ما هو سر عملك المجدي؟

"اسعَ وراء شغفك"، فهذه هي الطريقة المتبعة عادة لإيجاد المغزى من عملك، أليس كذلك؟



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب الدكتور غليب تسيبورسكي (Dr. Gleb Tsipursky)، والذي يحدِّثنا فيه عن استراتيجية هامة لجعل أي عملٍ نقوم به هادفاً وذا معنى.

تعدُّ عبارة "اسعَ وراء شغفك" العبارة النموذجية والمعتادة التي تُطرَح عندما يتحدث الناس عن إيجاد المغزى في أعمالهم، وهي نصيحة جيدة؛ ذلك لأنَّ السعي وراء الشغف احدة من أروع الطرائق التي تعطي العمل معنى وقيمة، وتوصلنا إلى السعادة فيه؛ ولقد فعلت ذلك أيضاً عندما قررت أن أصبح أستاذاً ورئيساً لمنظمة إنتينشنال إنسايتس (Intentional Insights)، حيث تمنحني مساعدة الأشخاص في تحقيق أهدافهم باستخدام الاستراتيجيات القائمة على العلم حافزاً كبيراً لدرجة لا تُصدَّق، وتُشعِرني بالسعادة دوماً، خاصة عندما أتلقى رسائل بريد إلكتروني من أشخاص يشكرونني على تحسين حياتهم؛ فأعكف على البقاء مستيقظاً طوال الليل لكتابة مزيد من المقالات وإعداد مقاطع الفيديو التي تساعد في نشر مثل هذه الرسائل التحفيزية، مدفوعاً بفكرة كيف سيكون العالم أفضل، وكم سيكون الناس أكثر سعادة من خلال هذه الوسائل المساعدة؛ فذلك أفضل من أي شيء آخر.

هل يمكننا إيجاد مغزى في عمل لا يتناسب مع شغفنا الحقيقي؟

نعم، بالتأكيد؛ فقد أظهرت الأبحاث وجود إمكانية كبيرة لدى الأفراد لجعل أي عمل يقومون به هادفاً وذا معنى، ووجدت الدراسات أيضاً أنَّ صحتك العقلية والجسدية تعتمد على ذلك؛ لذا فمن الحكمة أن تجعل عملك مفيداً وذا مغزى؛ لذا سوف نتطرق هنا إلى استراتيجية واحدة قد تساعدك في تحقيق هذا الأمر.

لكن قبل أن نخوض في ذلك، يجب أن أوضح أنَّني أستخدم مصطلح "العمل" للإشارة إلى أي مجال تحصل فيه على أجر مقابل تقديم قيمة أو خدمة للآخرين؛ فعلى سبيل المثال: تدعم الحكومة المدارس نظراً إلى أنَّ الطلبة يجلبون القيمة والفائدة من خلال تعلُّمهم خلقَ مجتمع أفضل لنا جميعاً في المستقبل، كما يجلب الأزواج فائدة من خلال رعايتهم منازلهم، حيث يتلقون الدعم من بعضهم بعضاً. بالإضافة إلى ذلك، قد تجد أنَّ المنظمات غير الربحية عبر الإنترنت تطرح مدونات ومقاطع فيديو وتطبيقات مختلفة ودروساً وكتباً وغيرها، حيث يكون معظمها متاحاً مجاناً، وذلك لغاية واحدة هي جذب أولئك الذين يقدرون هذه الأمور للعمل التطوعي أو تقديم التبرعات للمنظمة ودعم المجتمع عموماً.

إقرأ أيضاً: العمل التطوعي: أهميته وفوائده على الفرد والمجتمع

استراتيجية فعالة لجعل عملك هادفاً أكثر:

فكر أولاً في ربط مهمات عملك اليومية بأهدافك الشخصية طويلة الأمد على فتراتٍ منتظمة؛ فبالنسبة إلي، يساعدني كوني رئيساً لمنظمة إنتينشنال إنسايتس (Intentional Insights) في تحقيق هدفي طويل الأمد لتحسين العالم ومساعدة الناس على عيش حياة أفضل، ولكن يميل هذا الهدف الأسمى إلى الضياع في المهمات اليومية المتمثلة في كتابة المقالات وجمع التبرعات والرد على رسائل البريد الإلكتروني وما إلى هنالك.

