ما هو الطموح؟ وكيف تحقق طموحاتك؟

ماذا يعني لك أن تكون شخصاً طموحاً؟ إنَّ الطُموح مصدر إلهام مستمر، كما أنَّه يعني امتلاك رؤية واضحة وجريئة لما نريد أن ننجزه في الحياة ورغبة مُلِّحة للقيام بذلك؛ فعندما تواجه الكثير من التحديات نتيجة عِرقك، أو جنسك، أو ظروف حياتك الأخرى، فسوف تحتاج إلى رؤية واسعة النطاق وثابتة.



دوافع تحقيق أهدافك:

سوف تكتشف ما تستطيع القيام به بحق، فما لم تكن شخصاً طموحاً بما يكفي للمحاولة، فلن تعرف أبداً مقدار كفاءتك أو ما يمكنك القيام به؛ حيث يشعر الكثير منا بالذنب لعيش حياتنا بشكل سلبي، ورفض التغيير، والخوف من المجهول؛ ولكن ماذا لو كان الشيء الوحيد الذي يمنعك من تحقيق النجاح الحقيقي هو رفضك لتخيُّل حياة أعظم وأفضل لنفسك؟ لماذا لا ترى ما أنت قادر على القيام به حقاً؟

عقلك الباطن تحت سيطرتك:

تبقى الأفكار والمواقف والعواطف والذكريات طويلة الأمد عالقةً في عقلك الباطن، الذي يعمل مثل الإسفنج؛ حيث يعمل كآلة خارقة تُطوِّر أفكارك، وتُحدِّد سلوكك، وتؤثِّر في نتائجك، فيمكنك أن تُغذِّي عقلك الباطن بالأفكار الطموحة مراراً وتكراراً، وسوف يستوعبها ويبدأ بالعمل على جعلها حقيقة واقعية.

يمكنك جذب الأمور لصالحك:

هل سبق لك أن فكَّرتَ بأي شيء، كفكرة، أو أمنية، أو رغبة، لتتفاجأ بفرصة تتيح لك القيام بذلك الأمر بعينه ظهرَت من العدم؟ هذه هي الطريقة التي يعمل بها الكون، فهو يتفاعل مع أفكارك بطرائق ستدهشك، وفي بعض الأحيان، تكون الأشياء التي تُركِّز عليها مهما بدت بعيدة المنال، هي الأشياء التي تظهر باستمرار، فلماذا لا تحلم أحلاماً كبيرة عندما يعمل الكون لصالحك؟

إقرأ أيضاً: 6 نصائح لتحقيق أحلامك عن طريق قانون الجذب

على الأرجح، أنت تستهين بنفسك:

يميل المتفوقون ذوو الكفاءة العالية إلى الاستهانة بما يملكونه من قدرات لدرجة أنَّهم يعتقدون أنَّ الآخرين أكثر كفاءةً منهم، فمتلازمة المحتال (Imposter Syndrome) ظاهرة نفسية اكتشفها كل من "بولين كلانس" (Pauline Clance) و"سوزان إيمز" (Suzanne Imes)، وعادةً ما تؤثِّر في المتفوقين ذوي الكفاءة العالية، فإنَّ شكوكنا أو مخاوفنا المستمرة بشأن قدرتنا على النجاح، على الرُّغم من القائمة الطويلة من الإنجازات التي حققناها في الماضي، هي في الحقيقة مُؤشِّرات على أنَّنا موهوبون للغاية؛ لذا تبنَّاها وتعرَّف إليها على حقيقتها، فهي تذكير بمقدار تقدُّمك، ودلالة على الأمد الذي يمكن لهدفك أن ينقلك إليه.

إنَّ الحقيقة هي أنَّ الطموح أمرٌ وراثي، فلا تقاومه، وعندما تُحقق هدفاً ما، يقوم جسمك بإفراز مادة الدوبامين في عقلك؛ مما يجعلك تشعر بالرضا ومن ثمَّ أكثر تحفيزاً وتركيزاً على أداء واجباتك، ونتيجةً لذلك، كلما شعرتَ أنَّك بحال أفضل، أنجزتَ أكثر، وكان أداؤك أفضل.

