ماذا تفعل عندما لا تجد "الهدف" الخاص بك في الحياة؟

أتممت التاسعة والعشرين من عمري الأسبوع الماضي، وقد يعتقد بعض منكم أنَّني أبدو كبيراً في السن، بينما يعتقد بعضكم الآخر أنَّني مازلت صغيراً، أما أنا فأعتقد أنَّني أقع في مكان ما بين هاتين المرحلتين، فلم أعرف بعد كيف سيبدو الأمر بعد إنهائي مرحلة العشرين، فالثلاثون أصبحت قاب قوسين أو أدنى وسأبلغها خلال 12 شهراً على الأقل.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن "إيفان تارفر" (Evan Tarver) كاتب وصاحب عمل حر، ويخبرنا فيه عن تجربته في عيش حياة مثالية وإيجاد الهدف الخاص في الحياة.

يسير الوقت متقدماً للأمام ولا يمكننا إيقافه أو فعل أي شيء حيال ذلك؛ إذ إنَّه شيءٌ لا يمكن استعادته ولا يمكننا أيضاً منعه من النضوب، فهو المصدر الوحيد غير المتجدد؛ وهذا ما جعلني أستفيض بالتفكير في هذا الأمر: كيف يمكننا زيادة الوقت المتاح لدينا؟ وكيف يمكننا إيجاد هدف حياتنا وإشعال شغفنا؟ وهل للحياة هدف حتى؟ وفي النهاية، كيف يمكننا أن نجد "الشيء" الذي يخلق الفرح الحقيقي في حياتنا؟

هدف الحياة الكاملة:

تتباين وتختلف الآراء والإجابات بين أنَّ الحياة إما لا طائل منها أو أنَّ لها هدفاً واضحاً جداً؛ وبعضهم يقول إنَّ الحياة لا معنى لها باستثناء المعنى الذي نعطيه نحن لها، وهو إجابة غامضة وغير حاسمة؛ إذاً، مَن هو المحق؟ سأقول بكل جرأة إنَّ الجميع محقون.

لقد عانيت مع هذا السؤال كثيراً بقدر ما أتذكر؛ لماذا أنا هنا؟ وما هو دوري في الحياة؟ وما هو "الشيء" الذي ينعشني ويجعلني أقفز من سريري صباحاً مستعداً لبدء يومي؟ وما الذي سوف أذكره من حياتي؟ وخلف كل هذه الأسئلة، يوجد سؤال يرن بصوتٍ أعلى من أي شيء آخر؛ هل الحياة تستحق كل ذلك؟ ولماذا نهتم بأن نعيش حياة مُرضية؟ ولماذا يكافح البشر لإيجاد شغفهم وهدفهم؟

أعرف أنَّ تلك أسئلة كثيرة، لكنَّ هذا الموضوع ليس له أي إجاباتٍ شائعة، وأعتقد أنَّ السبب في أنَّ كل واحد منا يقضي حياته في محاولةٍ للعثور على هدفه هو سبب يحتمل العديد من الوجوه، لقد تطورنا تدريجياً لتحسين الوعي حتى نتمكن من الفهم، وفي نهاية المطاف، من البقاء على قيد الحياة، لكن كنتيجة ثانوية لتلك القدرة، يمكننا أيضاً أن نفكر ونتأمل في عجائب الكون اللانهائية.

ولأنَّنا كائناتٍ عقلانية، نعتقد أنَّه يوجد سبب لوجودنا، ومن ثمَّ تحاول أدمغتنا العثور على "مكاننا" في الكون المليء بالعجائب، ولكنَّ السبب أعمق من ذلك؛ لأنَّ وعينا جعلنا أيضاً كائناتٍ عاطفية؛ فما نريده قبل كل شيء هو شحن عواطفنا وصقلها بالمشاعر الإيجابية لأقصى فترة زمنية يمكننا خلالها تحقيق ما نريد.

لذا، فإنَّ الهدف من حياةٍ مثالية ليس واحداً؛ بل أهدافاً كثيرة، ونحن مصرون على البحث عن الهدف والرضى، وفي نفس الوقت، نستمد سعادتنا مباشرةً من القيام بالأشياء التي نستمتع بها؛ وهذا يعني أنَّه لكي نشعر بالرضى، علينا أن نجد "الشيء" الذي يمنحنا إحساساً بالانتماء إلى الوجود ويملأ وقتنا بمشاعر عابرة من الرضى والسعادة.

