متلازمة ديسانيا "متلازمة السرير": أسبابها وطرق التخلص منها

يشعر معظمنا أحياناً برغبة كبيرة في مواصلة النوم وعدم مغادرة السرير صباحاً، وتزداد هذه الحالة بشكل ملحوظ في فصل الشتاء؛ إذ نشعر بصعوبة كبيرة في مغادرة السرير الدافئ للخروج إلى البيئة الباردة المحيطة، لكن عندما يتفاقم الأمر فيتحول إلى اضطراب، عندها يجب إيجاد حل لهذا الأمر لأنَّه لم يَعُد كسلاً؛ إنَّما هي متلازمة ديسانيا "متلازمة السرير".



ما هي متلازمة ديسانيا؟

متلازمة السرير وتُعرَف أيضاً باسم (Clinomania) وهي كلمة يونانية؛ إذ إنَّ (Clino) تعني السرير، أما (Mania) تعني الإدمان، ومن ثمَّ جمعها يعني إدمان السرير وهو المعنى الحرفي لمتلازمة ديسانيا.

هذه المتلازمة غير معترف بها رسمياً، لكن يتم استخدامها لوصف شخص لديه صعوبة في مغادرة سريره في الصباح؛ إذ يشعر الشخص بالتعب والإرهاق الشديد، بالإضافة إلى نقص الحافز، فلا يتوقف الأمر على التذمر عند سماع صوت رنين المنبه كما يشعر غالبنا؛ إنَّما يشعر المصاب بهذه المتلازمة بالذعر لمجرد التفكير في ترك السرير حتى إن كان لديه التزامات وعمل، ويمكن تعداد الأعراض كالآتي:

  1. صعوبة في النهوض من السرير.
  2. شعور بالإرهاق والتعب الجسدي.
  3. الحالة النفسية السيئة المرافقة للنهوض من السرير في الصباح الباكر.
  4. مشاعر السعادة والسرور عند العودة إلى السرير.
  5. الرغبة في تناول الطعام والشراب في السرير.
  6. الإصابة لاحقاً بالاكتئاب.
  7. عدم القدرة على أداء النشاطات اليومية بسهولة؛ ونتيجة لذلك يفقد المصاب بمتلازمة ديسانيا عمله بسبب غيابه المتكرر.
  8. عدم القدرة على التفاعل مع الآخرين بشكل طبيعي، بالإضافة إلى رغبة كبيرة في الانعزال واللجوء إلى العالم الافتراضي.
  9. الإصابة لاحقاً بفقر الدم.
  10. الإصابة لاحقاً بمتلازمة الساق المتململة.

أسباب متلازمة ديسانيا:

يرتبط ظهور متلازمة ديسانيا بحالات صحية مختلفة تسبب للمصاب بها الإرهاق أو القصور الذاتي في النوم أو الديسانيا، وفيما يأتي العديد منها:

1. التهاب الدماغ والنخاع الشوكي:

ويسمى متلازمة التعب المزمن (Cfs/ Me) ويشعر المصاب بهذه المتلازمة بالتعب بصرف النظر إن حصل على النوم الجيد والكافي ليلاً أم لم يحصل، فسرعان ما يشعر بالإرهاق بعد قيامه بأي تعب جسدي أو حتى نشاط عقلي.

2. الاكتئاب:

يمكننا القول إنَّه يوجد رابط بين الاكتئاب والديسانيا؛ وذلك لأنَّ الاكتئاب يسبب رغبة في عدم مغادرة السرير، بالإضافة إلى عدم الحصول على نوم جيد بسبب المعاناة من القلق الشديد، ومن ثمَّ قلة النوم تزيد من الاكتئاب فتؤدي إلى تفاقم الديسانيا؛ لذلك لا بد من معالجة الاكتئاب بالذهاب إلى اختصاصي نفسي.

