ما هو الفرق بين كتابة المحتوى التسويقي وكتابة المحتوى، وأيهما أفضل؟
كان كاتب المحتوى التسويقي (Copywriter) فيما مضى هو الشخص الذي يبحث الناس عن خدماته حينما يتعلق الأمر بجميع أنواع كتابة المحتوى التسويقي؛ ولكنَّ ذلك كان قبل ظهور المدوَّنات؛ فإذا كانت شركتك تمتلك مدوَّنةً في أيامنا هذه، عليك أن تتساءل ما إذا كنتَ تكتب النوع المناسب من النصوص والمحتوى الذي يناسب جمهورك الذي تستهدفه لتحقيق تأثير أكبر.
لا تزال المدونات تمثِّل أولويةً بالنسبة للمسوِّقين؛ فوفقاً لموقع "هبسبوت" (HubSpot)، أفاد 53% من الخبراء في مجال التسويق أنَّهم يولون أهميةً قصوى للمدوَّنات في مجال التسويق بالمحتوى، وفي واقع الأمر، تحظى المواقع التي تحتوي على مدوَّنات فرصةً أفضل بنسبة 434% في إحراز مراتب أعلى في محركات البحث؛ لذا، إذا تمكنتَ من العثور على الكاتب المناسب؛ فسيعادل وزنه ذهباً.
ولكن ما أوجه الاختلاف بين كتابة المحتوى التسويقي وكتابة المحتوى؟ وأي منهما يناسب مدوَّنتك أكثر؟ ستعثر على جميع الإجابات عن هذه الأسئلة وأكثر في مقالتنا اليوم.
ما هي كتابة المحتوى التسويقي (Copywriter)؟
تتمحور كتابة المحتوى التسويقي بشكل أساسي حول تحقيق هدف مباشر وقصير الأمد يحقق عائدات ضخمة ألا وهي توليد المبيعات؛ كما تشكِّل كتابة المحتوى التسويقي محور تركيز الإعلانات، ورسائل المبيعات، ورسائل البريد الإلكتروني الخاصة بالمبيعات، وصفحات الهبوط التي تتضمن إعلانات الدفع عند النقر (PPC)، وغيرها.
إنَّ كاتب المحتوى التسويقي هو كاتب من الطراز الأول يجيد انتقاء مفرداته وصياغة عناوين جذَّابة وعبارات "دعوة للعمل" (CTA) تحثُّ المستهلكين على شراء المنتجات، أو الاشتراك في خدمة، أو جدولة جولة، أو إرسال معلومات هامة للتواصل معه كعنوان بريده الإلكتروني؛ فبعضٌ من أشهر الحملات التسويقية في العالم كانت نتاج المواهب الفذة لكُتَّاب المحتوى التسويقي.
لقد كان عملاق الإعلانات الشهير "ديفيد أوجيلفي" (David Oglivy) خير من وصف هذا الأمر، حتى قبل أن يتنبَّأ بظهور المدوَّنات والوسائل الرقمية حينما قال: "عندما أكتب إعلاناً، لا يهمني أن تَعُدَّه عملاً إبداعياً؛ بل ما يهمني هو أن يُثير اهتمامك بما يكفي لتشتري المنتج الذي أُعلِن عنه".
تُعدُّ كتابة المحتوى التسويقي (Copywriter) أبسط من كتابة المحتوى (Content Writing)؛ فأنت تَستخدم لغةً مقنعةً ووجدانيةً لتجذب المستهلكين وتحثُّهم على الشراء فوراً، وقد يكون هذا الأمر يَصعب تحقيقه، إلا أنَّ نجاح شركتك أو فشلها يمكِن أن يكون متوقِّفاً على كتابة المحتوى التسويقي؛ وكما قال كاتب المحتوى التسويقي الشهير الخاص بالبريد المباشر، "يوجين شوارتز" (Eugene Schwartz) في وصف مَهمَّة كتابة المحتوى التسويقي: "استثمِر أكثر رغبة عارمة تأسر قلوب آلاف الناس الذين يسعون جاهدين إلى تلبيتها في اللحظة الراهنة".
ما هي كتابة المحتوى (Content Writing)؟
تشمل كتابة المحتوى المقالات في المدوَّنات، والمنشورات على منصات التواصل الاجتماعي، ورسائل البريد الإلكتروني، والأوراق البيضاء، والكتب الإلكترونية، وغيرها من النصوص التي تتطلب إبداعاً وتهدف إلى تثقيف جمهورك وترفيهه وإطلاعه على موضوع معيَّن؛ حيث ترِّكز كتابة المحتوى على إثارة تفاعل مثمر مع الجمهور، كي تزداد ثقتهم بعلامتك التجارية مع مرور الوقت، ويهتموا بمنتجاتك أو خدماتك.
يتَّسم أفضل كُتَّاب المحتوى بالبراعة في سرد القصص؛ بحيث يمكِنهم كتابة عشرات المقالات على مدوَّنتك دون ذكر علامتك التجارية، ومع ذلك يتمكنون من جذب العملاء المحتمَلين وتحويلهم إلى عملاء دائمين، وتكمن فاعلية هذا النوع من الكتابة في قدرتها على تحويل العملاء المحتمَلين إلى عملاء، والذين يتحولون بدورهم بعدها إلى مشترين دائمين.
وفقاً لموقع "هاب سبوت" (HubSpot)، وجدَ المسوقون في الشركات التي تقدِّم خدماتها لشركات أخرى أنَّ التدوين أكثر فاعليةٍ من حيث الوقت والتكلفة من طرائق جذب العملاء المحتملين التقليدية. إضافةً إلى ذلك، تملك كتابة المحتوى القدرة على منح علامتك التجارية أولوية في مجال معيَّن، وتعزيز مصداقية شركتك لتبقى في الطليعة.
وأكثر ما يميز هذا النوع من المحتوى هو أنَّه مجاني للقراء؛ لذا ينبغي أن يكون كاتب المحتوى بارعاً في مجال تحسين محركات البحث (SEO) ليحرص على أن يجد ويقرأ الناس المحتوى الخاص بك بالفعل.
أيهما يُفضَّل استخدامه؟
ينبغي أن تسعى إلى الاستفادة من كِلا النوعين في مدوَّنتك، وتجمع بين محتوىً غني وموثوق وذي قيمة، وعبارة "دعوة إلى العمل" (CTA) واضحة. تذكَّر أنَّ كتابة المحتوى التسويقي هي عبارة عن محتوىً، بينما ليس بالضرورة أن يكون المحتوى تسويقياً؛ فكتابة المحتوى تتميز بأنَّها غنية بالمعلومات وإبداعية وتهدف إلى مشاركتها، بينما كتابة المحتوى التسويقي تتسم بأسلوبها المباشر، وتركِّز في نهاية الأمر على تحقيق المبيعات.
وكما يقول المحترفون في موقع "كوبي بلوغر" (Copyblogger): "إنَّ كتابة المحتوى التسويقي دون وجود محتوىً تُعدُّ مضيعةً لنصوص إعلانية جيدة، والمحتوى دون كتابةٍ تسويقية يُعدُّ إضاعةً للمحتوى الجيد".