مرض الربو وأهم النصائح لعلاجه والوقاية منه

يُعتبر مرض الربو أحد أكثر الأمراض المنتشرة في عصرنا الحالي، وتكمن خطورته بأنّه يُصيب الإنسان في مختلف المراحل العمريّة، وبأنّ العلم لم يتمكّن إلى يومنا هذا من اكتشاف العلاج المناسب الذي يؤمّن الشفاء التام للإنسان منه، فيما يلي سنقدم لك عزيزي مجموعة من المعلومات المهمة عن مرض الربو، وأهم النصائح التي تساعدُ في التخفيف من أعراضهِ والوقاية منه.



أولًا: ماهو تعريف مرض الربو وأقسامه

مرض الربو هو مرض التهابي مزمن شائع، يُصيب الشعب الهوائيّة في الرئتين، ويتميّز بحدوث أعراض مُتغيّرة ومُتكرّرة، مترافقة مع حدوث تشنّج في القصبات، وانسداد في المسالك الهوائيّة وقابل للإنعكاس، وتشمل أعراض الإصابة بمرض الربو السعال، ضيق التنفس، ضيق الصدر، والعديد من النوبات المتكرّرة في اليوم الواحد أو حتّى في الإسبوع الواحد، وذلك حسب درجة الإصابة ومراحلها.

وتجدر بالإشارة إلى أنّ هذا المرض يؤثر في الأشخاص من مختلف المراحل العمريّة، إلّا أنّهُ عادةً ما يبدأ منذ مرحلة الطفولة، ويُقدّر عدد المصابين بمرض الربو في الولايات المتحدة الأمريكيّة حوالي 25 مليون 7 مليون منهم من الأطفال. 

وللأسف فإنّ الأطباء لم ينجحوا إلى هذا اليوم من التوصّل للعلاج المناسب لهذا المرض، ولكنّهم نجحوا في إيجاد بعض الأدوية التي تساعدُ في التخفيف من أعراضه لمساعدة الإنسان على ممارسة نشاطاتهِ اليوميّة، والتخفيف من نوباتهِ المُزمنة، وينقسم مرض الربو إلى عدة أقسام هي:

  1. الربو المتقطّع: وهو الربو الذي تأتي أعراضه مرتين أو أقل خلال الأسبوع، وأعراض الليل تأتي مرة أو مرتين خلال الشهر.
  2. الربو الخفيف المستمر: وهو الربو الذي تأتي أعراضه أكثر من مرتين في الإسبوع، ولكن ليس بشكلٍ يومي، وأعراض الليل تأتي كل ثلاث  أو أربع مرات في الشهر.
  3. الربو المتوسط المستمر: وهو الربو الذي تأتي أعراضه بشكلٍ يومي، وأعراض الليل أكثر من مرة في الأسبوع، ولكن ليست كل ليلة.
  4. الربو الشديد المستمر: وهو الربو الذي تأتي أعراضه بشكلٍ يومي ومُتكرر، وأعراض الليل تأتي كل ليلة وبشكلٍ متكرر.

ثانيًا: أهم أسباب الإصابة بمرض الربو

  1. تحسس الإنسان من بعض الأشياء والجزئيات الصغيرة التي تتواجد في الجو والهواء، ودخول هذهِ الجزئيات إلى القصابات والرئة عن طريق عملية التنفس، كغبار الطلع، رائحة الأزهار، الغبار المتطاير، ونواتج الحيوانات كالشعر المتطاير منهم والوبر.
  2. تعرّض الإنسان لأمراض البرد والتهاب المجاري التنفسيّة الناتج عن التلوث البيئي.
  3. القيام ببعض الأعمال التي تتطلب جهد بدني كبير، كممارسة التمارين الرياضيّة العنيفة.
  4. التعرّض المستمر والمبالغ فيهِ لكل الأشياء التي تُثير الجهاز التنفسي، كالدخان بأنواعهِ المختلفة إن كان سجائر، ودخان المعامل والسيارات، الملوثات الكيميائيّة، والهواء الشديد البرودة.
  5. تعرّض الإنسان لأجواءٍ من الضغط والتوتر النفسي، والقلق المزمن، وتعرض المرأة بشكلٍ خاص لمشكلة اضطراب الهرمونات.
  6. تناول بعض الأنواع من الأطعمة التي تحتوي على مواد حافظة، وعلى حمض الكبريتيك.
  7. أسباب وراثيّة متعلقة بإصابة أحد أفراد العائلة المقربين بأمراض الربو والحساسيّة الشديدة، وبشكلٍ خاص الأب، أو الأم، أو الجد والجدة.
  8. الإصابة بالوزن الزائد الذي يُعيق عمليّة التنفس بشكلٍ سليم وصحي، والإصابة ببعض أمراض الجهاز الهضمي، كمرض الجزر المعدي المريئي، الذي يتسبب في إفراز بعض الأحماض التي تصل إلى الحلق مسببةً نوبات من السعال المزمن.
  9. ولادة الأطفال بشكلٍ مبكر، أي قبل دخول المرأة للشهر التاسع.

