معلومات حديثة عن الأمراض القلبية

تُعَدُّ الأمراض القلبية واحدةً من الأسباب الرئيسة لوفاة البالغين عالمياً، وتزداد لسوء الحظ مُعدَّلات حدوثِها يومياً حتَّى مع وجود الأدلَّة الجديدة التي تشير إلى أهمية النظام الغذائي الصحي، وممارسة التمارين الرياضية في تحسين صحة القلب، وتقليل الإصابة بأمراضه.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدونة واختصاصية في العلاج الطبيعي والطبي "أماندا فوي" (Amanda Foy)، وتُحدِّثنا فيه عن أهم النقاط التي يغفل عنها الأطباء عادةً عند معالجة الأمراض القلبية.

لكن لا بدَّ من وجود حلقة مفقودة تفسِّر ازدياد الإصابة بالأمراض القلبية على الرَّغم من اتباع كثير منَّا نمط حياة صحي؛ ألا وهي العواطف والأحاسيس الإنسانية التي نغفلُ عنها، ولا نعترفُ بدورِها الكبير في حياتنا، وتأثيرها الجسيم على صحتنا النفسية والقلبية.

يؤدي الطبُّ دوراً هاماً في حياة كلٍّ منا، وقد أسهمت الاكتشافات والتطورات الطبية الحديثة في مضاعفة متوسِّط عمر الإنسان في القرن الماضي؛ فقد ولَّت أيام الوفاة في سن 65 منذ زمنٍ بعيد؛ ومن ثمَّ ينبغي للحكومات التوصُّلُ إلى خططٍ مناسبة للتعامل مع شيخوخة البشر، ويمكن ملاحظة ازدياد متوسط عمر الإنسان، بينما تسوء نوعيَّة الحياة التي نعيشُها نتيجة كمية الأمراض المزمنة التي تصيب الإنسان مع التقدم في العمر.

الحلقة المفقودة من الأُحجية التي ذكرناها سابقاً:

يتكون الجهاز المناعي البشري المسؤول عن حماية الإنسان من أربعة أجزاء:

  1. جزءٌ كيميائي؛ يتمثَّل بالمواد الغذائية التي نتناولُها ونهضمها.
  2. جزءٌ بنيوي؛ يتعلَّق بمدى قوة العمود الفقري والجسم البشري وسلامتهما عموماً.
  3. جزءٌ عاطفي؛ يتمثل بالمشاعر والأحاسيس التي تنتابُنا حين نتعرَّض لصدمة ما.
  4. جزءٌ روحي؛ يعبِّر عن علاقة الإنسان بذاته العُليا أو بخالقه.

أرغبُ بمشاركتكم أمراً يقلِبُ الموازين، ويمثِّل الورقة الرابحة للتغلُّب على الأمراض القلبية والتخلُّص منها؛ إذ وُجِدَ عامل عاطفيٌّ وراء الأمراض القلبية يمنع المرضى من الحصول على أفضل نتيجة ممكنة عند تناول الأدوية القلبية التقليدية.

لا بدَّ أنَّك مررتَ بشخصٍ ما في حياتك يتمتَّع بلياقة ورشاقة هائلة، ويمارس التمارين الرياضية بانتظام، ويتَّبع نظاماً غذائياً متوازناً وصحياً، ومن ثمَّ أُصِيب بنوبة قلبية صدمَت جميع مَن حولَه؛ إذاً علينا البحثُ في هذه الحالة عن أسباب أخرى مُحتمَلة للأمراض القلبية رغم التزامه بجميع المبادئ المعروفة للحفاظ على صحة القلب.

يُعَدُّ القلبُ الجزءَ من الجسم؛ إذ نحتفظُ بمشاعرنا وأحاسيسنا المرتبطة بأفكارنا المتعلقة بمدى صعوبة الحياة ومدى الانزعاج والاستياء الذي نتعرض له عند تعامُلنا معها، وسنعرض فيما يأتي أربعَ حقائق عن الأمراض القلبية لم تعلَم بها من قبل، والتي ستبذُل ما بوسعك لتبدأ التحقُّق من أمرها:

1. الرَّفض المتراكم طوال حياتك:

إذا استعرضنا ذكريات الحياة المُخزَّنة، فإنَّ الأشخاص الذين يُعانون من الأمراض القلبية يتمكنون عادةً من ذِكر عديد من المواقف في حياتهم التي شعروا فيها بالرَّفض بصورة كبيرة، إذ تبدأ مشاعر الرفض والنَّبذ عموماً بالظهور مبكِّراً في حياة الإنسان، ومن ثمَّ تقوم المسارات العصبية عند الإنسان بإعداد الروايات، والقِصص التي تعزِّز من مشاعر الرفض لديه كلَّما تقدَّم في السن.

