1. تجنَّب طرح الأسئلة العامة:
إذا طرحت سؤالاً عامَّاً فإنَّك ستتلقى على الأرجح إجابةً عامة، وحينما تسأل طفلك "كيف سار يومك؟" ستسمع منه على الإجابة المعتادة "بخير". حاول جاهداً أن تكون مميزاً بأسئلتك لتدفع الطفل نحو الحديث عن يومه بشكلٍ صريح، إذ إنَّ الاسئلة المميزة تشجع أطفالنا على التفكير بعمق وستسمع نتيجةً لذلك أطفالك يتحدثون عن فصولٍ من يومهم لم يكونوا ليتحدثوا عنها في الحالة العادية، وسيتيح لك هذا الانفتاح بالتواصل أن تكون جزءاً من عدة جوانب في حياة طفلك.
من ضمن بعض الأمثلة عن تلك الأنواع من الأسئلة:
- هل تعاملت اليوم مع أصدقاء المدرسة الجدد؟
- هل واجهت أموراً كانت تبدو صعبةً قبل أن تتمكن من تجاوزها بشكلٍ تدريجي؟
- ما الذي كان الجزء الأفضل أو الأكثر صعوبة في يومك؟
- هل حصلت أي أمور مثيرة في أثناء الأكل في المدرسة، أو خلال درس الرياضة، إلخ...؟
2. حافظ على متعة القراءة والكتابة:
ثمَّة حقيقة يعرفها جميع المعلمين وهي أنَّ الأطفال الذين يحبّون القراءة يحبون التعلم، إذ تُعَدّ القراءة أمراً ضرورياً في جميع المواد الدراسية.
يتولى البالغون مهمة اختيار المواضيع التي تثير اهتمامهم وقراءتها، ويجب علينا أن نمنح أطفالنا بدورهم الفرصة نفسها من خلال تقديم كتب ومواضيع جديدة لهم بين الفينة والأخرى، حيث سيكتسب الأطفال من خلال السماح لهم بقراءة الكتب التي يستمتعون بقراءتها القوة والثقة اللتَيْن تؤديان إلى تحسُّن قدرتهم على القراءة. وقد لا تعجبك جميع قصص الأطفال ولكنَّ تعويدهم على الاستماع إلى القصص قبل النوم سينمِّي لديهم حبَّ الأدب.
تُعَدّ الكتابة كذلك ضروريةً لنجاح الأطفال في المدرسة، وأفضل شيءٍ يمكن أن يقوم به الآباء لدفع أبناءهم نحو حب الكتابة هو ممارسة الكتابة أمامهم من خلال القيام بكتابة قائمة الخضروات التي يحتاجها المنزل يوميَّاً على سبيل المثال أو الكتابة إلى أفراد العائلة.
وبالنسبة إلى الأطفال الذين يعرفون أساسيات الكتابة شجّعهم على الاستمتاع بالكتابة من خلال رواية القصص أو كتابة الرسائل، فأنّا فأشجع أطفالي على الكتابة من أجل التسلية في المنزل من خلال القيام بما نُطلق عليه "بريد الاثنين"، إذ إنَّنا ملأنا أحد الأدراج ببطاقات جميلة مزودة بملصقات وفي يوم الاثنين يجب على الجميع كتابة بطاقة تتضمن أي شيء وإرسالها لأي أحد وقد يكون تعليم القراءة والكتابة للأطفال أمراً معقداً وصعباً ولكنَّ التحفيز يساعد على تعزيز هذا التعلم وتدعيمه.
3. كن جزءاً من عملية التعلّم:
ليس من الضروري أن تكون أباً مقيماً في المنزل حتى تكون جزءاً من عملية تعلم الأطفال، حيث يمكنك حضور الأمسيات المُخصّصة لمقابلة المعلمين في المدرسة، أو التطوّع للعمل ساعتين في المناسبات المدرسية، أو التبرّع بمستلزمات المدرسة، أو الجلوس مع الأطفال والتحدّث عن الواجبات المنزلية، أو القراءة للأطفال، أو التطوّع لتحضير المواد نيابةً عن المعلم في المنزل، وبذلك سينظر المعلم نظرة إعجابٍ إلى الوقت الذي كرَّسته وسيرى الأطفال كيف أنَّك تنظر إلى تعلمهم بعين التقدير.
