ما هي أهداف العملية؟ وكيف تحددها وتحققها؟ (مع أمثلة)

لسنوات، كانت هذه فكرتي عندما يتعلق الأمر بالأهداف؛ أي وضع أهداف كبيرة تفوق قدرتي على تحقيقها، وهذا النهج يشمل الحصول على كل شيء أو لا شيء؛ ونتيجة لذلك، واجهتُ الكثير من الإرهاق وإنتاجية تكاد تكون معدومة.



وباختصار، كانت قائمة المهام الخاصة بي مليئة بالأهداف الكبيرة، لكنَّني لم أُعطِ وقتاً للتخطيط ووضع الخطط لأحقق أهدافي؛ حيث إنَّني ضعتُ في مراحل التخطيط؛ لأنَّني لم أفهم الأهداف العملية التي يجب عليَّ القيام بها في أثناء السعي إلى تحقيق هدفي الأساسي أو لم يكن لدي أيَّة أمثلة لاتِّباعها.

ومنذ ذلك الحين، تعلمتُ كيفية تحقيق أهدافي وتقسيم الأهداف الكبيرة إلى أهداف عملية أصغر وأكثر قابلية للإدارة، ولقد حسَّن هذا النهج من تركيزي وقلَّل من إحباطي؛ وذلك لأنَّني أعمل الآن على استراتيجية مؤكدة لتحقيق أهدافي؛ حيث إنَّني بصدد إنشاء خطة عمل بأهداف يومية قابلة للتحقيق "أهداف العملية".

ما هو هدف العملية؟

هدف العملية ليس وِجهة؛ إذ إنَّه المسار الذي تخطط لأن تسلكه لتحقيق هدفك النهائي، فعلى سبيل المثال: إذا كنتَ تريد أن تصبح أفضل في الكتابة، فسوف يكون هدف العملية هو نشر مقال واحد في الأسبوع والتعلُّم من التغذية الراجعة التي تتلقاها، أما الوِجهة فهي هدف بنشر 12 مقالاً في الشهر، وهذا الفارق بين الوِجهة والعملية هام؛ وذلك لأنَّه من السهل إغفال حقيقة أنَّ هذه الأنواع من الأهداف ليست الغاية منها الحصول على كل شيء أو لا شيء.

فكر في الأمر كالتالي، لقد سمعتَ المثل الذي يقول: "السر ليس بالعمل الجاد؛ وإنَّما بالعمل بذكاء"؛ حيث إنَّ هدف العملية هو هدف قابل للتنفيذ مثل الأهداف الذكية (SMART) فهو:

  • محدد: كلما كان هدفك أكثر تفصيلاً، كان ذلك أفضل، فعلى سبيل المثال: بدلاً من القول: "أريد أن أكون رشيقاً"، يمكنك أن تقول: "أريد أن أفقد 5 كغ"، وتأكد أنَّ هدفك واضح تماماً.
  • قابل للقياس: أنت بحاجة إلى طريقة لقياس التقدم والنجاح؛ لذلك يجب أن يكون هدفك قابلاً للقياس الكمي، وهنا تقرر ما تعنيه كلمة "رشيق" بالنسبة إليك.
  • قابل للتحقيق: إذا لم يكن هدفك يمثل تحدياً، فلن يكون محفزاً، ومن ناحية أخرى، يجب أن تختار الطريق الصعب إذا كنت تريد نتائج جوهرية.
  • واقعي: مثل قول: "أريد أن أشارك في ماراثون" ليس هدفاً عملياً لمعظم الناس، فتأكَّد من أنَّ لديك الوقت والطاقة والموارد المطلوبة لتحقيق هدفك "كبرنامج التدريب".
  • محدد بزمن: يحتاج هدفك إلى موعد نهائي محدد أو سيتحول إلى حلم؛ إذ لا ضير في الحلم، ولكنَّ الحلم سينتهي.

ما هو هدف الوِجهة؟

هدف الوِجهة هو نقطة زمنية تخطط فيها لتحقيق هدف معين، وعلى سبيل المثال: إذا كان هدفك هو تمثيل بلدك في الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 2025، فأنت تحتاج حقاً إلى التركيز في تحسينات أصغر لتحقيق هذا النجاح، وخلال سعيك إلى تحقيق هذا الهدف، تحتاج إلى التركيز في الوجهات الأصغر.

