ما هي فوائد أن تكون حاسماً في اتخاذ القرارات؟

خلال الأشهر الثلاثة الماضية، كان لديَّ لوح فلينٍ غير مستخدمٍ بعد موضوع على الأرض إلى جوار مكتبي، وكان لديَّ سبب لشرائه، ولكن بعد ذلك لم أعد أحتاج إليه، وكنت قد تأخرت في إعادته، ومن ثم مررتُ بفترة من التردد حول ما يجب أن أفعله به:



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّن "مايك دونغيا" (Mike Donghia)، والذي يُحدِّثنا فيه عن تجربته في الشعور بالتردد باتخاذ القرارات.

  • هل أضعه في العلية؟ لكنَّني في هذه الحالة سأهمله ولن أراه مجدداً.
  • هل أعلقه؟ ولكن لماذا عليَّ بذل الجهد في ذلك، ما دمت لا أحتاج إليه؟
  • هل أبيعه؟ لا، فهو بالكاد يستحق ذلك.

لقد أصبح مجرد عنصر آخر من تلك العناصر الصغيرة ولكن المزعجة التي بقيَت على قائمة المهام الخاصة بي حتى اليوم. واليوم، قررتُ التعامل معه أخيراً؛ حيث استغرقني الأمر ثلاث دقائق لأقرر نشره على منصة "فيسبوك ماركت بليس" (Facebook Marketplace) مقابل أقل من نصف ما دفعتُه (أن أحصل على جزء من ثمنه أفضل من ألَّا أحصل على شيء).

وإذا لم يُبَع في غضون أسبوعين، فسوف أتبرع به، وبعد هذا الحدث الصغير في حياتي، لا أستطيع أن أعبِّر عن مدى شعوري بالرضا عن اتخاذ قرار أخيراً بشأن ما يجب فعله بلوح الفلين هذا. يجلب اتخاذ القرارات الراحة دائماً، فلماذا نتجنبه غالباً؟

لماذا نتجنب اتخاذ القرارات؟

التردد مشكلة شائعة جداً؛ حيث إنَّ معظم الناس يختبرونه من وقت إلى آخر، ولكن بالنسبة إلى بعضنا، يمكن أن يكون مشكلة خطيرة للغاية، وقد لاحظتُ أنَّه غالباً ما يكون مرتبطاً بعاطفة أشعر بها، وهي الخوف من اتخاذ قرار سيِّئ.

دعونا نواجه الأمر، من المُرضي اتخاذ قرار بدلاً من الشعور بعدم اليقين، وغالباً ما تكون الحياة فوضوية في الواقع أكثر ممَّا هي عليه في أحلام اليقظة؛ لذلك من الطبيعي أن نحاول تجنب هذه المواقف عندما نعتقد أنَّه يمكننا تأجيلها، فهناك الشعور بالذنب أو الندم بشأن قرار سابق؛ حيث إنَّ جزءاً من السبب الذي جعلني أتجنب اتخاذ قرار بشأن لوح الفلين الذي اشتريتُه، هو أنَّ التفكير فيه جعلني أشعر بالذنب لإهدار 25 دولاراً على عملية شراء متسرعة.

في بعض الأحيان، لا يكون هناك ضغط لاتخاذ القرار، فهل سبق لك أن لاحظتَ أنَّ هذه القرارات الصغيرة هي التي تؤجلها أكثر من غيرها؟ تكون الخيارات الهامة ذات مواعيد نهائية لاتخاذ قرار بشأنها، ولكنَّ الخيارات الصغيرة لا تتضمن تلك المواعيد النهائية، وبالنسبة إلى بعضنا، يسمح ذلك لهم بالتأجيل وقتاً أطول.

شاهد بالفديو: 7 طرق لتحسين مهارة اتخاذ القرار

عواقب التردد في اتخاذ القرار:

بالطبع، يجعل تجنب اتخاذ القرارات الأمور أسوأ؛ إذ إنَّ كل ما ينتج عنه هو إضافة مشكلات إلى حياتك، وتأجيل القرارات إلى وقت لاحق (قرار سيتعين عليك اتخاذه في النهاية) وستكون أكثر صعوبة، فأحياناً نقضي ساعات في "التفكير" في قرار بسيط؛ حيث إنَّ القرارات الهامة والتي تتطلب وقتاً للتفكير فيها، قليلة في الحياة.

