مجالات علم النفس وأفضل جامعات العالم لدراسته

تُعَدُّ الطبيعة الإنسانية نقطةَ الخلاف بين جميع البشر على مر العصور الإنسانية، فعلى الرغم من التطور الكبير الذي حققته البشرية حتى الآن، إلا أنَّ المعلومات التي توصلت إليها عن الطبيعية الإنسانية وأسرار الإنسان ما تزال محدودة إذا ما أردنا أن نقارنها بغيرها من العلوم، ولطالما طُرِحَت العديد من الأسئلة عن الإنسان وسلوكه من مثل:



  1. ما هو سر اختلاف سلوك الأفراد عن بعضهم بعضاً؟
  2. ما هي خصائص الشخصية الإنسانية السوية؟
  3. ما هي خصائص الشخصية المضطربة؟
  4. كيف يمكن تحليل شخصية الفرد والوصول إلى أعماقه وكشف طريقة تفكيره؟
  5. لماذا فلان من الناس مجرم؟
  6. ما هي أسباب الاكتئاب؟
  7. لماذا توجد شخصية عدوانية؟
  8. كيف يتصرف فلان من الناس في موقف محدد ولماذا؟
  9. ما هو أصل الذكاء البشري؟
  10. كيف ينمو الطفل؟ وما هو سر تعلقه بأمه أو أبيه في مختلف مراحله العمرية؟
  11. ما هو أصل الاضطرابات النفسية التي يعاني منها البشر؟

والكثير من الأسئلة الأخرى عن النفس الإنسانية وسلوكها التي دفعت إلى ظهور علم متكامل يُعنى بالإجابة عن تلك الأسئلة؛ إنَّه "علم النفس" الذي يهتم بدراسة كافة جوانب السلوك الإنساني وما وراءه من عمليات عقلية ودوافع دراسة علمية ومنظمة بهدف تفسيره ومحاولة التنبؤ بما سيكون عليه في المستقبل، وسوف نتعرف من خلال المقال الآتي إلى مفهوم علم النفس ومجالاته.

أولاً: مفهوم علم النفس

يعيش الإنسان في بيئة اجتماعية مع غيره من أفراد الجماعة، ويسعى جاهداً إلى تلبية رغباته وحاجاته الأساسية، فيواجه العديد من الظروف التي تحول دون تحقيق رغباته كاملة أو تعوق تحقيقها جزئياً أو كلياً، ويمر الفرد خلال ذلك بالعديد من الحالات النفسية كالسعادة والسرور عند تحقق ما يريد والحزن والاكتئاب عند الفشل، فالإنسان يفرح ويحزن ويفكر ويتخيل ويحلم ويمارس العديد من الانفعالات المزاجية والسلوكات الأخرى التي تُعَدُّ الموضوع الرئيس لعلم النفس.

لقد كان علم النفس جزءاً لا يتجزأ من الفلسفة خلال العصور الوسطى، ولم يصبح علماً مستقلاً بحد ذاته إلا في بداية القرن التاسع عشر، وعلم النفس في الأصل كلمة يونانية، وفي اللغة الإنجليزية (Psychology) تتكون الكلمة من مقطعين هما (Psycho) وتعني الروح أو النفس والثانية (logy) وتعني العلم.

وتتعدد الآراء التي تناولت علم النفس بالتعريف بحيث لا نجد تعريفاً واحداً جامعاً له، ومن تلك التعريفات:

  1. جون واطسون: هو ذلك الفرع من العلوم الطبيعية التي تأخذ السلوك البشري موضوعاً للدراسة.
  2. آرثر جيتس: يسعى علم النفس إلى اكتشاف القوانين العامة التي تفسر سلوك الكائنات الحية؛ إنَّه يحاول أن يحدد ويصف ويصنف جميع أنواع النشاط للإنسان والحيوان والكائنات الأخرى إذا استطاع ذلك.
  3. وليم جيمس: علم النفس هو وصف حالات الشعور وتفسيرها.
  4. جمعية علم النفس الأمريكية (APA): علم النفس هو الدراسة العلمية للعقل والسلوك.
  5. الوصف: هو قيام الباحث بتسجيل ملاحظاته عن الظاهرة وموضوع الدراسة كما حدثت.
  6. التصنيف: أي تصنيف الظاهرة بعد ملاحظتها ضمن فئات مثل تصنيف السلوك إلى سلوك متعلم وسلوك غير متعلم.
  7. التفسير: وهي المرحلة اللاحقة للوصف والتصنيف كي يحاول الباحث معرفة السبب وراء حدوث السلوك وتصرُّف الإنسان بهذا الشكل وغاية التفسير الوصول إلى فهم السلوك بكافة أبعاده والتوصل إلى القوانين التي تحكم هذا السلوك.
  8. الضبط والتحكم: يتم ضبط السلوك والتحكم به عن طريق المعرفة العلمية الدقيقة بالسلوك التي تنبثق عن وصف السلوك وتصنيفه وتفسيره وتحديد الشروط التي يحدث بها.
  9. التنبؤ: التفسير الصحيح للسلوك يساعد على التنبؤ بما سيكون عليه هذا السلوك في المستقبل؛ فمثلاً يمكن التنبؤ بسلوك طفل يعيش مع أبويه اللذين يحيطانه بالرعاية، كما يمكن التنبؤ بسلوك طفل يعيش بعيداً عن الأسرة وحنانها؛ إذ نجد لديه الكثير من مشكلات عدم التوافق مع نفسه أولاً ومع مجتمعه عموماً ثانياً.

