ما هي أكثر أشكال الرعاية الذاتية فاعلية؟

يركِّز الكثيرون منَّا على الاهتمام بصحتهم من خلال القيام بأمور عدة، مثل تناول الأطعمة المغذية والحفاظ على نشاطهم، وممارسة التأمل، وأخذ الوقت اللازم للتوقف عن استخدام الأجهزة الإلكترونية. تُعَدُّ هذه الأعمال رائعة للرعاية الذاتية، وهي ضرورية وهامة، لكن هناك شكل واحد من أشكال الرعاية الذاتية غالباً ما يُتَجاهَل، وقد يكون أكثر أهمية من كل الأعمال الأخرى ألا وهو ممارسة حب الذات.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّن "ليو بابوتا" (Leo Babauta)، والذي يُحدِّثنا فيه عن أكثر أشكال الرعاية الذاتية فاعلية.

في الواقع، غالباً ما يُهمَل هذا الأمر لدرجة أنَّه عندما تُذكَر عبارة "حب الذات"، فإنَّ الكثير من الناس لا يدركون ما يعنيه ذلك تماماً، والكثيرون منا لم يفعل ذلك بوعي، وإذا كنا قد قمنا بذلك بوعي، فمن النادر جداً أن ننسى هذه الذكرى، لكن يجب علينا القيام بذلك على مدار اليوم، فمثلما علينا محاولة شرب 8 أكواب من الماء، يجب أن نعبِّر عن حبنا لأنفسنا 8 مرات على الأقل كل يوم أيضاً.

إذاً ما هو حب الذات؟ تخيَّل أنَّك تعطي كامل الحب في قلبك لشخص تهتم لأمره كثيراً، ما هو شعورك؟ الآن حاول أن تفعل الشيء نفسه تجاه نفسك، فهذا هو حب الذات؛ وهو مفهوم غريب تماماً بالنسبة إلى الغالبية العظمى من الناس.

لماذا يعتبر حب الذات أمراً هاماً جداً؟

أقدِّم الكوتشينغ لعدد من الأشخاص، فردياً وفي مجموعات صغيرة وكبيرة، وإلى حد كبير فإنَّ كل شخص أقابله يقسى على نفسه بطريقة ما؛ مما يسبب لهم الشعور بالإجهاد والألم؛ حيث إنَّهم يغضبون ويشعرون بخيبة أمل تجاه أنفسهم، ويشعرون باستمرار بعدم الكفاءة، وأعتقدُ أنَّ معظمنا يمكن أن يجد هذه الميول في نفسه، حيث إنَّ معظمنا يواجه الشيء نفسه كل يوم.

إنَّ الشيء الذي نركز عليه هو عدم ثقتنا بأنفسنا لأنَّنا لا نعتقد أنَّنا أشخاص جيدون بما يكفي للتعامل مع هذا الأمر، ونحن لا نثق في أنفسنا بأنَّنا قادرين على الالتزام بشيء ما لأنَّنا فعلياً شكَّلنا صورة سيئة عن أنفسنا على مر السنين.

فنحن نغضب من أنفسنا لأنَّنا نتناول المزيد من الطعام، ونشرب الكثير من الماء، ونشعر بالإحباط في موقف اجتماعي، ونشتت انتباهنا بالعديد من مصادر التشتيت، ونشاهد الكثير من مقاطع الفيديو أو نلعب الكثير من الألعاب، فنحن لا نحب كيف نبدو أو مَن نحن في الواقع أو كيف نتصرف من جوانب عدة.

إنَّ هذا الأمر يؤثر في كل شيء في حياتنا؛ حيث إنَّه يجعلنا أكثر توتراً وأقل سعادة وأكثر قلقاً واكتئاباً؛ الأمر الذي يودي بنا إلى المماطلة وإنشاء علاقات غير سعيدة وفقدان التركيز والبحث عن الراحة في جميع الأماكن الخاطئة، مثل تناول الوجبات السريعة التي تُشعِرنا بالراحة والتسوق وأحيانا الإدمان، فنحن نسعى إلى التخفيف من الشعور بالتوتر والألم من حقيقتنا.

لكنَّ منح أنفسنا الحب يمكن أن يبدأ بمعالجة جميع هذه المشاعر؛ وذلك لأنَّ حب الذات أمرٌ يخلق تحولاً في حياتنا؛ حيث إنَّه مع المزيد من حب الذات، يمكننا أن نتعامل بشكل أفضل مع حالات عدم اليقين والفوضى والصعوبات التي نواجهها بطريقة أكثر مرونة، كما يُعَدُّ منح أنفسنا الحب شكلاً هاماً من أشكال الرعاية الذاتية، ومع ذلك، نادراً ما يُطبَّق.

شاهد بالفديو: 12 وسيلة فعالة للرعاية الذاتية لا يمكنك العيش دونها

كيف نعطي أنفسنا الحب في الكثير من الأحيان؟

ضع تذكيرات لنفسك في كل مكان تذهب إليه؛ على ثلاجتك، وجهاز الحاسوب، وهاتفك، وعلى مرآة الحمام، وفي سيارتك، وعلى سطح مكتبك، وبالقرب من التلفاز؛ إذ يجب أن تكون التذكيرات عبارة عن كلمتين فقط: "أحِبَّ نفسك":

  1. توقف عن العمل واستشعر أي ضغط أو ألم أو شكٍّ في نفسك أو غضب أو إحباط أو قلق قد ينتابك، واسمح لنفسك أن تشعر بهذه الجوانب فعلياً في جسدك لبضع لحظات فقط، فلا بأس أن تشعر بهذا ومن الطبيعي أن تشعر به.
  2. الآن، امنح نفسك الحب، وبقدر ما تشعر أنَّ هذا الأمر غريب أو سخيف، فقط جرِّبه، وتخيَّل أولاً أنَّك تُعبِّر عن الحب لشخص تحبه كثيراً، سواء أكان طفلك أم والدك أم أفضل صديق لك، وتخيَّل أنَّهم يمرون بأوقات عصيبة، وتبادلتم مشاعر الحب، على أمل أن تجعلهم أفضل، ولاحظ ما هي مشاعرك تجاههم في قلبك؛ لذا جرِّب الآن هذه المشاعر تجاه نفسك، وولِّد الشعور نفسه في قلبك، ولكن تبادَله مع نفسك بدلاً من تبادله مع الآخرين.
  3. اشعر بالحب وكأنَّه بلسم للشفاء، بصرف النظر عن قلة قدرتك على خلق هذا الشعور، لكن اشعر أنَّه أمرٌ يزيل التوتر والألم والغضب والشك، واشعر به كشراب يهدِّئ الشعور بالألم، واسمح لنفسك بتلقِّي هذا الحب مثل الحب الذي كنتَ تتوق إليه.
إقرأ أيضاً: 15 حقيقة عن حب الذات يجب على الجميع أن يتذكرها

في الختام:

إنَّ حب الذات هو أمرٌ تقوم به بهذه البساطة، ولا يستغرق سوى لحظات قليلة؛ لذا اشعر بالتوتر والألم، وأرسِل لنفسك الحب، واشعر به، وافعل ذلك مرات عدة في اليوم، وإن استطعتَ ذلك، فأنت بحاجة إلى هذه الرعاية الذاتية؛ لذلك لا تتجاهلها بعد الآن.

المصدر




مقالات مرتبطة