ما هي أعراض جفاف الجسم وتأثيراته؟

يعتقد الكثير من الناس أنَّهم يعرفون متى يعانون من الجفاف، ولكنَّ الجفاف يمكن أن يكون متستراً، ناهيك عن كونه غير صحي وخطير.



يحدث الجفاف عندما يفقد جسمك سوائل أكثر مما يعوضها، فقد تكون فقدتَ هذه السوائل بسبب التعرُّق المفرط الذي تسبِّبهُ عوامل عدَّة؛ ومنها ممارسة الرياضة أو الطقس الحار أو المكان مثل الساونا أو الإسهال أو القيء، وعندما تفقد السوائل أنت تفقد أكثر من مجرد الماء؛ حيث تُفقَد الشوارد الهامة مثل الكالسيوم والصوديوم والمغنيسيوم والبوتاسيوم، ويمكن أن تؤدي في نهاية المطاف إلى مشكلات صحية خطيرة؛ إذ تحمل الشوارد في الدم وسوائل الجسم الأخرى الشحنات الكهربائية التي تحتاج إليها عضلاتك وخلايا دماغك لتعمل.

أعراض جفاف الجسم:

يمكن أن تشمل أعراض "الجفاف الخفيف": العطش وتقلُّب المزاج وجفاف الفم أو البول الداكن شديد التركيز، ويمكن أن يسبب الجفاف الأكثر شدة في حدوث الصداع والإجهاد الحراري وضربة شمس وتشنُّجات حرارية "عضلية" وارتباك وعدم القدرة على التفكير بسرعة أو بوضوح، كما أنَّه يُسبِّب التعب النوبات العصبية.

يمكن أن يتعرَّض الأفراد الذين يمارسون نشاطات أو مهن معينة إلى خطر الجفاف بشكل خاص؛ إذ إنَّ عمال البناء والمزارعين وعمال الطرق وغيرهم ممن يعملون في الشمس لفترات طويلة من الزمن، وكذلك سائقي سيارات السباق ورياضيِّي التحمل على سبيل المثال، معرضون إلى خطر كبير للجفاف.

في الواقع، يمكن أن يخسر سائقو سيارات السباق المحترفون ما يصل إلى 10 أرطال - أي ما يعادل تقريباً 5 ليتر - من الماء خلال سباق لمدة ساعتين إلى ثلاث ساعات.

قد تؤثر نسبة 2% فقط من إصابتك بالجفاف في قدراتك المعرفية، فتخيَّل مدى خطورة ذلك على أي شخص يقود أو يشغل معدات ثقيلة.

إقرأ أيضاً: 10 أسباب تجعلُنا نشرب الماء بكثرة

تأثيرات جفاف الجسم:

يُعَدُّ الرُّضَّع والأطفال الصغار وكبار السن وأي شخص مصاب بمرض مزمن أكثر عرضة إلى الإصابة بالجفاف من غيرهم، ومع ذلك، يمكن أن يُصابَ أي شخص بالجفاف؛ لذا كن على دراية بأعراضه ومخاطره وعواقبه:

