ملخص كتاب الطريق إلى النجاح للدكتور إبراهيم الفقي

يوضّح لنا الكاتب إبراهيم الفقي من خلال كتاب الطريق إلى النجاح العديد من النقاط المتعلقة بالنجاح، وأنّ على الإنسان أن يمتلك بعض العناصر المهمة التي تساعد في الوصول إلى النجاح الكبير في الحياة، كالمواهب، والقدرات الإيجابيّة، وغيرها من الأمور، فيما يلي سنقوم بتلخيص مجموعة من أهم الافكار الواردة في هذا الكتاب الرائع:



أولاً: نجاحك ظلٌ لإدراككَ وعزيمتكَ

إنّ أكثرنا يتبرّم بالظروف التي تحيط بهِ، وقد يُضاعف ما فيها من نقص وحرمان ونكد، مع أنّ المتاعب والآلام هي التربة التي تنبت فيها بذور الرجولة، وما تفتقت مواهب العظماء إلّا من وسط ركام المشقات والجهود.

1. السعادة مطلب إنساني:

هناك حقيقة هامة مغروسة في طبيعة كل إنسان وهي أنّهُ لكي يرجو السعادة لنفسهِ، يجب أن يكون ناجحاً عملياً، ناجحاً اجتماعياً ومادياً، يُحب أن يكون صاحب أسرة تعيش حياة هادئة، تُظلّلها مشاعر المودة والرحمة.

فهل حقق كل واحد منّا ما يرجو لنفسهِ من هذا كلّهِ. ليسأل كل واحد نفسه: هل أنت سعيد؟ هل أنت ميسور مادياً؟ وفق كل هذا هل أنت متزن روحانياً؟ فليس كل ناجح في عملهِ متزناً روحياً، نعم فقد يكون الإنسان ناجحاً لكنهُ غير متزن، روحه بائسة، مزاجه مضطرب، والقليل من الناجحين من يجمعون بين النجاح وسمو الروح.

2. هل يستقيم الظل والعودُ الأعوج؟

من المُمكن أن يعمل الإنسان طوال عمرهِ، ويبتكر ويُضاعف الجهد، ويُحقق أهدافاً كثيرة، ولكن يبقى أمامهُ ما يجعلهُ يشعر بالنقص، وأنّ لهُ هدفاً لم يُحققهُ.

أذكر في إحدى الدورات سألت الحاضرين سؤالاً: من يُريد منكم دخول الجنة؟ فأجاب الجميع برغبتهم في دخولها.. فسألتهم ثانية: فما الذي قدمه كل منكم لدخول الجنّة؟ أو ما الذي فعلهُ كل منكم ليكون ناجحاً في حياتهِ؟

وهنا سمعت أجابات عجيبة تحمل أعذاراً واهية، بعضهم يُلقي اللوم على أبويه أو أسرته، وبعضهم على أحوال إقتصادية واجتماعيّة لا تشجع على التفكير والإبداع، وغيرها من الأعذار التي يظل الإنسان يُردّدها ويكرّر التعليق عليها، حتّى يُصدّقها وتصبح جزءاً من اعتقادهِ، وتؤثرُ في سلوكه بشكلٍ تلقائي.

فكيف ينجح إنسان اعتقد في داخلهِ أنّهُ عاجز عن النجاح؟ كيف ينهض إنسان يرى أنّ كل ما يُحيط بهِ يقف ضدهُ، فتخيّل إنسان بداخلهِ كل هذهِ المشاعر من البؤس والعجز، من أين يأتيه النجاح والإتزان الروحي.

3. أضف إلى عمرك أعمال الآخرين:

وأقصدُ من ذلك أنّهُ عليك أن تستفيد من تجارب الآخرين وخبراتهم بالقراءة، وسعة الإطلاع بالإحتكاك المباشر مع أناسٍ سعوا للنجاح وظنوا أنّهم وصلوا إليهِ.

كنت في إحدى الدورات بأمريكا الشماليّة وأمامي حوالي ألف شخص، وسألتهم: ما النجاح بالنسبة لكل واحد منكم؟ واختلفت الرؤى والأفكار:

كان نجاح أحدهم في المال، فإذا حقق مبلغاً معيناً شعر بسعادة النجاح.

وكان نجاح أحدهم الآخر أن يصل مرحلة يشعر فيها أنّهُ يعيش لحظتهُ الراهنة كأنّها آخر لحظات حياتهِ، لأنّهُ من الممكن أن تكون بالفعل آخر لحظات حياتهِ.