ثالثًا: أعراض الإصابة بمرض الربو ومضاعفاتهِ

أعراض الإصابة بنوبة الربو الخفيفة:

  1. ضيق وصعوبة في التنفس.
  2. الإحساس بانقباضات حادة وآلام في الصدر.
  3. عدم القدرة على النوم المريح خلال الليل، وضيق في التنفس.
  4. صدور صوت صفير عند التنفس، والزفير.
  5. السعال المُتكرر والمترافق مع سيلان من الأنف، وعطاس.
  6. الإصابة بالتهاب شديد فيروسي في الجهاز التنفسي.

أعراض الإصابة بنوبة الربو الحادة:

  1. ارتفاع شديدة في حدة المرض ووتيرة أعراضهِ.
  2. صعوبة التنفس، وعدم القدرة على التنفس في الحالات المتقدمة.
  3. الحاجة إلى استخدام الموسعات القصبيّة.
  4. تشنج القصبات الهوائيّة، وعدم القدرة على التنفس بشكلٍ مطلق.
  5. تحوّل لون الوجه إلى اللون الأزرق وبشكلٍ خاص الشفاه، نتيجة قلة الأوكسجين.

مضاعفات الإصابة بمرض الربو:

  1. الإحساس بالتّعب والإرهاق طوال الوقت، حتّى في حال لم يقم الإنسان بممارسة أي مجهود بدني.
  2. تراجع أداء الإنسان اليومي إن كان في المدرسة، أو العمل.
  3. التعرّض لنوبات من التوتر، والقلق، والاكتئاب النفسي.
  4. تأخّر في نمو الأطفال السليم والطّبيعي.
  5. تكرار حالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي والإلتهابات الخطيرة.

الحالات التي تستدعي الذهاب المباشر إلى الطوارئ:

  1. ظهور بعض الأعراض الشديدة كالأزيز الذي يصدر من الصدر، ضيق التنفس، وآلام الصدر الشديدة والغير محتملة.
  2. عدم استجابة الجسم لموسعات الشعب الهوائيّة والأدوية المُستخدمة.
  3. عدم قدرة الإنسان على التنفس، أو حتّى الكلام.
  4. الشعور ببعض الأعراض كانقباض الصدر، الإعياء، زيادة معدّل ضربات القلب والتنفس، والنهجان.
  5. تغيُّر لون أطراف الجسم إلى اللون الأزرق، كأطراف الأصابع، والشفاه.
  6. فقدان وعي الإنسان.

رابعًا: كيف يتم تشخيص الإصابة بمرض الربو

  1. فحص مقدار التنفس، وذلك لقياس مدى انقباض الشعب الهوائيّة، وقياس كميّة الهواء خلال عمليّة الشهيق والزفير وسرعتها الطّبيعيّة.
  2. قياس ذروة تدفق الهواء، وذلك عن طريق جهاز يكشف التغيُّرات البسيطة التي قد تحصل في الرئة والشعب الهوائيّة.
  3. اختبار وظيفة الرئتين، وذلك بعد استخدام موسّع الشعب الهوائيّة.
  4. إجراء فحص لمادة الميتاكولين وهي المادة المثيرة لمرض الربو، والمسؤولة عن تضييق الشعب الهوائيّة.
  5. إجراء فحص لمادة أكسيد النتريك، وذلك للتأكد فيما إذا كانت نسبتهُ طبيعيّة أو مرتفعة.
  6. إجراء فحص الأشعة، وبالتحديد أشعة إكس، والأشعة المقطعيّة، وتصوير جوف الرئتين والأنف.
  7. إجراء اختبار الحساسيّة، وذلك عن طريق الجلد أو الدّم، للتأكّد من الأسباب التي أدت إلى الإصابة بنوبات الربو.