  • ضربة الشمس: إذا كنتَ تعاني من التشنجات الحرارية والإجهاد الحراري، فقد تؤدي هذه الأعراض إلى الإصابة بضربة شمس، ويحدث هذا عندما لا يستطيع جسمك أن يُبرِّد بشكل صحيح؛ إذ يمكن أن تشمل الأعراض النوبات العصبية والخمول والارتباك.
  • مشكلات الكلى: يحتاج جسمك إلى الكثير من الماء للمساعدة على طرد النفايات والسموم، وقد يؤدي الجفاف الخفيف إلى التعب، ولكنَّ الجفاف لفترات أطول يمكن أن يؤدي إلى تلف دائم في الكلى عندما تعوق حصى الكلى والتراكم السام عمل الكلى، ويمكن أن تؤدي أيضاً إلى التهابات المسالك البولية.
  • النوبات العصبية: يصاحب الجفاف عادة نقص في الصوديوم والبوتاسيوم؛ حيث تساعد هذه الشحنات وظائف الأعصاب والعضلات؛ لذلك عندما يكون هناك نقص في الإمداد بها، فمن الممكن حدوث نوبات وتقلص عضلي لا إرادي وفقدان للوعي.
  • انخفاض حجم الدم: إذا كنتَ ستفقد أكثر من 20% من سوائل جسمك أو إمداد الدم، فسوف تصاب بصدمة نقص حجم الدم؛ وهذه حالة قاتلة ويجب معالجتها على الفور من قِبَل طاقم غرفة الطوارئ أو غيرهم من المتخصصين في حالات الطوارئ.
  • ضعف القدرة العقلية: يمكن أن يؤدي فقدان السوائل بنسبة 2% فقط إلى جفاف يضعف الوظيفة الإدراكية، مثل الانتباه ومهارات التفكير والتنسيق؛ لذلك، حتى الجفاف الخفيف يمكن أن يكون له تأثير كبير في حياتك اليومية.
  • سوء الهضم: الحفاظ على رطوبة الجسم أمر ضروري لعملية الهضم السليمة؛ إذ يمكن أن تؤدي قلة استهلاك السوائل إلى الإمساك.
  • التعب: عندما لا تحصل على كمية كافية من السوائل يتباطأ تدفُّق الدم إلى الدماغ؛ مما يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم وارتفاع معدل ضربات القلب؛ ويمكن لهذا الأمر أن يُسبِّب لك التعب.
  • تطهير الجسم من السموم: يؤدي الجسم عملية استقلابية طبيعية للتخلص من المواد السامة في الجسم، وتتطلَّب هذه العملية - لكي تكون ذات فاعلية وتأثير جيد - كمية كافية من الماء أو السوائل؛ حيثُ يُعرِّض الجفاف هذه العملية إلى الخطر.
  • البشرة والمظهر: يتأثر المظهر الخارجي في كمية السوائل القليلة التي يتلقاها الجسم؛ حيث يساهم الجفاف في البشرة الباهتة والجافة والتجاعيد والأظافر الهشة والشعر الجاف.
  • الدوخة: يمكن أن يجعلك انخفاض تدفق الدم إلى الدماغ تشعر بالدوار وخفة الرأس، ويمكن لهذا أيضاً أن يجعل من الخطر القيادة أو المشاركة في النشاطات التي تتطلب التنظيم والتركيز، مثل القيادة.
  • الرغبة الشديدة في تناول السكر: إذا كنتَ لا تستهلك كمية كافية من السوائل وكنت نشيطاً بدنياً، فسيحتاج جسمك إلى الاستفادة من الكربوهيدرات بمعدل أسرع؛ حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى الشعور بالجوع والرغبة في تناول السكر عندما تكون مصاباً بالجفاف حقاً.
إقرأ أيضاً: أسباب وأعراض إصابة الأطفال بالجفاف

في الختام:

الجفاف هو أكثر بكثير من مجرد الشعور بالعطش؛ إذ يمكن أن تؤدي الكمية القليلة من السوائل في الجسم إلى الشعور بعدم الراحة، وحتى إنَّها يمكن أن تكون مهدِّدَة للحياة، ويوصي الخبراء عادةً بثمانية أكواب سعة ثماني أوقيات يومياً - أي ما يعادل 2 لتر تقريباً - بالإضافة إلى الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الماء، مثل معظم الفواكه والخضروات.

ومع ذلك، قد تحتاج إلى المزيد من السوائل إذا كنتَ مريضاً، أو تمارس الرياضة كثيراً، أو تتناول بعض الأدوية مثل مدرات البول، أو تقضي الكثير من الوقت في البيئات الحارة.

المصدر




مقالات مرتبطة