نجاحك يعتمد على الالتزام باختيارك وليس على خيارك بحد ذاته

يقول الممثل الأمريكي الرَّاحل "فرانك كرين" (Frank Crane): "قد يتم خداعُك إذا كنت تثقُ كثيراً بالآخرين، لكنَّك ستعيش في معاناة إذا لم تثقْ بما يكفي في الآخرين".



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن المدَّون "كيث لاي" (Keith Lai)، ويتحدَّث فيه عن تجربته مع اختيار النصيحة الأمثل، ومدى علاقة ذلك بالنجاح في تحقيق الأهداف.

الجميع يفعل ذلك في مرحلةٍ ما من حياتهم؛ إنَّهم يسعَون إلى الحصول على النصيحة من مرجعيةٍ أكثر خبرةً منهم، ربما شخص يعرف ما الذي يجب فعله؛ وذلك أملاً بتحقيق نفس مستواه من النجاح، وسواء كنت تحاول ببساطة تعلُّم كيفية إعداد طبقٍ ما أم تحاول تأسيس مشروع تجاريٍّ ناجحٍ، ستطلب المساعدة من أحدهم عاجلاً أم آجلاً، ومن الخطأ أنْ نعتقدَ بأنَّنا قادرون على تعلُّم أي شيء وحدنا، فلا أحد قادر على ذلك، ونحتاج جميعاً إلى المساعدة، وإذا كنت تعتقد أنَّك قادر على القيام بكل شيء بنفسك؛ فأنت واهم.

كيف تعلَّمت تلقِّي النصائح؟

كنت مُهتماً للغاية قبل 5 سنوات، عندما كان عمري 15 عاماً، باللياقة البدنية، ومثل معظم المراهقين في نفس سنِّي، أردتُ أن أعرفَ كيف أبني عضلات جسمي، وأصبح قويَّ البنية؛ لذلك قمت بتصفُّح الإنترنت لساعات في محاولة للبحث عن أفضل طريقة للوصول إلى هذا الهدف، وكانت المشكلة في ذلك الوقت هي كثرة النصائح المتضاربة عبر الإنترنت، التي كانت عبارة عن منافسةٍ بين المواقع لاستقطاب أكبر عدد من الزوار، ولم أدرك بمن أثق في ذلك الوقت بسبب صغر سنِّي.

مثلاً؛ قرأتُ في بعض المواقع أنَّ رفعَ الأثقال يؤثِّر سلباً في حجمي العضلي، في حين قرأت في مواقع أخرى أنَّ رفع الأثقال يعززُ كثافة عظامي ويساعدني على تضخيم عضلاتي، فلم أعرف على وجه اليقين ماذا أفعل؛ لذلك اخترت برنامجاً للتمرين وحمية غذائية موصى بهما من قبل الخبراء، ثم التزمت بهذا البرنامج لمدة 3 أسابيع قبل أن أتوقف عن تطبيقه، والسبب في ذلك أنَّني شعرت بأنَّني قد أُلحق ضرراً بجسدي من خلال إهمال النصائح الأخرى الموجودة على الإنترنت.

بقيتُ على هذا الحال لمدة 6 أشهر تقريباً، بدَّلتُ خلالها بين برامج التدريب والنظام الغذائي المتنوع كل 3 أسابيع، على الرغم من أنَّ معظم البرامج كانت تتطلب الالتزام لعدة أشهر من أجل رؤية نتائج ملحوظة، إلا أنَّني لم أتمكن من الوثوق بفاعلية أي برنامج، وبسبب عدم ثقتي هذه لم أحصل على أيّ نتائج تُذكر، وأصبتُ بالإحباط بشكل لا يُصدَّق؛ لذلك في نهاية الأشهر الستة، قررتُ أخيراً تحديد هدفي والالتزام ببرنامج لمدة 3 أشهر.

بصرف النظر عمَّا سيحدث، قررتُ أنَّني لن أتراجع عن البرنامج مطلقاً وسأرى ما سيحدث في غضون 3 أشهر، والمفاجأة أنَّ الخطة نجحتْ، ثم اكتسبت قدراً كبيراً من العضلات، وكنت سعيداً بما حصلتُ عليه من نتائج، وأدركتُ فيما بعد أنَّ السر في نجاحي لم يكن اختياري لبرنامج دون آخر؛ بل لأنَّني قررتُ الالتزام بنصيحة واحدة دون غيرها.