الأمر متروك لك للاستمتاع بحياتك:

الحياة التي تقضيها في الخوف هي حياة ليست كاملةً، فارتكاب بعض الأخطاء أفضل بكثير من عدم المحاولة على الإطلاق، وكم مرة يذكر الناس أنَّهم يندمون على الأشياء التي لا يفعلونها أكثر من تلك التي يفعلونها؟ لذا اختر الحياة وليس الطموح.

كيف تُحقِّق طموحاتك؟

1. مواجهة عقباتك:

إذا كنتَ تملك رؤيةً سلبية للطموح، معتقداً أنَّه صفة أنانية أو غير لائقة، ففكِّر من أين نشأَت هذه الآراء ولماذا نشأَت، وابحث عن الحقائق كي تدعم وجهات النظر الأخرى، وابحث عن أشخاص يمكن أن يكونوا قدوةً، ويجسِّدوا المثل السامية التي تُحبُّها، واستخدِم سماتهم وإنجازاتهم كمصدر إلهام لأهدافك الخاصة.

إقرأ أيضاً: 6 طرق لتجاوز عقبات الحياة والتغلب عليها

2. الافتخار بأهدافك:

كن صريحاً بشأن رغبتك، وكرِّر جملة "أنا طموح" مرات عدَّة؛ ففي البداية، قد تشعر بالخجل والإحراج عندما يصفك العديد من الأشخاص بأنَّك طموح، ولكن بعد ذلك سيتضح لك أنَّ هذا هو الأمر الذي سيدفعك نحو الأمام، فأنت تفكِّر في هدف، وتمتلك رغبةً قوية لتحقيقه، ولديك الكثير من الطموح، وهو شعور رائع.

3. تحديد هدف طموح وجريء:

ضع قائمةً لتحقيق الهدف الأكبر والأكثر طموحاً الذي تفكِّر فيه، ثُمَّ كرِّره بصوت عالٍ لمدة سبعة أيام، وبحلول نهاية الأسبوع، وسوف تندهش من حماسك تجاه إنجاز هذا الهدف، فهذا ما أسميه بالطموح.

4. وضع إنجازاتك في الماضي في الحسبان:

فكِّر في هدف حققتَه في الماضي وشعرتَ بأنَّه جريء أو مخيف، وحاول أن تتذكَّر شعورك حيال تحقيق هذا الهدف قبل أن تُحقِّقه، فهل سبق لك أن أكملتَ سباق ماراثون؟ وهل بدأتَ عملاً تجارياً؟ وهل سبق لك أن تعلَّمتَ موهبةً بدَت غير قابلة للتحقيق في ذلك الوقت؟ كل هذه الأمور هي تأكيدات على قدراتك وأهدافك؛ لذا، ضعها في الحسبان.

5. التغلُّب على خوفك من الفشل:

نحن نتجنَّب عادةً وضع أهداف طموحة؛ ذلك لأنَّنا نخشى ما قد يحدث إذا فشلنا، ولكن يحصل ذلك فقط إذا كنتَ تعتقد أنَّ الفشل أمر سيئ؛ لذا، تعلَّم كيفية إدراك الفشل على حقيقته، ألا وهي فرصة للتعلُّم والتطور، واستخدامه كنقطة انطلاق لتحقيق النجاح النهائي.

شاهد بالفديو: 6 نصائح للتخلص من مشاعر الخوف من الفشل

6. التحرُّر من الخوف من النجاح:

قد لا تكون خائفاً من الفشل فحسب؛ بل من العقبات الإضافية التي قد يجلبها النجاح أيضاً، فماذا يحدث إذا حصلتَ على وظيفة أو ترقية؟ هل ستكون قادراً على التأقلم؟ وهل ستشعر بالرضا؟ تخلَّ عن السيناريوهات التي تبدأ بعبارة "ماذا لو"؛ حيث إنَّها ستمنعك من التقدُّم، أو تجعلك تندم على الفرص الضائعة.

7. قضاء المزيد من الوقت مع الأشخاص المتحمسين:

انضم إلى منظمات للتواصل، ورافِق الآخرين الذين يشاركونك طموحك ويدفعونك إلى النجاح؛ حيث إنَّ موجة عارمة من تفاؤل الآخرين ورغبتهم ستُحفزك؛ مما سيساعدك على بلوغ أهدافك، فتأكَّد من أنَّ رغبتك حقيقية؛ حيث لا يتعلق الأمر بما تريده فقط؛ بل يتعلَّق أيضاً بسبب رغبتك فيه، فإذا كنتَ مخلصاً ولا تزال تحتفظ بولائك لمبادئك الأساسية، فسوف تكتشف دافعاً حقيقياً في قراراتك المتعلقة بالعمل والحياة.

