مرض ADHD: اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط لدى البالغين

هل سبق أن واجهت صعوبة في التركيز والقدرة على التنظيم أو عانيت الأرق خلال حياتك؟ هل تبادر إلى ذهنك يوماً أن تكون مصاباً باضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD)؟ مع أنَّ هذه الحالة أكثر شيوعاً عند الأطفال، فإنَّ البالغين يعانون منها أيضاً؛ إذ يؤثِّر اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD) سلباً في العلاقات الاجتماعية للفرد وفي قدراته التعليمية، لكن لحسن الحظ تتوفر علاجات عديدة فاعلة لهذا الاضطراب.



سنعرض في هذا المقال علامات اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD) وأعراضهما، وعلاجات عديدة ممكنة لهما.

ما هو اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD)؟

هو اضطراب في النمو يرتبط بحالة مستمرة من قلة الانتباه أو عدمه وزيادة ملحوظة في النشاط أو الاندفاع، ويؤثِّر تأثيراً كبيراً في النشاطات والسلوكات والعلاقات اليومية للفرد.

يرتبط اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه ارتباطاً أكبر بالطفولة، لكن تشير الأبحاث إلى أنَّ نحو ثلث الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه يصبحون بالغين وهم ما زالوا مصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، وهذا يعني أنَّ ما بين 2-5% من البالغين قد يعانون اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط.

وضعت المؤسسة الخيرية البريطانية المتخصصة في علاج اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه ADHD adult UK، ثلاثة أنواع من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه:

  • غَلَبة تشتت الانتباه أو الغفلة السائدة.
  • غَلَبة فرط النشاط والاندفاع.
  • النوع المشترك من اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط يضم علامات كل من تشتت الانتباه وفرط النشاط والاندفاع وأعراضهم.

ما هي أعراض اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD)؟

بالتأكيد، الطبيب هو الشخص المؤهل الوحيد الذي يستطيع تحديد الأعراض وتأكيد إصابتك باضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط، لكن إليك بعض الأعراض التي قد تنذر بإصابتك به:

1. الفوضى:

الشخص المصاب باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه يواجه تحديات أكبر في تجاربه الحياتية مقارنة بشخص آخر غير مصاب؛ إذ يواجهون صعوبة في إبقاء كل شيء في مكانه المناسب، ويعاني الشخص البالغ المصاب باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه من مشكلات في المهارات التنظيمية، ويمكن أن يشمل ذلك مشكلات في تتبع المهام وإنجازها وصعوبة تحديد أولوياتها بطريقة منطقية.

2. قلة تركيز:

إنَّ قلة التركيز من الأعراض الواضحة لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، وتتجاوز مجرد صعوبة الانتباه؛ بل تشمل أيضاً:

التشتت بسهولة، وإيجاد صعوبة في الاستماع إلى الآخرين خصوصاً في المحادثات ذات التفاصيل الكيرة، وإضافة إلى ذلك عدم القدرة على استكمال المهام أو المشاريع.

3. القلق:

دائماً ما يتوق الشخص البالغ المصاب باضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط للحركة لمواصلة التحرك والعجلة في نشاطاته، وهذا يتسبب له بالقلق المستمر من جميع الأحداث اليومية أو المواقف العابرة، الأمر الذي غالباً ما ينتهي بالإحباط.

القلق هو عرض شائع جداً لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لدى البالغين؛ إذ يميل العقل إلى تكرار الأحداث المقلقة باستمرار، كما هو الحال مع الأطفال، وتشمل العلامات الجسدية للقلق التململ المستمر.

نلاحظ العلامات الآتية عند الشخص البالغ المصاب باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه:

  1. التحرك باستمرار.
  2. الضغط على أيديهم أو أقدامهم.
  3. التحرك في مقاعدهم؛ أي إيجاد صعوبة في الجلوس الطويل.

4. فرط التركيز على التفاصيل:

غالباً يتشتت الشخص المصاب بفرط الحركة ونقص الانتباه بسهولة، وفي الوقت ذاته يعاني التركيز المفرط.

يمكن للشخص المصاب باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أن ينغمس في أمر معين لدرجة أن يفقد الإدراك تماماً لأي شيء آخر حوله؛ أي يصبُّ تركيزه في تفصيل معين دون أي وعي للتفاصيل الأخرى التي تسهم جميعها في تكامل الصورة في ذهنه.