3. الحزن:

لا توجد قاعدة عامة للتعبير عن الحزن أو للتكيف مع الفقد، فلكل إنسان طريقته في التعبير عن الحزن، وغالباً من تأثيرات الحزن في الشخص اضطرابات النوم؛ لذلك كثيراً ما ترتبط الديسانيا بالحزن.

4. اضطرابات النوم:

أكد الخبراء أنَّه يوجد نحو 80 نوعاً مختلفاً من اضطرابات النوم، ومن أكثر الأنواع شيوعاً بين الناس النوع الذي يجعل المصاب يشعر بالإرهاق وعدم القدرة على مغادرة سريره، ولمعالجة اضطرابات النوم يتم استخدام أدوية أو مكملات غذائية أو اتباع تمرينات بدنية معينة، بالإضافة إلى تقنيات مثل تقنيات الاسترخاء أو التدليك أو اليوغا أو العلاج بالإبر أو العلاج بالتنويم المغناطيسي.

5. اضطرابات الغدة الدرقية:

توجد حالات عدة للغدة الدرقية تسبب للمصاب بها شعوراً بالإرهاق الشديد والتعب المستمر لأشهر عدة أو حتى لسنوات إن لم يتلقَّ العلاج المناسب، ومن هذه الاضطرابات نذكر قصور الغدة الدرقية ومرض هاشيموتو "الذي يُعرَف أيضاً باسم التهاب الغدة الدرقية هاشيموتو"، وبالإضافة إلى ذلك فقد تتداخل بعض أدوية القلب مع الأداء الصحي للغدة الدرقية مسببة قصوراً في الغدة الدرقية.

6. مرض في القلب:

يوجد العديد من الأمراض التي تصيب القلب والأوعية الدموية تجعل المصاب بهذه الأمراض يشعر بالتعب والإرهاق الشديد وخاصة في الصباح الباكر، فيجد صعوبة كبيرة في مغادرة فراشه.

شاهد: 7 نصائح عملية لتحظى بنوم أفضل وتستيقظ نشيطاً

علاج متلازمة ديسانيا:

لا يوجد علاج محدد للتخلص من هذه المتلازمة؛ إنَّما يجب معالجة الأمراض أو الحالات الصحية التي تتسبب في ظهور متلازمة ديسانيا عند الأشخاص المصابين بها كالحالات التي ذكرناها آنفاً، بالإضافة إلى ذلك، يجب على الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات في النوم اتباع نقاط عدة من أجل استعادة القدرة على الاستيقاظ باكراً بنشاط والتغلب على مشاعر التذمر المرافق للنهوض من الفراش.

إليك بعض من هذه النقاط المساعدة:

1. الابتعاد عن تناول الكافيين كالقهوة أو الكحول في الليل:

وذلك لأنَّ هذه المواد تبقى في جسم الإنسان لمدة طويلة تتراوح بين 3 ساعات إلى 8 ساعات، وهذا له تأثير عميق في قدرته على النوم؛ إذ يحد من دخوله في نوم عميق، ومن ثمَّ لن يستطيع النهوض باكراً وسيشعر بالإرهاق.

معظم الناس يشعرون بأعراض ما بعد شرب الكحول يصعب التخلص منها في الصباح؛ لذلك يُنصَح في حال شربه أن يترافق مع الماء، وتناول مشروبات مغذية قبل النوم التي تساعد على الاسترخاء مثل اليانسون والميرمية واللافندر والبابونج، أو أطعمة مثل الموز والعسل واللوز والسبانخ، لكن لا تنسَ أنَّه من الأفضل تناول الوجبة قبل ساعتين من موعد النوم.

2. ابتعد عن التدخين ليلاً:

وذلك لأنَّ النيكوتين أيضاً يُعَدُّ من المنبهات التي تمنع الجسم من الاسترخاء والنوم العميق.

3. يفضل أن تكون غرفة نومك هادئة:

بعيدة عن الضوضاء، ويفضل أيضاً عدم النوم مع الحيوانات الأليفة.