وبعضهم رأى النجاح في العلاقات الناجحة، وبعضهم رآهُ في اتزان الروح، وبعضهم في تكوين العائلة المستقرة.

ومع ذلك...

فقد قابلتُ من حقق المال، ومن نجح في علاقاتهِ، وأكثرهم شقي النفس، مضطرب الروح، يشعر بالنقص دائماً، فإذا كان شيئ مما رآه هؤلاء سبباً للسعادة والنجاح، فهناك ما لا تتم سعادة الإنسان بدونه، وهو شيئ يُضيئ النفس من داخلها ولا يشرق عليها من خارجها، فأنت أنت مصدر النجاح أو سبب الفشل.

إقرأ أيضاً: ملخص كتاب الثقة والاعتزاز بالنفس للدكتور إبراهيم الفقي

ثانياً: نفسُك جنّتكَ أو نارك

قال الله تعالى في كتابه العزيز: (فإذا عزمت فتوكّل على الله إنّ الله يُحبُّ المُتوكّلين).

فيظهر لنا من خلال هذهِ الآية أنّ الحركة هي إرادة وعزيمة من صاحبها، ويصحب ذلك التماس الخير والتوفيق من الله سبحانهُ وتعالى. يُخطئ من يظنُ النجاح يأتي بسبب المال أو العلاقات أو الملكات الشخصيّة أو التكنولوجيا الحديثة، هذهِ الأشياء وغيرها عوامل مساعدة لا غنى فيها إلّا بالتوكّل على الله، لأنّ الله سبحانهُ وتعالى هو الذي يوفق مقاليد الأقدار.

فاعلم عزيزي القارئ أنّ مصدر قوتك الدائمة وسر توهجك المستمر هو التوكّل على الله، هو مصدر قوتك وسر سعادتك، إنّ نقطة الماء في المحيط لها وجود وكيان وقوة، فإذا خرجت منهُ تبخرت في لحظة وتلاشت.

1. من الآن من فَوْرِكَ:

اتخذ قراراً قاطعاً لا رجعة فيهِ، ولا يتطرّق إليك ضعف، أنّك ستنجح مثل غيرك، بل إنّك ستأتي بما لم يأت بهِ واحد منهم، ولا تعبأ بالمثبطين الذين يخوفونك بكثرة السكاكين في الطريق معك ويقولون لك: أين ستذهب بين هؤلاء؟

لقد أردت يوماً أن ألعب تنس الطاولة وأتفوق فيهِ، فقال لي البعض: هناك أكثر من ألفي لاعب يُجيد هذهِ اللعبة، فأين ستذهب بينهم؟ فقررت قراراً قاطعاً أن أنجح في هذهِ اللعبة، وكنت أتدرب كل يوم 6 ساعات حتّى أصبحتُ بطل مصر في هذه اللعبة، ثُمّ بعد ذلك مثلتُ مصر في بطولة العالم، فتعلمت ألّا ألتفت لأقوال المُثبطين.

2. قُدرتك لا حدود لها:

ليس الفقر في الإنسان هو فقر المواهب أو الأرزاق، إنّمت هو فقر العزيمة والأخلاق، فقر الإيمان، فقر الإرادة، أمّا القدرات التي أعطاها الله لك فلا حدود لها، ولا يوجد أمامها ما يُسمى بالمستحيل.

إنّ الأمور لا تتعقد بذاتها إنّما تتعقّد بطبيعتنا نحنُ، من داخل الإنسان يخرج التفاؤل أو الإكتئاب.

3. قوتك الثلاثيّة:

خذ قراراً واعياً بأنّك ستنهض من كبوتك، وأوّل الطريق العزم، ومعناه أن تعرف قدراتك ومواهبك وما تحسنهُ، وبعد ذلك حدد أهدافك، ثُمّ إبدأ في التخطيط، وتبدأ في التنفيذ، وبعد كل فترة من الوقت والعمل، عليك أن تقيّم الجزء الذي قطعته وتنظر فيهِ، فإذا كان مشوباً بالقصور فعالجهُ واستأنف السير، وعدّل في الوسائل إذا لزم الأمر ذلك، وما دُمت متمسكاً بمثلث القوة، أو ما أسميهِ أنا القوة الثلاثيّة فسوف تصل في النهاية إلى كل ما تريد.