لهذا أجلس أسبوعياً بعد ظهر يوم السبت لمراجعة الأمور التي فعلتها كافة خلال الأسبوع، فأفكر كيف ساعدت تلك الأمور في تحسين العالم الذي أريد أن أعيش فيه، وأتخيل هذا العالم بجميع تفاصيله: كمدى تحسن حال الآخرين، وكيف يتخذون قرارات أكثر حكمةً مع مرور الأيام، وكم يوجد من سبل لتقليل المعاناة وزيادة السعادة  في عالمنا الواسع؛ فأشعر بمدى روعة العيش والخير الذي قد نجده في هذا العالم، وكم هو رائع أن تساعد أنشطة عملي اليومية في تحويل خيالي هذا إلى حقيقة؛ ومن ثم أكتب مشاعري وأفكاري في دفتر يومياتي، حيث أريد التأكد من أنَّ لديَّ سجلاً يمكنني الرجوع إليه عندما أندمج في أعمالي اليومية لوقت طويل.

لقد أظهرت الأبحاث أنَّ كتابة اليوميات استراتيجية رائعة لاكتساب شعور أعمق بالمعنى والهدف في الحياة؛ لذا أشجع الآخرين على ربط أهدافهم طويلة الأمد بمهماتهم اليومية، وخلق ثقافة تنظيمية تسهِّل إيجاد وخلق المعنى في الحياة الذي نتحدث عنه.

لا بد أن تفكر في تحقيق أهدافك الشخصية، وأن يكون هدفك الأسمى تحسين حياة الأشخاص من حولك، فقد تقول لنفسك: "أنا أقوم بعملي فقط من أجل الراتب"؛ لذا، حاول أن تفكر فيما يحققه لك راتبك، وانظر هل يساعدك المال في تحقيق هدفك المتمثل في الاستقرار والأمان المالي؟ وهل يساعدك ذلك في الحصول على نمط الحياة الذي تريده؟ وهل يساعدك في دعم عائلتك؟

تخيَّل الأشياء المحددة التي يخدمك المال فيها، وتخيل هذا العالم بالكامل، واستشعر جميع المشاعر الإيجابية التي تحصل عليها منه؛ ثمَّ بعد ذلك، دوِّن مشاعرك وأفكارك، وارجع إليها كلما شعرت أنَّك بحاجة إلى تذكر الأسباب التي تدفعك إلى القيام بما تقوم به.

ما الذي نفهمه إذاً من هذا الحديث؟

يجب أن تتذكر دوماً أنَّك تعمل لنفسك، وليس لأي شخص آخر؛ فأنت تفعل كل ما تفعله لتحقيق أهدافك وتلبية دوافعك الخاصة؛ لذا افعل ما تريد وأعلِم الآخرين بما تجده هادفاً وذا معنى، وأخبر الشركة بما تريده من عملك، وبالمغزى والهدف في الحياة.

أسئلة يجب الانتباه إليها:

  • إذا سألك صديقك كيف يمكنه إيجاد المعنى والهدف في عمله، فماذا ستنصحه؟
  • هل ستقودك قراءة هذا المقال إلى اتخاذ خطوات محددة لاكتساب معنى وهدف أكبر من عملك؟ وإذا كان الأمر كذلك، فما هي تلك الخطوات؟ وما هي العوائق التي قد تحول دون اتخاذ مثل هذه الخطوات، وكيف ستتعامل مع هذه العوائق؟
  • ما الفائدة التي جنيتها من قراءة هذا المقال وكيف ستكون حياتك أفضل من جميع النواحي؟

 

المصدر




مقالات مرتبطة