مخطط التعاطف: 4 أسئلة تساعدك على تحديد عميلك المثالي

تبدأ عملية إنتاج أي مُنتج رائع بفكرة رائعة؛ حيث تُولَد معظم الأفكار كحلولٍ للتحديات التي نواجهها في حياتنا اليومية، سواء كانت شخصية أم مهنية، وبينما تُثير أعظم النيَّات هذه الأفكار، في كثيرٍ من الأحيان على طول رحلة التنمية، ينسى الناس لمن يحلون تلك المشكلات.



غالباً ما نشهد فشل المُنتجات لأنَّها إما تلبي احتياجات فئة صغيرة من المستهلكين، أو ينجذب الناس إلى فكرة صنع منتج للجميع، وتكمن المشكلة في ذلك في أنَّه ليس مخصصاً لأحد بالتحديد، لهذا السبب يجب أن تبدأ أهم خطوتين في عملية تطوير المنتج برسم مخططات التعاطف لفهمٍ أعمق للمستخدمين، ودراسة شخصياتهم؛ حيث يتسرَّع الكثير من الناس في هاتين الخطوتين، وهذا خطأ فادح.

سيضمن تخصيص الوقت لاستكمال مخططات التعاطف الخاصة بالمستخدمين استخدام منتجك النهائي بالفعل، وتحقيق الفائدة في حل مشكلات العالم الحقيقي.

في حين أنَّ العديد من الأشخاص على دراية بشخصيات المستخدم أو المشتري، فإنَّ مخططات التعاطف هي شيء لم يسمع به معظم العملاء من قبل، لكنَّها تعتبر في الواقع جزءاً مهماً جداً من تكوين شخصيات المستخدمين بصورة دقيقة وفعالة.

ما هو مخطط التعاطف؟

يوضح مخطط التعاطف ما تعرفه عن الحالة العاطفية والعقلية للمستخدمين، ومن خلال الإعلان عن تلك المعرفة، يمكنك إنشاء فهم مشترك لاحتياجاتهم وكيف سيتعاملون مع منتجك، ويساعد الفهم المشترك لهذا أيضاً على اتخاذ القرارات على مستوى الفريق، طوال عملية التطوير.

يساعد تخطيط التعاطف المطورين على:

  • إزالة التحيز من التصاميم.
  • اكتشاف نقاط الضعف في بحث المستخدم.
  • كشف احتياجات المستخدم التي قد لا يكون المستخدم على علمٍ بها.
  • فهم ما يدفع سلوكات المستخدمين.
  • التوجُّه نحو الابتكار الهادف.
إقرأ أيضاً: تعزيز الإبداع والابتكار في فريق عملك

ما هي أهمية مخطط التعاطف؟

مهما كان المنتج مبتكراً أو مُبهِجاً، فهو عديم الفائدة إذا لم يكن له صدى لدى المستخدمين، ما لم يفهم فريق الإنتاج بأكمله كيف ولماذا يحتاج المستخدمون إلى المنتج الذي يخططون لتصنيعه، فسيكون اتخاذ قرارات التصميم أصعب من المتوقع؛ لذا يسمح مخطط التعاطف للفريق بتخيل حاجات المستخدم المستهدف بدلاً من وضع مجرد افتراضات.

من أول الأشياء التي يجب عليك أن تقوم بها كجزء من عملية تصميم منتجاتك، هي أن تطلب من العملاء التعاون معك لإنشاء مخطط التعاطف؛ حيث يتيح لك ذلك فهم المشكلة التي تحاول حلَّها وكيف ستؤثر في المستخدم النهائي، وعادةً ما تَعرُض هذه الممارسة رؤى مهمة من شأنها أن تؤدي إلى معرفة كيفية إطلاق المنتج، ليس فقط للتصميم؛ وإنَّما للتسويق النهائي للمنتج أيضاً.

كيف ترسم مخطط التعاطف؟

لبدء عملية رسم المخططات التعاطفية، ستحتاج إلى أن يجتمع فريقك بأكمله للعمل معاً باستخدام جهاز إسقاط إلكتروني، قبل بدء العمل في مخططات التعاطف، يجب أن تكون قد أجريت بعض الأبحاث الأولية على جمهورك المستهدف وأن تكون لديك ملاحظات ومقابلات من هؤلاء الأشخاص، وتأكد من أنَّ الجميع قد اطلع على ما جمعته؛ حيث إنَّه من المهم وجود فهم أساسي للمستخدم المستهدف قبل أن تبدأ العمل.

راجع شخصيات المستخدمين الخاصة بك واطلب من فريقك أن يضعوا أنفسهم في مكان هذا المستخدم، ثم ابدأ بملء الملاحظات بالإجابات عن الأسئلة التالية:

1. ماذا يرى المستخدم الخاص بك؟

  • كيف تبدو تجربة المستخدم اليومية؟
  • من هي الشخصيات الإعلامية التي تؤثر فيه؟ كيف تبدو بيئته؟
  • ماذا الذي يعرفه عن منافسيك؟
  • كيف يتصرف؟ وما هي سلوكاته؟
  • ما هو موقفه وكيف يتواصل معك؟
  • هل تتغير تصرفاته بناءً على الشخص الذي يتعامل معه؟
  • ماذا يقول له الأصدقاء والأقارب؟
  • ماذا يقول المؤثِّرون في وسائل الإعلام؟
  • ما الذي يجعل المستخدم يشعر بالرضا أو الاستياء؟
  • ما الذي يقلقه؟
  • كيف يبدو النجاح والفشل بالنسبة إليه؟
  • ما هي العقبات التي تقف في طريق نجاحه؟

2. ماذا يفعل المستخدم الخاص بك وما الذي يقوله؟

  • كيف يتصرف؟ وما هي سلوكاته؟
  • ما هو موقفه وكيف يتواصل معك؟
  • هل تتغير تصرفاته بناءً على الشخص الذي يتعامل معه؟

3. ماذا يسمع المستخدم الخاص بك؟

  • ماذا يقول له الأصدقاء والأقارب؟
  • ماذا يقول المؤثِّرون في وسائل الإعلام؟
إقرأ أيضاً: التعاطف أساس النجاح في العلاقات الاجتماعية

4. بماذا يفكر المستخدم وبماذا يشعر؟

بمجرد الإجابة عن جميع هذه الأسئلة، يجب على فريق العمل بعد ذلك تجميع الملاحظات المتشابهة وتسمية المجموعات المذكورة مع الموضوعات التي تمثل كل مجموعة، من المهم أن تتذكر أنَّ الهدف من هذا النشاط هو أن يكون لدى الفريق بأكمله فهم جماعي ومشترك للمستخدم.

وبمجرد اتفاق الجميع على مخطط التعاطف، يجب على شخص ما إنشاء ملاحظات تحدد وتمثل النتائج بوضوح حتى يمكن مشاركتها مع الفريق بأكمله؛ لذا اجمع أبحاث المستخدم الأولية والمقابلات مع مخططات التعاطف لإنشاء شخصيات مستخدم أكثر حيوية.

إنَّ فهم المستخدم النهائي الخاص بك ليس عملية سريعة وسهلة ولا ينبغي أن تكون خطوة تمر عليها بسرعة؛ أي إذا كنت تريد استخدام منتجك بنجاح، فمن الضروري أن تفهم جيداً لمن تصنع هذا المنتج؛ حيث يُعَدُّ تخطيط التعاطف تمريناً جيداً لبدء هذا المنتج، ولكن يجب أن تبني باستمرار فهماً أعمق مع المستخدمين.

المصدر




مقالات مرتبطة