كيف يجب أن تتلقى النصيحة؟ وإلى من يجب أن تستمع بهذا الخصوص؟

لدي نصيحتان فقط عندما يتعلق الأمر بأخذ النصيحة من أحد:

  1. خذ النصيحة من أي شخص تريده، ولكن احرص عندها ألا تستمع إلى نصائح من أشخاص آخرين.
  2. تأكَّد من أنَّ هذا الشخص يمتلك خبرة أكثر منك.

هاتان هما النصيحتان الأساسيتان، فلا يهم إلى من تلجأ من أجل النصيحة ما دام يمتلك خبرة أكثر من خبرتك؛ على سبيل المثال، إذا كنتَ تحاول تأسيس مشروع تجاري جديد، فيمكنك إمَّا طلب النصيحة من مدرِّس في كلية إدارة الأعمال، أو من مالك متجرٍ للأطعمة الجاهزة في حيِّك، أو يمكنك تعيين مدرب رياضي مقابل 500 دولار في الساعة، ولن يكون ثمة فارق كبير في النتائج؛ لأنَّ العامل الحاسم في جودة النتائج التي تحصل عليها هو مدى التزامك بالنصائح.

يمكنك حرفياً قضاء 10 ساعات يومياً في تصفُّح مواقع الويب المختلفة عن "كيفية إنشاء نشاط تجاري"، ولكن لا شيء من ذلك هام فعليَّاً إذا لم تطبِّق شيئاً مما تعلمته.

شاهد بالفديو: هذه الأمور تدلّ على أنك بالاتجاه الصحيح نحو النجاح

كيف تحدد المصدر الأفضل للحصول على النصيحة؟

ما من قاعدة واضحة يمكن الاعتماد عليها لتحديد المصدر الأفضل للحصول على النصيحة، لكن من الجيِّد أنْ ننتبه إلى أنَّ الأشخاص الذين يدَّعون معرفة كل شيء ويمتلكون "أسرار النجاح" هم عادةً مخادعون، وبالتأكيد يقدم بعض الأشخاص نصائح أفضل من الآخرين، لكنَّك لن تُحرزَ تقدُّماً إذا قضيتَ وقتك في البحث عن أفضل من يقدِّم لك نصيحة، فالحقيقة هي أنَّ معظم النصائح التي يتم تقديمُها للناس جيدة بما فيه الكفاية لتحقيق النجاح، لكن المشكلة هي أنَّ الناسَ لا يثقون بالنصيحة.

تجنَّب التشتت بين نصائح وخيارات مختلفة:

إياك أنْ تُشتت تركيزك بالانتقال من نصيحة إلى أخرى لأنَّك تريد أن تحصل على الأفضل؛ فمثلاً، إذا كنت تريد إنقاص وزنك، فلا يجب أن تنتقل من الالتزام ببرنامج خاص برياضة اليوغا إلى برنامج يجمع بين ممارسة الرقص والملاكمة مثلاً.

لا أَعنِي بذلك أنَّ اليوغا خَيار جيد والملاكمة خيار سيئ لإنقاص الوزن؛ إنَّما الفكرة هي أنَّ نجاحك لا يعتمد على خيارك بحد ذاته، لذلك إذا اخترت ممارسة اليوغا فالتزم بها حتى ترى النتائج؛ التزم بها لمدة 3 أشهر حتى تعرف ما إذا كانت خياراً فعالاً لتحقيق هدفك أم لا.

إقرأ أيضاً: كيف تبدأ رحلة النجاح؟ 8 خطوات تضمن لك بداية رائعة

في الختام:

في المرة القادمة التي تحتاج فيها إلى مساعدة في شيء ما، اكتفِ بنصيحة من شخص واحد فقط، ولا تُعقِّد الأمر، ولا بأس بالحصول على نصائح أخرى، لكن لا تسمح لذلك بأن يُشتتَ تركيزك عن هدفك.




مقالات مرتبطة