نصائح لمن لديه أطفال يعانون مشكلات في المدرسة

من المحتمل في مرحلة ما - بصفتك أحد الوالدين - أن تواجه اتصالاً من معلم طفلك يخبرك أنَّ طفلك قد تجاوز الحدود، وأنَّك بحاجة إلى حضور اجتماع أولياء الأمور.



أو سيتصل بك المدير ليخبرك أنَّ ابنك المراهق قد تغيَّب أسبوعاً كاملاً عن المدرسة تماماً دون علمك، وربما اكتشفت أيضاً أنَّ درجات طفلك قد تراجعت من مقبول إلى ناجح بالكاد.

ماذا يفعل الوالد في مثل هذه المواقف؟ فيما يأتي أبرز أربع مشكلات مدرسية يعانيها الآباء أكثر من غيرهم:

طفلك يُسيء التصرف في المدرسة:

عندما يُسيء طفلك التصرف في المدرسة، قد يكون الأمر مقلقاً ومُحبطاً ومُحرجاً، إضافة إلى سوء السلوك الفعلي، تخشى أن تصبح سمعته سيئة، وأن تتحول هذه السمعة إلى سبب في إثارة المشكلات طوال حياته الدراسية، وقد تشعر أيضاً بأنَّ المدرسين والآباء الآخرين يحكمون عليكم - ويلومونكم - لما يفعله أطفالكم في المدرسة.

يتصرف بعض الأطفال بسوء عندما يشعرون بالإهمال أو التخلف عن الركب؛ لذا تأكَّد من أنَّ طفلك قادر على القيام بأداء واجباته المطلوبة منه، على سبيل المثال، قد يؤدي تخلُّفه عن الصف أو ترؤسه إلى الشعور بالملل والإحباط والقلق، مما قد يدفع بعض الأطفال إلى إساءة التصرف لفظياً أو جسدياً.

لا تعاقب طفلك مرتين:

حاول ترك التأديب لمسؤولي المدرسة عند إساءة التصرف في المدرسة، فلا تعاقب طفلك مرتين، وفي معظم الحالات، يكفي السماح للمدرسة بمحاسبة طفلك، لكن في المواقف المسيئة المزمنة أو الشديدة، من الهام العمل مع المدرسة لفهم ما يجري بالضبط، فقد تحتاج بعد ذلك إلى العمل مع بعض خدمات الدعم المحلية لمعالجة السلوك.

لا تفترض أنَّ طفلك سوف يكتشف الخطأ بنفسه:

يفترض الآباء أحياناً أنَّ أطفالهم سيكتشفون الأخطاء بأنفسهم، لكن إذا كنت تتعامل مع مشكلة مزمنة، فعليك أن تواجه الحقائق، فطفلك لم يكتشف خطأه بنفسه، وليس من المحتمل أن يفعل ذلك؛ لذا أنت بحاجة إلى مساعدته.

تحدَّث إلى المعلم - فهذه أفضل خطوة أولى لك، فأنت بحاجة إلى معرفة سبب تصرفه من أجل معرفة كيفية مساعدة طفلك على التغيير، وانتبه جيداً لما يقوله طفلك في المنزل، فيجب أن تُطمئنه أنَّ جميع تجاربه متاحة للمشاركة.

انخفاض تحصيل طفلك الدراسي:

إذا كانت درجات طفلك تنخفض، فإنَّ القاعدة الأولى هي أن تصبح محققاً؛ بمعنى آخر اكتشف ما يحدث مع طفلك.

هل يعاني مشكلات في المنزل أو مع أطفال آخرين في المدرسة؟ هل يواجه صعوبة في التكيف مع المدرسة الإعدادية أو المدرسة الثانوية؟ هل عاداته الدراسية سيئة، وهل يمكنكما العمل على تحسينها معاً؟

بالنسبة إلى بعض الأطفال، قد تؤدي صعوبات التعلم والمشكلات الصحية دوراً كبيراً، وبالنسبة إلى الآخرين قد يكون تعاطي المخدرات والكحول سبباً في انخفاض الدرجات، فالشيء الرئيسي الذي عليك القيام به هو معرفة "السبب"، ثم وضع خطة لمساعدة طفلك.

فيما يأتي بعض الخطوات التي يمكنك اتخاذها على الفور:

1. مقابلة معلم طفلك:

اتصل بمعلم طفلك واطلب مقابلته، وأخبره بما تلاحظه عليه في المنزل، ثم اسأله عما لاحظه عليه في الصف، واسأله عن أيَّة أفكار لديه لمساعدة طفلك على العودة إلى المسار الصحيح.