5. سوء إدارة الوقت:

يواجه المصاب البالغ باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه صعوبة في إدارة وقته إدارة فاعلة، وأبرز ما يقوم به هو:

  1. المماطلة في المهام.
  2. التأخر في مواكبة الأحداث.
  3. تجاهُل المهام التي يعدُّها مملة.
  4. الصعوبة في التركيز على المستقبل أو الماضي غالباً ما تكون كلمة "الآن" في قمة اهتمامات الأشخاص المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.

شاهد بالفديو: 15 نصيحة فعَّالة لإدارة الوقت

6. التغيرات العاطفية:

الحياة مع اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه صعبة؛ إذ تتغير مشاعر المصاب باستمرار، فيشعر المصاب بالملل بسهولة، ويميل إلى البحث عن الإثارة طوال الوقت.

تؤدي الإحباطات الصغيرة غير المتوقعة التي قد تعترض يومه، إلى اكتئابه وتعكير مزاجه؛ لذلك إذا تُرِكَت هذه التغيرات البسيطة دون معالجة، فقد تتعقد علاقات المصاب الشخصية والمهنية.

7. النسيان:

من الطبيعي أن ينسى الإنسان من حين إلى آخر، لكن بالنسبة إلى شخص مصاب باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، فهو ينسى كثيراً ودائماً، ويشمل ذلك النسيان الروتيني لأماكن وضع الأشياء مثلاً، أو التواريخ الهامة التي يجب الاحتفاظ بها، وقد يكون هذا النسيان مزعجاً، لكن ليس لدرجة التسبب في مشكلات خطيرة، لكن في بعض الأحيان، قد يكون النسيان خطيراً.

8. النظرة السلبية للذات:

يفرط البالغ المصاب باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه في توجيه الانتقاد لنفسه، وهذا يؤدي لاحقاً إلى صورة سلبية عن النفس.

هذا يرجع نوعاً ما إلى صعوبات التركيز، والأعراض الأخرى التي قد تؤثِّر في القدرات التعليمية والعمل والعلاقات العاطفية والاجتماعية، وينظر البالغ المصاب باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه إلى هذه الصعوبات على أنَّها إخفاقات شخصية أو ضعف في التحصيل والقدرات، وهذا قد يجعله يرى نفسه بطريقة سلبية.

إقرأ أيضاً: تعرّف على آلية مواجهة الأفكار السلبية لعيش حياة إيجابية وسعيدة

9. فقدان الشغف:

بينما قد تكون منفتحاً على فعل كل شيء في وقت واحد، فقد تشعر أيضاً بعدم التحفيز؛ إذ يعاني البالغ المصاب باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه من فقدان الحافز ويفقد القدرة على الاستمرارية، ويظهر عند الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، والذين غالباً ما يجدون صعوبة في التركيز على الواجبات المدرسية، ويحدث الأمر ذاته مع البالغين، ويقترن هذا مع التسويف مع صعوبة التنظيم، ويجعل الافتقار إلى الحافز من الصعب على الشخص البالغ المصاب باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه إنهاء مشروع ما، ويجد صعوبة في التركيز لفترات طويلة من الزمن.

ما هي أسباب اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD)؟

السبب الدقيق لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD) غير مفهوم تماماً، لكن ربما يسبِّبه تأثير بعض العوامل ومنها:

1. الوراثة:

ينتشر اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه في العائلات، وفي معظم الحالات؛ إذ يُظن أنَّ الجينات الموروثة من الوالدين هي عامل هام يسهم في تطور الحالة، وتظهِر الدراسات أنَّ والدا الشخص وإخوته المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه يحتمل إصابتهم باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أكثر، ومع ذلك من المرجح أن تكون الطريقة التي يُورَث بها اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه معقدة ولا يُظن أنَّها مرتبطة بتعبير جيني واحد.

2. وظيفة الدماغ وهيكليته:

حددت الأبحاث عدداً من الاختلافات المحتملة في أدمغة الأشخاص المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه عن أولئك الذين لا يعانون هذه الحالة، على الرَّغم من أنَّ الأهمية الدقيقة لهذه الاختلافات غير واضحة.

مثلاً اقترحت الدراسات التي تتضمن فحوصات الدماغ أنَّ مناطق معينة من الدماغ قد تكون أصغر لدى الأشخاص المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، بينما قد تكون مناطق أخرى أكبر، واقترحت دراسات أخرى أنَّ الأشخاص المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه قد يعانون خللاً في مستوى الناقلات العصبية في الدماغ، أو أنَّ هذه النواقل الكيميائية لا تعمل عملاً صحيحاً.

