ما هو السبب في كون كثير من الناس غير سعداء؟

أنت حيث يجب أن تكون، كلُّ خطوة ضرورية لتصل إلى هدفك؛ لذا لا تحكم على نفسك أو تشعر بالاستياء بسبب صعوبة تحقيق هدفك، نحتاج جميعاً إلى وقت خاص بنا لنصل إلى أهدافنا.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتبة آنجل كرنوف (ANGEL Chernoff)، وتُحدِّثنا فيه عن السبب في كون كثير من الناس غير سعداء.

قدِّر جهودك على كلِّ ما حققته حتى الآن، واحمد الله لأنَّك وصلت إلى هذه المرحلة، واستمر في التقدم، يجب ألا تضيع وقتك أو طاقتك لتحقيق شيء لا يناسبك، استثمر وقتك وطاقتك للوصول إلى هدفك الخاص، وتخلَّ عن كلِّ شيء لا يخدمك من الماضي، واعتز بأنَّه أوصلك إلى ما أنت عليه الآن، هذا هو الجوهر المبسط للغاية لما ننصح به أنا وزوجي مارك (Marc) يومياً القرَّاء، وأيَّ شخص آخر يتواصل معنا للحصول على بعض النصائح العامة عن الحياة، وهي نصائح جيدة بالنسبة إلى معظمنا، ومع ذلك، فإنَّ معظمنا يفعل خلاف ذلك تماماً.

في الواقع، لا يفعل معظمنا شيئاً مثمراً على الإطلاق حتى نصل إلى نقطة الانهيار الكارثية؛ بمعنى آخر، نضيع كلَّ وقتنا وطاقتنا في انتظار ظهور المسار المثالي؛ لكنَّنا لا نعثر عليه أبداً؛ لأنَّنا ننسى أنَّ المسارات تُصنع بالمشي لا بالانتظار، وننسى أنَّنا يجب ألا نشعر بمزيد من الثقة قبل أن نتخذ الخطوة التالية، وهكذا، إنَّنا نتردد ونؤجل ونستسلم في النهاية للروتين القديم نفسه الذي جعلنا بائسين.

إقرأ أيضاً: 10 طرق تشعرك بطعم السعادة الحقيقية

عدم الانضباط الذاتي:

يفتقر معظمنا إلى مجموعة مهارات الانضباط الذاتي المطلوبة لتحقيق تقدُّم مستمر وهادف؛ لذا فكِّر في أكثر مصادر التعاسة انتشاراً التي نتعامل معها في حياتنا؛ بدءاً من الكسل إلى عدم ممارسة الرياضة إلى العادات غير الصحية إلى المماطلة وما إلى ذلك، وفي معظم الحالات، لا تنتج مثل هذه المشكلات عن مرض جسدي؛ وإنَّما بسبب ضعف ذهني يحثنا باستمرار على تجنب الانزعاج.

في كثير من الأحيان نحلم بالمكافأة دون المخاطرة، لكن لا يمكننا الوصول إلى الوجهة دون رحلة، والرحلة دائماً لها تكاليف، على الأقل علينا بذل قليل من الوقت والطاقة لاتخاذ خطوة إلى الأمام كلَّ يوم؛ لذا بدلاً من أن تحلم بما تريده الآن، اسأل نفسك أولاً: "ما الذي أنا على استعداد للتخلي عنه للوصول إلى هدفي؟" أو بالنسبة إلى تلك الأيام الصعبة التي لا مفر منها: "ما الذي يستحق التضحية من أجله؟" فكِّر في الأمر.

إذا كنت ترغب في الحصول على جسم رياضي، فعليك ممارسة الرياضة وتناول وجبات صحية، وإذا كنت تريد عملاً ناجحاً، فعليك تحمُّل أيام العمل الطويلة وتقبُّل الفشل لتعرف ما تحتاج إلى معرفته للنجاح على الأمد الطويل، وإذا كنت تريد شيئاً ما في الحياة، فعليك تخصيص الوقت والجهد للحصول عليه، يجب أن تكون على استعداد للمثابرة، وبخلاف ذلك، لا فائدة من الحلم، وفي الواقع، طالما أنَّ الحلم في رأسك فقط دون أيِّ فعل، فإنَّه يضر أكثر مما ينفع.

يعرف عقلك الباطن أنَّك تماطل في شيء هام بالنسبة إليك؛ فالعمل الضروري الذي تستمر في تأجيله يسبب التعاسة والقلق والخوف والمزيد من المماطلة، فتدخل في حلقة مفرغة تستمر في التفاقم حتى تقاطعها بالعمل، قد يبدو العمل بسيطاً؛ لكنَّه في الحقيقة ليس كذلك؛ لأنَّ ما نحتاج إلى فعله حقاً هو غالباً ما نشعر برغبة في تجنبه، وهذه حقيقة قاسية.

  • كم مرة نكون عالقين في حلقة مفرغة من القلق والخوف وأشكال أخرى من الإفراط في التفكير؟
  • كم مرة يُشتت انتباهنا بلا هدف؟
  • كم مرة نماطل؟

كثيراً، لكن يوجد أمل.