2. تنظيم جدول أطفالك وأولوياتهم في المنزل:

مشكلة شائعة لمعظم الأطفال هي عدم وجود هيكل في جدولهم بعد المدرسة، فتأكد من أنَّ الرياضة أو النشاطات الأخرى لا تأتي في المقام الأول تزامناً مع أداء الواجب المنزلي، وخاصة عندما يكون طفلك مُرهقَاً.

إنَّ تحديد أولويات اللعب قبل الدراسة يعلِّم طفلك أنَّ اللعب يأتي قبل الدراسة؛ ومن ثَمَّ فهو أكثر أهمية من الدراسة، فينبغي ألا تأتي النوادي أو الرياضة قبل العمل المدرسي وقبل وقت الأسرة لطفلك.

خلاصة القول هي أنَّه يجب إعطاء الأولوية للعمل المدرسي، ويجب إنشاء هيكل محدد حتى لا تنهار الأولويات في اللحظة الأخيرة.

شاهد بالفديو: 8 نصائح تساعد الأطفال والآباء على الاستعداد للعودة إلى المدرسة

3. الحفاظ على الواقعية في أهدافك:

عندما تنظم وقت دراسة طفلك لمساعدته على إعادة درجاته إلى المستوى المقبول، كن واقعياً في أهدافك، وامنحه وقتاً للحاق بالركب.

شارك في أداء الواجبات المنزلية مع طفلك من خلال مراجعتها والمساعدة على استراتيجيات الدراسة الخاصة به، ويوصَّى أيضاً بمحاولة الوجود في أثناء وقت الدراسة.

نعلم أنَّ معظم الآباء يعملون ولا يمكنهم البقاء في المنزل مع أطفالهم بعد المدرسة، وإذا لم تتمكن أنت أو زوجتك من الوجود هناك، فحاول إشراك طفلك في برامج ما بعد المدرسة أو اطلب من شخص بالغ آخر موثوق به أن يكون معه.

إقرأ أيضاً: 7 نصائح من المعلّمين إلى الآباء مع بداية العودة إلى المدارس

4. عدم حرمان طفلك من الامتيازات حتى تتحسن درجاته:

افهم أنَّ تقييد طفلك من جميع امتيازاته حتى يرفع درجاته عادة ما يؤدي إلى نتائج عكسية، وفي الواقع ينتهي بك الأمر بسحب الأداة التي تحتاج إليها لتحفيز طفلك على التحسُّن.

بدلاً من ذلك، يوصَّى بأن تطلب من طفلك الدراسة لفترة معينة من الوقت كل يوم لكسب تلك الامتيازات في تلك الليلة، فإن قمت بأداء واجبك، ستحصل على امتيازاتك؛ إذ سيعلِّم هذا طفلك العادات التي يحتاج إليها للحصول على درجات أفضل.

5. التحدُّث إلى طفلك عمَّا يحدث:

أجرِ محادثة صريحة مع طفلك عن درجاته، وقل له: "لقد سمحت لك بإدارة أداء واجبك المنزلي بنفسك، لكن طريقتك لم تنفع، وسنقوم الآن بإعداد وقت للدراسة كل يوم؛ لذا سأشرف على عملك؛ فلا هاتف ولا إنترنت خلال هذا الوقت".

"عندما تتحسَّن درجاتك، يمكننا التحدث عن السماح لك بالإدارة الذاتية مرة أخرى، لكن في غضون ذلك، علينا أن نخصِّص بجدية بعض الوقت للعمل على هذا".

تذكَّر أن تسأل طفلك عن يومه وأن تُظهر اهتمامك به، اطرح أسئلة تتطلب إجابة أطول من "نعم" أو "لا"، فقد وجدنا أنَّه عندما يبذل الآباء حقاً جهداً متسقاً لمواكبة أطفالهم، نادراً ما يفاجؤون عندما يتعلق الأمر بتراجع الدرجات أو ضعف الأداء المدرسي.

"أنا أكره أستاذي":

يكون لدى طفلك معلم لا يتفق معه في كثير من الأحيان، وغالباً ما يكون صراعاً بسيطاً في الشخصية، وفي أوقات أخرى، يواجه طفلك صعوبة في الاستجابة للسلطة؛ لذا لا بأس في التحقق من شعوره تجاه معلمه.

اسمح لطفلك أن يشاركك كيف يتصرف في صفه، ولا تخبره أنَّه مُخطئ، وبمجرد إصغائك إلى طفلك، سيكون أكثر تقبُّلاً لسماع أفكارك عما يمكنه فعله لتحسين الوضع، لكن كن حذراً، لا تتفق معه وتقل: "نعم، أنت على حق في أنَّ معلمك أحمق"؛ فحين تقوِّض سلطة المعلم، فإنَّك تمنح طفلك الإذن بعدم احترامه.