وقوتك الثلاثيّة هذهِ تتمثل في:

  • الإلتزام: أن تعرف غايتك والوسيلة إليها.
  • الإنضباط: أن تبدأ في التنفيذ وتستمر في السير في طريقك الذي رسمتهُ.
  • الإصرار: أن تتخطى العقبات وتغالبها مُصَرّاً على الوصول إلى هدفك، ولا تجعل أي عقبة توقف استمرار خطواتك.
إقرأ أيضاً: ملخص كتاب 7 أسرار للقوة الذاتية للدكتور إبراهيم الفقي

ثالثاً: الإدراك والتغيير

الصبر والرجاء هما عدة اليوم والغد، يتحمّل المرء في ظلهما المصائب الفادحة فلا يذبل، بل يظل محصناً من نواحيهِ كلها، عالياً على الأحداث والفتن، لأنّهُ مؤمن والمؤمن لا يضرع إلّا لله.

1. تعلّم من النملة والعنكبوت:

كنت في إحدى المرات أجلس في حديقتي الصغيرة ووجدت نملة تمشي وتحمل شيئاً أكبر منها، فجلستُ قرب النملة وبدأت أسد عليها طريقها فلم تتحطّم النملة بل بدأت تشق طريقاً آخر، فسددت عليها الطريق الآخر فَوَجَدَت طريقاً ثالثاً، فسددت الطريق الثالث فوجدت طريقاً آخر.

ومن هنا ألفت كتاباً أسميتهُ قانون النمل، لِمَا وَجَدْتُ في النمل من التزام بالطريق وعدم يأس من المواقف المتتاليّة، وإصرار عجيب على الإنضباط وحل المشاكل، وكذلك العنكبوت فهو عندما تهدم بيتهُ لأول مرة هل يشعر بالإحباط واليأس ويترك الدنيا ويذهب ليشتكي إلى يائسين من العناكب الأخرى؟ أبداً، فهو يبدأ في التو واللحظة في بناء بيت جديد فإذا هَدَدْتَهُ مرة أخرى فهو يبنيهِ، وهكذا تستمر الحياة ولا يأس فيها ولا إحباط، بل عمل متواصل وجد ونشاط.

فكن كذلك أيُّها الإنسان واعمل بجد واجتهاد وتعلّم من هذهِ الحشرات، واترك النتائج لله سبحانهُ وتعالى وتوكّل على الله في جميع أعمالك، والله يُحب المتوكلين، والله لا يجب الإنسان القنوط اليؤوس، فلا يأس ولا إحباط مع التوكّل على الله والإجتهاد في العمل.

2. أيقظ قواك الكامنة:

لقد خلقنا الله في أحسن تقويم، فاعرف قدراتك اللامحدودة بالثقافة العامة والخاصة، وقد خلق الله الإنسان في أحسن تقويم، وليس في تقويم فقط، فلماذا في أحسن تقويم. نجد أنّ كل الناس يشتركون في أشياء أولها المخ، وهو لا يزيد عن 2 كيلو فهو يحمل 150 مليار خليّة عقليّة ويُقال إنّ سرعة المخ أسرع من سرعة الضوء، فعند التفكير تكون سرعة التفكير أسرع من سرعة الضوء، ونجد أن التفكير يؤثرُ على ذهنك وجسمك وأحاسيسك ولا يحتاج إلى زمان أو مكان، ونجد أنّ المفكّر هو سبب الفكرة، والفكرة هي السبب في التفكير، والتفكير هو السبب في التركيز، والتركيز هو السبب في الأحاسيس، والأحاسيس هي السبب في السلوك، والسلوك هو السبب في النتائج، والنتائج هي السبب في الواقع الذي تعيشهُ.

فهذهِ قدرة الله التي وضعها في داخلك ولذا يقول الله: (لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم). في أجمل صورة، لا يسطيع ذلك إلّا الله الواحد الأحد، ولو اجتمع كل علماء الأمة لما استطاع أحدهم أو كلهم أن يفعلوا ما يفعلهُ الله سبحانهُ.

شاهد بالفيديو: 9 حكم من ابراهيم الفقي ستغير حياتك!

