ما هي العادات؟ وكيف يمكننا الاستفادة منها؟

تمرُّ على المرء أحياناً لحظات يفكِّر فيها فيما يفعله؛ لأنَّ جزءاً منه لا يتذكَّر أنَّه اتَّخذ قراراً للقيام بذلك في المقام الأول؛ فبعض هذه السلوكات أو الأفعال التي تجد نفسك تقوم بها تكون مُثمرة، وبعضها لا تضرُّ ولا تنفع، وبعضها الآخر تتمنَّى لو لم تفعله بالقدر نفسه.



وَفقاً لمجلة "بيرسوناليتي آند سوشال سايكولوجي" (The Journal of Personality and Social Psychology)، فإنَّ قرابة 43% ممَّا يفعله معظم الناس يومياً يكون بحكم العادة؛ أي ما يعادل نصف أمور حياتك اليومية تُقرَّر عنك بحكم الروتين. ومرةً أُخرى، إذا كنت مثلي، فهناك جزءٌ من هذه النسبة البالغة 43% أُفضِّل لو أنَّها جرت على نحوٍ مختلف؛ لذا إليك بعض النصائح لتفهم كيفية عمل العادات بشكل أفضل.

إقرأ أيضاً: 6 طرق تسهّل عليك اكتساب الثقة في النفس

ما هي العادات؟

لإدراك قوَّة العادات، علينا أولاً أن نفهم الشكل الذي تبدو عليه العادة. تبدأ العادة بـ "إشارة" قد تكون بمنزلة وقتٍ أو مكانٍ أو حدثٍ آخر يُمهِّد للجزء الثاني من العادة، يمكن أن تكون هذه الإشارات شعوراً داخلياً مثل رغبةٍ شديدةٍ، أو ارتفاعٍ في حدَّة القلق لديك، وستُفضي إلى الخطوة التالية؛ وهي السلوك الفعلي المرتبط بهذه العادة، هذا الجزء من العادة يُسمَّى "الروتين"؛ إنَّه المكان الذي تأخذ فيه بالإشارة، وتستجيب لا شعورياً بسلوكٍ ما كتناول الوجبات الخفيفة، أو اتِّباع آليات غير صحية للتأقلم، أو حتى سلوكاً يسيراً كالتفافةِ عين.

قد تكون الكثير من العادات صحيةً تتوافق مع قيمك؛ كممارسة التمرينات الرياضية، أو التحقُّق من وجود أغراضك الثمينة آمنة في مكانها وأنت في طريقك للخروج، أو تنظيف مكان سكنك.

يضفي هذا النوع من العادات قيمةً وحيويةً لحياتك اليومية؛ لأنَّ القيام بها لا يحتاج إلى بذل جهودٍ واعية. أمَّا الجزء الأخير من العادة فهو "المكافأة"؛ إنَّه المكان الذي نُدرك فيه سبب وجود العادات في المقام الأول، والمكان الذي تتلقَّى فيه "التعويض" على السلوك، والذي يمكن أن يكون داخلياً كالشعور بالرضى، أو خارجياً على شكل تقديرٍ من الآخرين، أو تنفيسٍ عن ضيق سبَّبته البيئة المحيطة.

شاهد: كيف تتعلم العادات الإيجابية؟

كيف يمكننا الاستفادة من عاداتنا؟

حسناً، بما أنَّه أصبح لدينا فكرة عن ماهية العادات، كيف نستثمر هذه المعلومات لصالحنا؟ نبدأ أولاً بتحديد العادة المعنية، ولماذا نرغب في تغييرها. يجب أن يتوافق هذا مع قيمك الشخصية، ولكن إذا كانت هذه الخطوة صعبةً للغاية، فقد تكون الخدمات العلاجية أو وجود شخص داعم موثوق به أمراً مفيداً.

في هذه الخطوة التأمُّلية الأولى؛ يمكنك تحديد القيمة التي كنت تحاول تحقيقها بهذه العادة القديمة، والتفكير بالسلوكات التي تُلبِّي هذه القيمة دون التضحية بأُخرى.

إقرأ أيضاً: نصائح لتتمتّع بالثقة والنجاح في العمل

على سبيل المثال، قد تكون من عادة المرء تناول الوجبات الخفيفة؛ لتساعده على محاربة الملل، إذا كان استمرار اندماجك في المهام المُمتعة هو القيمة، ولكنَّ تناول الوجبات الخفيفة يجعلك تُضحِّي بقيمك وأهدافك المرتبطة بصحتك، فإنَّ السلوك الذي تُحفِّزه القيم قد يكون البحثَ عن نشاطات ممتعة ومتنوعة أكثر عندما يكون من المحتمل أن تشعر بالملل. بمجرد أن تعرف التغيير الذي ترغب في إجرائه، فإنَّك تُعزِّز وعيك وإدراكك لإشارات العادة القديمة عند ظهورها.

في هذه المرحلة عادةً ستمارس السلوك غير المرغوب. وبدلاً من ذلك، سنستبدله بما عرَّفناه آنفاً على أنَّه سلوك تُحفِّزه القيمة، الذي سيقلِّل أو يلغي الحاجة للتضحية بقيمةٍ أُخرى. قد تكون هذه العملية صعبة؛ لذا تجنَّب الحكم على الذات، ولا تتردَّد بطلب الدعم إذا لزم الأمر.

المصدر




مقالات مرتبطة