مهارات القيادة الرقمية الضرورية في عصر العمالة الافتراضية

بعدَ انتشار ثقافة العمل من المنزل - أو ما يُسمَّى "العمل عن بُعد" - والتحوُّل إلى العمالة الافتراضية، أصبح مِن الضروري معرفة كيفية توظيف التكنولوجيا والاستفادة منها.



كانت حكومة الإمارات العربية المتحدة رائدة في مجال العمل عن بُعد، فتماشياً مع رؤية الإمارات المئوية 2071، تهدف سياسة الرفاهية الرقمية الوطنية الجديدة لديها إلى ضمان أن يكون العالم الرقمي أخلاقياً ومستداماً وشاملاً وعلى قدْر مِن المسؤولية.

وفي ظل هذا العصر التقني، أصبح إرساء بيئة رقمية آمنة وإيجابية أمراً بالغ الأهمية، وأصبحت المهارات والمعرفة اللازمة للتعامل مع التقنيات المستمرة في التطور على نفس القدْر من الأهمية.

يُعَدُّ الإلمام بالمسائل الرقمية ومسائل البيانات أمراً هامَّاً جدَّاً بكل تأكيد، فاستمرار التطور على الصعيد الرقمي يعني أنَّ القادة والموظفين يحتاجون إلى السعي باستمرارٍ إلى التعلُّم وتطوير مهاراتهم من أجل الحفاظ على القدرة على المنافسة.

يعيد قادة الشركات الذين يَعيون كيف تُسخَّر التكنولوجيا في مكان العمل تعريف عوامل النجاح من خلال تبسيط الأنظمة التشغيلية، والتواصل بشكلٍ مدروس مع الموظفين، وتحسين المرونة في مكان العمل؛ بيد أنَّ المهارات التي تمسُّ إنسانيتنا هي أكثرها أهمية، حيث تُعدُّ المهارات الناعمة مثل: التواصل الفاعل، والمرونة، والذكاء العاطفي، والتفكير الريادي مفصلية في عالمنا الرقمي الجديد.

شاهد بالفديو: كيف تجعل العاملين عن بعد أكثر انخراطاً في العمل؟

على الرغم مِن الطلب على المهارات المستقبلية، فإنَّنا نفتقر بصورةٍ شديدة حالياً إلى المهارات في حياتنا، وقَبل جائحة كورونا (COVID-19)، سعى المنتدى الاقتصادي العالمي إلى تطوير مهارات مليار شخص بحلول عام 2030، وقد بدأ مسعاه ذاك من خلال التعامل مع 75 مليون وظيفة من المتوقع أن تُستبدَل بالأتمتة والذكاء الاصطناعي بحلول عام 2022.

منذ جائحة كورونا (COVID-19)، تضاءلت فرصة إعادة صقل المهارات في سوق العمل التي قيَّدَتها القيود التي فُرضَت مؤخراً، ولا يزال نقص المهارات الأساسية أحد أهم خمسة تهديدات تؤثِّر في آفاق نمو المديرين التنفيذيين في الشرق الأوسط، وفقاً لاستطلاع المديرين التنفيذيين في الشرق الأوسط الرابع والعشرين لشركة الخدمات الاحترافية برايس ووترهاوس كوبيرز (PricewaterhouseCoopers) المتعددة الجنسيات والتي يُرمز لها بالاختصار بي دبليو سي (PwC).

في عديدٍ من المؤسَّسات والاقتصادات، كشفَ الوباء عن التباين بين المهارات التي يمتلكها الأشخاص ونظيرتها المطلوبة للوظائف عن بُعد، كما تسعى أكاديمية "بي دبليو سي" (PwC) في الشرق الأوسط لقيادة ثورة تطوير المهارات في المنطقة لتسهيل عملية التغيير الدائم، وتُقدِّم تدريباً مبتكَراً وعملياً يشمل مكونات كلٍّ مِن المهارات الرقمية والناعمة للأفراد والمؤسسات في مختلف المجالات لبناء قوة عاملة جاهزة للمستقبل في الشرق الأوسط.

إقرأ أيضاً: 6 نصائح لقيادة الموظفين عن بعد

لطالما تطلبَت القيادة مجموعةً متخصصة من المهارات مثل: الفضول والتعاطف والحسم؛ ولكن في يومنا هذا، هناك حاجة ملحة لنوع جديد من القادة، فهذا القائد مُلزم بالتكيف مع القوى العاملة المختلَطة التي تجمع بين الأيدي العاملة البشرية والتكنولوجيا المعزَّزة، وفي هذه البيئة الجديدة، ستكون المهارات التي تمسُّ إنسانيتنا هي المفتاح لتطوير مكان عمل متوازن وصحي ومنتِج يجسد الرفاهية الرقمية، وستعمل الشركات التي تتبنَّى مجموعات المهارات المستقبلية هذه على إحداث تَحوُّل وإنشاء علاقة متناغمة بالعالم الرقمي.

 

المصدر




مقالات مرتبطة