رابعاً: الإدراك والمفهوم الذاتي

الحياة اللاواعيّة هي أن يعيش الإنسان منعدم الوعي صحياً وروحانياً وشخصياً، لا يقرأ، لا يستفيد من الآخرين، لا جديد في حياتهِ، لا يتقدم إلى الأمام، يفقد صداقة الآخرين، لا يتصل بأحد ولا يهتم بأحد، فليُحاول كل منّا أن يعرف شخصيتهُ وأن يُدرك سماتهُ ليستطيع أن يُحسّن من وضعه، فهل أنت شخص ودود؟ أم قيادي؟ أم محلل؟ أم مُعبّر؟

بعد ذلك أنظر في علاقاتك واتصالاتك، أنظر إلى عملك، هل أنت راضي عنهُ؟ وإذا لم تكن راضياً، فلماذا؟ لماذا لست سعيداً بعملك، هذهِ الأسئلة وغيرها يجب أن يكون عندك تفسير لها، حتّى تستطيع أن تطور من عملك ووضعك، وإن لم تفعل فأنت تحيا حياة لا واعية.

1. الإدراك السلبي:

وهو أن تدرك أنّ هناك شيئاً سلبياً في حياتك ولا تحاول تغييره، مثلاً أن تدرك أنّ التدخين ضار جداً بالصحة، ويُمثل خطورة على كيان الإنسان وماله، ومع ذلك فأنت لا تحاول أن تخطط للإقلاع عنهُ، والنتيجة للإدارك السلبي أنّك تُقْبِل أكثر على الأشياء الضّارة، وترضى بالأمور التي تؤخر عنك كل خير، من كسل أوفتور أو غير ذلك من العادات السلبية، وذلك لأنّ المخ يعمل ويُفكّر دائماً فيما يُريد الإنسان، فليس هناك إنسان فاشل، إنّما هناك إنسان يُفكّر في الفشل، كما أنّ الناجح هو الذي يُفكّر دائماً في النجاح.

إقرأ أيضاً: الفرق بين تفكير الشخص الناجح والشخص الفاشل

2. الإدراك الإيجابي:

هناك فارق كبير بين الإدراك السلبي والإدراك الإيجابي، كالفارق بين الشيئ ذي القيمة الكبيرة، والشيئ عديم النفع والقيمة، إنّ الحياة اللاواعية والإدراك السلبي قد يقودان صاحبهما إلى الهلاك والتعاسة والوقوع في مشكلات لا حصر لها.

من الإدراك الإيجابي أن تشعر أنّ أبناءك هدية من الله سبحانهُ وتعالى فتُحسن معهم المعاملة والتربيّة، تعاملهم بغير عنف، ومن الإدراك الإيجابي أن تعلم أنّ هناك أمراً سلبياً في حياتك فتحاول أن تزيلهُ وتحوّلهُ إلى إيجابي.

والذي يُدرك أنّ التدخين يهدم الكيان البشري ويؤذي الآخرين، ويُفسد الهواء، وفوق ذلك هو حرام، فيعزم على تركهِ سينجح في نهاية الأمر، وإن كان فيهِ مشقة في أوّلهِ، ولا يحتاج الأمر إلّا إلى عزيمة وتوكّل على الله سبحانهُ وتعالى.

3. الإدراك والسلوك:

هناك نوعان من الإدراك يُوجّهان سلوك الإنسان، وهما:

  • الإدراك الدّاخلي: يبدأ الإنسان يُفكر في شيئ ما، ثُمّ يتسع التفكير وينمو الإدراك بذلك الشيئ ويزداد التركيز ونشاط العقل الباطن، فإذا فكّر الإنسان في تعاستهِ، سيُلغي العقل الباطن كل إحساس بالسعادة، والعكس صحيح. والمطلوب منك أن تدرك كل ما يدور بداخلك، فإذا وجدت نفسك تفكر تفكيراً سلبياً، فعليك أن توقف هذا التفكير من فورك وتُحسّن من موقفك وطريقة تفكيرك.
  • الإدراك الخارجي: وهو أن تدرك المحيط بك من حولك، تدرك سلوكيات الناس ومشاعرهم، حركة الليل والنهار، مع شروق الشمس وغروبها، ألوان الطير وروعة الخالق خلال ذلك كله، تدرك المحتاجين وتمدّ لهم يد المساعدة والعون قدر استطاعتك.

كانت هذهِ مقتطفات مهمّة من كتاب الطريق إلى النجاح للدكتور إبراهيم الفقي (رحمه الله)، الذي نتمنى أن تستفيد من كل المعلومات المهمة الواردة فيهِ.

المصادر:

  1. كتاب الطريق إلى النجاح
  2. الطريق الى النجاح للكاتب د.ابراهيم الفقى



مقالات مرتبطة