ضع في الحسبان تجاربك السابقة وحاول معرفة سبب متى كنتَ سعيداً أو أكثر نشاطاً، ومتى تشعر بعدم الرضا أو الضجر؛ حيث سيساعدك هذا على توجيه طموحاتك إلى أمور ذات مغزى بالنسبة إليك، وبمجرَّد أن تركِّز انتباهك على تلك الرغبة الحقيقية، لن يتمكن أي شيء من إيقافك، إذاً أنت تعرف سبب احتياجك إليها وكيفية تحقيقها، لكن هل أدركتَ أنَّ هناك بعض الأخطاء الفادحة التي يجب عليك تجنبها في سعيك وراء الطموح؟

كيف تتجنَّب هذه الأخطاء الفادحة؟

1. عدم إدراك أنَّك تعاني من متلازمة المحتال (Imposter Syndrome):

كلما ارتفع مستوى خبرتك، زادت احتمالية تفكيرك النقدي في المخاطر والعواقب، فإذا كنتَ تجرؤ على تحديد هدف سامٍ، فربما تختار العمل عليه بناءً على احتمالية النجاح (أو الفشل) على المستوى العلمي، لكن لا تدع للشعور بأنَّك محتال أن يمنعك من تحقيق ذلك، لذلك عليك أن تدرك أنَّ رغبتك الواعية في تعديل سلوكاتك وذاتك تعوق مواهبك الكبيرة، وقدرتك على التحكم بمصيرك، لذلك استعد للسيطرة على أهدافك الجريئة.

إقرأ أيضاً: استراتيجيات لإعادة تأطير القلق للتغلب على متلازمة المحتال

2. الاعتقاد بأنَّ الطموح يعادل القسوة:

من الهام الاقتداء بأشخاص ناجحين، ولكنَّ الاقتداء بشخص متغطرس يحقق أهدافه بأي ثمن لن يفيدك؛ لذا، ابحث عن شخص أنت معجب بما يملكه من سمات ومبادئ، فلا يجب أن ينطوي الطموح على الغطرسة أو القسوة، ولا تغضب بسبب الأشخاص الذين تراهم؛ بل ابحث عن أسلوبك في الطموح وأنجِزه بأسلوبك الفريد.

3. إحاطة نفسك بأفراد سلبيين:

قد تؤثِّر المشاعر السلبية تأثيراً كبيراً في أفكارك وسلوكاتك عندما تستنفد طاقتك وقوة إرادتك، ومن ثمَّ تقضي على رغبتك؛ لذا، رافِق الأفراد الذين يفكرون بطريقتك نفسها، والذين يشاركونك رؤيتك، ونظرتك الإيجابية، وتصميمك على الخروج من المشكلات، وتخلَّص من المتشائمين، ورافِق الأشخاص المتفائلين.

4. الاعتقاد بأنَّه لا يمكنك الحصول على كل شيء:

لن يكون السعي وراء القدرات الخارقة ممكناً أو مرغوباً فيه على الإطلاق، ولكن بوسعك الحصول على كل شيء بافتراض أنَّك تعرف ما تريده بالفعل، فما هي قيمك وأهدافك وأحلامك؟ لا يوجد معيار واحد مُشترك؛ حيث يتعلق الأمر بمعرفة ما الذي يجعلك سعيداً وبكامل طاقتك، ولأنَّك تعرف ما "هي جميع الأهداف التي تريد بلوغها"، يمكنك بالتأكيد تحقيق ذلك.

إقرأ أيضاً: كيف لا تخسر ذاتك؟ مكوِّنات الثروة الحقيقية للإنسان

5. الاعتقاد بأنَّ الطموح صفة أنانية:

الكثير منا مجبول على صور نمطية سلبية عن الطموح، مثل أنَّه عديم الجدوى أو أمر أناني، وإذا رأيتَ أنَّ هذه المشاعر تقيِّد قدراتك، فواجهها، واختبرها، ثُمَّ أجرِ تحقيقاً شاملاً، واكتشِف دليلاً يثبت عكس ذلك، وابحث عن أشخاص لا تتوافق نجاحاتهم مع الصور النمطية المسبقة لتقتدي بهم.

المصدر




مقالات مرتبطة