ما هي الفوائد الصحية لمساعدة الآخرين؟

نحن نعيش حالياً في زمن مضطرب للغاية؛ حيث يمرُّ العالم ببعض الاضطرابات الثقافية والاقتصادية والسياسية الخطيرة، ناهيك عن الجائحة التي نُذكَّر بها باستمرار، والتي جعلت بعض الأمور المتعلقة بالحرية مفتوحة للنقاش بعد أن كانت من المسلمَّات.



من المفهوم أنَّ هذه الظروف يمكن أن تدفع الناس لأن يشعروا ببعض الإرهاق، لكن يبقى هناك شيء مفيد لصحتنا النفسية والجسدية بمقدورنا جميعاً فعله، وهو تقديم يد العون إلى الآخرين.

سواءً أكانت أعمال الإيثار عبارة عن مساعدة جارك أم التبرع ببعض الملابس أم تخصيص وقت في خدمة غاية نبيلة أم مساعدة جمعية خيرية، لكل هذه الأعمال فوائد صحية عديدة، وبعض هذه الفوائد:

  • تقليل الاكتئاب.
  • انخفاض التوتر.
  • العيش طويلاً.
  • ازدياد الثقة وتقدير الذات.
  • زيادة الشعور بوجود هدف ومعنى للحياة.
  • الشعور بمزيد من السعادة والرفاهية.

يتحدث رجل الدين الأمريكي "غوردون هينكلي" (Gordon B. Hinckley) عن هذه الفوائد في كتابه "الحياة من أجل هدف: 10 فوائد مُهمَلة تشفي قلوبنا ومنازلنا" (Standing for Something: 10 Neglected Virtues That Will Heal Our Hearts and Homes)؛ حيث يقول: "أفضل علاج أعرفه للقلق هو العمل، وأفضل علاج للإرهاق هو التحدي المُتمثِّل بمساعدة شخص يعاني أكثر منك، وإنَّ واحدة من أعظم المفارقات في الحياة، هي أنَّ الشخص الذي يقدم يد العون يستفيد أكثر من الشخص الذي يتلقى المساعدة".

ويقول المؤلف "جون هولمز" (John Holmes) في السياق نفسه: "لا توجد رياضة مفيدة للقلب مثل مساعدة الناس على النهوض مجدداً"، وبقدر ما قد تبدو هذه الكلمات حكيمة، إلا أنَّ تأييدها بالدليل العلمي يجعلها أكثر مصداقية.

إقرأ أيضاً: اخدم الآخرين لتحصل على ما تريد

للإيثار فوائد صحية على القلب والصحة النفسية:

يُعَدُّ ارتفاع ضغط الدم مشكلة صحية واسعة الانتشار، ووفقاً لـ "منظمة الصحة العالمية" (World Health Organization)، يعاني من آثار ارتفاع ضغط الدم حوالي 1.28 مليار نسمة، تتراوح أعمارهم بين 30 إلى 79 عاماً على مستوى العالم، فهذه الحالة خطيرة، وإذا لم تُعالَج، فقد تؤدي إلى عدد كبير من المشكلات الصحية، بما في ذلك أمراض الدماغ والقلب والكليتين، وحتى إنَّها تؤدي إلى الموت المُبكر.

ينظر المجتمع الطبي إلى هذه الحالة الخبيثة على أنَّها قاتل صامت، كون الأشخاص الذين يعانون منها لا يدركون ذلك، وتشمل أعراض ارتفاع ضغط الدم نزيفاً متكرراً في الأنف، وصداعاً خاصةً في الصباح، وطنيناً في الأذنين، ورجفاناً في عضلة القلب؛ لذلك يجب على الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم طلب المساعدة الطبية المتخصصة وفحص ضغط الدم لديهم.

لكن هناك شيء يمكنك القيام به لمنع ارتفاع ضغط الدم من أن يصبح مشكلة مستعصية، أو على الأقل للتقليل من حدة هذه المشكلة إذا كنت تعاني منها فعلاً، وهذا الشيء هو تقديم الدعم الاجتماعي إلى الآخرين.

في دراسة أجرتها "جامعة كارنيجي ميلون" (Carnegie Mellon)، ونُشِرَت أول مرة في "مجلة الجمعية الأمريكية لعلم النفس والشيخوخة" (American Psychological Association of Psychology and Aging)، تبيَّن أنَّ مساعدة الآخرين ارتبطت بأعمار أطول وكذلك انخفاض في ضغط الدم.

كما أظهرت الأبحاث أيضاً أنَّ المشاركة في الأعمال التطوعية، وتقديم المساعدة إلى الآخرين، يساعد الأشخاص الذين يقومون بهذه النشاطات على الشعور بالمزيد من الارتباط الاجتماعي، ومن ثمَّ، فهم أقل عرضة للاكتئاب والشعور بالوحدة، وهما العاملان اللذان يؤثران في الأشخاص المسنين في مجتمعاتنا.

إقرأ أيضاً: كيف يمكن لثلاثين يوم من عمل الخير أن تجعلك شخصاً أفضل؟

كما يشير عالم النفس والمؤلف "سيث جيليهان" (Seth J. Gillihan) في موقع "علم النفس اليوم" (Psychology Today) إلى أنَّ النشاطات الهادفة مثل مساعدة الآخرين يمكن أن تُحسِّن المزاج وتجعلنا أكثر تفاؤلاً وتزيد من احترامنا لأنفسنا، وكل هذه أشياء معنوية لا تُقدَّر بثمن وهي ضرورية للصحة النفسية.

إنَّ فوائد هذه النشاطات هامة، خاصةً لكبار السن الذين قد يواجهون تدهوراً نفسياً وجسدياً، فالنشاطات مثل الأعمال التطوعية تبقيهم مشغولين عقلياً وجسدياً.

كما تشير دراسة عالم النفس "جون هوبكنز" (John Hopkins) إلى أنَّ الأشخاص المسنِّين الذين يقومون بأعمال تطوعية، يستفيدون من الحركة والتفكير في وقت واحد، وهو أمر رائع لصحتهم العامة.

المصدر




مقالات مرتبطة