وفي بعض الأحيان، عندما تقوم بـ "التفكير"، فأنت في الواقع تماطل، وهذا وقت ضائع في حياتك، والحل بسيط؛ اتخذ قرارك، ولكنَّ هذا ليس كل شيء، فالتردد أمر مزعج، وعندما نتجنب اتخاذ القرارات في الحياة، غالباً ما نشعر "بالتشتت" بسبب وجود العديد من الأمور التي لم نقم بحلها، أو نشعر بالذنب لأنَّنا نعلم أنَّنا نتجنب اتخاذ القرارات ونجعل الأمور أسوأ، لكنَّ القرارات الصغيرة تبدو غير هامة؛ لذلك نحن حتى لا نُتعب أنفسنا باتخاذ القرار.

قوة الاختيار:

في كل مرة أتفوَّق على شعوري بالتردد، أشعر بالذهول من مدى شعوري بالرضا بعد قدر قليل من التقدم؛ حيث إنَّ اتخاذ قرارين أو ثلاثة قرارات صغيرة وسريعة يدفعني إلى الرغبة في اتخاذ المزيد.

وبعد فترة وجيزة، بدأتُ أشعر بالرضا عن نفسي، وهذا ما ستشعر به أنت أيضاً حين تتوافق أفعالك مع قيمك، ثم إنَّ هناك شيئاً آخر اكتشفتُه حول اتخاذ القرارات، وهو أنَّني أتعلَّم من اتخاذ القرار أكثر ممَّا أتعلَّمه من خلال تحليله لوقت طويل؛ إذ إنَّني أصبحتُ مقتنعاً بأنَّ المعرفة المكتسبة من التجربة يتم التقليل من شأنها بشكل كبير، خاصةً بالمقارنة مع المعرفة المكتسبة من "التفكير"؛ حيث إنَّ اتخاذ قرارات أكثر وأسرع هو السبيل لتحسين تجربتك.

إقرأ أيضاً: نظرية الاختيار العقلاني!

قواعد بسيطة لاتخاذ القرارات:

ليست عملية التحول إلى شخص حاسم أمراً صعباً، وكما هو الحال مع أيِّ تحدٍّ في الحياة، فأنت تحتاج فحسب إلى نظام جيد والالتزام بالعملية حتى تصبح مهارة طبيعية فيك، وأعتقد أنَّ الكثير من الناس يفترضون أنَّ التغيير أمر معقد، وبالتأكيد قد يكون الأمر صعباً، لكنَّ الصعوبة تأتي من تأخير الأمر يوماً بعد يوم.

إذا كنتَ تريد اكتشاف طريقة اتخاذ القرارات، فهي كالآتي: قرِّر الآن اتِّباع النظام الموضح أدناه مدة ثلاثة أشهر، وليس "التفكير" في أيِّ شيء آخر، وسوف تندهش من مقدار التقدم الذي يمكنك إحرازه في 12 أسبوعاً فقط.

نظامي البسيط بثلاث قواعد فقط:

  1. قرِّر بشكل فوري، وعندما تتخذ قراراً، التزم به، فالقرار الصائب بتصميم حازم أقوى بكثير من القرار العظيم الذي لا ترغب فيه؛ لذا عليك أن تقرر فحسب، وألَّا تنظر إلى الوراء ما لم تتغير الحقائق بشكل كبير.
  2. قرِّر بسرعة؛ إذ إنَّك عندما تواجه قراراً، فإنَّ هدفك هو أن تقرر بأسرع ما يمكن ضمن حدود المعقول، وبالتأكيد هناك بعض الفروق التي لا يمكنني الخوض فيها هنا، ولكنَّ فكرتي الرئيسة تنطلق من أنَّ معظم القرارات يمكن أن تُتَّخذ أسرع بكثير ممَّا نتخذها عادة.
  3. تعلَّم من تجاربك، فما نجاح أول قاعدتين إلا لكون معظم قرارات الحياة ليست بالأهمية نفسها التي تشعر بها في الوقت الحالي؛ وحيث إنَّ تحديد ما يجب فعله باستخدام لوح الفلين الخاص بي هو مثال مثالي على ذلك؛ لذا، فإنَّ أفضل طريقة للتحسن في اتخاذ القرارات، هي ببساطة اتخاذ المزيد من القرارات والتعلُّم منها، وليس عن طريق الإفراط في التحليل وتعذيب نفسك لاتخاذ القرار المثالي.
إقرأ أيضاً: 10 أسئلة تساعدك على اتخاذ القرارات الصحيحة

"في أيِّ وقت عليك اتخاذ القرار فيه، أفضل شيء يمكنك القيام به هو الشيء الصحيح، وأسوأ شيء يمكنك فعله هو لا شيء" - الرئيس الأمريكي السابق تيدي روزفلت (Teddy Roosevelt).

المصدر




مقالات مرتبطة