ثانياً: أهداف علم النفس

1. الوصف:

هو قيام الباحث بتسجيل ملاحظاته عن الظاهرة وموضوع الدراسة كما حدثت.

2. التصنيف:

أي تصنيف الظاهرة بعد ملاحظتها ضمن فئات مثل تصنيف السلوك إلى سلوك متعلم وسلوك غير متعلم.

3. التفسير:

وهي المرحلة اللاحقة للوصف والتصنيف كي يحاول الباحث معرفة السبب وراء حدوث السلوك وتصرُّف الإنسان بهذا الشكل وغاية التفسير الوصول إلى فهم السلوك بكافة أبعاده والتوصل إلى القوانين التي تحكم هذا السلوك.

4. الضبط والتحكم:

يتم ضبط السلوك والتحكم به عن طريق المعرفة العلمية الدقيقة بالسلوك التي تنبثق عن وصف السلوك وتصنيفه وتفسيره وتحديد الشروط التي يحدث بها.

5. التنبؤ:

التفسير الصحيح للسلوك يساعد على التنبؤ بما سيكون عليه هذا السلوك في المستقبل؛ فمثلاً يمكن التنبؤ بسلوك طفل يعيش مع أبويه اللذين يحيطانه بالرعاية، كما يمكن التنبؤ بسلوك طفل يعيش بعيداً عن الأسرة وحنانها؛ إذ نجد لديه الكثير من مشكلات عدم التوافق مع نفسه أولاً ومع مجتمعه عموماً ثانياً.

ثالثاً: مجالات علم النفس

يقسم علماء النفس مجالات علم النفس إلى قسمين رئيسين؛ الأول النظري والثاني العلمي، كما يُقسم كل مجال من هذه المجالات إلى جانب نظري وجانب عملي أيضاً، وهذا التقسيم بهدف تسهيل الدراسة والتحليل والتخصص نوعاً ما.

المجالات النظرية:

مجالات علم النفس النظرية

1. علم النفس العام "التجريبي":

هو الأساس الذي تنطلق منه بقية فروع علم النفس، ويقوم على دراسة القواعد والقوانين التي تفسر السلوك البشري بكل المراحل التي يمر بها الإنسان، كما أنَّه يدرس الحالات المزاجية والظواهر النفسية الإنسانية التي يشترك بها جميع الناس مثل "الانفعالات، والتفكير، والدوافع والرغبات، والتعلم، والإدراك، والتذكر، والانتباه، والنسيان، والعاطفة، والشخصية واضطراباتها، والذكاء، والصحة النفسية عموماً مثل التكيف، والاكتئاب، والعدوان، والصراع، والآليات الدفاعية وسواها".

2. علم نفس النمو:

يسمى بمسميات أخرى، مثل علم النفس التطوري أو علم النفس الارتقائي أو علم النفس التكويني، وهو الفرع الذي يدرس مراحل نمو الإنسان منذ تكوينه مروراً بالطفولة والمراهقة إلى مرحلة الرشد ومن ثم الشيخوخة، ويتناول مختلف العمليات العقلية والاجتماعية والوظائف النفسية، ويرصد تغيرها بتغير المرحلة، ويتفرع هذا الفرع إلى فروع أخرى هي "علم نفس الطفولة، وعلم نفس المراهقة، وعلم نفس الرشد، وعلم نفس الشيخوخة".

