن للآباء التعامل مع نوبات غضب أطفالهم باتِّباعهم بعض النصائح الآتية:

  1. حافظوا على هدوئكم قدر المُستطاع عند حدوث نوبة غضب الطفل؛ لأنَّ أي رد فعل عصبي من قبلكم تجاه غضب الطفل سوف يزيد من تفاقم الوضع.
  2. تجاهلوا الطفل واستمرُّوا بما كنتم تقومون به، ومن ثم انتظروا الطفل حتى ينتهي من نوبة غضبه؛ وذلك لأنَّ الطفل حالما بدأ نوبة غضبه فمن الصعب جداً التدخل فيها وإيقافها.
  3. تجنَّبوا ضرب الطفل أو تعنيفه، مهما كانت نوبة الغضب شديدة.
  4. تحلُّوا بالحكمة تجاه نوبات غضب الطفل؛ فعلى سبيل المثال لا الحصر: إذا كان السبب وراء نوبة بكاء الطفل عدم حصوله على شيء يريده، سواء كان لعبة أم حلوى أم أي شيء آخر، عندها يجب على الأب أو الأم التمسك بموقفهم وعدم الرضوخ لرغبة طفلهم.
  5. أزيلوا أية أداة حادة يمكن أن تتسبب بأذى للطفل خلال نوبة غضبه.
  6. تضامنوا مع الطفل في حال كان سبب نوبة غضبه واضحاً؛ لأن ذلك يُشعره بأنَّه محقٌّ في غضبه، وعندها ستخف حدة نوبة غضبه تدريجياً وتزول.
  7. اتخذوا موقفاً ثابتاً من نوبة غضب الطفل، حيثُ أنَّ تلبية رغباته أحياناً، وعدم تلبيتها أحياناً أخرى، سيزيد من الأمر سوءاً.
إقرأ أيضاً: 8 اقتراحات للسيطرة على نوبات الغضب عند الأطفال

كيف يمكن للأهل أن يتجنبوا نوبات غضب أطفالهم؟

1. ثبات الأهل على قراراتهم:

أي وضع روتين يومي للطفل والتمسك به، بحيث يعرف الطفل ما يمكن توقُّعه، ووضع حدود معقولة ومقبولة ومتابعتها باستمرار، بما في ذلك وقت النوم والقيلولة.

2. السماح للطفل باتخاذ القرارات واختيار ما يريد:

يجب تجنُّب قول كلمة "لا" في كل شيء، والسماح له باتخاذ القرارات، وذلك بهدف منح الطفل شعوراً بالسيطرة؛ كأن تسأله مثلاً: هل تحب أن تأكل التفاح أو البرتقال؟ هل ترغب بارتداء القميص الأزرق أو الأصفر؟ هل ترغب في اللعب بالمكعبات أو غيرها من الألعاب؟

3. تشجيع الطفل على استخدام الكلمات:

يفهم الطفل الصغير الكلمات التي يسمعها على الرغم من عدم مقدرته على التعبير عنها أو لفظها، ففي حال كان الطفل لا يستطيع التحدث بوضوح بعد، يمكن للأهل تعليمه لغة الإشارة لكلماتٍ مُعَّينة، مثل: لا أريد، أو أريد، أو متعب، أو مؤلم، أو شرب، أو أكل، أو غيرها؛ ومع تقدم الطفل في العمر، يجب على الأهل مساعدته في التعبير عَّما يريد باستخدام الكلمات.

4. الحرص على التخطيط المُسبق:

يجب على الأم أن تكون حريصة على وضع جدول يومي، بحيث تتمكن من إنجاز المهام المنزلية عندما يكون طفلها غير متعب أو جائع، وفي حال كانت الأم تتوقع انتظارها في طابور، يجب أن تصطحب معها وجبة خفيفة في حال شعر الطفل بالجوع، أو لعبة صغيرة لإلهائه.

5. تجنُّب المواقف التي من المحتمل أن تكون نتيجتها الغضب:

يجب على الأهل عدم إعطاء أطفالهم ألعاباً تتجاوز أعمارهم، أو تكليفهم بأعمال تتجاوز طاقتهم وقدراتهم.      

متى يجب استشارة الطبيب؟

تستوجب بعض الحالات من نوبات الغضب لدى الأطفال استشارة الطبيب مباشرة، ومن هذه الحالات نذكر لكم أعزائنا الآباء:

  1. في حال كانت نوبات الغضب لدى الطفل تتكرر أكثر من مرتين يومياً.
  2. إذا استمرَّت نوبات الغضب لدى الطفل بالحدوث حتى بعد بلوغه الأربع سنوات.
  3. في حال كانت نوبة الغضب لدى الطفل تستمر فترة طويلة نسبياً (أي أكثر من الفترة الطبيعية، والتي كما ذكرناها سابقاً وتتراوح ما بين 2 إلى 15 دقيقة فقط).
  4. في حال كانت نوبات الغضب لدى الطفل مصحوبة بسلوكات غير صحية؛ مثل: سلوك عدواني، اضطرابات في نوم الطفل، عدم تناول الطفل للطعام.
  5. إذا كانت نوبات الغضب لدى الطفل تتميَّز بسلوكات عدائية يمكن أن تؤذي الطفل نفسه، أو الأشخاص المحيطين به.

وبذلك أعزاءنا الآباء نكون قد قدمنا إليكم أهم أسباب الغضب عند الأطفال، والطريقة التي يجب أن يُعاملوا بها عند غضبهم، ومتى تجب استشارة الطبيب.

 

المصادر: 1، 2، 3




مقالات مرتبطة