خامسًا: نصائح مهمة على مريض الربو أن يتقيّد بها  

كما قلنا سابقًا، فإنّ الأطباء لم ينجحوا في التوصل لعلاجٍ مناسب لمرض الربو، ولكن هناك بعض النصائح التي تساعدُ في التخفيف من أعراض الربو ونوباتهِ، وهذهِ النصائح هي:

  1. يحب على مريض الربو أن يلتزم العلاج الطبي المناسب وتحت إشراف الطبيب المختص، والإلتزام بكافة التعاليم التي يفرضها بشكلٍ دقيق، ومراجعتهِ دوريًا، وذلك لكي يتجنّب الوقوع في نوباتٍ خطيرة ومزمنة.
  2. الابتعاد كل البعد عن أجواء التدخين بأشكالهِ المختلفة، بما فيهِ التدخين السلبي، أي تجنّب الجلوس في المقاهي العامة المليئة بدخان السجائر والشيشة، بالإضافة لتجنّب الجلوس في حفلات الشواء ونار المدخنة.
  3. تجنب التعرّض لكل المسببات التي تُثير الجهاز التنفسي، كالروائح القويّة، روائح العطور ومواد التنظيف، وروائح الأزهار وبالتحديد الأزهار التي توضع في غرف المنازل.
  4. عدم الخروج من المنزل في موسم الربيع، وذلك لأنّ هذا الموسم هو موسم نمو الأزهار، وينتشر فيهِ غبار الطلع في كل مكان.
  5. عدم تربية الحيوانات المنزليّة، مهما كان نوعها، وعدم الاقتراب منها أيضًا أثناء التواجد خارج المنزل، كالمنتزهات والحدائق العامة.
  6. المواظبة على ممارسة التمارين الرياضيّة الخفيفة بشكلٍ يومي بعيدًا عن الرياضة العنيفة، وبالتحديد رياضة السباحة التي تساعد على سعة الرئتين وتحسين عمليّة التنفس والشهيق والزفير.
  7. تهوية غرف المنزل بشكلٍ يومي في الصباح والمساء، وتنظيف الغبار في المنزل بشكلٍ يومي، وذلك تجنبًا لاستنشاقهِ مع الهواء، ومن الأفضل وضع الكمامات على الأنف والفم أثناء تنظيف المنزل، وفي الأجواء الباردة.
  8. أخذ اللقاحات الموسميّة ضد مرض الإنفلونزا، وذلك تجنبًا للإصابة بأمراض الرشح والزكام.
  9. تناول الغذاء الصحي الغني بالمعادن والفيتامينات، وتجنّب تناول الغذاء الدسم الغني بالدهون التي تسبب السمنة الزائدة، والحفاظ على الوزن الصحي.

نصائح مهمة خاصة بتجهيز غرفة الطفل الصاب بمرض الربو:

  1. تهوية غرفة الطفل بشكلٍ يومي، ومسح الغبار منها جيدًا.
  2. اختيار غرفة معرّضة لأشعة الشمس، بعيدًا عن الرطوبة.
  3. لف الفراش والوسائد الخاصة بالطفل، بنوع معين من الأغطية الخاصة لمكافحة الطفيليات، وعدم استخدام الوسائد أو الغطاء المحشو بالريش الطبيعي، واختيار المواد الاصطناعيّة فقط.
  4. نشر الأغطية والبطانيات بكشلٍ دائم، ونفضها.
  5. تنظيف الغرفة وتحت الفراش وجوانبة بالمكنسة الكهربائيّة كل يوم.
  6. عدم وضع النباتات الطبيعيّة والأزهار داخل الغرفة، وغسل الستائر والسجاد الأرضيات بشكلٍ شهري.
  7. تجنّب استخدام المكيفات الهوائيّة داخل غرفة الطفل، واستخدام الناموسيّة بدلًا من رش الغرفة بالمبيدات الحشريّة.
  8. يجب أن تمنع الطفل من الخروج من المنزل في الجو البارد، وفي حال الضرورة عليك أن تنتبه إلى نوع الملابس التي يرتديها، وتأمين الدفئ المناسب لهُ.
  9. النوم بجانب الطفل في غرفتهِ الخاصة خلال الليل، وذلك للانتباه في حال تعرّض لأزمةٍ مفاجئة.