أولاً، عليك الوصول إلى المنتخب الوطني، وبعد ذلك، تنافس في عدد قليل من الأحداث الرياضية وما إلى ذلك، وإذا حاولت الوصول إلى الألعاب الأولمبية من البداية دون أيَّة إنجازات على طول الطريق، فسوف يكون ذلك شاقاً للغاية، ومن ناحية أخرى، إذا ركزت في كل إنجاز على أنَّه هدف محدد، فسوف يبدو كل ذلك ممكناً وقابلاً للتحقيق.

شاهد بالفديو: 20 مثالاً على الأهداف الشخصية الذكية لتحسين حياتك

نموذج هدف العملية:

لنفترض أنَّك تريد أن تصبح طباخاً أفضل، فإليك طريقة واحدة لكتابة هدف العملية: "سأوفر 100 دولار في الأسبوع عن طريق طهي جميع وجباتي في المنزل لمدة 12 أسبوعاً"، وسيكون هذا هدفك لمدة شهر، والخطوات المطلوبة لتحقيق هذا الهدف بشكل أسبوعي ستكون:

  1. قضاء ساعة واحدة يوم الأحد في التخطيط لوجبات الأسبوع.
  2. التسوق لشراء البقالة بعد العمل يومي الاثنين والثلاثاء.
  3. طهي جميع الوجبات في المنزل من الأربعاء إلى الأحد.
  4. أخذ الطعام للعمل يومي الاثنين والثلاثاء.
  5. توفير 100 دولار في الأسبوع عن طريق الطهي في المنزل.

سيساعدك هدف العملية هذا على أن تصبح طباخاً أفضل من خلال تعليمك توفير المال من خلال التخطيط والتسوق والطهي وتحضير طعامك وتجربة وصفات جديدة؛ حيث يتضمن ذلك أيضاً مكافأة أسبوعية - توفير 100 دولار نقداً - ستساعدك على البقاء متحمساً؛ حيث تشجعك أهداف العملية على الوصول إلى أهدافك النهائية.

وعندما تشعر أنَّه يمكنك تحقيق أهداف أصغر على طول الطريق، فإنَّك تكتسب الاستمرارية والثقة للمضي قدماً، ومن نواح كثيرة، أهداف العملية تشبه إلى حد كبير الإيمان، فكل إنجاز يقربك من رؤية صورة الحياة المثالية التي تريد تحقيقها؛ حيث إنَّه يزيل الشك ويجعل الأمور أكثر وضوحاً.

إقرأ أيضاً: النجاح في تحقيق الأهداف: 8 طرق تسهّل عليك الطريق لتحقيق أهدافك

ما هي الأسئلة التي ساعدَتني على العثور على أهداف العملية الخاصة بي؟

بعد سنوات عدَّة من وضع أهداف كبيرة وشعوري بالإحباط عندما لم أحصل على النتائج التي أردتُها، قررتُ أن ألقي نظرة فاحصة على نهجي، والآن، هناك العديد من الطرائق للقيام بذلك، ولكن إليك كيفية القيام بذلك؛ حيث إنَّني طرحتُ على نفسي الأسئلة التالية:

  • ماذا عليَّ أن أفعل الآن؟
  • كيف يمكنني أن أصبح أفضل في تحقيق أهدافي؟
  • هل هدف العملية الخاص بي يقودني إلى الاقتراب من أهدافي النهائية؟

أصبحَت الاختيارات التي اخترتُها تبعاً للإجابات عن هذه الأسئلة هي أهداف العملية الخاصة بي، فلقد كانوا القوة الدافعة التي جعلَتني متحمسة وقادرة على المضي قدماً عندما أردت الاستسلام والتخلي عن أهدافي.