لكن تأكَّد من أن تكون جزءاً من عملية التعلم وأنت في منزلك كذلك! قد يبدو هذا غريباً ولكنَّني أعني أن يشجِّع الآباء أبنائهم على تحمّل المسؤولية في أثناء تواجدهم في المدرسة. فلا تُنْجِدْ طفلك في كل مرةٍ ينسى فيها غرضاً ما في المنزل، إذ إنَّ حياته ستستمر إذا تناول في يومٍ من الأيام وجبة الغداء التي تقدمها المدرسة (بدلاً من تلك التي تُعِدُّها أنت له) أو إذا لم يسلِّم واجبه في الوقت المحدد. ومع مرور السنوات سيصبح أطفالنا أكثر استقلالية، ولكنَّهم لن يكونوا أقلَّ احتياجاً إليك كما تظن بل إنَّهم سيحتاجونك حقيقةً بصورٍ مختلفة.
تُعَدّ مساهمة الآباء ومشاركتهم في عملية التعلم أمراً مهمَّاً، وعلى الرغم من أنَّ الأطفال قد يشتكون ويتذمرون حينما تسألهم عن حياتهم الخاصة إلَّا أنَّهم يحبون أن يروا أنَّك تهتم بحياتهم.
4. لا تَقِس النجاح بدرجات الاختبار:
بسبب اهتمام مجتمعاتنا بالسعي إلى دخول الجامعات نركز اهتمامنا بصورةٍ كبيرةٍ على النجاح الذي تكون درجات الامتحان معياراً له. ومع كوننا أصبحنا حبيسي عالمٍ من الاختبارات المتماثلة يجب علينا أن نتذكَّر أنَّ الأطفال المتماثلين يقدمون نتائج متماثلة، فنحن نحتاج بدلاً من ذلك إلى جيلٍ من الأطفال يستطيعون القيام بأكثر من مجرد تكرار المعلومات، نحن بحاجةٍ إلى أفراد قادرين على حل المشكلات ويمتلكون عقولاً إبداعية.
لذا شجّع طفلك على التعلم في سبيل ما هو أكبر من الاختبارات، فوجههم نحو تعلم لغة، أو رياضات، أو فنون أخرى. وقيّد استخدام الأطفال للأدوات التقنية في المنزل، فإذا أردنا أن ينظر إلينا أطفالنا حينما نتحدث يجب علينا أن نضع هواتفنا جانباً حينما نخاطبهم كذلك. واستغل هذا الوقت في الحديث مع الأطفال عن العالم من حولهم، واللعب بالألعاب التي تُلعَب على لوحٍ خشبي داخل المنزل (الشطرنج، المنوبولي، النرد، إلخ...)، والقيام بمشاريع فنية، وممارسة الطبخ معاً، والمشاركة في مشاريع واقعية حيث تحتاج جميع هذه الأنشطة إلى استخدام القراءة والمهارات الحسابية وستشجعنا على حب التعلم.
5. ساعِد في توفير أغراض المدرسة:
يمكن للتسوق قبل العودة إلى المدرسة أن يشكل عبئاً لا يُطاق على وقتنا ومالنا، إذ إنَّني أعلم، كوني أمَّاً لثلاثة أبناء، العناء الذي نواجهه في أثناء البحث عن قطعةٍ ذات لونٍ معين أو علامةٍ تجاريةٍ معينة. ولكنَّني أُدرك كذلك، نتيجة عملي معلمةً، أهمية استخدام أدوات عالية الجودة في بناء صفٍّ منظَّمٍ وإدارته بكفاءة.
يدخل المعلمون غالباً إلى صفوفٍ خاليةٍ إلا من المقاعد، والكراسي، والكتب، حيث تغيب الأدوات الضرورية الأخرى، ويكون الاعتماد على تبرّعات الآباء وعلى أموال المعلمين الخاصة في الحصول عليها. ومع شعورنا بالامتنان تجاه جميع التبرعات إلَّا أنَّنا نفضل أن يشتري الآباء الأغراض التي نطلبها بالتحديد، فعلى الرغم من أنَّ أقلام الرصاص المبرية مسبقاً قد تكون أغلى إلَّا أنَّ الفرق بالسعر يُعَدّ تافهاً بالنظر إلى فعالية كل منها.