شاهد بالفديو: 6 نصائح لتعيش حياة مفعمة بالسعادة

ممارسة مهارة الانضباط الذاتي:

بعد صقل انضباطي الذاتي باستمرار على مر السنين، أصبحت بارعة في إنجاز الأمور بأقل قدر من الإلهاء والمماطلة، اليوم على سبيل المثال كتبت رسالة بريد إلكتروني من 1200 كلمة لمشتركي المدونة، ودققت ونقحت التعديلات القليلة الأخيرة لكتاب جديد، وقمت بعملي بوصفي كوتشاً في دوراتنا، ورددت على التعليقات ورسائل البريد الإلكتروني من عشرات المتدربين والقراء، ووضعت خطة عمل واستراتيجيات لعدد قليل من المشاريع الإضافية، وقضيت أمسية لطيفة مع عائلتي، وبالطبع أنا الآن أكتب المقال الذي تقرأه الآن، وقد يبدو الأمر وكأنَّني قمت بأعمال كثيرة؛ لكنَّه يحدث خطوة بخطوة بحضور ذهني وتركيز.

مع ذلك، سأكون أول من يعترف بأنَّني أنا ومارك ما زلنا نكافح من حين إلى آخر مع مشكلات الانضباط الذاتي التي نعانيها وتعوق فاعليتنا؛ لأنَّنا بشر، وعندما يحدث هذا لي، أولاً وقبل كلِّ شيء، أنا أسامح نفسي على الفوضى التي تسببت بها، ثم أسعى جاهدة لأكون واعية بما يحدث بالفعل.

فهل أنا أماطل لسبب ما؟ هل أنا مشتتة؟ بدلاً من أن أقول لنفسي إنَّني سيئة أو غير منضبطة، أحاول أن أكتشف المشكلة، ثم أعالجها؛ باختصار، أذكِّر نفسي أنَّ الانضباط الذاتي هو مجرد مهارة يجب صقلها، إنَّها ببساطة ممارسة للتغلب على المشتتات والتركيز على ما يهم، وتنطوي على التصرف وفقاً لما تعرف أنَّه صحيح بدلاً مما تشعر به في الوقت الحالي، ويتطلب الأمر عادةً التضحية بالمتعة والإثارة الفورية من أجل ما هو أكثر أهمية في الحياة، وهو شيء يجب إعادة النظر فيه مراراً وتكراراً.

لكن ماذا تفعل إذا كانت حياتك في حالة فوضى كاملة، وبالكاد يكون لديك أيُّ انضباط ذاتي أو إجراءات مفيدة، ولا يمكنك التمسك بأيِّ شيء، وتماطل باستمرار، وتشعر بفقدان السيطرة؟ كيف تبدأ في ممارسة الانضباط الذاتي عندما يكون لديك كثير من التغييرات التي يجب عليك إجراؤها؟

تبدأ بخطوات صغيرة، إذا كنت لا تعرف من أين تبدأ، دعني أقترح عليك أن تبدأ ببساطة بغسل أطباقك، نعم، أعني حرفياً غسل أطباقك؛ إنَّها مجرد خطوة صغيرة إلى الأمام، فعندما تأكل وجبتك التالية، اغسل الوعاء والملعقة، وعندما تنتهي من شرب قهوة الصباح، اغسل كوب القهوة، لا تترك أيَّة أطباق متسخة في الحوض أو على المنضدة إلى وقت لاحق، اغسلها على الفور، ومارس هذه العادات الصغيرة خطوة واحدة تلو الأخرى.

بمجرد القيام بذلك باستمرار لبضعة أسابيع، يمكنك البدء في التأكد من القيام بكلِّ المهام التي تريدها، مثل وضع ملابسك في مكانها عند خلعها والقيام ببعض التمرينات الرياضية كلَّ صباح وتناول القليل من الخضار على العشاء، وهكذا دواليك.

افعل واحدة من هذه الخطوات ثم انتقل إلى الأخرى، وستبدأ في بناء طقوس صحية لممارسة الانضباط الذاتي، وأخيراً ستكون قادراً على فعل ما يجب القيام به، لكن مرة أخرى، في الوقت الحالي، فقط اغسل أطباقك.

إقرأ أيضاً: 5 نصائح مهمة لتحقيق السعادة المُطلقة في الحياة

في الختام:

الآن حان دورك، اتخذ خطوة واحدة فقط اليوم؛ مثل غسل الأطباق، ثم استمر في تخصيص وقت لها لبضع دقائق يومياً من الآن فصاعداً؛ فالمفتاح هو إجراء تغييرات مستدامة في معتقداتك وسلوكك، وهذا يعني التدرب تدريجياً، خطوة بخطوة، ويوماً تلو الآخر، والسماح لتقدمك بالنمو بمرور الوقت.

انتقل من صفر إلى 60 خطوة طيلة شهرين، وليس القيام بها كلَّها دفعة واحدة، لن يكون الأمر سهلاً؛ لكنَّه يستحق ذلك، فبينما تتقدَّم في الحياة، لا مفر من الشدائد، وهذا يشبه إلى حدٍّ كبير السير في عاصفة رياح مضطربة؛ بينما تقاتل للتقدُّم إلى الأمام ستكتسب القوة، وتتخلَّص من كلِّ الصفات السلبية باستثناء الأجزاء الأساسية منك، بمجرد الخروج من العاصفة، تكون مستعداً وواثقاً من قدرتك على اتخاذ الخطوة الصغيرة التالية.




مقالات مرتبطة