1. تعلُّم الانسجام:

إذا كان طفلك كبيراً بما يكفي، فعليه أن يتعلم قبول حقيقة أنَّ بعض المعلمين يطلبون أشياء قد لا يتفق معها، إنَّها حقيقة من حقائق الحياة، فليس كل معلم قادر على إعطاء طفلك ما يود أن يحصل عليه، كما أنَّها حقيقة شائعة أن يكون بعض المعلمين صارمين كثيراً.

بصفتك أحد الوالدين، فأنت بالتأكيد لا تريد أن تطلب منهم القيام بعملهم على نحو مختلف؛ لذا بدلاً من ذلك، اعمل على مساعدة طفلك، وقل شيئاً مثل: "كما تعلم، ستقابل أشخاصاً كثيرين في الحياة، وعليك أن تتعلم كيفية التعايش معهم، ومع أنَّ هذا المعلم ليس المفضل لديك، فإنَّ جزءاً من عملك هذا العام هو اختبار والنجاح فيه، وأن تكون محترماً، وأن تبذل قصارى جهدك".

لا حرج في سؤال المعلم عن بعض الأفكار أيضاً.

2. مقابلة المعلم:

لقد كررنا ذكر هذه الخطوة نظراً لأهميتها، فإذا بدا أنَّ المعلم مخطئ، قابله وشاركه تجربة طفلك، سترغب في محاولة إيجاد حل وسط إن أمكن ذلك.

قد ترغب أيضاً في إحضار مسؤول آخر، مثل الاختصاصي الاجتماعي في المدرسة إلى هذا الاجتماع، إذ سيبقي الأمور حضارية ويمنحك بعض الدعم إذا احتجت إليه لاحقاً.

الغياب عن المدرسة:

إذا كان طفلك يتغيب عن المدرسة - سواء كان يدَّعي المرض أم يتغيب عن المدرسة دون علمك - مرة أخرى، فأنت بحاجة أولاً إلى التحقيق ومعرفة السبب، فهل طفلك يفشل، أو يتعرض للتنمر، أو تحت تأثير الكحول أو المخدرات؟ هل لديه مشكلات صحية؟

1. القلق عند الأطفال:

القلق من الذهاب للمدرسة

يصاب بعض الأطفال بالقلق تجاه الذهاب إلى المدرسة، وقد يصابون بآلام في المعدة أو صداع نتيجة لذلك، وقد يتشبث الأطفال الصغار بوالديهم ويبكون؛ إذ سيقول معظم الأطفال إنَّهم مرضى لتجنب المدرسة لأنَّهم قلقون بشأنها.

إذا وجدتَ مشكلة قلق واضحة، فإنَّ زيارة طبيب الأطفال لتحديد ما إذا كانت المشكلة صريحة قد تكون أفضل خيار لك، ويمكن للمستشار الماهر أن يجعل طفلك يتخطى العقبة بلطف ويعلِّمه طرائق التعامل مع توتره بشأن المدرسة.

في النهاية، يجب فهم سبب تغيُّب طفلك عن المدرسة تغيباً مزمناً حتى يمكن حله، على سبيل المثال، إذا كان طفلك يتعرض للتنمر، فستحتاج إلى العمل مع المدرسة للتأكد من حماية طفلك ومن توقفه.

2. سلوك محفوف بالمخاطر:

لا يخفى على أحد أنَّ عدم الذهاب إلى المدرسة قد يودي بطفلك أو ابنك المراهق إلى الانخراط في سلوكات محفوفة بالمخاطر، خاصة إذا لم يُشرف عليه في المنزل باستمرار.

إذا تغيَّب طفلك عن المدرسة تغيباً مزمناً، فقد تضطر إلى إشراك الخدمات الاجتماعية، واطلب منهم معالجة الأسباب الكامنة وراء التغيب عن المدرسة.

افهم أنَّه إذا كان طفلك يتغيب عن المدرسة دائماً، فعادة ما يكون ذلك نتيجة لمشكلات تراكمت لبعض الوقت، وغالباً ما تكون نهاية سلسلة طويلة من المشكلات، وليس البداية؛ لهذا السبب، أعتقد أنَّه من الهام التخلص من هذه مشكلة في مهدها وفي مرحلة مبكرة.

إقرأ أيضاً: 10 نصائح بسيطة للأهالي والأطفال مع بداية العودة إلى المدارس

في الختام:

عندما تبدأ درجات طفلك في الانخفاض، أو عندما يعود إلى المنزل مزاجياً وحزيناً، يجب عليك التدخل، فاجعل التواصل مفتوحاً وابقَ دائماً مهتماً بما يحدث له من يوم إلى آخر، فسوف يؤتي هذا ثماره في النهاية.




مقالات مرتبطة