وقد أظهرت الدراسات أنَّ متوسط ما أنفقه المعلم الواحد من ماله الخاص على الموارد المستخدمة في الصف خلال عام 2016 بلغ 500 دولاراً. وعلى الرغم من أنَّ قوائم مستلزمات المدرسة قد تكون مكلفةً بالنسبة إلى الأبوين إلَّا أنَّهم يجب أن يكونوا ممتنين للفرصة التي تتاح لهم لإنفاق مبالغ صغيرة نسبياً من المال على تلك المعدات، فأنا أعرف عز المعرفة أنَّ المعلمين سينفقون على الأطفال قدراً أكبر بكثير من مالهم، ووقتهم، وجهدهم.
شاهد بالفيديو: 8 نصائح تساعد الأطفال والآباء على الاستعداد للعودة إلى المدرسة
6. تواصل مع المدرسين:
مهما كانت المدرسة رائعة يبقى احتمال حصول المشاكل قائماً سواءاً مع المعلمين، أو الأطفال الآخرين، أو تلك المتعلقة بالوظائف، وعلى الرغم من أنَّك قد تشعر بالإحباط، تجنَّب الحديث بشكلٍ سلبي وتذكر أنَّ لكل قصةٍ ثلاثة جوانب: وجهة نظر طفلك، ووجهة نظر الأستاذ، والحقيقة.
أرسل رسالةً إلكترونية تطلب فيها توضيحاً للحالة أو اطلب مقابلة الأهل، أو الأساتذة، أو الطالب، أو الطلاب الذين لهم علاقة بالموضوع وجهاً لوجه، فالعمل بروح الفريق يُعَدُّ أفضل طريقةٍ لدعم الأطفال.
حينما يشاهدك أطفالك سيتعلّمون كيف يدافعون عن أنفسهم، فكن لهم قدوةً يتعلمون منها الاحترام، وعلمهم كيف يتواصلون بشكلٍ فعال مع أقرانهم ومع من هم أكبر سنَّاً منهم، إذ إنَّ سلوكهم، وطريقة حديثهم مع الآخرين، وتصرفاتهم تؤثر في نجاحهم على المستويَيْن الأكاديمي والاجتماعي.
7. تعامَل مع التعلّم بعقليةٍ إيجابية:
خلال السنوات القليلة الأولى التي قضيتها في التدريس قرأت مقالةً عن ميل الطلاب المتفوقين والميسورين مادياً إلى الانتحار، وقد كان هذا مفاجئاً بالنسبة إلى الكثيرين لأن هؤلاء يبدون بأنَّهم الأطفال الذين يملكون كل شيء. وقد ركَّزت المقالة الانتباه حينها على طريقة تواصلنا مع الأطفال، إذ إنَّ الأطفال الذين يُثنى على جمالهم أو ذكائهم لا يتحكمون بمثل هذه الميزات، وهذا يمكن أن يؤدي إلى فقدان الهوية إذا عانى الطفل من ظهور حب الشباب في فترة البلوغ أو واجه صعوباتٍ في المدرسة.
في المقابل إذا أطرينا على جهود الأطفال بدلاً من صفاتهم فإنَّهم دائماً يمتلكون القدرة على التحكم بتلك الجهود. فيجب على الأطفال أن يعلموا أنَّ الإخفاق لا يعني النهاية بل هو خطوةٌ تدفعنا إلى تحقيق أمور رائعة.
يحتاج أطفالنا إلى أن يفهموا أنَّ الحصول على درجاتٍ سيئةٍ أمرٌ لا بأس به، حيث يجب على الآباء استغلال تلك اللحظات وجعلها تجارب يتعلم الأطفال منها من خلال توجيه الطفل نحو دراسة المادة مرةً أخرى حتى إتقانها والطلب من المعلم تقديم دروس خاصة للطفل إذا كان ذلك ممكناً. لذا علم طفلك أنَّ إمكانية اقتناص الفرص مرةً أخرى يُعَدُّ هديةً يجب عليهم الاستفادة منها.
المصدر: هنا
أضف تعليقاً