شاهد بالفيديو: 8 علامات تحذيرية تدل على أنّ قلبك يواجه مشكلة

2. عدم الشعور بالاستحقاق أو الجدارة:

نجد عند التعرُّض للرفض في الحياة أنَّ المشاعر التي ترافق الرفض هي الإحساس بالقيمة والاستحقاق؛ إذ يمكن أن يمرَّ الإنسان بلحظةٍ يقرر فيها التخلي عن الإيمان بالحُب بسبب اعتقاده بأنَّه لا يستحق أن يتلقَّى الحب من أيِّ إنسان، وعندَها سيتحمَّل القلبُ العبءَ الأكبر لتلك المشاعر التي تبدأ بإضعافه شيئاً فشيئاً؛ إذ إنَّك حين تتخلى عن إيمانك بالحب في جوهرك، فإنَّك ستتوقَّف عن محبة نفسِك أيضاً في ذلك.

إقرأ أيضاً: أمراض القلب: أسبابها، وأعراضها، وطرق الوقاية منها

3. إرضاء الناس الذي يتحوَّل لأحد القيم الأساسية لديك:

إنَّ القلب هو العضو المسؤول عن ضخِّ الدم إلى جميع أنحاء الجسم بينما يكون الدَّم مسؤولاً عاطفياً عن الفرح والسعادة؛ إذ ينبض قلبك بسرعة حين تقوم بفِعل الأشياء للآخرين في محاولتك الشعورَ بالاستحقاق، والجدارة في الحياة بسبب الفرح الناجم عن تجاوب الأشخاص مع ما تفعلُه لتُسعِدَهم، إلَّا أنَّ هذه العملية تُعَدُّ سلوكاً خاطئاً؛ لأنَّ الطاقة الكامنة وراءَها تتمثَّلُ بعدم رؤية نفسِك مُستحِقَّاً لأن تكون في المقام الأوَّل.

حين تعيشُ هذه القصَّة مراراً وتكراراً في حياتك؛ فإنَّها تقوم بإعطائك جائزةً على شكل دفقة كيميائية من الدوبامين، والتي يمنحك إيَّاها الدماغ حين يؤيد قصَّتك؛ ومن ثمَّ تستعمله في تدبير المشكلات القلبية، ومن ثَمَّ فإنَّ علاجَ النقص في عنصر الفرَح في هذه المعادلة سيمكِّن الدوبامين من أداء وظيفته بكفاءةٍ أكبر.

4. الوحدة:

إنَّ الوحدة هي أحد المشاعر الأساسية والجوهرية التي ينبغي الانتباه لها عند معالجة الأمراض القلبية، حتَّى بالنسبة إلى الأشخاص الذين يملكون عدداً كبيراً من الناس حولَهم والذين نَفترضُ أنَّه من المستحيل أن يشعروا بالوحدة حين ننظر إليهم عن بُعد، وتكمن المشكلة هُنا بالارتباط والانفصال؛ إذ يُعدُّ إرضاء الناس جزءاً أساسياً من هذه المُعادَلة.

إذ يبذل الشخصُ كثيرَاً من نفسِه ووقتِه وحياتِه في سبيل إسعاد الآخرين، لكنَّ الآخرين معتادون على تجاهل الشخص دائم العطاء، ومن ثَمَّ فإنَّ نقصَ التواصل الدائم، والشعور المستمر بخيبة الأمل وبعدم الرضى عن النفس، تُعَدُّ أمثلةً على الافتقار إلى السعادة والفرح في الحياة.

المُضحِك في الأمر أنَّه حين تتذكَّر قصة حياتك وتتمعَّن فيها باحثاً عن هذه الاضطرابات الشعورية التي تحدَّثنا عنها ولم تجِد أيَّاً منها، عليك التحدُّث إلى والدَيك وجدَّيك، ومعرفة إن كانوا قد عانَوا هذه الشذوذات العاطفية في حياتهم، فهذا يعني امتلاكَك لذاكرة وراثية يجعلك عرضة للإصابة بها.

إقرأ أيضاً: 8 نصائح هامة للحفاظ على صحة القلب

في الختام:

لقد استنتجتُ من خبرتي التي حصلتُ عليها بعد العمل لمدَّة ثماني سنوات في مجالي بأنَّك حين تعالج جهازك المناعي العاطفي إلى جانب أجزائه الرئيسة الأخرى التي تحدَّثنا عنها سابقاً، ستحصل على نتائج أفضل مع مرور الوقت.

المصدر




مقالات مرتبطة