4. الحصول على النوم الكافي ليلاً:

إذ يحتاج الفرد البالغ إلى 7ساعات إلى 8 ساعات من النوم ليلاً، أما الأطفال يجب ألا تقل فترة نومهم ليلاً عن 8 ساعات إلى 9 ساعات، كما أنَّ الرضع يحتاجون إلى أكثر من ذلك؛ لذلك إن لم تحصل على نومك الكافي لن تستطيع الاستيقاظ صباحاً بسهولة، ويمكن أن تساعدك الغفوة لمدة قصيرة في فترة ما بعد الظهر على تعويض الفاقد من النوم.

5. يجب أن تتعرف إلى دورة نومك الشخصية؛:

إذ إنَّ الدراسات تقول إنَّ الجسم يستيقظ فعلياً قبل مغادرتك للسرير بساعات عدة، فإن استطعت أن تزامن هذه العملية مع وقت انطلاق المنبه، فسوف تتمكن من مغادرة السرير بشكل أسهل، وكي تتعرف إلى دورة نومك، يمكنك اتباع النقاط الآتية:

  • يجب أن تحدد موعد الذهاب إلى النوم يومياً ولمدة أسبوعين على الأقل، ويجب أن يتم ذلك في فترة لا تضطر فيها إلى الاستيقاظ صباحاً بموعد محدد.
  • لا يجب أن تغير موعد النوم المحدد ليلاً حتى في أيام نهاية الأسبوع؛ وهذا لأنَّك لن تجد نتيجة مُرضية.
  • يجب أن تدوِّن اللحظة التي تستيقظ فيها صباحاً كل يوم.
  • يجب أن تحسب عدد الساعات بين موعد نومك وموعد استيقاظك صباحاً، وعندها ستتمكن من معرفة مدة دورة النوم الطبيعية لجسمك، ومن ثمَّ يمكنك معرفة في أي وقت يجب أن تنام عندما تريد الاستيقاظ صباحاً بموعد محدد.

6. ضبط دورة نومك باستخدام الإضاءة:

فإنَّ المحفِّز الأول للاستيقاظ هو الإضاءة، وعندما تنخفض الإضاءة ويتلاشى النور يبدأ جسم الإنسان بإنتاج الميلاتونين وهو الذي يجعلنا نشعر بالنعاس والرغبة في النوم ليلاً، أما صباحاً عندما تشرق الشمس ينشط الجسم بشكل تلقائي ويتوقف عن إنتاج الميلاتونين؛ لذلك وحتى تستطيع أن تستيقظ صباحاً بنشاط، عليك أن تعمل ليلاً تحت مصابيح خافتة وأن تتجنب استخدام الهاتف المحمول أو جهاز الحاسوب قبل موعد النوم؛ وذلك لأنَّه يعطي ضوءاً ساطعاً؛ ومن ثمَّ يتسبب في إيقاف إنتاج الميلاتونين في الجسم ليعاني الشخص لاحقاً من صعوبة في النوم ينتج عنه صعوبة في الاستيقاظ صباحاً.

بالإضافة إلى ذلك يجب فتح الستائر فوراً عند الاستيقاظ؛ وذلك لأنَّ أشعة الشمس تحفز الجسم على اليقظة، ومن ثمَّ تساعد على سهولة النهوض من السرير.

شاهد أيضاً: 6 أسباب وراء الحرمان من النوم العميق

7. يجب أن تحافظ على جدول النوم لديك حتى في أيام العطل:

على الرغم من أنَّ جميعنا نرغب في السهر والنوم لساعات متأخرة صباحاً، ولكنَّ هذه التصرفات تؤدي إلى عدم القدرة على الاستيقاظ في الموعد المحدد صباحاً في أول أيام الأسبوع.