3. علم النفس الاجتماعي:

يمثل هذا الفرع حلقة الوصل بين كل من علم الاجتماع وعلم النفس؛ إذ ينظر إلى الفرد بصفته كائناً اجتماعياً؛ لذا يهتم بدراسة صور التفاعل الإنساني في المجتمع ضمن الظروف والمؤثرات المختلفة سواء أكانت تلك التفاعلات بين فرد وفرد آخر أم الفرد ضمن بيئة معينة مثل المدرسة أو العمل أم سلوك الفرد ضمن جماعته أم سلوك الجماعة وتفاعلها مع الجماعات الأخرى.

ويتناول موضوعات مثل التنشئة الاجتماعية، والأدوار الاجتماعية للفرد، والتطبيع الاجتماعي، وعوامل تماسك الجماعة وقوَّتها، والمشكلات الاجتماعية مثل العنف أو الأعمال الخيرية الإنسانية، والأعراف والتقاليد وسوى ذلك.

4. علم نفس الشواذ:

يدرس سلوك الأفراد غير السوي والشاذ، ويبحث في أسباب نشأته وطرائق علاجه، مثل الأمراض العقلية كالتخلف العقلي، والأمراض النفسية مثل الوسواس والذهان والفصام وغير ذلك.

5. علم نفس الحيوان:

يبحث في سلوك الحيوانات؛ إذ يبحث في أساس سلوكها؛ هل هو مرتبط بدافع أم لا؟ وبمَ يختلف سلوكها عن سلوك الإنسان؟ ويخضع الحيوانات للمقارنة مع الإنسان في الخبرات والتعلم والسلوك الاجتماعي والجنسي وسوى ذلك.

6. علم النفس الفارق:

يُعرف عامة بعلم نفس الفروق الفردية، ويهتم بدراسة الفروق الفردية بين الأفراد والجماعات أو بين الذكور والإناث في قضية معينة كالذكاء أو التعلم؛ إذ يسعى إلى إظهار هذه الفروق والبحث في أسباب الاختلاف والتشابه.

7. علم النفس الفيزيولوجي:

هو الفرع من علم النفس الذي يهتم بدراسة وظائف أعضاء الجسم التي تؤثر في السلوك الإنساني، مثل الجهاز العصبي، والغدد الصم، والعمليات العقلية المختلفة؛ فمثلاً كيف يعمل الدماغ؟ وكيف يعالج المعلومات التي يحصل عليها من الخارج؟

8. علم النفس اللغوي:

يهتم بدراسة اللغة كإحدى ظواهر علم النفس بالنسبة إلى المتحدث أو المتلقي "السامع"، ويهتم أيضاً برصد العمليات العقلية عند اكتساب مفردات اللغة واستخدامها خلال المراحل العمرية المختلفة، ومن موضوعاته "طبيعة اللغة، والمركز العصبي للغة، ومراحل نمو اللغة، والعلاقة بين التفكير واللغة، والفروق الفردية في اللغة، وصعوبات تعلُّم اللغة، وعيوب النطق، وسوى ذلك".

9. علم النفس المقارن:

هو الفرع من علم النفس الذي يقوم على المقارنة بين الثنائيات، مثل المقارنة بين الإنسان والحيوان، والسلوك السوي بالسلوك الشاذ، أو يقارن بين أكثر من شيئين مثل المقارنة بين الطفل والمراهق والراشد.

المجالات التطبيقية:

مجالات علم النفس التطبيقية

1. علم النفس التربوي:

يهتم هذا الفرع من علم النفس بدراسة الظواهر النفسية في ميدان التربية والتعليم؛ إذ يتناول البحث عن عناصر العملية التعليمية كالمعلم وما لديه من مهارات، والمتعلم وما يحتاجه، والمادة التعليمية والطريقة المناسبة لتدريسها، ومن موضوعاته "نظريات التعلم، وعلاقة الذكاء بالعملية التعليمية، وأنماط شخصيات الطلبة، والتأخر الدراسي، وعلاقة العنف بالتحصيل الدراسي، والاختبارات النفسية وسوى ذلك من الموضوعات التربوية النفسية".

2. علم النفس الصناعي:

هو العلم الذي يبحث في تطبيق قوانين وقواعد علم النفس في بيئة العمل وميدان الصناعة لتحقيق رضى العامل الذاتي وزيادة إنتاجيته، ومن موضوعاته "إجراء الاختبارات النفسية للعاملين، ورفع الروح المعنوية لهم".

3. علم النفس الإكلينيكي:

يهتم بتطبيق المعارف السيكولوجية في الميدان العلاجي؛ أي تشخيص السلوك المضطرب والأمراض العقلية والأمراض السيكوسوماتية النفسية والجسدية والاضطرابات العصبية، وكذلك جنوح الأحداث والإدمان على المخدرات والسلوك الإجرامي، ويتقاطع هذا الفرع في عمله مع علم نفس الشواذ.