شاهد بالفديو: 10 نصائح حياتية لتنشيط العقل وتقوية الذاكرة

3. حالات تزيد من فرص الإصابة:

يُظن أنَّ بعض الأشخاص أكثر عرضة للإصابة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، مثل الأشخاص:

  1. الذين ولدوا قبل الأوان؛ أي قبل الأسبوع السابع والثلاثين من الحمل أو بوزن منخفض عند الولادة.
  2. المصابون بالصرع.
  3. حدوث تلف في الدماغ، والذي يحدث في الرحم أو بعد إصابة شديدة في الرأس في وقت آخر خلال الحياة.

ما هو علاج اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD)؟

كما أنَّ الطبيب هو الشخص الكفؤ في تشخيص الاضطراب، فهو أيضاً كفؤ في تحديد العلاج وفقاً لشدة الحالة، وعادة ما يضع الاختصاصيون العلاج، مثل طبيب الأطفال أو الطبيب النفسي، ويمكن أن يراقب الطبيب العام الحالة أيضاً.

يساعد علاج اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD) في تخفيف الأعراض وتقليل المشكلات المرافقة له في الحياة اليومية.

يُعالج اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه باستخدام الأدوية، لكن غالباً ما يكون الجمع بين الاثنين هو الأفضل.

العلاج الدوائي:

توجد 5 أنواع من الأدوية المرخصة لعلاج اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه:

  1. ميثيلفينيديت-methylphenidate.
  2. ليسديكسامفيتامين-lisdexamfetamine.
  3. ديكسامفيتامين-dexamfetamine.
  4. أتوموكستين-atomoxetine.
  5. جوانفاسين-guanfacine.

هذه الأدوية ليست علاجاً دائماً لاضطراب فرط الحركة مع نقص الانتباه؛ لكنَّها تساعد الشخص المصاب على التركيز تركيزاً أفضل، وتساعده على أن يكون أقل اندفاعاً، وتُشعره بالهدوء نسبياً، وتساعده على التعلم وممارسة مهارات جديدة.

يجب تناول بعض الأدوية يومياً، ويمكن تناول بعضها الآخر في أيام محددة فقط، ويُوصى أحياناً بفواصل بين العلاج لتقييم فاعلية الدواء وسيطرته على الحالة.

إذا وُصِفت إحدى هذه الأدوية، فمن المحتمل أن تُعطى جرعات صغيرة في البداية، ثم تُزاد تدريجياً، ويحتاج المصاب إلى زيارة طبيب عام لإجراء فحوصات منتظمة للتأكد أنَّ العلاج يعمل بفاعلية، وللتأكد من عدم وجود أي آثار جانبية أو أية مشكلات.

إقرأ أيضاً: أشهر سلوكيات الأطفال الخاطئة وطرق علاجها

نصائح عامة للتعايش مع اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD):

إذا كنت بالغاً مصاباً باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، فقد تجد النصائح الآتية مفيدة:

  • أعِدَّ قوائم واحتفظ بمذكرات وخصِّص بعض الوقت للتخطيط لما تحتاج إلى القيام به إذا وجدت صعوبة في التنظيم.
  • تخلَّص من التوتر والقلق من خلال ممارسة الرياضة بانتظام.
  • ابحث عن طرائق لمساعدتك على الاسترخاء، مثل الاستماع إلى الموسيقى أو تعلم تمرينات التنفس للتوتر.
  • تحدَّث إلى صاحب العمل عن حالتك، وناقش أي شيء يستطيع فعله لمساعدتك على العمل عملاً أفضل.
  • اسأل عن التعديلات التي تستطيع إجراءها لدعمك، مثل الوقت الإضافي لإكمال الاختبارات والدورات الدراسية إذا كنت في الكلية أو الجامعة.
  • تحدَّث إلى طبيب عن قدرتك على القيادة؛ إذ يؤثِّر اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه في قيادتك.

في الختام:

راجع طبيبك إذا عانيت أعراض نقص الانتباه مع فرط النشاط لتقييم حالتك وتوجيهك إلى العلاج المناسب، سواء بالأدوية أم بالعلاج النفسي أم بمزيج من الاثنين معاً، أو وضع استراتيجيات للتعايش مع اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط وزيادة القدرة على التنظيم، ولا تتردد أيضاً في طلب الدعم من أفراد الأسرة أو من محيطك لمساعدتك على التأقلم وتطبيق العلاج تطبيقاً صحيحاً.




مقالات مرتبطة