8. يُفضَّل أن تجهز للصباح منذ الليلة السابقة:

فمثلاً تحضِّر الثياب التي سوف تلبسها وتجهِّز الحقيبة أو الأغراض التي تأخذها معك صباحاً وتضعها بجانب السرير كي تشعر أنَّك أكثر استعداداً للصباح ولا يوجد ما تقلق حياله.

9. يُفضَّل أن تضع المنبه في مكان بعيد عن السرير:

كي تضطر صباحاً إلى النهوض من سريرك وإيقاف الصوت، ومن ثمَّ سيكون من السهل عليك الابتعاد عن السرير بعد نهوضك منه، ولا بأس في أن تجرِّب أنواعاً عدة من المنبهات حتى تجد ما يناسبك.

10. وضع كوب من الماء إلى جانب السرير وشربه فور الاستيقاظ:

فإنَّ للماء دوراً كبيراً في تحريك الجسم صباحاً؛ وذلك لأنَّه يعوض جسمك عما فقده نتيجة التعرُّق أو الزفير، كما أنَّه يحفِّز عملية الأيض في الجسم، ومن الممكن أن يساعد مضغ النعناع أيضاً على سهولة الاستيقاظ صباحاً.

11. يُفضَّل أن تقلل من درجة حرارة جسمك فور الاستيقاظ:

وذلك بإبعاد الأغطية عنك على الفور؛ لأنَّ من الأسباب التي تتسبب بعدم القدرة على النهوض من السرير بسهولة هو الدفء وخاصةً في فصل الشتاء، كما أنَّه يؤدي إلى إبطاء عملية الأيض وإبطاء نشاط المخ.

إقرأ أيضاً: أبرز 8 اضطرابات متعلقة بالنوم

12. تمديد العضلات فور الاستيقاظ:

وذلك من خلال تعديل وضعيتك والجلوس في مكانك ثم محاولة لمس أصابع القدم لمرات عدة وسحب الركبتين إلى الصدر؛ وذلك لأنَّ تمديد العضلات يجبر الدم على السريان إلى جميع أجزاء الجسم، ومن ثمَّ سوف يتسبب بإيقاظ الجسم بشكل تدريجي.

13. ممارسة بعض التمرينات البدنية البسيطة:

التي تساعد على تنشيط الجسم واستعادة الطاقة كي تبدأ بيومك مستعداً لتنفيذ كافة المهام المطلوبة منك، بالإضافة إلى ذلك يمكنك القيام ببعض النشاطات غير الرياضة التي تساعد على تحريك الجسم مثل ترتيب السرير وأخذ حمام منعش ثم إعداد وجبة إفطار مغذية لتساعد على تنشيط عقلك؛ وذلك لأنَّ وجبة الفطور هامة جداً، وإهمالها يسبب الشعور بالكسل.

14. يمكن أن يساعدك التخطيط المسبق للصباح على الشعور بضرورة النهوض من السرير:

لوجود العديد من الالتزامات الضرورية التي لا مفر منها؛ لذلك يمكنك إعداد ورقة المهام وتعليقها على الحائط أمامك لتراها مجرد أن تفتح عينيك صباحاً عند سماع صوت المنبه فتستعد للنهوض مباشرةً.

إقرأ أيضاً: متلازمة التعب المزمن، أسبابها، وأعراضها، وطرق علاجها

في الختام:

إنَّ النوم أمر ضروري جداً من أجل التمتع بالصحة الجسدية والعقلية والنفسية أيضاً، ودون تنظيم النوم والحصول على الوقت الكافي منه لا يمكن أن نحافظ على أداء وظائف الجسم بشكل سليم، ومن ثمَّ لا يمكن النجاح في الحياة الشخصية أو العملية، فلا يجب إهمال أي نوع من أنواع اضطرابات النوم ولا يحتاج جميعها إلى معالجة، فكما تحدثنا آنفاً يمكن التخلص من الديسانيا باتباع عادات يومية قد تبدو صعبة في البداية لكن مع الوقت تصبح سهلة جداً.

المصادر: 1،2،3،4،5




مقالات مرتبطة