شاهد بالفديو: 5 أمور هامَّة ترشدك للوصول إلى هدفك

تحديد الشيء الخاص بك:

كما ذكرت آنفاً، إنَّ العواطف عابرة، فهي لا تدوم أبداً؛ وهذا يعني أنَّنا نسعى إلى السعادة دائماً والانتماء، ونهرب من الخوف والغضب، ولطالما اعتقدت أنَّه بمجرد العثور على "الشيء" الخاص بك، والذي سأعرفه على أنَّه مجموعة من النشاطات التي تجعلك تشعر بالرضى، فقد انتهى كل شيء، وقد نجحت، وكل ما عليك فعله هو أن تفعل هذا الشيء باستمرار لمدة تزيد عن 50 عاماً حتى تُدفَن تحت الأرض.

لكن الآن، بعد أن أصبحت كبيراً وناضجاً، أدركت أنَّ الحياة هي تطور مستمر للتجارب والفشل والتعلم، وأنَّ ما منحك الشغف والهدف في عامٍ ما قد لا يمنحك نفس المشاعر في العام التالي، وذلك ليس أمراً غريباً وأنت لست الوحيد الذي تشعر بهذه الطريقة؛ وهذا يعني أنَّ "الشيء" الخاص بك في الحياة قد يتغير مع مرور الوقت، وقد لا تكون الأهداف التي حددتها لنفسك في خطتك ذات العشر سنوات هي نفسها الأهداف التي تريدها كلما اقتربت من تحقيقها.

إذاً، ما هو السبب؟ وأين المشكلة؟ لقد تذكرت الاقتباس القائل: "النجاح هو الفهم التدريجي لفكرة تستحق أن تكون مثالية"، ووفقاً للأشخاص الأكثر ذكاءً مني، فإنَّ الرضى لا يأتي من أحداث معينة في الحياة؛ بل يأتي بدلاً من ذلك، من الحركة المنهجية في التقدم إلى الأمام، وتلك هي وظيفة النمو الذاتي؛ لذا بدلاً من أن يتجه تفكيرك نحو هدفٍ أو شيءٍ مادي أو مكانة اجتماعية، دعه يتوجه نحو الغاية.

إقرأ أيضاً: كيف تحدد أهدافك في الحياة؟

لا تخف من التجربة:

يبقى السؤال هو: كيف نعرف ما هو الاتجاه الصحيح الذي يجب أن نسير فيه؟ لا يمكن ذلك إلا من خلال التجريب.

يمكنك دائماً كسب المزيد من المال، لكن لا يمكنك أبداً كسب المزيد من الوقت، فللأسف، عندما يواجه الناس خياراً بين تحقيق الاستقرار المادي أو السعي إلى تحقيق هدف أعلى جدير بالاهتمام، فإنَّهم في كثير من الأحيان يختارون المادة، لكن هذا الخيار يأخذك بعيداً عن غايتك والرضى الذي سوف يمنحك إياه، وبدلاً من ذلك، نحتاج إلى التفكير في حياتنا كمجموعة من التجارب، على غرار رجل الأعمال الأمريكي "تيم فيريس" (Tim Ferriss).

هل تحب التمثيل؟ جيد! تابع في هذه الهواية لمدة عام وراقب ما سيحدث، أو هل ترغب في بدء عملك الخاص؟ رائع! أنشئ شركة صغيرة، وأطلق منتجك الخاص القابل للاستخدام (MVP)، وراقب كيف سيستجيب السوق، وإذا لم يمنحك أي منهما الرضى كما كنت تعتقد، فعلى الأقل يمكنك شطبه من قائمتك والانتقال إلى شيء جديد.

إقرأ أيضاً: 14 سبباً يدفعك إلى تجربة أشياء جديدة في الحياة - (الجزء الأول)

في الختام:

لأنَّ التغيير لا يعني الفشل، وإذا لم تجد غاية حياتك التي تنشطك وتنعشك قبل كل شيء، فكل ما يعنيه ذلك هو أنَّه عليك الاستمرار في التجربة والبحث، وقبل أن يمضي وقت طويل ستجد شيئاً يمنحك الشغف والرضى الذي طالما أردته، وحينها يمكن للمشاعر أن تتبدد، وسيكون عليك العودة والبدء من جديد، لكن على الأقل شعرت أنَّ لديك هدفاً للحظة، وسيكون هذا الشعور بمنزلة إشارة تساعدك على العثور على الهدف التالي بشكل أسرع من ذي قبل.

المصدر




مقالات مرتبطة