4. الإرشاد النفسي:

يقوم على إرشاد وتوجيه الأفراد الأسوياء الذين تواجههم مشكلات نفسية بسيطة والوصول بهم إلى حالة من الصحة النفسية والتوافق الشخصي والاجتماعي، فهو يشمل جميع مجالات الحياة ككل الشخصية والتربوية والمهنية والأسرية والعائلية وغيرها، مثل صعوبة اندماج الطفل في بيئة المدرسة، والمشكلات المهنية للعامل في العمل أو مشكلات في العلاقات الشخصية المتبادلة، والإرشاد النفسي يختلف عن العلاج النفسي، إلا أنَّه يتقاطع معه في العديد من العناصر.

5. علم النفس الجنائي:

يسمى أيضاً بعلم النفس القضائي، ويهتم بتطبيق المعارف النفسية في ميدان الجريمة، ومن موضوعاته "السلوك الإجرامي وتحديد العوامل التي تؤدي إليه، وعلاج السلوك الإجرامي".

6. علم النفس العسكري:

يهتم بتطبيق المعارف النفسية في المجال العسكري والحربي، ومن موضوعاته "اختيار الجنود، وأساليب تدريب الجنود المثالية، وإدارة الحرب النفسية".

7. علم النفس الإداري:

يهتم بتطبيق المعارف النفسية في مجال الإدارة والتنظيم الإداري، ومن موضوعاته "التعامل مع ضغوطات العمل، والقيادة الإدارية، وصفات الشخص القيادي، وما إلى ذلك".

8. علم النفس التجاري:

يهتم بدراسة دوافع البيع والشراء والاستهلاك لدى كل من البائع والمستهلك، كما يدرس أساليب التسويق وكيف يؤثر البائع في الشاري، وتأثير وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية في التسويق التجاري وسوى ذلك.

9. علم النفس البيئي:

يهتم بتطبيق المعارف النفسية لمعرفة العلاقة التي تجمع الإنسان بعالم الطبيعة والبيئة التي يوجد فيها، ومن موضوعاته "دور البيئة في التأثير في شخصية الإنسان وتكوينها، والصفات التي يكتسبها الإنسان من بيئته".

10. علم النفس الرياضي:

يهتم بتطبيق المعارف النفسية في الميدان الرياضي؛ إذ يفسر الجانب السلوكي والنفسي للاعبين الرياضيين، ومن موضوعاته "الكفاءة النفسية للاعبين في المجال الرياضي، والدافعية لدى الرياضي، ودراسة السلوك الرياضي في المواقف التنافسية، وأسباب العنف في الملاعب وغيرها".

11. علم النفس الإعلامي:

يهتم بدراسة تأثير استخدام وسائل الإعلام في السلوك الإنساني.

12. علم النفس السياسي:

يهتم بطريقة إعداد السياسيين وتدريبهم على التأثير في الجماهير.

رابعاً: أفضل الجامعات لدراسة علم النفس في العالم

  • جامعة هارفارد: تأسست في سنة 1936م، وتقع في ولاية "ماساتشوستس" الأمريكية، وهي أفضل جامعة في العالم لدراسة علم النفس.
  • جامعة كامبردج: هي أول جامعة بريطانية قامت بتدريس علم النفس.
  • جامعة ستانفورد: تقع في "كاليفورنيا"، وقد افتُتِحَ قسم علم النفس من عام 1892م.
  • جامعة أكسفورد: من أهم الجامعات البريطانية.
  • جامعة كاليفورنيا: التي تشتهر بأبحاث علم الأعصاب.
  • جامعة ييل: وهي جامعة خاصة تأسست في عام 1707م في الولايات المتحدة الأمريكية.

في الختام:

علمُ النفس علمٌ مستقل ينطبق على كل جانب من جوانب حياتنا؛ إذ يمثل الإنسان الموضوع الرئيس له، ويسعى دائماً إلى تفسير السلوك الإنساني وزيادة سيطرة الإنسان على نفسه وجسمه وبيئته، فعلم النفس يولِّد المعرفة المتعلقة بالسلوكات البشرية ورصد تطورها خلال المواقف المختلفة باختلاف المراحل العمرية للإنسان.

المصادر:

  • 1،2
  • بوطالبي بن جدو، محاضرات في علم النفس، كلية العلوم الانسانية والاجتماعية ، جامعة محمد لميد دباغين .
  • بخوش وليد، محاضرات في مدخل علم النفس، كلية العلوم الاجتماعية، جامعة العربي بن مهيدي أم البواقي، الجزائر.



مقالات مرتبطة