ومنذ ذلك الحين، تمكنتُ من تحقيق أهدافي على الأمد الطويل التي تخليت عنها منذ سنوات، فعلى سبيل المثال: تمكنتُ من الحصول على عقد نشر وإنشاء المزيد من المنتجات الرقمية لعملي والاستمتاع باللحظة التي أعيش فيها، وقبل أن أُقسِّمَ أهدافي إلى أهداف أصغر، كنتُ أجد صعوبة في النهوض من السرير؛ حيث أبقَتني أهدافي العالقة في حالة ركود، أما الآن؛ أتطلع إلى كل صباح وإلى إنجاز مشاريع صغيرة للوصول إلى نتائج مربحة.

ما هي بعض أهداف العملية التي يمكنك تجربتها؟

الآن، بعد أن فهمت أهمية أهداف العملية، دعنا نبدأ ببعض النصائح التي يمكنك الاستفادة منها هذا الأسبوع:

  • سجِّل في فصل جديد.
  • أكمِل جزءاً واحداً من مشروعك بحلول يوم الخميس.
  • ابدأ المشي حول المبنى بدلاً من الجري لمسافة ميل.
  • حسِّن كتابتك من خلال قضاء 30 دقيقة يومياً في كتابة اليوميات.
  • تدرَّب على مهاراتك في إجراء المقابلات.
  • اقرأ كتاباً واحداً على الأقل من المكتبة هذا الأسبوع.
  • قم بعشرة تمرينات ضغط كل يوم قبل أن تغادر إلى العمل.

أظنُّ أنَّك فهمت الفكرة منها، فلا يجب أن تكون أهداف العملية معقدة؛ إذ يجب تقسيم خططك بحيث تصبح سهلة أو على الأقل قابلة للتنفيذ دون الحاجة إلى إجازة لمدة أسبوع، ومن خلال تقسيم أهدافك إلى أجزاء أصغر، يمكنك تحقيق الكثير في فترة أقصر.

وستشعر أيضاً بمزيد من الثقة في قدرتك على إنجاز شيء ما في الوقت الحالي، وليس من السهل الاستمرار في تحقيق هدفك إذا كانت الإنجازات تستغرق وقتاً طويلاً، فأنت بحاجة إلى الاحتفاء بالإنجازات الصغيرة والاستمتاع بها.

إقرأ أيضاً: الأهداف المتعلقة بالعملية مقابل المتعلقة بالنتيجة: كيف تستخدمها للنجاح

ماذا تحتاج الأهداف العملية؟

فكِّر في مقدار الوقت والمال الذي أنفقتَه على الملابس الجديدة والكتب والتكنولوجيا وما إلى ذلك؛ حيث يرغب الكثير منا في مواكبة أحدث الموضات وشراء أفضل الأدوات من متجر "آبل" (Apple) أو "مايكروسوفت" (Microsoft)، ولكن كل هذه الاستثمارات الإضافية تأتي بسعر باهظ.

وللعثورِ على أهداف العملية الخاصة بك، قد تضطر إلى مواجهة بعض المشاعر أو المواقف الصعبة بشجاعة، ومن ثم قد تحتاج إلى التخلي عن الزي الجديد أو أحدث جهاز "ماك" (Mac) لتحقيق أهدافك العامة، وتذكَّر أنَّ أهداف العملية لا تحميك فقط من الشعور بالإرهاق؛ وإنَّما أيضاً تمنعك عن التشتت.

في الختام:

قد تشعر بالإرهاق في البداية عند محاولة تحديد أهداف العملية، وفي بعض الأحيان، مجرد التفكير في التغيير يسبب التوتر، الأمر الذي يؤدي فقط إلى المزيد من القلق ومشاعر التوتر، ومع ذلك، إذا حافظتَ على تركيزك واتخذتَ خطوات صغيرة في الاتجاه الصحيح، فسوف تدرك في وقت قريب أنَّ الأهداف لا يجب أن تكون معقدة.

يمكنك تحقيق أهداف العملية في كل يوم على حدة ويمكنك أن تبدأ اليوم بتقسيم هدفك الأكبر إلى خطوات أصغر، فلا يهم إذا كانت العملية تستغرق أسبوعاً أو ستة أشهر، الهام هو أنَّك تمضي قدماً وتفعل شيئاً لتحسين نفسك، والآن، انطلِق وحقِّق أحد أهدافك العملية.

المصدر




مقالات مرتبطة