سادسًا: نصائح مهمة للوقاية من مرض الربو

  1. تجنّب التدخينن بأنواعهِ المختلفة بما فيه التدخين السلبي.
  2. تلقي العلاج المناسب في حال الإصابة بأي مرض كالإنفلونزا، الرشح، الزكام، والتهابات الجهاز التنفسي بشكلٍ عام.
  3. التعرّف على كل المُثيرات التي تسبب مرض الربو، وذلك لتجنّبها.
  4. مراقبة التنفس بشكلٍ دوري، واستشارة الطبيب في حال ملاحظة أي أعراض غريبة.
  5. اختيار بيئة نظيفة للسكن، بعيدًا عن الأماكن المزدحمة المليئة بدخان المصانع والسيارات.
  6. الحصول على ساعاتٍ من الراحة والاسترخاء اليومي، بعيدًا عن الضغوط النفسيّة وعوامل التوتر والقلق.
  7. عدم الانتقال من الجو الدافئ إلى الجو البارد بشكلٍ مفاجئ.
  8. المواظبة على ممارسة التمارين الرياضيّة اليوميّة، وذلك لتنشيط الدورة الدمويّة، وتنظيم عمليّة التنفس السليم.

سابعًا: أطعمة مفيدة وصحيّة لمرضى الربو

  1. الموز: يحتوي الموز على كميّةٍ وفيرة من الفيتامينات الغذائيّة كفيتامين A الذي يُساعد على توسيع الشعب الهوائيّة، وتنظيم عمل الرئتين والشهيق والزفير، لهذا يجب أن تتناول ثمرة من الموز يوميًا، أو ثمرتين.
  2. الماء: من الضروري أن يواظب مريض الربو على شرب ما لا يقل عن 8 أكواب من الماء يوميًا، وذلك لأنّ المياه تساعد على تنظيف المجاري التنفسيّة من كل أنواع البكتيريا والجراثيم والسموم الضّارة التي تسبب التحسس.
  3. العسل: يحتوي العسل على كمييّة وفيرة من الزيت المتطاير الذي يُساعد على على تنظيم عمليّة التنفس، وتنظيم عمل الرئتين لأخذ الشهيق والزفير بطريقةٍ طبيعيّة وصحيّة، لهذا يجب على مريض الربو أن يتناول ملعقة كبيرة من العسل الطبيعي يوميًا.
  4. زيت الزيتون: يحتوي زيت الزيتون على الكثير من المواد المغذية التي تساعدُ على وقاية الإنسان من الإصابة بالحساسيّة الصدريّة، لهذا يجب إدخال زيت الزيتون في مختلف الوجبات اليوميّة بالنسبة للشخص المصاب بمرض الربو. اقرأ مقالتنا للمزيد عم فوائد زيت الزيتون: 8 أمراض مستعصية يُحاربها زيت الزّيتون
  5. الأسماك: يحتوي السمك على الكثير من الأحماض الدهنيّة التي تساعد في الحفاظ على صحة الرئتين، ووقاية الإنسان من الإصابة بنوبات الربو المزمنة، لهذا يجب على مريض الربو أن يتناول وجبتين أو ثلاث وجبات من السمك المشوي إسبوعيًا.

 

وفي النهاية نتمنى عزيزي أن تتقيّد بكافة النصائح المهمة التي قدمناها لك، لتحافظ على صحتك العامة، ولتقي نفسك من الإصابة بمرض الربو الخطير.

 

المصادر:




مقالات مرتبطة